المصدر -
د. فهد العرابي:* تجمع مثقفي الخليج في البحرين سابقة إيجابية مهمة تطرح صوتهم أمام القادة
أ. فاطمة خليل:* الملتقى مهرجان للرهان على الإمكانيات الفكرية النخبوية ودعمها للقادة
أ. عبدالعزيز الخميس:* يتلمس الملتقى أفكاراً للمستقبل دون التعرض لتذاكر الماضي
أيام معدودات تفصل مملكة البحرين عن استضافة الملتقى الخليجي للتخطيط الاستراتيجي الذي تنظمه "أكت سمارت لاستشارات العلاقات العامة" للمرة الخامسة على التوالي، ويستمد الملتقى في نسخته الأخيرة أهميته من تعاونه مع "مجموعة مراقبة الخليج" التي سترفع مرئياتها من خلال الملتقى إلى المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي.
وفي كلمة تشخيصية لموقع هذا الملتقى على خارطة المشهد العام الذي يمر به الخليج العربي وعموم المنطقة، قال د. فهد العرابي الحارثي – رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام، أن "هذا التجمع لمثقفين خليجيين في البحرين، يعتبر سابقة إيجابية مهمة جداً، وخصوصاً حينما ندرك أن الهدف من هذا التجمع هو التداول والتشاور والقيام بما يسمى بالعصف الذهني حول عدد من المسائل التي تهم دول الخليج على وجه الخصوص لرفع خلاصات هذه الأفكار للقمة الخليجية التي ستعقد في أسابيع قليلة في في شهر ديسمبر المقبل".* وأضاف أن "هذا التواصل ومد الجسور بين مثقفي الخليج وقادة الخليج يكتسب أهمية خاصة به اليوم، ولاسيما في هذه الظروف التي تمر بها منطقة الخليج والمنطقة العربية بوجه عام؛ تحديات سياسية وثقافية واجتماعية"، وفي وقفة تفصيلية نوعية أوجز العرابي هذه الظروف بقوله "من التحديات الاجتماعية ما نجده من ظواهر البطالة والفقر التي تعم المنطقة للأسف الشديد، إلى جانب أن هناك ضعف في التعليم وضعف الرعاية الصحية"، واستطرد العرابي "على المستوى السياسي هناك الحروب التي تخوضها قوى غريبة على المجتمع العربي، منها ما يوصم بالتطرف، ومنها ما يوصف بالتمرد على السلطات المحلية والسلطات القائمة، وأن هذه التحديات كلها تضع المنطقة على شفير الهاوية فيما يتعلق بالمستقبل القريب أو بالمستوى البعيد"، من جهة أخرى وقف العرابي على المستوى الثقافي أيضاً بقوله "هناك فقدان كبير للهوية الحقيقية لهذه المجتمعات وهي تتنازع بين الطائفية من جهة والعصبية العرقية والدينية من جهة أخرى".
وحول الملتقى مجدداً أبدى تفاؤله بما سيقدم من أفكار خليجية ثرية من قبل المثقفين الذين يلتقون في البحرين ليقدموا لقادتهم بعض التصورات والرؤى، معرباً عن ذلك بقوله أن "صوت المثقفين الخليجيين لا بد أن يصل هكذا إلى القادة الخليجيين ليكونوا على بينة مما يفكر فيه هؤلاء المثقفين الذين تجمعهم كلهم مع قادتهم مصلحة هذه المنطقة، ولهذا فإن من أهم وأبرز المخرجات التي ستنجم عن هذا اللقاء للمثقفين الخليجيين في البحرين هو الورقة التي ستقدم للقادة الخليجيين في قمتهم المقبلة، وهي ستحمل كثير من الرؤى والتصورات التي يراها هؤلاء المثقفون فيما يتعلق بمستقبل بلدانهم ومستقبل المنطقة العربية بشكل عام"، ما دعاه للاستطراد بقوله "آن الأوان لكي يرتكز القرار الخليجي على أرض صلبة من مقوماتها آراء وأفكار مثقفي الخليج العربي ومواطنيه، صوت الخليجيين ممثلاً في مثقفيهم سيكون بين يدّي القادة الخليجيين".
وفي كلمة حول ورقة العمل التي ستقدمها في الجلسة التنموية أشارت أ. فاطمة عبدالله خليل - الكاتبة والباحثة في شؤون الخليج العربي إلى أنها ستتناول موضوع التنمية بأبعادها الثلاث "اقتصادية – اجتماعية – سياسية" بقولها "لا يمكن الفصل بين هذه الأبعاد الثلاثة عند الوقوف على مفهوم التنمية بأي بلد أو كيان دولي، لأنها تدور في حلقة تكاملية وتلقي كل منها بانعكاساتها على الأخرى، بل ويكملها البعد الثقافي كذلك"، وأضافت أن الحكومات الخليجية "أصبحت تتوقع من شعوبها مزيداً من التفهم والمسؤولية في هذه المرحلة الحرجة على المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي تمر بها المنطقة، بينما يرى المواطن الخليجي أنه ليس على قدر من المسؤولية في جانب تخفيض الإنفاق وحسب، وليست هذه حدود تطلعاته في الإسهام في بناء مستقبل المنطقة والتضحية من أجل إعادة نهضة بلدانها، فما يملكه الخليج العربي من إمكانيات فكرية وثقافية وتحليلية وما يقدمه من مرئيات ومخارج للحيلولة دون الوقوع في دوامة من الأزمات المتتالية هو ما يراهن عليه فعلياً على المستوى الشعبي في دعمه للحكومات خلال المرحلة الآنية والمقبلة، وهو ما بادرت به نخب الخليج العربي والمتمثلة في أغلبها بمجموعة مراقبة الخليج من خلال المشاركة في الملتقى الخليجي الخامس للتخطيط الاستراتيجي الذي سيرفع مرئياته للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي" وهو ما وصفته فاطمة خليل في ختام كلمتها بـ"مهرجان الرهان على الإمكانيات الفكرية النخبوية في الخليج العربي ودعمها للقادة".
أما عبدالعزيز الخميس – باحث وصحفي في شؤون الشرق الأوسط، تحدث عن أهمية الملتقى بقوله "تبرز أهمية الملتقى الخليجي الخامس التخطيط الاستراتيجي في هذا الوقت بعد وضوح الحاجة لاستراتيجيات تخرج الخليج من أزمات محدقة به، وبينما يتنادى عليه الصديق قبل العدو"، واستطرد الخميس "إن الحاجة ملحة للوقوف سوية للمساعدة في رسم سياسات واضحة تجنب الخليج ما يحيط به، والملتقى سيضم عقولاً خليجية لها نتاج بارز ومن مشارب وتوجهات مختلفة بما يسهم في تنوع الأفكار والطروحات التي تخدم صانع القرار السياسي في الخليج العربي.* وفيما يتعلق بمخرجات الملتقى فأشار إلى توقعاته بـ"أن يحرص المشاركون على وضع أفكار تركز على المستقبل دون التعرض لتذاكر الماضي إلا باختصار بغية الاستدلال فقط" وهو ما دعاه إلى القول في ختام حديثه "ننتظر مخرجات مهمة وبنود تساعد في صنع استراتيجية تعمل على صيانة أمن دول الخليج وشعوبه".
جدير بالذكر أن الملتقى سيعقد خلال الفترة 25-27 أكتوبر بفندق ومنتجع سوفتيل الزلاق بمملكة البحرين، وأن الفرصة ما زالت سانحة للتسجيل والمشاركة من خلال الموقع الإلكتروني www.actsmartpr.com أو من خلال رقم الهاتف 97317123500+"، كما أن المجال مفتوح دائماً لمتابعة أخبار ونشاطات الملتقى على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال وسم #BFE2.