المصدر -
يعبِّر السكان في سوريا عن سعادتهم لتمضية ليلة هانئة خلت من صوت القصف، لكن القاطنين في المدن المحاصرة ينتظرون بفارغ الصبر توزيع المساعدات الإنسانية الموعودة، بموجب اتفاق الهدنة.
ويقول أبو جميل الذي يقطن حي الأنصاري الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في حلب، لوكالة فرانس برس: «إن توقف القصف أمر جيد لكنه ليس كافيا، نريد إدخال الغذاء إلينا».
وأكد الرجل، البالغ 55 عاما، قائلا: «إن الوضع لا يزال سيئا هنا لأن الأسواق خالية». وتخضع الأحياء الشرقية في المدينة لحصار منذ شهرين، وتعاني هذه الأحياء من نقص حاد وغير مسبوق في المواد الأساسية، وكانت تتعرض لقصف عنيف يوميا من طائرات النظام قبل البَدء بتنفيذ الهدنة، الاثنين.
ويتجاذب السكان أطراف الحديث على الأرصفة أو أمام منازلهم في عدد من الأحياء.
كما شوهد عدد كبير من الأطفال، الذين نادرا ما يخرجون من منازلهم أو من الملاجئ بسبب القصف، وهم يركبون الأراجيح أو يلعبون كرة القدم كما في حي الشعار وسط الجسور المهدمة.
وأَغلقت العديد من الأسواق أبوابها بسبب قلة البضائع، فيما توقف عدد من المارة أمام المتاجر القليلة التي فتحت أبوابها للتبضع. ومن الخضراوات المتوفرة الباذنجان والكوسة والبقدونس.
في حي الكلاسة الذي يخضع لسيطرة المعارضة، يقول محمد حشيشو (23 عاما): «لقد سمعنا في التلفزيون عن إدخال مساعدات. لكننا بعد 20 ساعة (من بَدء تطبيق الهدنة) لم يصلنا أي شي».
وستُرسَل المساعدات عبر تركيا ثم من طريق الكاستيلو في شمال المدينة، حيث أقام الجنود الروس نقطة مراقبة من دون أن يتبين حتى الآن ما إذا كان الجيش السوري انسحب من المكان كما ينص الاتفاق، أم لا.
في دوما المحاصرة بالغوطة الشرقية، التي تخضع لسيطرة الفصائل المقاتلة، فإن ما ينقص خاصة هو المواد الطبية.
ويقول المسؤول في مشفى دوما، ياسر الشامي: «الشيء المنتظر هو ملء المستودعات الطبية بالمواد الضرورية، التي لم تكن موجودة خلال فترة الحصار».
ويقول أبو حمزة، وهو فني في مركز غسل الكلى بالغوطة الشرقية: «ننتظر دخول المواد الطبية اللازمة لعمليات الغسل، وأي تأخير ينعكس سلبا على صحة المريض».
ويضيف: «إن المواد التي أُدخِلت منذ فترة شارفت على الانتهاء».
وفي الأحياء الغربية من حلب التي يسيطر عليها النظام، يبدو السكان راضين عن تمكنهم مجددا من مزاولة حياتهم في شكل شبه طبيعي.;