المصدر -
في خطوة جريئة وسابقة، قررت نساء أمريكيات استعادة حقوق أبنائهم في العثور على أزواجهن السعوديين بعد أن تركوهن ليرحلوا إلى بلادهم ويتركوا خلفهم أبناء وبنات يطالبون برؤيتهم والتعرف عليهم، حيث أطلقت الزوجات صرخة مدوية بعنوان "أطفال سعوديون تُركوا في أميركا" للبحث عن أزواجهن الذين هجروهن بعد انقضاء فترة ابتعاثهم للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، وعرضن بكل جرأة صور وأسماء أزواجهن السعوديين، وتركن رسالة لهم للعثور عليهن.*
وقد سجل موقع (Saudi children left behind ) الذي أطلقته الزوجات الأمريكيات أسماء وبيانات لسعوديين وصورهم الشخصية والعائلية، وعلقن عليها: "أبناؤكم يريدون رؤيتكم". ويحوي الموقع الذي يحمل عنوان "أطفال سعوديون منسيون" رسائل مناشدة من الأمهات الأميركيات إلى الآباء السعوديين باللغتين العربية والإنكليزية، مطالبات بتحمّل مسؤولياتهم تجاه أبنائهم.*
وسردت أم سامي التي تطارد توقيع زوجها لتتخلص من الضريبة قصتها لـ"الحياة"، ذاكرة أنها تعرّفت على شاب سعودي مُبتعث في إحدى الجامعات الأميركية هجرها بعد سبعة أشهر من حملها بابنه "من دون وداع" بعد أن غيرت دينها لأجله، وقالت: "لجأت إلى الموقع الإلكتروني لمناشدة الآباء المنقطعين بعد أن فقدت الأمل في التواصل مع والد ابني سامي على مدار ثلاثة أعوام".*
وأضافت الفتاة الأميركية: "لا أريد نفقة أو اهتماماً، وكل ما أريده هو توقيع بسيط من والده كي تكون إقامة طفلي سامي في دولة غواتيمالا قانونية، فأنا أدفع ضريبة بشكل يومي لأبقي ابني لدي، إذ أن الحكومة ترفض اعتباره قانونياً ما لم تحصل على توقيع والد الطفل، وحاولت مراراً التواصل مع السفارة السعودية في أميركا، إلا أنني لم أجد حلاً".*
وأفادت والدة سامي بأنها حاولت التواصل مع جمعية "أواصر"، وقالت: "توقعت أنني وجدت ضالتي بعد أن توصلت إلى الجمعية، ولكن اتضح لي أن المشوار لم يقترب أبداً، إذ مضى الآن عامان منذ أن تواصلت مع الجمعية ولم أجد أي رد منها، وكل ما أجده هو وعود بالرد، لكنني في كل الأحوال تعلمت كثيراً بعد كل ما فعلته لمحاولة إعادة حرية سامي، ولن أندم على شيء؛ لأنني على الأقل أستطيع إخبار ابني بأنني فعلت أفضل ما يمكنني فعله لأجيبه على سؤاله: أين أبي؟".*
ومن الجدير بالذكر أن الموقع حظي بمعدلات عالية من المتابعة والزيارة، فقد تجاوز عدد زواره 1.5 مليون، كما نشرت مجموعة من مدعيات التضرر أنهن تواصلن مع الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج "أواصر" لإيجاد حلول لمشكلاتهن، وأظهرت بعضهن رسائل متبادلة بينهن وبين الجمعية مضى عليها عامان بلا إجابة واضحة.