المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 3 مايو 2024
بواسطة : 13-08-2016 02:56 صباحاً 34.1K
المصدر -    لم يعد وجود "شيشة المعسل " أمر مستهجن في مجتمعنا ، خاصة بعد أن أصبحت الشيشة رفيقة درب في مقاهي السيدات و مجالسهن حتى باتت ضرورة ملحة لا يمكن التخلي عنها في جلسات السمر و السهر و يظل السؤال : ما الذي دعاهن للإنجراف إلى طريق التدخين ؟ وهل الأمر بمراقبة الأهالي أم بعيدا عن أنظارهم ؟ غرب تناولت هذه الظاهرة التي انتشرت مؤخرا بين الأوساط النسائية خاصة و وقفت على الأسباب و الحلول . الظاهرة تتسع : في تقرير كشفته الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين بمكة المكرمة أن نسبة المدخنات في السعودية تجاوزت 5.7 % من جملة الإناث في المملكة؛ ليصل عددهن قرابة مليونٍ ومائة ألف مدخنة، الأمرُ الذي يجعل المملكةَ تحتل المرتبة الثانية خليجياً والخامسة عالمياً من حيث عدد النساء المدخنات ، في الوقت الذي أشارت جمعية مكافحة التدخين "نقاء" في منطقة الرياض إلى أن17 % من الطبيبات مدخنات و أكدت الدراسات الأخيرة اتساع الظاهرة وانتشارها في المجتمع السعودي . تصاميم أنيقة : في جولة لـ"غرب" *حول محلات المعسل في جدة ***تسيدت " الأرجيلة " تلك المحلات بألوانها و تصاميمها القريبة من الفتيات ، *تلك التصاميم الأنثوية التي *تجعل الفتاة لا تتردد في اقتنائها إضافة للخدمات الاستثنائية ككروت شخصية و خدمات التوصيل . حيث أفاد أحد البائعين أن الفتيات يحرصن على شراء "الأرجيلة" *باكسسواراتها *و بمواصفات معينة لكنه أكد أن البيع في تلك المحلات لمن هم في السن القانونية و لا يسمح للبيع لمن هم دون ذلك ، بغض النظر عن خدمة التوصيل للمنازل والاستراحات التي لايأبهون فيها لعمر المشتري بقدر قبض الثمن . رفض مجتمعي : نايف العبدلي " مواطن " أكد أنه يرفض هذه الظاهرة كونها لا تتناسب مع عاداتنا و تقاليدنا وهي دخيلة على مجتمعنا ، ويضيف:" الغريب في الأمر أن هناك من يدعم الفتيات المدخنات بحجة أنها حرية شخصية مؤكدا رفضه لمنظر الفتاة المدخنة سواء سجائر أو معسل . و أيده عبد الكريم البلوي حيث قال : أرفض و لا أقبل الأمر على جميع أطياف المجتمع لما فيها من أضرار صحية و مخالفة لديننا الحنيف لما فيه هلاك للنفس . تسلية و تنفيس : قالت *(** س .ن ) إنها تذهب للمقاهي في الإجازات الأسبوعية وأنها تدخن المعسل للتسلية و التنفيس عن ضغوطات العمل و *أضافت أراه أمرا طبيعيا ، مضيفة : *الرجل كذلك يدخن هي ليست جريمة . و في أحد *المحال التقينا ب ( غ . ح ) *وقالت لغرب :" أنا أدخن المعسل كغيري من النساء فنحن أصبحنا نعاني من ضغوطات من ناحية العمل و المشاكل الأسرية فالأمر أصبح روتيني للتخفيف عن هذه الضغوط . محرم شرعا : *أم بندر خالفتهم الرأي قائلة : أصبحت *الفتاة تقلد ما تشاهده في التلفاز حتى لو كان يخالف العادات و الدين إما بدعوة التجربة أو التسلية و أنصحهم أن يبتعدن عن هذا الأمر حتى لا يخسرن صحتهن و جمالهن . و أكدت سلطانة :" أتعجب من الفتاة المسلمة أن تدخن رغم أن ديننا يحرم علينا هذا غير أنه مضر صحيا وتبذير للأموال *، و كذلك الدولة تحاول أن تحارب هذه الآفة في مجتمع الرجال وتقوم بحملات التوعية ضد هذا الامر فتجد الفتاة لا تبالي بهذا الامر وتدخن و كأن النصيحة فقط للرجال فالمعسل مضر وخاصة للإناث فهو يمحو جمالها . edf غياب الأسرة : رفض أحد أولياء الأمور أثناء حديثه مع "غرب" فكرة تقبل رؤية ابنته وهي تمسك بالشيشة أو سيجارة في حضوره ، و أبدى تخوفه من إمكانية حدوث ذلك في غيابه خاصة وأنه كثيرا ما يكون بعيدا عن المنزل بسبب ظروف العمل خاصة بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي و الانفتاح المعلوماتي . و أضاف : سأتعامل مع الأمر بعقلانية لو اكتشفت أن ابنتي مدخنة مؤكدا أنه لا يمانع من تدخين ابنه لكنه يرفض بشده تدخين ابنته . طقوس اجتماعية : و أفاد الدكتور أسامة النعيمي استشاري أول الطب النفسي وعلاج الإدمان أن سبب انجراف البنات لهذه الظاهرة هو الأقران حيث أن الفتاة غير المدخنة عندما تكون في وسط مجتمع مدخنات فإنها ستضطر للتدخين لأسباب منها : أن تدخين المعسل أمر طبيعي وليس له اضرار وأنه في أوقات معينة وطقس من الطقوس الاجتماعية ويجب فعلها ، أو بالإجبار خاصة في المناسبات و الحفلات حتى يسمح لها بالجلوس مع الصديقات لأن وجودها وهي لا تدخن يجعل من المناسبة ناقصة بسبب هذه الفتاة فتضطر للتدخين مجاراة لقريناتها . والاستمرارية يكون بقناعة الشخص نفسه رغم علمه بأضرار التدخين بالمعسل أو بسبب فئة معينة يرون *أن هذا الأمر متعة وهذه الفئة يجب علاجها لأنها سبب في استدراج الفتيات الأخريات للتدخين . تمرد مجتمعي : و أضاف النعيمي : أن للإعلام دور أساسي حيث أن محتواه يبرز دوما الفتيات في منظر يوحي للمشاهد و خاصة الفتيات سعادة الفتاة التي تدخن و تتمرد على المجتمع و كذلك هناك محال لبيع التبغ و المعسل تعمل على توصيل للمنازل وفي سرية و أمان. مضيفا : أن *المجاهرة في مواقع التواصل الاجتماعي باتت منتشرة *لأسباب منها كسر القيود الاجتماعية أو ما يعرف ب "التابو" *وهو بمعنى " المحظور في نظر المجتمع " حيث في سن المراهقة يحاولون الشباب او الفتيات كسر هذه المحظورات كنوع من التمرد على المجتمع و كذلك هناك سبب التنافس فيكون تنافسا بين الفتيات من تظهر حتى لو خرجت في صورة سيئة و كذلك تجاريا حيث ان خروج الفتاة بصورة وهي تدخن المعسل فهو يعتبر ترويج للمعسل . تعدد الأسباب : و أشارت التربوية لمياء بشاوري أن *ظاهرة تدخين البنات للمعسل في الأماكن العامة هي ظاهرة دخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية والعربية والشرقية ، وقد يكون لها العديد من الأسباب : التمرد على القيم والعادات ، نتاج تربية فضائية وتقنية معلومات انترنتية ،عوامل بيئية مساندة، تقليد الأقران، تضييع الوقت ،الفراغ الروحي والمجتمعي، إثبات الوجود، العيش في سعادة وهمية، الهروب من الضغط النفسي ،غياب الوعي المجتمعي. هدر طاقات : و أضافت بشاوري : أن التدخين له أضرار صحية واقتصادية واجتماعية ودينية وأخلاقية إضافة إلى أنه سلوك غير حضاري تفقد به الأنثى انوثتها و وقارها .وعلى جميع مؤسسات المجتمع التكاتف والتآرر ضد الخطر المحدق الذي يستهدف التنمية المستدامة للبلاد بهدر الطاقات الشبابية فعلى الجميع تضافر الجهود في هذا المضمار كل حسب موقعه وحسب اختصاصه مع مواكبة تقنية جاذبة تخاطب عقول الأجيال وتؤثر فيها ، *وظاهرة المدخنات اللاتي يواجهن المجتمع بالصوت والظاهرة في قنوات التواصل الاجتماعي نوع من الترجل . استهداف الفتيات : من جانبه أفاد سعادة أمين عام اللجنة الرئيسية للتوعية بأضرار التدخين ومدير برنامج مكافحة التدخين بصحة مكة المكرمة الدكتور علي بن حماد الزهراني أن آفة انتشار التدخين والمعسل والشيشة بدأت بالتزايد في الآونة الاخيرة خصوصا أن شركات التبغ تقوم باستهداف النساء والفتيات حاليا بشكل أكبر باستغلال الجانب الإعلامي من خلال الأفلام والمسلسلات إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي. ويتم إغراؤهن ببعض الأوهام مثل الترويح عن النفس والجاذبية وكنوع من إثبات الشخصية . أضرار جسيمة : و أكد الزهراني أن المعسل والشيشة لها* أضرار صحية خطيرة لاحتوائها على أكثر من أربعة آلاف مادة كيمائية خطيرة إ ضافة إلى العديد من المواد المسرطنة والسامة التي تفتك بخلايا الجسم وقد ينتج عن ذلك أمراض السرطان والجلطات وتؤثر على الهرمونات الأنثوية والحمل إضافة الى تأثيرها على جمال المرأة والوفاة المبكرة . وباء فتاك : وأضاف الدكتور الزهراني بأن منظمة الصحة العالمية تعتبر انتشارالتبغ بكافة صوره وأشكاله وباء يفتك بصحة البشر وتحذر منه بشكل مستمر وأن الاحصائيات العالمية توضح أن التدخين* يتسبب في وفاة ستة ملايين شخص سنويا وحذر بشدة من الانسياق في وحل هذه الآفات حيث إنها بوابة للإدمان لاحتوائها على مادة النيكوتين الإدمانية* ومواد مسرطنة عديدة . المرأة ضحية : *و أضاف الزهراني* أن التدخين بكل صوره و أشكاله يؤثر على جمال الأنثى ويزيد من ترهل وتجعد الجلد مما يعطي انطباعا أن المرأة في سن أكبر من عمرها الحقيقي فتبدو أقل جاذبية وأقل جمالا كما يؤثر على لون اللثة والأسنان فتتغير الى اللون الأسود مع مرور الوقت* اضافة الى الالتهابات المتكررة في الفم والأنف *ذاكرا عدة أضرار منها : - التدخين يعرض المرأة للعقم أو الحمل خارج الرحم وهذا يعرضها لمشاكل صحية قد تصل إلى النزيف المميت - التدخين أثناء الحمل له خطورة كبيرة على الأم والجنين مثل حصول مضاعفات أكبر للحمل مقارنة بغير المدخنات, الولادة المبكرة, نقص وزن الوليد أو وفاته في رحم الأم أو بعد الولادة بمدة قصيرة. - التدخين يقلل كمية الدم التي يجب أن تصل للرحم أثناء الحمل. - الطفل الحديث الولادة لأم مدخنة هو أكثر عرضة للإصابة بالرشح, التهابات القصبة الهوائية, الربو وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي . - المرأة المدخنة تتضاعف لديها خطورة الاصابة بأمراض القلب والسكتة القلبية والانسدادات التنفسية. - المرأة المدخنة أكثر عرضة للإصابة بالقلق, والعمى والعقم. - المرأة المدخنة تصل لسن اليأس بشكل أسرع من غير المدخنات. حلول ممكنة : و ختم الزهراني حديثه ببعض الحلول لمحاربة هذه الظاهرة* قائلا : " أفضل حل لكل ما ذكر من مشاكل صحية هو تجنب التدخين والمعسل والشيشة وكافة الأنواع الأخرى ومن وقع في آفة التدخين أو الشيشة والمعسل فيمكن له أن يبادر بطلب النصيحة الطبية من خلال عيادات الإقلاع عن التدخين – القسم النسائي - فهناك طبيبات وممرضات وطاقم طبي متكامل يقوم بتقديم أفضل الخدمات الوقائية والعلاجية مثل أدوية بدائل النيكوتين والشامبكس مع الحرص على سرية المعلومات وخصوصية المراجعات* وهناك أعداد كبيرة استفادت من هذه العيادات وتم اقلاعهم عن هذه الافة الخطيرة .