المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 3 مايو 2024
بواسطة : 02-01-2017 12:35 صباحاً 12.7K
المصدر -  

(( مدارات” هي عبارة عن سلسلة إعلامية خاصة ضمن حلقات متتابعة تقدمها صحيفة “غرب الإخبارية” تتناول في كل لقاء ضيف من جميع بقاع العالم العربي والإسلامي وفي شتى بقاع الأرض لتلقي فيها الضوء على عدد من المواضيع الثقافية والعلمية والأدبية والسياسية وغيرها من مشاهدات ومواقف تذكر ويرويها لنا ضيوفنا لننقلها بدورنا في قالب جديد ويطلع عليها المتابعين والمهتمين في هذا الشأن. ))

يستكمل "فطين" مذكراته للحلقة الثالثة عن مشاهداته في الدنمارك ويكشف لنا عن لقائه مع عضوة البرلمان الدنماركي "يلدز أكدوغان" حيث وصف بداية دخوله للبرلمان ويقول:

بناية ضخمة وتفتيش دقيق يدوي وآلي لدى دخول مبنى البرلمان الدنماركي، وجدت فتاة مبتسمة تنتظرني، سلمت بحرارة مع ابتسامة عريضة، ظننت أنها موظفة في البرلمان، اصطحبتني الى مكتبها، لحظتها فقط عرفت أنها البرلمانية الدنماركية يلدز أكدوغان ذاتها.

أول ما قالت :"أنها تتابع مجريات الأحداث في المنطقة العربية بخاصة فلسطين كونها من أصول تركية"، وقبل جلوسنا سألتني، ماذا تشرب، فقلت "قهوة"، نهضت وشغلت غلاية الماء واحضرت لي فنجان القهوة وبدأنا الحوار.

ما شدني بها تواضعها وابتسامتها المتفائلة، ومعرفتها بكل ما يدور في كواليس السياسة العربية والعالمية، وبعد المقابلة سمحت لي بحضور الجلسة البرلمانية، وعرفتني على عدد من الوزراء.

حيث كشفت عضو البرلمان الدنماركي Yildiz Akdoggan يلدز أكدوغان (44 عاماً) من الحزب الاشتراكي المعارض أن مشكلة المجتمعات العربية، أنها تحرص بإفراط على الاهتمام بالذكور وإهمال الاناث، ما يخلق مجتمع مهزوز بداخله، يسمح للذكور بممارسة ما يشاؤون من دون رقابة كالتي تفرض على الفتيات.

وبينت أن الدنمارك والمجتمعات الأوربية تساوي بين الجنسين، وحتى بين الأقليات التي تشكل النسيج الدنماركي، مشيرةً الى أن مسيرة تأييد لمدينة حلب في سورية انطلقت في كوبنهاجن بموافقة أطياف الشعب الدنماركي كافة، معلنةً رفضها للجرائم التي تنفذ في سورية ضد الأبرياء.

وأوضحت أكدوغان أنها منذ عام ونصف عينت ضمن 179 عضو برلماني في حكومة الدنمارك، مشيرةً الى أنها تختلف مع الأحزاب الثمانية الأخرى في الآراء، لكن من دون حساسية أو سوء احترام للطرف الآخر، اذ بالنهاية المصلحة الوطنية هي الأهم، والجميع يصل كرسي البرلمان بانتخابات حرة ونزيهة. ولفتت الى أن حزبها الاشتراكي الذي يتبع المعارضة يطرح قضايا جوهرية في المجتمع الدنماركي منها مجانية التعليم بالكامل والرعاية الصحية الكاملة، والاسهام في طرح مشاريع البنية التحتية التي تخدم المجتمع مثل مشاريع الأنفاق أو الجسور أو مسارات القطار.

وأشارت الى أن حزبها الاشتراكي يطرح مشاريع للعجزة واعادة هيكلة لبرامج وطنية، اضافة الى معالجة مرضى السرطان، والمساعدة في تقليص الضرائب عن كاهل الفقراء والطبقات الدنيا.

وقالت: "الحزب الاشتراكي الذي تمثله يتشارك مع الحكومة في مقاسمة الكعكة والمسؤوليات عبر الاهتمام بالتعليم والقضاء على الفساد والتعامل مع المعايير الحياتية العالية بأقصى درجات الشفافية، اضافة الى منح الثقة بين دافع الضريبة والحكومة".

ولفتت – بحسب رأيها - الى أن الفرق بين الحكومة الدنماركية والحكومات العربية أن البرلمانيين في الحكومات الأوربية مؤثرين ويتباينون في الآراء بأجواء ودية بعيدة عن الفئوية، بينما في الحكومات العربية منشغلين بالكلام واعطاء الوعود البراقة وليس الأفعال أو التغيير.

وأضافت الزعماء في الدول العربية يتمسمرون على كراسيهم حتى يموتوا بعد عجزهم أو يغتالوا أو يتعرضون لانقلاب، اذ نادراً ما تجد زعيم عربي تخلى عن الكرسي طوعاً، اضافة الى استخدامهم الفضائل بالصورة والاطار الذي يريدون في ظل غياب الشفافية والمصارحة.

ولفتت الى أن ما أسهم في رقي الدنمارك حرصها على جميع مواطنيها بالدرجة نفسها بغض النظر عن أصولهم، فتهتم بثقافتهم وحقوقهم ونمط حياتهم ومعيشتهم وتعليمهم ومنحهم حقوقهم كافة قبل أن تطالبهم بالضرائب.

وبينت أن بعض الهاربين من دولهم حصلوا بكل سهولة على حق اللجوء، وتعاملت معهم الدنمارك بأسمى درجات الرقي والانسانية، الا أن بعضهم وإن كانوا قليلين حاول أن يستغل هذه الظروف والتوجه نحو المخدرات والتدخين والعصابات والجرائم ما دعا السلطات الى اعادة تقييم بعض المهاجرين الذين لا يحترموا قوانين الدنمارك.

ولفتت الى أن انسان فاسد واحد بإمكانه أن يفسد مجموعة كبيرة حوله اذا لم يتم اصلاحه، مشيرةً الى أن اصلاح المستقبل يبدأ من الفرد الذي يشكل اللبنة الأساسية في المجتمع، مشيرةً الى أن أفضل طريقة لتربية جيل صالح أن تخلق أمامه قدوة تكون مثله الأعلى، مؤكدة أن غياب المساوة والعدل بين فئات المجتمع يحتم غياب الديموقراطية والتفاهم والتعايش المشترك.

يذكر أن البرلماني الدنماركي يضم أحزاب عدة تشمل الحزب الليبرالي الحاكم - الفنسترا، حزب المحافظين، حزب الشعب الدنماركي حزب التحالف الليبرالي، اضافة الى حزب المسيحيين الديمقراطيين، في حين تشمل الأحزاب المعارضة الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الشعب الاشتراكي ، اضافة الى حزب القائمة الموحدة.