المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 3 مايو 2024
بواسطة : 08-09-2016 05:58 صباحاً 23.2K
المصدر -  إعداد : إبراهيم آل رشه. حمدان الروقي .

حفل عقد التسعينات بمتغيرات سياسية واجتماعية عاصفة ومركبة في آن واحد. وإنعكس*هذا بالطبع علي الكتابة في هذه المرحلة. فشهدنا نوعاً من الثورة الأدبية في كل الأشكال الكتابية لم يكن اختيار جيل التسعينات من باب المصادفة أو التحيز لأبناء هذا الجيل، بل إن جيل التسعينات هو الوسط الذى عاصر جيلين «الأبيض والأسود» و«التكنولوجيا» هكذا تطرق في حديثه قائلآ : صالح الديواني باحث في الشأن الفكري والاجتماعي ونائب رئيس القسم الثقافي بصحيفة الوطن*كان جيل التسعيانات جيل صدمة حركه الحداثه في السعودية.

كان جيل التسعيانات جيل صدمة حركه الحداثه في السعودية. فقد اختلطت على أكثرهم مفاهيم الحداثة، لذلك لم يكن إنتاج ذلك الجيل واضح المعالم الثقافية. حتى وهو يشهد طفرة كبيرة على المستوى العددي للأسماء الشعرية والكتابية، إلا أن تلك القفزة اتضحت صوريتها وهشاشتها، نتيجة ضعف القراءات من جهة وظهوره في توقيت الصراع بين تيار الحداثة وتيار الصحوة، فقد كان كلا التياريين يبحثان عن الكم العددي من الأنصار على حساب الفكرة وأخلاقياتها.. لذلك لم يكن الكثير من جيل التسعينات أكثر من راكبي موجة، سرعان ما تنكروا للحداثة وتخلفوا عن مرافقة مدها وأحلامها الجميلة على المستوى الأدبي والثقافي بشكل عام، حتى أن بعضهم تنكر لإنتاجه الأدبي المطبوع، وعاد إلى أحضان القبيلة التي خرج منها. وهذا يؤكد أن كثيرا منهم لم يؤمنوا حقا بمفاهيم الحداثة، بل دغدغهم الظهور الإعلامي الذي يسيطر عليه عدد من رموز الحداثة والفكر التقدمي، وهو الحصن المنيع الذي لم تستطع الصحوة اختراقه، واستغله أنصار الحداثة لصالحهم بشكل مشوه أحيانا، لكنهم كانوا يبحثون عن أنصار... وهناك شريحة من جيل التسعينات مضت مع تيار الحداثة على الرغم من ترنحها المعرفي والفكري، لكنها قاتلت لتنضج وقدمت نفسها لاحقا بشكل جيد.

وقد تأثر كثير من جيل التسعينات بكبار جيل الثمانينات -الذي كان محاصرا فكريا على نحو ما-كمحمد العلي ومحمد الثبيتي، لتظهر الثبيتية كأقوى المدارس الشعرية الحديثة في المملكة، وهي الأكثر تأثيرا في جيل التسعينات الذي اختلطت عليه المفاهيم كثيرا، فمشى بخطوات عرجاء. ولم يصمد منهم سوى القليل الذي استوعب أن الحداثة تطور حقيقي للفكر الإنساني، وليست حركة صدامية مع الموروث والماضي.

وتحدث أيضآ : الشاعر جابر الدبيش بأن جيل التسعينات يتكئ على رصيد معرفي هائل ذلك ﻷنه نشأ في أوج الصراعات الأدبية الحميدة .. تيار الحداثة يحاول بشتى الوسائل فتح كوة له في جدار الوعي المجتمعي وتيار محافظ يرى الحداثة معول هدم للمجتمع..وجاء لاحقا الفضاء الرحب الإلكتروني وفي خضم هذه الصراعات تشكل وعي جيل التسعينات بين كفتين متصارعتين منهم من أبصر النور فتكونت ثقافته على أسس صحيحة ومنهم من سار غبشا وما زالت ثقافته رهينة ذلك الغبش حتى الآن ومنهم من عمي فظل مبصرا رغم النور الذي أمامه .

وتطرق أيضآ : عبدالعزيز حمود الشريف*وهو شاعر وإعلامي*ورئيس منتدى عبقر الشعري بنادي جدة الادبي: لا اعتقد ان صراع الاجيال كأشخاص على مر التاريخ هي نواة الفرقة سبب الالغائية فيما بينها . وفي رأي الشخصي ان المعطى الحضاري هو الذي يتحكم بالمناخ العام والمنتج الكتابي فلكل مرحلة ادواتها في المنتج الابداعي ومنها يحدث الصدام بين الاجيال فكل واحد ابن مرحلته التي ينحاز لها ولا يعترف الا بها وهنا المشكلة خاصة في عدم وجود حاضن لعطاءات الابداع في كل المراحل واقصد مراكز التوثيق المعلومات عن مبدعي كل مرحلة وما تصادم الاجيال والالغائية المقيت التي تاكل بعضها بعضاً وخاصة في المجال الابداعي الادبي شعر ، وقصة ، وروائية . الا لعدم وجود مثل هذه المراكز المعلوماتية فبموت او غياب الادبي عن المشهد يغيب معه نتاجة الابداعي الادبي ويصبح نسياً منسياً وهنا تكمن المشكلة او الكارثة عندما يغيب فكر الفنان ولا تجده لكي تعرف الاجيال القادمة بتراثه وارثه الادبي ولذلك يأتي جيل كامل وهو لايعرف شيئا عن رواده في المرحلة التي سبقته . ان معطى الانسانية الحالية والتي وصلتنا بقنوات متعددة تفرض علينا ثقافة جديدة متعددة المصادر يجب احترامها وتقديرها كمواقع التواصل الاجتماعي كتويتر ، والفيسبوك والاستقرام والان السناب شات الى جانب ماسبقها من مواقع ثقافية وصحف اكترونية يضاف اليها معارض الكتاب والمهرجانات الثقافية وانتقال المعلومة والحصول عليها بسرعة ودقة من محرك البحث قوقل كل هذه النوافذ مجتمعة اسهمت في واقع ثقافي جديد يجب التعامل معه باحترام شديد لاننا وصلنا الى مرحلة متقدمة للثقافة الجادة التي يقودها شباب هذه المرحلة باقتدار وتمكن وعلي الجيل السابق الذي وصل الى هذه المرحلة ان ستفيد من هذه المعطيات الحضارية وان يصل الى الفكر الشاب من خلالها واعتقد انه السعيد من استطاع المزج بين المرحلتين .

ومن واقع معاش تحدث : علي بن الحسن الحفظي مدير عام تربية وتعليم سابق:

كنت ضمن مجموعة أسست نادي أبها الأدبي بعد موافقة رعاية الشباب آنذاك على افتتاحه وقد ضمت الجمعية العمومية وقتها أكثر من مئة شخص لبحث ومناقشة الكيفية التي نبدأ بها فعاليات النادي واختيار مجلس الإدارة وأشياء أخرى حول هذا الموضوع كتن هذا في نهاية 1399 هجرية .وعينت في1400 عضوا في مجلس الإدارة وأمينا لسر النادي . تلك الفترة شهدت متغيرات ثقافية وأدبية وتكونت خلالها صراعات بين فكر وفكر ورؤية ورؤية وكان من حكمة رئيس النادي الأستاذ محمد الحميد أن تتاح الفرصة لكل الأطياف وكان التنوع الفكري مثار إعجاب المتابعين والصحافة المحلية إلا أننا واجهنا كثيرا من التحديات وصلت حد الخصومة في أغلب الأحيان بين جيل الصحوة في الجانب الديني وجيل الحداثة في الجانب الادبي والثقافي ولم يكن للنادي الأدبي بد من احتواء هذه الصراعات وتلك التحديات إذ كان بمثابة الحكم وبرؤية الوسيط بين الصحوة والحداثة ..وإزاء ذلك فتح النادي أبوابه للمحاضرات الدينية والثقافية على تنوع أفكارها وخلط أوراقها واستضاف من هنا وهناك من يسند بقوة وفاعلية هذا الفكر على حساب الفكر الآخر . وعملية التضاد الفكري والثقافي كانت واضحة في إشاعة الرؤية لكل طرف . عبد الله نور ..عبد الله بن إريس ..محمد جبر الحربي ..عبد المجسن حليت ..علي النعمي ..محمد السنوسي ..عزيز ضياء ..محمد الهرفي ..عبد الرحمن العبيد ..المليص ..معيض البخيتان ..محمد زايد الألمعي ..علي عمر عسيري ..حزام العتيبي ..حسن الهويمل ..عبد الله الصيخان ..ابراهيم صعابي ..حجاب الحازمي ..محمد عبد الرحمن الحفظي ..أحمد سالم باعطب ..أسماء كثيرة متضادة في طرح الفكر وتنوع الحدث . إلى جانب الوفود المختلفة فكرا من بعض الدول العربية واستقطابها على منبر النادي . الوفد الثقافي التونسي*..مفتي تونس ..أحمد الشرعبي* وغيرهم الذين لا تحضرني أسماؤهم الآن .  

فترة التحول الاهم *كانت في الثمانينيات وقال الأستاذ خالد الخضري*استاذ فلسفة الاعلام في جامعة الامام، كاتب واعلامي:

فترة التحول الاهم يا سيدي كانت في الثمانينيات، ولكوني من جيل كتاب التسعينيات، كنا حديثي عهد بثورة الحداثة الادبية، وكان أثرها جليا وواضحا، حيث امتدت كتأثير على جيل التسعينيات. الحداثة يا سيدي لم تكن تقتصر على اللغة وأساليب الكتابة الجديدة التي ظهرت بها عبر الشعر على وجه التحديد، وإنما تمكنت من احداث صدمة حقيقية للمجتمع ككل، فعندما يحدث في مجتمع محافظ جدا، ومنغلق في تلك الفترة بالذات، يحدث أن يأتي أحد يكسر المألوف والسائد، عبر حديثة عن الثوابت باعتبارها قابلة اصلا للتحول كما أورد ادونيس في كتابه الثابت والمتحول، والغذامي في الخطيئة والتكفير، كل ذلك أحد صدمة وثورة ضد الحداثة كتبت عنها في بحثي عن: الصحافة والادب تجاذم أم تكامل، الذي شاركت به في مؤتمر الادباء ونشرته في كتابي خطابات مؤثرة في الصحافة السعودية. باختصار أن هذا الجيل كان محضوضا لانه كما ذكرت يعد مخضرما لانه عاش الفترتين، وبات مكملا ومساهما في الحراك الفكري الذي شهدته المملكة أبان الثمانينيات.

جيل التسعينات جاء بعد مرحلتين مهمتين*مرحلة الرواد منذ التأسيس، ومرحلة الحداثة في السبعينيات والثمانينيات وتحدث المستشار محمد عابس/شاعر جيل التسعينات جاء بعد مرحلتين مهمتين: مرحلة الرواد منذ التأسيس، ومرحلة الحداثة في السبعينيات والثمانينيات ، ولعل هذه المرحلة او الجيل الممتدة إلى الآن قد تميزت بعدة مكتسبات استوعبت خلالها ما قبلها من تجارب وهضمتها جيداً من ناحية، ومن ناحية أخرى استفادت من التحولات والتطورات المتسارعة والمتلاحقة في مجال الاتصالات والمعلومات والفضائيات والإعلام الجديد وغيرها من الأشكال، كما استطاعت التعرف على التجارب العالمية والعربية التي كان من الصعب التواصل معها الا في نطاقات محدودة، ونوعت أساليبها ففي الشعر مثلا هناك تآخ بين القصيدة البيتية و قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وفي السرد تحول الاهتمام من القصة القصيرة الى القصة القصيرة جدا وإلى الرواية بشكل أكبر. ولعل التغيرات السياسية والثقافية والفكرية كان لها دور كبير في التأثير على هذا الجيل وتغيير الكثير من القناعات، إلا أن التوجه الجمالي كتابياً أصبح هو الأبرز واختفى بشكل كبير الاهتمام بالقضايا الكبرى لحساب التركيز على الانسان وتقاطعاته اليومية وعلاقاته البسيطة والمعقدة بالأشياء من حوله من المهمش إلى المهمل والعادي وملامسة التابوهات بشكل أو بآخر بغض النظر عن نجاح ذلك من عدمه. هذا الجيل هو الأقدر على إيصال صوته للآخر عربياً وعالمياً وإيصال الثقافة والفنون للآخر أيضاً دون وسطاء وتجار شنطة يتسولون هنا أو هناك، جيل ناضج مستوعب للتطورات الحياتية والكتابية أفرز أسماء قادرة على تقديم الصور المتميزة عن ثقافة وإبداع وفن أبناء الوطن ولا أقول جميعهم ولكن هناك أسماء متميزة في مختلف المجالات.

لم يجد جيل التسعينات سندا من الجيل الذي سبقه على المستوى المحلي

وتطرق الشاعر سعد الهمزاني

لم يجد جيل التسعينات سندا من الجيل الذي سبقه على المستوى المحلي، إذ كان يتوجس منه وربما لا يعترف به، ومازاد الطين بلة أن جيل التسعينات سرعان ما اعتنق مذهبا شعريا مختلفا وأنا أتحدث هنا عن الشعراء، حيث بدأت قصيدة النثر تظهر وتنتشر، وهذا يعني القطيعة مع الجيل السابق الذي أسس لقصيدة التفعيلة، وهكذا بدأت الخصومة بين جيلين، جيل يرغب في قطف ثمار ما أسس له وجيل يريد إثبات نفسه أمام من لا يعترف به! اليوم أدرك أننا كنا مخطئين نحن الذين حاربنا قصيدة التفعيلة وشجعنا غيرنا على كتابة قصيدة النثر. لقد كان هناك خلط في المفاهيم والتصنيفات فتصورنا ماليس شعرا بأنه شعر؛ في حين أنه فن جديد فيه الجيد وفيه الرديء، كما أن شعراء التفعيلة أخطئو*في حربهم على الشعر العمودي، لكن للإنصاف شعر التفعيلة أقرب للشعر من قصيدة النثر! منذ مطلع الألفية تراجعت عن تسمبة قصيدة النثر شعرا مع أني أعترف بأنها إبداع ولها مجيدوها كما أن لها المسيؤون لها. وحين عدت لكتابة الشعر العمودي الجديد تبين لي حجم الخطأ / الكارثة*التي وقعنا فيها بسبب عدم التحاور بين الأجيال. هذا فيما يخص علاقة جيل التسعينات مع من سبقه، أما عن علاقته مع من لحقه فالأمر مختلف: لقد ذاب هذا الجيل في كثرة الجيل اللاحق وتشتت حتى أنني لا أشعر بوجود أثر له، وكثير منهم تغيرت قناعاته وتبدلت وأنا واحد منهم، سواء على المستوى الإبداعي أو الفكري، وبعضهم ترك الأدب عموما واتجه إلى الإعلام وبعضهم صار كاتب زاوية وبعضهم انتهى تماما! فيما لازال بعضهم يسير في خطه الذي بدأ به! على أنني لاحظت أن جيل التسعينات أقل حظا من الجيل السابق له من حيث التوقير لجيل البدايات ومز الجيل اللاحق له الذي أتيحت له في فترة تأسيسه وانتشاره وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية!

الدرس النقدي لم يواكب منجزنا الشعري وتحدث الكاتب إبراهيم زولي النقد في المشهد الثقافي السعودي، ظلم كثيرا الجيل الذي جاء عقب جيل الثمانينات، (جيل التسعينات وما تلاه) مع استثناءات بسيطة، بسبب أن الدرس النقدي لم يواكب منجزنا الشعري. ظل مرابطاً كما يرابط جندي بائس على الجبهة، فيما جيشه قد ترك مواقعه وانسحب.

نعم ، ما انفك خطابنا التقدي يلوك أسماء أكل الدهر عليها وشرب وربما نام أيضاً، وراح أغلب النقاد يتمترس متواريا خلف سديم النظرية، فيما جيل جديد شرع يكتب نصوصه بلغة طازجة، لغة منفتحة على كل التجارب العالمية من سينما ومسرح، وعلى كل الأجناس الأدبية سواء شعر أو قصة أو رواية. لم يرتهن جيل التسعينات والألفية الثالثة، للسائد والمألوف، بل جاء متجاوزا للنقد المعلّب والتنظيرات المثلّجة. هذه التجارب الشعرية الجديدة لم تجد مكانها اللائق في ظل سطوة من يحسبون على حركة التجريب، وما برحت النظريات والمقولات الجاهزة تشدهم للخلف، ما جعل أكثر المبدعين يشدّون حقائبهم ويذهبون صوب عالم افتراضي، عالم ليس فيه دور للمحسوبية والعلاقات العامة والتسويق غير الأخلاقي للنصوص، فضاء النت، والميديا، وشبكات التواصل، وبدا واضحاً هذا التنوع الثقافي والفكري، تنوّع يشير بإصبعه لتعدد غير قابل للجدل والمواربة،*ذهبوا بعيداً حيث السياق مختلف والحراك له نكهة أخرى والمشهد أكثر نبلاً، ذهبوا هناك، قريباً من الحافة.