المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 15 نوفمبر 2024
بواسطة : 05-07-2016 10:13 مساءً 18.3K
المصدر -  لا أجود من سخاء السماء ولا أبرّ من محصول سنابل القمح، ولا أجمل من اجتماع* السخاء بسنابل القمح ،ولذلك قصة خير عذبة في تفاصيلها،سامية في أهدافها،نابعة من القلب في توجهاتها.

قصدت بنفسي المكان حيث اجتمع السخاء بسنابل القمح لأروي لكم حكاية عطاء لم تتطلع لتمنح* الآخرين إلى أكثر من مابين السخاء والسنابل من وصال.

كثيرة هي الصور الجميلة التي رافقتني في مشواري حتى أصل إلى المكان الذي تبدأ به الحكاية الملونة بالخير والضياء،غير أنني عند وصولي ،لم أجد من صور المخيلة ما يرتقي لجمال الصور المتوالية التي تتنقل بين السنابل بسخاء.

أصل الحكاية باختصار أن حلما جميلا تحول إلى واقع أجمل ، هكذا حدثتني رئيسة قسم نشاط الطالبات في تعليم محافظة العلا الأستاذة* نوره صالح باسيم* التي* من على شرفات يديها غردت أطيار الخير ،وتم *قص شريط افتتاح* حكاية إفطار صائم المُـتَـبنى من قبل فريقين تطوعيين نسائيين تم تشكيلهما بجهود ذاتية .

فريق سنابل العلا النسائي* التطوعي الذي تم إنشائه تحت مظلة *النادي الصيفي الأول للبنات قبل ثلاث سنوات،و بعد صدور لائحة أندية الحي انتقل **الفريق التطوعي ليكون تحت مظلة *نادي الحي " الخزامى " ، وبقيت السنابل عامرة في عطائها.

وشريك الخير الثاني هو فريق سخاء* النسائي التطوعي المُشكل تحت مظلة لجنة التنمية الاجتماعية بالعلا الذي يمتد سخاء عطائه في مناحي عديدة من ضمنها الاشتراك في هذا المشروع الخيّـر .

بدأت الحكاية الجميلة بفكرة من رئيسة قسم نشاط الطالبات وفي ذات الوقت كانت الأخوات في لجنة التنمية تراود أنفسهن الطيبة الفكرة ذاتها.

وفي لحظة تصارح سخية من قِـبـل رئيسة قسم نشاط الطالبات *، ومن قِـبَـل المسؤولة عن فريق سخاء التطوعي الأستاذة ألاء محمد سليم آل صالح ،خرجت فكرة مشروع إفطار صائم النسائي إلى وجود ساحة العمل التطوعي في العلا.

وأصبحت عادة سنوية منتظرة تُـشْـعَـل من خلالها قناديل الخير في الأرواح،والأفكار، والأيادي.

الحقيقة أنني عندما دلفت إلى مقر نادي الحي"الخزامى" شعرت بدوي خلية النحل،وتسنمت روائح العطاء عن بُعد.**

ولما دخلت بين الجمع راق عيني ما أبصرت،راقني ذلك الجدّ،وراقتني تلك الروح الباذلة برقي ،والابتسامات التي تضيء مُدن الوجوه وموانئ القلوب،التي تبذل ساعية للإسعاد،ورسم ابتسامة نظيرة على أوجه المحتاجين والغرباء..

رأيت الاهتمام باللباس الصحي الكامل من الجميع،رأيت* جودة العمل التي توضح دقة التخطيط و حُـسْـن التنظيم ،و التناغم الجميل بين الفريقين حتى كأنهما جسدا واحداً.

عندما تأملت بنية الفريقين التطوعيين لاحظت *روح الشباب طاغية ، وقد تطعمت سواعد الانجاز بأنفاس الطفولة الشجية،فكان يُشارك بحماس وحسن أداء طفل في الرابعة مع والدته،وطفل مع خالته في الثامنة،كذلك تواجدت طالبات من المرحلة الابتدائية والمتوسطة، جذبهم حديث الكِبَار عن جمال طعم رحلة التطوع في إفطار صائم* في شهر الله الفضيل.

ومن أجمل ما يمكن رؤيته أن ترى أول مشروع إفطار صائم* نسائي رغم أنه *في أولى تجاربه ، *إلا أنك تراه بأم عينيك كيف يُدار *في منظومة متكاملة *من *الدقة و النظام والنظافة والترتيب والسرعة *في كل ما يخص* عمليات *التجهيز والتوزيع *المتوالية *بشكل يومي .

وكما يقال أن عند جُهينة الخبر اليقين ،وعند رئيسة قسم نشاط الطالبات الحكاية من أول مشرق* فجرها .

حيث تحدثت لنا وصوتها مكتسي بنبرة الفخر والطموح بالأفضل قائلة : " بدأت بذرة هذه الفكرة أبان نشاط المركز الصيفي،ومن حسن التوفيق أن يكون لدى الشقيقات في لجنة التنمية نفس التوجه،وبترحيب بالغ من قبلهم وبحماس حقيقي من قبل منسوبات المركز *حيث تم تشكيل فريق سنابل العلا التطوعي في عام 1435هـ ، أما فريق سخاء التطوعي لدى لجنة التنمية *فتاريخ إنشائه سابق لهذا التاريخ.

ومن هنا بدأنا في مشروعنا الذي نفخر به ،كونه أو مشروع إفطار صائم نسائي يتم بهذا الحجم والاستمرارية.

وبالسؤال عن الخطة التي تم وضعها لإدارة هذا المشروع ،و طرق تنفيذه

فكان قولها: " بعد أخذ الموافقات اللازمة،وتكوين فريق سنابل العلا ،تم الاجتماع مع منتسبات فريق سخاء التطوعي بقيادة الأستاذة ألاء محمد سليم وتم وضع ضوابط مشروع إفطار صائم الذي سيعتمد على قبول التبرعات العينية من المجتمع المحلي،والوسط التعليمي، ورفض التبرعات المادية، ثم* تم توزيع المهام. ".

وبالاستفسار عن مدى التجاوب من المجتمع المحلي جاء الجواب: " إننا في مشروعنا هذا نشعر بعميق الامتنان للمجتمع المحلي الودود والسخي في العلا مقر حسن الوفادة وحسن الرفادة، لأن المجتمع المحلي على اختلاف قدراته المادية ساهم معنا بكرم منقطع النظير،وكان هذا الأمر ملحوظ من أول تجربة لهذا المشروع ،والآن نحن في السنة الثالثة لهذا المشروع وبعد الانتقال إلى صيغة نادي الحي" الخزامى" فإننا نلاحظ بتقدير بالغ أن كرم تبرعاتهم العينية في ازدياد،وهم من أسباب استمرار المشروع ونجاحه." .

وقد استشفينا *أن مصادر الدعم العينية *لمشروع إفطار صائم *تعتمد بشكل يكاد يكون كلي على تبرعات الأهالي، وبالسؤل عن مصداقية هذا الاستشفاف ،أوضحت لنا *بقولها : " الحقيقية أن تبرعات الأهالي العينية هي السند الرئيس لمشروعنا التطوعي، مع وجود تبرعات غير عينية تتمثل بذهاب المتبرع أو المتبرعة إلى محلات *تجارية محددة* يتعامل معها المشروع لشراء مستلزمات تجهيز الوجبة من أطباق حفظ الأطعمة وخلافة،فيتم إيداع هذا المبلغ لدى هذا المحل،وبالتالي نقوم بشراء احتياجات تجهيز الوجبات من هذه المبالغ *".

وطرحنا تساؤل منطقي عن دور رجال الأعمال والبنوك في دعم هذا المشروع الرائع، فقالت وصوتها تشوبه نبرة

*حيرة :" لازلنا نأمل منهم الكثير،وما يُقدم لهذا المشروع من دعم ،أقل من المأمول،وكلنا أمل وطموح أن استمرارية هذا المشروع *ستقنع من هو محجم عن الدعم،بتقديم الدعم الذي يليق بسمعة أهل العلا،أهل الكرم وأهل جميل الضيافة".

وهنا فرض السؤال نفسه عن الجهات التجارية الداعمة للمشروع، حيث بينت : " أن محل *حلويات الدمشقي في العلا يعتبر هو الجهة الوحيدة التي تدعم المشروع مجانا،حيث يتم يوميا إحضار الفطائر والمعجنات إلى مقر النادي ، كذلك يقوم مطعم القرية التراثية بالتعاون مع المشروع من خلال وضع تسعيرة أقل من التسعيرة التجارية للمطعم في الوجبات التي نطلب منه إعدادها بعد أن نحضر للمطعم مستلزم تجهيز الوجبة."*

ثم انتقلنا إلى السؤال عن دور مرتادات نادي الحي "الخزامى" فقالت : " لما تم الحديث عن فكرة مشروع صائم لمرتادات النادي،وشرح الأهداف التي يسعى المشرع لتحقيقها،وجدنا مبادرات كبيرة،ومستمرة،حيث تم جدولة المشاركات بجداول مُتابعة من قبلنا،يوجد فيها كل يوم اسم الُرادة التي تبرعت للمشروع بعمل* وجبة معينة،ونوع الوجبة،وكميتها،ولاشك أن هذا كان له دور في التنويع الذي تحظى بها وجبات إفطار صائم التي نتشرف بتقديمها.

وجاء الدور للسؤال عن الجهات المستفيدة من مشروع إفطار صائم النسائي الأول في العلا، فوضحت أن *عدد الوجبات التي يجهزها المشروع 562 وجبة *يوميا ، تحتوي هذه الوجبات على *الماء و التمر و اللبن والزبادي ، الآيدامات* والخبز،* و الشوربة والمكرونة ، والرز *و الفاكهة .

*أما الجهات المستفيدة* فيمكن *تقسيمها على عدة فئات،أولاً فئة الأسر المحتاجة ،ثانيا فئة المساجد التي لا يوجد بها مشروع إفطار صائم، ثالثاً فئة عمال الشركات مثل شركة الكهرباء ومثيلاتها.

وبالسؤال عن وجود تعاون مع* جهات حكومية لتحديد هذه الفئات؟

أوضحت :" التعاون بفضل الله موجود ولاسيما مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد حيث تم تحديد حاجة 16 مسجدا داخل محافظة العلا وخارجها،كما يوجد بفضل الله متطوعين من معلمين وآخرين *يقومون بعمليات التوصيل حيث أن تواجد هذه المساجد في قُرى مُفرقة تابعة للعلا، وغالبا يكون هؤلاء المتطوعين من الأخوان الأفاضل* من أهل هذه الهجر والقرى."

ثم أرحنا القلم والخاطر في متابعة الحركة الدؤبة لهؤلاء المتطوعات في عمليات التجهيز والتغليف ، ثم كتابة اسم الجهة المستهدفة .

وجاء موعد الانتهاء في تمام الساعة السادسة والنصف *تماما،حيث أصبحت جميع الوجبات جاهزة للتوزيع، فكان وقت فرحة صادقة وحقيقية عشتها معهن ووجدت صداها في نفسي مضاعفا،كوني أشهدها للمرة الأولى .

وقبل تفرق الجمع سنحت لي فرصة جميلة لاستطلاع أراء هؤلاء المتطوعات من الفريقين فخرجت بجملة من الانطباعات،حيث كان البدء مع فريق سخاء حيث وضحت المتطوعة ابتسام عبد العزيز البلوي أن دوافعها للانضمام للعمل التطوعي هو حب الخير ونشره بين الناس؛لرفع الدافعية الإيجابية لدى المجتمع بشكل مباشر وبشكل غير مباشر.

وعلقت على مكاسبها من التطوع أنه يعزز الثقة بالنفس،ويمنح فرصة التعرف على طبقات المجتمع وتلمس احتياجات المجتمع،وزيادة الوعي ببعض الأمور الدنيوية للوصول لأهداف أخروية بعيدة المدى.

ومن فريق سنابل العلا التطوعي المتطوعة التي رمزت لنفسها ب" ب خ " حدثتنا عن فائدة العمل التطوعي وما يقدمه من للشابة المتفرغة من فرص لاستثمار الوقت في النافع والمفيد،وهو أمر محمود على الصعيد الشخصي،وبالغ الفائدة لو أصبح ثقافة عامة لدى كل من يمتلك وقت فراغ طويل من أفراد المجتمع.

وصرحت أن من جميل ما اكتسبته من مهارات في العمل التطوعي قيمة الالتزام ،وتقدير قيمة الوقت وماذا نستطيع أن نفعل به من أمور رائعة،كذلك أكسبني الجرأة في المبادرة، والسرعة في إنجاز العمل، وكسب صداقات قيمة لانتاج أعمال تطوعية جديدة.

وبسرعة هدأ المكان وذهب الجميع وبقي أريج مشروع إفطار صائم يملئ الأرجاء ، وقناديل الخير التي تقوم عليه تضيء سماء العلا بأنوار السخاء تتمايل بالعطاء* مع سنابل الخير* ،ويسكن في الأحداق حلم تحقيقه لا يصعب على الميسورين من أبناء العلا الكرام ،ويتمثل هذا الحلم في توفير مقر مستقل مجهز ليتم تنفيذ مشروع صائم به ،وسيعتبر نقلة نوعية في مسيرة هذا العمل الجميل المُشع بالنور الذي حاولت أن أنقله بكل أمانة ما أمكنني ذلك،والآن أنقل هذه الأمانة لكل قادر من أبناء العلا ليقدم ما يستطيع لدعم مشروع إفطار صائم النسائي تحت مظلة نادي الحي"الخزامى" ولجنة التنمية الاجتماعية ليستمر في* تطوير عطائه، و ضم عدد أكبر من الشابات للاستفادة من* أوقات الفراغ* و تحويلها لأوقات من ذهب .