المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 15 نوفمبر 2024
ماريا .. ودقة المواعيد في الدنمارك !
غازي بن نايف- الشرقية
بواسطة : غازي بن نايف- الشرقية 13-03-2017 11:57 مساءً 77.8K
المصدر -  في هذه الحلقة الثامنة يستكمل الإعلامي الفلسطيني "فطين عبيد" مذكراته عبر "غرب الإخبارية" مع ( مذكرات فطين ) من خلال سلسة "مدارات" للحديث عن دقة المواعيد في الدنمارك ! وفي التالي الرواية .. دقة الأوربيون دوماً* تبهرني ومراوغة العرب تثير جنوني، مرة كان عندي لقاء في سفارة ألمانيا وصلت قبلها بربع ساعة، فابلغوني بالانتظار حتى 12 ظهراً حسب الموعد أي بعد ربع ساعة، وبالفعل 12 تماماً قالوا تفضل، وفي سفارة المانيا ذاتها ذهبت لحضور فلم قبل أيام، وصلت متأخر ربع ساعة عن الموعد، منعت من الدخول. وأذكر اني ذهبت يوما لإجراء اختبار في شركة "أرامكو" في مدينة "الخبر" ووصلت متأخر 10 دقائق، وتوسلت للمراقب السماح لي بدخول الاختبار، اذ اسمي مكتوب أصلاً على باب القاعة، وابلغته اني وصلت الآن من الرياض، فرفض، وقال :"هذه سياسة أرامكو" .. عرفت لحظتها سر نجاح "أرامكو". كوبنهاجن و محطة القطارات في زيارتي الأخيرة للعاصمة الدنماركية كوبنهاجن، ذهلت حين أبلغتني المترجمة أن الاعلان الذي يبث الآن في محطة القطارات باللغة الدنماركية يبلغنا أن القطار سيتأخر دقيقتين ويعتذر من الركاب. شواهد كثيرة تؤكد اهمية الوقت، ومن الطريف أني قبل فترة كنت بانتظار مقابلة اعلامي ثري مغمور هو يظن نفسه مشهور، وصلت مكتبه حسب الموعد التاسعة مساءاً، وطبعاً يراقب الجميع بالكاميرا ، أبلغت السكرتير أن يبلغه أني موجود، عاد وقال هو شاهدك على الباب، إنتظرت حينها حتى العاشرة وأبلغت سكرتيره أن يبلغه أني موجود، فرد علي السكرتير: ولكن أخشى أن يغضب هو يعرف أنك موجود ! وعند الساعة 11 سمح لي بالدخول لمكتبه، عرفت أنه ( بكش ذبان ) وعامل نفسه مشغول، همس في أذني السكرتير "بعملها مع الجميع مو بس معك"..؟ بدأت حواري ( طال عمرك ............) وتمنيت في قلبي أن يقصف الله عمره ......؟ ماريا .. ورحلة القطار وخلال تواجدنا في محطة القطار للسفر الى مدرسة هومبليك في منطقة لويزيانا أعلن القطار باللغة الدنماركية أن القطار المتجه الى هلسمور سيتأخر دقيقتين عن الموعد المقرر عبر الميكرفون خلال تواجدنا في محطة* "نوفو للقطارات" يبدو مرتبط مع شبكة قطارات مركزية. خاطبت زميلتي ماريا* كرستيان من القسم الاعلامي وقلت لها: ماريا ولكن دقيقتين لا داعي للاعتذار، الناس بالتأكيد سينتظرون. قالت: حتى لو دقيقة احتراماً للجمهور سيتم الاعلان بذات الطريقة .. إنتهى. طبعاً في مجتمعاتنا تعودنا أن ربما الباص أو القطار أو الطائرة* لا يأتي نهائياً من دون اعتذار أو ابلاغ الجمهور، والغريب لو راجعت سيبلغوك أنه ما دام تأخر عن صلاة المغرب لازم وحدك تعرف أنه لن يأتي، ما في داعي للإعلان؟ خلال سير القطار بين الغابات أشارت ماريا أنه بالعادة تشاهد الغزلان تتقافز هنا في منطقة كلامبنيورك، وأحياناً الخنازير، ومعروف أن أعداد الخنازير في الدنمارك تفوق أعداد البشر، وتدخل* لحومها في معظم الوجبات. ثم أشارت "ماريا" لفلل جميلة متناثرة* وكلها دور واحد، وقالت هذا حي "هلاروب" هنا يسكن الأثرياء ومقر السفارات، مشيرةً الى أن بعض الأسر في هذا الحي تستقدم عاملات منزليات من الفلبين. نزلنا القطار ودخلنا بقالة فوجئت أنها بقالة ومطعم بذات الوقت، اذ *يعرض بالداخل أصناف المشاوي كافة، من دون ثلاجة اذ درجة الحرارة في الغالب ما دون الصفر، سألنا الشاب البائع عن مدرسة هومبليك فقال تحتاج 20 دقيقة بالتكسي، ركبنا التاكسي وبالعادة مكلف جداً يصل الى 200 ريال، حتى وصلنا المدرسة. قبيل وصولنا اشارت "ماريا" الى مبنى قالت انه أشهر متحف في كوبنهاجن واسمه كلامبنورك، وخلال عودتنا من المدرسة دخلنا المتحف للزيارة وفوجئت أن تذكرة الدخول 100 ريال ومع ذلك المكان يعج بالزوار. قلت لها لكن أن صحافي فردت أهلاً وسهلاَ* الدخول مجاناً ، من فضلك بطاقتك الصحافية، كانت الأولى التي تسألني عن بطاقتي ربما منذ سنين عملي بالصحافة، أخرجت البطاقة، أجابت فوراً لكن البطاقة منتهية انظر التاريخ، نعتذر هذا هو القانون، لم يكتب لنا نصيب الدخول، لكن صدقاُ احترمت أنه يوجد قانون؟ * *