المصدر - انطلقت أمس أعمال اليوم الثاني من الملتقى الخليجي الرابع للتخطيط الاستراتيجي تحت رعاية معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية، وانطلق الملتقى في نسخته الرابعة تحت شعار "هواجس أمنية"* وبتنظيم من مكتب أكت سمارت لاستشارت العلاقات العامة، وتستمر أعمال الملتقى لغاية يوم غد الخميس الموافق 5 من شهر نوفمبر الجاري بفندق ومنتجع سوفتيل الزلاق.
الدكتور عيسى الغيث: إيران تثير المشاكل في المنطقة العربية منذ 36 سنة
الدكتور محمد السلمي: الأمن السياسي في الخليج بحاجة إلى أداة إعلامية قوية
الأستاذ بسام البنمحمد: متفائلين بدور السعودية لخلق كيان اقتصادي قوي في المنطقة
الجلسة الأولى:
وخصصت الجلسة الأولى من الملتقى للحديث عن محور "الأمن السياسي"، وقال خلالها عضو مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية الدكتور عيسى الغيث، إن منطقة الخليج تعيش حالة الهاجس الأمني منذ الثورة الإيرانية، فإيران منذ 36 سنة وهي تثير المشاكل في المنطقة، داعياً إلى التحول من الظاهرة الصوتية إلى العمل الفعلي.
وأكد على أهمية استغلال الشباب الخليجي في العمل الداخلي بدلاً من استغلالهم خارجياً من الجهات المتطرفة، لافتاً أهمية إنشاء مراكز دراسات وبحوث حقيقية، وأن تكون هنالك استراتيجيات واضحة وحقيقية وجداول زمنية لتنفيذها لمواجهة التحديات.
من جانبه قال الأكاديمي المتخصص في الدراسات الإيرانية الدكتور محمد السلمي إن الأمن السياسي في الخليج بحاجة إلى أداة إعلامية قوية لمواجهة التحديات الخارجية وتحقيق النجاح في أعمالها، مشيراً إلى أن العمل العسكري الخليجي في اليمن (عاصفة الحزم) نجح على أرض الواقع، ولكن دبلوماسياً وإعلامياً لم يحقق الإقناع المطلوب لعدد من الدول الغربية.
وأكد أن الخليج يفتقر لمشروع سياسي يواجه المشروع الفارسي في المنطقة، داعياً إلى العمل على إعداد مشروع سياسي يصد ما تقوم به إيران في المنطقة، وكذلك توحيد الموقف الخليجي تجاهها.
وقال عضو مجلس الشورى بمملكة البحرين الأستاذ بسام البنمحمد: "نحن في الخليج بحاجة إلى التوحد حول مشروع واضح المعالم يعمل على حماية مصالح الخليج وترويج القومية العربية في مواجهة المشروع الإيراني الذين وصلوا لمراكز صنع القرار العامية، ونحن متفائلين بدور السعودية لخلق كيان اقتصادي قوي في المنطقة يحمي المصالح الخليجية".
المستشار نبيل الحمر: وضع القوانين الإعلامية لتقنين الاستخدام
الوزير عيسى عبدالرحمن: نعاني من حرب إعلامية أبرز ملامحها زرع الأيدولوجيات المتطرفة
الأستاذ سلطان البازعي: "الواتساب" ينقل رسائل مزعجة للأمن وأغلبها كاذبة
*
الجلسة الثانية:
وخصصت الجلسة الثانية للحديث عن "الأمن الإعلامي"، وتحدث خلالها مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام ورئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية، المستشار نبيل الحمر بالقول: "يشهد العالم اليوم تطوراً ملحوظاً في وسائل الإعلام لم تكن متاحة سابقاً، وعلينا أن ندرك أنه بقدر أهمية هذه الوسائل إلا أنها تشكل هاجساً وخوفاً على الأمن، والقريب من العمل الإعلامي يشعر بهذا التحدي، خصوصاً أن هنالك وسائل تشكل ضرر بالنسبة للمعلومة المتداولة".
ولفت إلى أن كما أن الكثير من الاعلاميين يتحسسون من قيام الدولة بوضع قوانين وأنظمة لتقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فينطق الحديث من هنا وهناك بأن هذا تكبيل حريات وغيرها، بيد أن الواجب على الجميع التعاون مع الدولة لإضفاء المصداقية على المعلومات المتداولة.
وتابع: "الجسم الصحفي في الدولة عليه مسؤولية تحري الدقة في نقل المعلومة من المصدر، ويجب أن لا ينساق لترويج معلومات خاطئة أو مغلوطة أو كاذبة، وذلك عبر تثبيت قوة المصدر".
وأكد أن العالم العربي حديث التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، فيجب عليه أن لا يسيء استخدامها في الإضرار بمجتمعه، فالإعلام اليوم حقق تقدم كبير مقارنة بخمس سنوات مضت ومهول في سهولة وسرعة انتشار المعلومات.
من جانبه أكد وزير شؤون الإعلام وشؤون مجلسي الشورى والنواب البحريني، الأستاذ عيسى عبدالرحمن، على أن الأمن الإعلامي جزءاً مهماً من عملية الأمن عملية الشاملة، خصوصاً مع الأحداث التي شهدتها المنطقة في 3 سنوات الأخيرة، والتي أدخلت المنطقة في تحديات كبيرة وفي حرب إعلامية أبرز ملامحها زرع الأيدولوجيات المتطرفة من خلال وسائل التواصل الاجتماعية، سواء عن طريق الاعلام التقليدي أو الحديث.
وأكد على اهمية تجنيد في وسائل الاعلام الجديدة لصد ووقف أعمال الاستقطاب التي تقوم بها الحركات المتطرفة للكثير من الناس، والتي خلقت صراعات غير موجود نالت من استقرار أوطاننا.
ونوه إلى اهمية مواجهة تلك الحرب بنشر الفكر النير في المجتمع عبر تطبيق القانون والثقافة المحلية، وخلق محتوى إيجابي لتغذية الأفراد فكرياً، والالتزام بالضوابط المهنية، وتعطي مردوداً إيجابياً كونها رقابة ذاتية.
من جانبه قال رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون والرئيس التنفيذي للطارق للإعلام، الأستاذ سلطان البازعي: "نواجه هجوما على منطقتنا بوسائل التواصل الاجتماعي، فالواتساب وسيلة الإعلام الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط اليوم، حيث تنقل عبره رسائل مزعجة للأمن الداخلي، وفي النهاية تكون هذه الرسائل أغلبها كاذبة، وأغلب من يستخدم هذه الأساليب هي الحركات المتطرفة لزعزعة الأمن في البلدان، كما أن الأطماع المحيطة بالمنطقة تستخدم هذه الوسائل".
اللواء الركن الدكتور عبدالقدوس العبيدلي: الخليج بحاجة لاستقرار أمني قائم على استقطاب الاستثمارات
الشريف الدكتور محمد بن فارس الحسين: التطرف الديني من أسوء المشاكل التي يواجهها العالم
الجلسة الثالثة:
وقال مساعد القائد العام لشؤون الجودة والتميز في شرطة دبي، ورئيس جمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي اللواء الركن الدكتور عبدالقدوس العبيدلي، الخليج بحاجة إلى تجاوز مرحلة التنسيق الأمني إلى مرحلة التخطيط الاستراتيجي، وأفضلها الاستقرار الأمني القائم على استقطاب الاستثمارات.
وأكد أن ذلك يأتي عبر تقديم خدمات أمنية عالية الجودة للموظفين لإشعارهم بالسعادة، الأمر الذي ينعكس على المجتمع بأكمله، خصوصاً إذا تم ربط الجانب الأمني بالجانب الاقتصادي، ومراعاة أن يكون الخليج دائماً متقدماً في المؤشرات العالمية، والذي ينعكس عليه جذب الاستثمارات.
وقال المستشار الإداري الشريف الدكتور محمد بن فارس الحسين: "إن التطرف الديني من أسوء المشاكل التي يواجهها العالم، فيأتي تحت غطائها الإرهاب الفكري، فلابد من كشف هذا الغطاء الذي يتسبب بتحويل الدين إلى ايدلوجيا متطرفة".
وأكد أن المشكلة التي يعاني منها الخليج هي ما أسماها " أنصاف العلماء"، وهم الذين يبحثون عن المراكز الاجتماعية والزعامة الدينية وهم لا يعلمون إلا القليل عن الدين، وهم من يتسببون بنشر التطرف، مطالباً* بتجفيف منابع الإرهاب والتطرف من جذورها.
والجدير بالذكر بأن اليوم الأخير في الملتقى سيتضمن جلسات عمل لمناقشة كل من محور الأمن الاقتصادي ومحور الأمن الاجتماعي ومحور الأمن العسكري.