المصدر - غرب _ رويترز
تسبب احتدام القتال حول مدينة حلب السورية في مقتل عشرات السوريين على مدى أسبوع وتشريد الآلاف وقطع إمدادات المياه والكهرباء عن نحو مليوني شخص على جانبي جبهة القتال في المدينة مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلا لمئات الآلاف من المدنيين.
وفي حرب تشهد أزمة إنسانية حادة قالت الأمم المتحدة إن القتال يهدد بتكرار الأوضاع التي عانى منها مؤخرا من يعيشون في الأحياء الشرقية من حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في المناطق الغربية التي تسيطر عليها الحكومة.
وتحدث سكان وجماعات إغاثة اتصلت بهم رويترز عن نقص حاد في المياه وانقطاع في إمدادات الكهرباء ومخاوف من نفاد الغذاء والافتقار إلى النظافة العامة.
وتسببت المكاسب الميدانية التي أحرزتها الأطراف المتحاربة في الآونة الأخيرة والتي أسفرت عن حصار الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة وعن قطع طريق أساسي يؤدي للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في وقف تدفق الإمدادات وأثار مخاوف من حصار سكان المدينة بالكامل.
وحلب -التي كانت أكبر مدينة في البلاد قبل الحرب- مقسمة إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة المعارضة منذ بدء الصراع تقريبا وأصبحت مسرحا لتصاعد العنف منذ انهيار وقف لإطلاق النار أبرم بمساعدة واشنطن وموسكو في فبراير شباط. وستكون السيطرة عليها بالكامل إن حدثت نصرا كبيرا للرئيس السوري بشار الأسد.
وساعد التدخل الروسي في الحرب العام الماضي على تحويل دفة القتال لصالح الأسد. وحاصرت قواته بمساعدة مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية ومقاتلين إيرانيين الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب منذ يوليو تموز.
لكن أحدث مكاسب كبرى كانت من نصيب المعارضة التي تمكنت من كسر حصار حكومي دام شهرا في هجوم نفذته الأسبوع الماضي على مجمع عسكري سوري وأيضا قطعت خط الإمداد الرئيسي للمناطق الغربية الواقعة تحت سيطرة الحكومة من المدينة.
وقال أبو جورج وهو أحد السكان الذين فروا من حي قريب من المجمع العسكري جنوب غربي المدينة "عندما بدأ الهجوم ... أطلقت صواريخ وقذائف نحو الحمدانية."
وأضاف المهندس الزراعي البالغ من العمر 61 عاما عبر الهاتف "كان هناك أشخاص مشردون أساسا يحتمون في مناطق قريبة واضطروا إلى الرحيل."
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قصف المعارضة للحمدانية يوم الأربعاء قتل أكثر من 12 شخصا. ونفذت طائرات روسية وسورية غارات مكثفة على المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وأضاف المرصد أن عمليات القصف التي نفذها الجانبان قتلت أكثر من 120 شخصا في المدينة منذ بداية أغسطس آب.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن أبو جورج من بين آلاف فروا من مناطق جنوب غرب حلب في الأيام القليلة الماضية.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة إنجي صدقي "آلاف العائلات تشردت من جنوب غرب حلب وبينها عائلات كانت نازحة أصلا اضطرت للرحيل مرة ثانية."
وقال سكان في غرب حلب إن قطع طريق الإمداد الرئيسي للجانب الذي تسيطر عليه الحكومة أبطأ من دخول البضائع والوقود ورفع أسعار الغذاء لكن إيصال قوات الحكومة لمساعدات عبر طريق بديل هذا الأسبوع خفف قليلا من تلك الأوضاع.
وقال توني اسحق (26 عاما) عبر تطبيق (مسينجر) على الإنترنت "كانت هناك بعض المشكلات مع الوقود لكن الإمدادات وصلت ومحطات الوقود مفتوحة وتعمل."
والطريق البديل الذي تم استخدامه كان حتى الشهر الماضي الطريق الوحيد المؤدي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة من حلب. وبعد قصف عنيف سيطرت القوات الحكومية على طريق الكاستيلو في تقدم لقواتها وضع شرق حلب تحت الحصار.