أعلنت وفود المغرب، والسعودية، والإمارات، اليوم؛ انسحابها من القمة العربية – الأفريقية بغينيا الاستوائية؛ بسبب إصرار الاتحاد الأفريقي على مشاركة وفد “الصحراء” في أعمال القمة، بحسب وكالة الأناضول. واحتجت المغرب على مشاركة جبهة البوليساريو في اجتماعات أفريقية عربية في العاصمة الغينية؛ ما أدى إلى تأجيلها إلى موعد لم يحدد، في وقت يواصل العاهل المغربي الملك محمد السادس جولته الأفريقية، التي تشمل دولًا وقفت دائمًا ضد المغرب إلى جانب الجبهة. وكان مقررًا بدءُ اجتماعات المجلس المشترك “وزراء الخارجية” للقمة العربية الأفريقية الرابعة، أمس الاثنين، في عاصمة غينيا الاستوائية “ملابو”، إلا أن الوفد المغربي اعترض على مشاركة الجمهورية الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1977. وأعلن السفير “أحمد بن عبد العزيز قطان”، سفير السعودية لدى مصر والجامعة العربية، أن بلاده أعلنت انسحابها تضامنًا مع المغرب. وقال خلال المجلس الوزاري: إن السعودية تساند المغرب في انسحابها من القمة، و”كل ما يمسّ سيادة الدولة المغربية ترفضه السعودية”. واقترح رفع علم “الصحراء” من على طاولة الدول المشاركة؛ حتى يتم التوافق على حلٍّ لمواصلة الاجتماعات، مضيفًا أن غينيا الاستوائية “لم تقدم دعوة للصحراء”. بدوره، أعلن وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، “ثاني بن أحمد الزيودي”، مساندة موقفَي المغرب والسعودية، وقال في كلمة خلال الاجتماع: إن بلاده تضم صوتها إلى جانب المغرب والسعودية في الانسحاب من القمة. وفي سياق متصل، كشف مصدر دبلوماسي أفريقي رفيع عن رفع جلسات أعمال المجلس إلى وقت لاحق لم يحدد. وقال المصدر للأناضول: إن انسحاب وفود المغرب والسعودية والإمارات من القمة تسبّب في “إخلال كبير بأعمال القمة؛ ما اضطر رئيس المجلس الوزاري للقمة، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية، “الشيخ صباح خالد الحمد الصباح”؛ إلى رفع أعمال اجتماعات المجلس الوزاري إلى وقت لاحق لم يحدد”. وذكر المصدر أن “هذه الخلافات ستتسبّب في فشل القمة العربية الأفريقية الرابعة التي ستنطلق غدًا، في الوقت الذي بدأ فيه عدد من الرؤساء في التوافد إلى غينيا الاستوائية للمشاركة في أعمالها”. وأضاف أن الدول الأفريقية ستعقد اجتماعًا طارئًا اليوم لبحث هذا الخلاف مع الدول العربية، وبالمثل سيعقد رؤساء وفود الدول الثلاث “المغرب، والسعودية، والإمارات” اجتماعًا لبحث الأزمة، وإمكانية إيجاد حل لمواصلة أعمال القمة. ونجحت جبهة البوليساريو وداعموها في حصول “الجمهورية الصحراوية” على عضوية منظمة الوحدة الأفريقية 1982؛ ما أدى إلى انسحاب المغرب من المنظمة رسميًّا عام 1984، وتقدم في سبتمبر/ أيلول الماضي، بطلب الالتحاق بالاتحاد الأفريقي، بعد 32 عامًا من انسحابه من العمل الأفريقي المؤسساتي الجماعي، ومن المقرر أن تبتّ قمة أفريقية تعقد في يناير/ كانون الثاني القادم في هذا الطلب الذي لقي ترحيبًا أفريقيًّا واسعًا.
المصدر -