المصدر -
هزت أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة أمس الأحد أرجاء مدينة حلب السورية في اليوم الثالث لهجوم الفصائل المعارضة والإسلامية على أطراف أحياء المدينة الغربية.
وتدور منذ يوم الجمعة اشتباكات عنيفة عند أطراف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب إثر هجوم شنته فصائل مقاتلة وإسلامية وجهادية، بينها خصوصا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) وحركة أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي.
وتهدف الفصائل من خلال هجومها إلى كسر حصار تفرضه قوات النظام منذ أكثر من ثلاثة أشهر على الأحياء الشرقية.
وأسفرت المعارك والغارات الجوية على مناطق الاشتباكات منذ الجمعة عن مقتل «أكثر من 64 مقاتلاً سورياً وآخرين أجانب في صفوف الفصائل، وما لا يقل عن 55 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، في حصيلة جديدة للمرصد السوري.
وأفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية، التي تعد بعيدة نسبياً عن جبهات القتال، الأحد أن أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة هزت أرجاء المدينة طوال الليل، ولا تزال مستمرة.
وأكد مشاهدته أعمدة الدخان تتصاعد فوق المدينة.
وأوضح رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الاشتباكات على أشدها الأحد في محور ضاحية الأسد، إذ تحاول الفصائل التقدم باتجاه حي الحمدانية» الواقع تحت سيطرة قوات النظام والمحاذي للأحياء الشرقية. ولفت مدير المرصد إلى «عدم حصول تقدم حتى اللحظة في حين تستهدف الفصائل مواقع قوات النظام بعشرات الصواريخ»، مشيراً إلى «وصول تعزيزات عسكرية من مقاتلين وسلاح إلى الطرفين».
وكانت الفصائل وبعد ساعات على إطلاقها الهجوم سيطرت على الجزء الأكبر من منطقة ضاحية الأسد.
هجوم ضخم ومنسق
وتدور المعارك على جبهة تمتد حوالي 15 كيلومتر من حي جمعية الزهراء عند أطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولاً إلى أطراف حلب الجنوبية. وقال مصدر سوري ميداني لفرانس برس: إن هجوم الفصائل «ضخم جدّا ومنسق». وتمثل ذلك، بحسب قوله: «بالتمهيد الناري الكبير بصواريخ الجراد التي حصلوا عليها من جهات عربية، وبالعربات المفخخة، وبالمقاتلين الأجانب في صفوفهم».
وأكد أن «الخرق الوحيد الذي حصل هو في ضاحية الأسد، فيما لم يتمكن المسلحون من خرق أي محاور أخرى».
في المقابل أكد عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي ياسر اليوسف لفرانس برس أن «معنويات الثوار مرتفعة جدا»، مشيراً إلى «هجوم مرتقب من داخل الأحياء الشرقية» لدعم العملية الجارية.
وقال: «لا تزال هناك مفاجآت كبيرة مستقبلاً حول تنوع المحاور التي سيتم فتحها». وأعلن تحالف «جيش الفتح» الذي يقود العمليات في بيان الأحد «انتهاء المرحلة الأولى من مراحل فك الحصار، بتحرير ضاحية» الأسد ومناطق أخرى. كما أعلن مناطق عدة تقع على خطوط تماسّ بين الأحياء الشرقية والأحياء الغربية في مدينة حلب «مناطق عسكرية».
ورغم الغارات السورية والروسية على مناطق الاشتباك منعاً لتقدم الفصائل، لم تستهدف الطائرات الحربية الأحياء الشرقية.