المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
صحف عربية: الحل العسكري باليمن «باهظ الثمن»
غرب - التحرير
بواسطة : غرب - التحرير 05-11-2016 07:36 صباحاً 7.0K
المصدر -  
واصلت الصحف العربية الصادرة الأسبوع الماضي جُلّ اهتماماتها بالحديث عن الأزمة اليمنية وتداعياتها الخطيرة على وحدة الأراضي اليمنية, وخطورتها على الأوضاع المعيشية للشعب اليمني. فمن جهتها قالت بعض الصحف: إن الحوثيين يلعبون دوراً أكبر من إمكانياتهم وأجنداتهم, وأنهم يصرون على المضي في مغامرة خاسرة تجاه إثارة مشاعر المسلمين، ومحاولة النيل من مقدساتهم، ولكنه يُنفِّذون ما هو مطلوب منهم دون تفكير في العواقب، أو النظر في عروبته، ومشتركاته الثقافية في نسيج مجتمعه، ويتنازل عن كل ذلك في سبيل إيران ومخططاتها الإجرامية، وأحلامها في تصدير ثورتها إلى اليمن كما فعلت في لبنان والعراق وسوريا. هذا وقد شددت بعض الصحف على أن اليمن سيبقى لليمنيين بما فيهم جماعة الحوثي، والمخلوع صالح، وبقية الأطياف والأحزاب السياسية، وسيبقى موحداً رغم التحديات، وسيكون الحل سياسياً لأزمته وليس عسكرياً باهظ الثمن، وهو ما حرصت عليه دول التحالف منذ وقت مبكر في إطلاق «إعادة الأمل» كمشروع سياسي إنساني للخروج من الأزمة بأقل الخسائر. ومن جهتها حذرت بعض الصحف من المخاطر التي يواجهها الشعب اليمني وأنه أصبح على حافة مجاعة, بسبب الفوضى التي فجرها الحوثي والمخلوع صالح لتنفيذ الأجندات الخارجية. ففي هذا الشأن قالت صحيفة القدس العربي في إحدى افتتاحيتها: لقد حذّرت الأمم المتحدة عدّة مرّات هذا العام من أن اليمن على حافة مجاعة وعرضت وكالات الأنباء خلال الفترة الماضية صوراً مرعبة لأشخاص تحوّلوا إلى أشباح كما نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية مؤخراً تقريراً رئيسياً حول الموضوع تحدثت فيه عن ملايين يتضورون جوعاً. وأضافت أن قضية المجاعة اليمنية لا تحتاج تأكيداً على خطورتها وعلى تأثيرها المأساوي على أحد أقدم الشعوب والحضارات في العالم، كما لا حاجة للتأكيد على ارتباطها العضوي بالحرب الكبرى الجارية فيها والتي تشارك فيها أطراف عالمية، كالولايات المتحدة الأميركية، وإقليمية كإيران والسعودية ودول الخليج. وأضافت: تخوض قوات التحالف العربي منذ 26 مارس 2015 حرباً ضد جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) وقوات حليفهم الرئيس السابق علي صالح، وتسيطر منذ ذلك الحين على الأجواء اليمنية، وكان الباعث على هذه الحرب اتجاه الحوثيين وقوات صالح نحو عدن والمحافظات الجنوبية وطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من حلفائه العرب إيقافهم. وتابعت: من نافلة القول: إن الفوضى الأمنية والعسكرية كانت تضرب في أنحاء اليمن قبل التدخل العسكري العربيّ فيه، وأن مصادر الدخل والغذاء قد تراجعت خلال فترة الثورة على نظام علي صالح وما تبع ذلك من لجوء الأخير إلى الحوثيين والاستعانة بهم لاستعادة سلطاته. وأضافت أن المجاعة التي تحصل في اليمن تقوم على الحرب أساساً، وهذه الحرب تشارك فيها أطراف عديدة كما ذكرنا، فالمجاعة في مدينة تعز سببها محاصرتها من قبل الحوثيين الذين صادروا قبل فترة قصيرة عشرات من شاحنات الإغاثة المتوجهة إليها، أما المجاعة في الحديدة، التي هي تحت سيطرة الحوثيين، فتعود إلى الدمار الذي لحق بمينائها الذي كانت نسبة كبرى من الصادرات الغذائية اليمنية تصل إليه. وأضافت أن من أهم أسباب المجاعة هو حال المراوحة العسكرية والأمنية، وبالتالي السياسية والاقتصادية، التي يعاني منها اليمن، فإن المسؤولية الأكبر تقع على الطرف الذي قاد الثورة المضادة في اليمن، وهو الرئيس اليمني السابق، الذي عاد راكباً على صهوة الحوثيين، المتحالفين مع إيران، ليقود حرباً مدمّرة للسيطرة مجدداً على اليمن، ولتهديد منطقة الخليج العربي من خلال وجود قاعدة إيرانية متقدمة فيه. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها: إن الإعلام الغربي يتجاهل بالطبع الدور العسكري والسياسي الأميركي المستمر في اليمن، كما يتجاهل الدور الإيراني في تأمين الذخائر والأسلحة والصواريخ وتدريب العناصر لتأجيج الحرب ويركّز، لأسباب تاريخية وآنية، على السعودية والخليج العربي، وهي مساهمة في الاستخدام السياسي للمجاعة، وتسيء لليمنيين من حيث تدّعي التعاطف مع مأساتهم. من جهتها قالت صحيفة الرياض السعودية في إحدى افتتاحيتها: إن استهداف مكة المكرمة بصاروخ باليستي من قبل الانقلابيين في اليمن ومن ورائهم إيران أدى إلى موجة غضب عارمة في العالمين العربي والإسلامي، وكان هذا أمراً متوقعاً؛ فاستهداف البيت الحرام والبلد الحرام في الشهر الحرام أمر جلل اهتزت له أركان العالم الإسلامي ولا زالت، فالمسلمون وإن كانت بينهم بعض الخلافات إلا أنهم يضعونها جانباً ويكونون صفاً واحداً عندما يتعلق الأمر بمقدساتهم فما بالنا بأقدس المقدسات بيت الله الحرام. وأضافت الصحيفة أن إيران وأتباعها يدّعون الإسلام وفي ذات الوقت يطلقون الصواريخ باتجاه المقدسات الإسلامية، معادلة لا يمكن وضعها إلا في إطارها الصحيح، إن تلك الفعلة الإسلام براء منها ومن قاموا بها لا علاقة لهم بأسس عقيدتنا الإسلامية الصحيحة ولم يعظموا حرمة الزمان والمكان، حيث قال المولى عز وجل في محكم كتابه الكريم «وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ»، هذا الوعيد من الخالق تبارك وتعالى لمن يفكر ولم يصل إلى مرحلة الفعل فكيف بنا بمن نوى وفعل؟ ونبي الهدى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في حديث عن حرمة المسجد الحرام والبلد الحرام: (إن هذا البلد حرّمه الله يوم خلق السموات والأرض، ولم يحرّمه الناس، وإن الله جل وعلا لم يحلّه لي إلا ساعة من نهار، وقد عادت حرمته اليوم كحرمته بالأمس، فليبلغ منكم الشاهد الغائب)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يحل لأحد أن يسفك فيه دماً، أو يعضد فيه شجرة، ولا ينفر صيده، ولا يختلى خلاه، ولا تلتقط لقطته إلا لمنشد)، أحاديث صحيحة صريحة عن تعظيم المسجد الحرام والبلد الحرام أقدس بقاع الأرض عند الله سبحانه وتعالى. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها: إن إيران وأتباعها لم يمتثلوا لأوامر الحق سبحانه وتعالى وأطلقوا أكثر من صاروخ باتجاه مكة المكرمة وكأنهم يتحدّون المسلمين في كل مكان بمهاجمة أقدس مقدساتهم، ورد الفعل العربي والإسلامي كان مناسباً، ولكن يجب ألا يتوقف عند حدٍّ معين، فليس أكبر من مهاجمة مكة المكرمة وبيت الله الحرام وجعلهما هدفاً لعبثهم واستهتارهم وضعف عقيدتهم وانحرافها عن العقيدة الإسلامية الصحيحة، يجب فضح أعمالهم أمام العالم أجمع ليعرف أن هؤلاء لا عهد لهم ولا ميثاق، وحتى انتماؤهم للدين الإسلامي تشوبه شوائب لا تعد ولا تحصى. وفي إحدى مقالاتها بصحيفة المشهد اليمني قالت الكاتب سلوى دماج: إن اجتاح الحوثيون صنعاء في سبتمبر 2014، ثم تمدّدوا إلى وسط اليمن وجنوبه، حيث العاصمة المؤقتة عدن، قبل أن تبدأ عملية عسكرية لدعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي بتحالف عربي تقوده السعودية، وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام على اشتعال المعارك، وتوسّع المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الرئيس هادي، وتحسن الوضع الأمني فيها، خصوصاً طرد القاعدة والجهاديين من المكلا عاصمة حضرموت ومدن محافظة أبين، وفتح جبهات جديدة ضد قوات الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح في صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، وإحراز القوات الحكومية، بدعم من التحالف السعودي العربي، تقدماً مهماً في الجبهة الجديدة في صعدة، على الرغم من ذلك، إلا أن الحرب قد دخلت في مرحلة المراوحة في مكانها. وأضافت: فبعد شهور من اقتراب خطوط جبهة المعارك من العاصمة صنعاء، ما من مؤشّر على اقتراب أي عملية عسكرية من تغيير المعادلة الحالية، أو استعادة العاصمة من الحوثيين وصالح. وأضافت: تبدو الأوضاع أكثر صعوبةً وسوءاً في ساحل تهامة الخاضع لسيطرة قوات مليشيا الحوثي وصالح، مع تزايد صعوبة المعيشة والافتقار للغذاء والرعاية الصحية وانتشار مظاهر الجوع ويخيم شبح المجاعة، وجاء عجز إدارتي الحوثيين والسلطة الحكومية في صرف رواتب أكثر من مليون ومائتين ألف موظف حكومي في القطاعين، المدني والعسكري، ليزيد الأمر صعوبةً والأوضاع تأزماً. واختتمت الكاتب مقالاته مؤكدة أن صالح يرى أن كل الحلول المقترحة لا تحفظ له مكاناً في التسوية، وأنه سيعمل على إفشال كل عروض التسوية المقترحة، خصوصاَ أن وضعه داخل التحالف مع الحوثي يزداد تحسناً، مع الاستنزاف الحاد الذي عانى منه الحوثيون، خصوصاً على مستوى العنصر البشري.;