المصدر - فيينا*- غرب*
اعتبر القائم بأعمال السفارة اليمنية في النمسا سامي منصور الباشا أن من يتحمل مسئولية تدهور الأوضاع في اليمن وتفاقمها هم الميليشيا الحوثية الانقلابية. وفي مداخلته في ندوة بعنوان ( اليمن ، الأزمة .. الثورة .. الحرب ) .
والتي أقامها معهد فيينا للحوار والتعاون الدولي بالتعاون مع الأكاديمية الدبلوماسية في فيينا باستضافة كل من بروفسورة العلوم السياسية اليمنية / الهام مانع ، والصحفية صفاء الأحمد، صرح الباشا بأن السبب التي أدى إلى تدهور الوضع في اليمن وصولا للحرب القائمة حاليا هو استخدام الحوثيين للعنف والقوة في سبيل تحقيق أهدافهم السياسية، مشيرا إلى أن الانقلاب الذي قاموا به لم يكن انقلابا على السلطة السياسة ممثلة بمؤسسة الرئاسة والحكومة اليمنية ولكنه انقلاب على الشعب اليمني بأجمعه الذي اختار الحوار لحل أزمته السياسية وتوافق على مجموعة من المخرجات التي عرفت بمخرجات الحوار الوطني والتي انقلب عليها الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقد شدد الأخ سامي الباشا على أهمية الحديث عن مؤتمر الحوار الوطني اليمني ومخرجات هذا الحوار ، موضحا أن تغييب هذا الحدث عند شرح الاسباب التي أدت إلى نشوب الحرب في اليمن هو إخلال بتوضيح الحقيقة ، واعتبر أن تعليق مسألة تدهور الأوضاع في اليمن كما زعم بعض المتحدثين في الندوة على فشل الحكومة في إدارة قضيتي صعدة والحراك الجنوبي هو تجافي وخروج عن الواقع السياسي، حيث كانت المهمة الرئيسية لرئيس الجمهورية المنتخب عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني هي الخروج باليمن إلى دستور جديد يبنى على توافق جميع الأطراف السياسية والاجتماعية اليمنية ، وهو ما تم من خلال مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته ،وهي المخرجات التي عالجت كافة القضايا والمشاكل اليمنية وعلى رأسها القضية الجنوبية وقضية صعدة، ووضعت النواة لدستور يمني جديد تقوم فكرته الأساسية على إقامة يمن اتحادي يتم فيه التوزيع العادل للثروة والسلطة ليحل بذلك الإشكاليات السياسية التي عانى منها اليمن لعقود طويلة، معتبرا أن من انقلب على هذا الحوار ورفض التوافق الذي ارتضته جميع الأطراف اليمنية ، وقام بالتصعيد باختطاف مدير مكتب رئاسة الجمهورية وإعاقة طرح الدستور الجديد للاستفتاء وفرض إرادته بالقوة بعيدا عن الحوار والوسائل السلمية هو من يتحمل كافة المسئولية عن الحرب التي قامت في اليمن وعن كل الدمار الذي لحقها وسيلحق بها.
كما رفض الباشا اعتبار أن الحرب بدأت في اللحظة التي طلب فيها الرئيس عبد ربه منصور هادي التدخل العسكري لقوات التحالف ، واعتبر أن هذا النوع من التحليل ما هو إلا ابتعاد عن واقع الحقيقة ، حيث أوضح السفير الباشا أن رئيس الجمهورية استنفذ كافة الخيارات السلمية للتعامل مع المليشيا الانقلابية وقدم العديد من التنازلات حقنا للدماء ، وحتى في اللحظات التي احتلت فيها المليشيا العاصمة صنعاء لم يسمح الرئيس بتدخل الجيش لكي لا تنتهي المسألة إلى حرب أهلية ، ولكن الطرف الذي اصر على استخدام القوة والبعد عن الوسائل السلمية وهي المليشيات الحوثية وحليفها الرئيس المخلوع علي صالح هي من بدأت هذه الحرب ، وأن اللحظة التي بدأت فيها الحرب هي اللحظة التي رمى فيها الحوثيين والمخلوع صالح بمخرجات الحوار الوطني بعيدا، واستخدموا القوة والسلاح لإعاقة مشروع الدستور اليمني الجديد الذي كان يمهد لانتقال اليمن إلى جمهورية جديدة تقوم على أسس العدل والمساواة وقوة القانون ، حيث قامت هذه المليشيا المتمردة بوضع رئيس الجمهورية الشرعي وكافة أعضاء حكومته تحت الإقامة الجبرية ، ومن ثم حين تمكن الرئيس من التوجه إلى عدن العاصمة المؤقتة كان موقفه واضحا بضرورة العودة للحوار وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ولكن المليشيا عوضا عن ذلك توجهت لاحتلال عدن وقامت بقصف القصر الجمهوري الذي انتقل إليه الرئيس عبد ربه آنذاك بالطيران الحربي وهذه هي اللحظات الحقيقة التي بدأت فيها الحرب ولم يكن تدخل التحالف العربي بدعوة من رئيس الجمهورية إلا رد فعل لمواجهة هذا العنف المسلح.
واختتم السفير الباشا مداخلته باعتبار أن لا حل للأزمة اليمنية إلا بالعودة إلى الحوار وتطبيق مخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن المتعلقة باليمن والتي تلزم المليشيا المتمردة بتسليم السلاح والمدن وإعادة مؤسسات الدولة والمشاركة في الحكومة كطرف سياسي وليس طرف مسلح ، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال فرض إرادة أو توجه واحد على الشعب اليمني بالقوة وأنه لن يكون هناك من بديل ليمن اتحادي لإنهاء المشاكل التي تتعلق باستحواذ السلطة من طرف أو مركز واحد في اليمن.