المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 16 مايو 2024
بواسطة : 11-05-2016 07:48 صباحاً 37.2K
المصدر -  

محافظة " العلا السعودية" *تزخر بآثار حضارات تراكمت عبر آلاف السنين

 

العلا _ حمدان الروقي - تركي العاقل*

تصوير *حامد الطلحي - أيمن حشاش

عندما تصل إلى هذه المدينة الأثرية في شمال غرب المملكة العربية السعودية -تحديدًا بين تبوك والمدينة المنورة- في فترة ما بعد الظهر ستبصر منظر الهضاب الذهبية المليئة بالصخور المنحوتة، وهي من أكثر المناظر الساحرة التي من الممكن مشاهدتها، والتي توفرها لنا مدائن صالح فقط.

لمحة تاريخية عن مدينة العلا:

*برزت العلا في أوائل القرن السابع الهجري كمدينة رئيسية في المنطقة عقب اندثار قرح مدينة وادي القرى، وفي القرن الثامن عشر الميلادي كانت تابعة لسلطة العثمانيين، وفي القرن التاسع عشر تبعت المدينة المنورة ثم أصبحت تابعة لإمارة حائل حتى 1409هـ هجرية وبعدها عادت مرة أخرى لتتبع المدينة المنورة، وبعد مبايعة الملك عبدالعزيز ملكا على الحجاز عام 1344هجرية 1926 ميلادية ارسل اهالي العلا برقية تبايع فيه الملك عبدالعزيز على الحكم.

وكانت العلا تسمى قديما بوادي القرى وديدان وهي من اقدم المدن. تاريخها لم يعرف على وجه الدقة إلا أن العلماء اجمعوا على ان تاريخها يعود إلى ما قبل الميلاد بآلاف السنين وقد مرت بعدة حضارات وتعاقبت عليها عدة دول.

مر بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. وعاش بها سيدنا صالح عليه السلام. وهي بلد جميل بثينة.

الباحثون يسمونها بعاصمة الآثار وبلد الحضارات كما تعرف عند اهلها بعروس الجبال، ويتصف اهلها بطيبتهم وحسن ضيافتهم. بها مدائن صالح او قرى صالح أو الحجر وهي تسميات تطلق على مكان قوم ثمود والأنباط حيث مقابرهم المنحوتة في الجبال بطريقة غاية في الجمال والغرابة، والتي تعرف عند أهل المنطقة بالقصور لروعة النحت وجماله.

العلا مهد الحضارات:

حدد العلماء اربعة حضارات قامت في العلا منذ بداية القرن السادس قبل الميلاد وهذه الحضارات هي:

حضارة ديدان:

وحدد تاريخها من القرن السادس قبل الميلاد حتى بداية القرن الخامس قبل الميلاد ونظام الحكم فيها كان ملكياً يغلب عليه الطابع الوراثي ولا يعرف حدود لهذه الدولة أكثر من حدود مدينة العلا.

حضارة لحيان:

وحدد العلماء تاريخ تلك الدولة من بداية القرن الخامس قبل الميلاد حتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد ونظام الحكم فيها وراثي وقد امتد نفوذ دولتهم حتى خليج العقبة، وذكرت كتب التاريخ أن اللحيانيين لم ينقرضوا بل ذكرت بعض الكتب وجودهم حول مكة المكرمة إلى يومنا هذا ويقال انهم هاجروا إلى الحيرة في العراق.

حضارة معين:

وهذه الدولة حدد تاريخها من منتصف القرن السادس قبل الميلاد واستمرت حتى مطلع القرن الأول ميلادي واللحيانيون هم أحد القبائل العربية التي عاشت في جنوب الجزيرة العربية وكونوا لهم دولة هناك وأخذت دولتهم في التوسع شمالاً وسيطرت على العلا ومدائن صالح وانتهت على يد هذه الدولة دولة اللحيانيين في نهايةالقرن الثالث قبل الميلاد، ويعتقد بعض المؤرخون ان وصول المعينيين إلى العلا لا يعني انتهاء دولة لحيان وإنما حصل إتفاق بين الطرفين على أن يكون للمعينيين إدارة النواحي التجارية وللحيانيين الناحية الإدارية وتنظيم شؤون الحكم.

حضارة الأنباط:

الأنباط قبائل عربية عاشت في المنطقة الواقعة بين العراق وسوريا والاردن وجاءوا إلى منطقة البتراء في الاردن واستولوا عليها من الأدوميون، وقدوصل الانباط إلى مرحلة متقدمة من الرقي قبل احتلال الرومان لسوريا عام 65 قبل الميلاد حيث توسع نفوذهم ليصل إلى شرق وجنوب فلسطين ودمشق وإلى مدائن صالح ولسوء العلاقة بين اليهود والرومان والبطالسة في مصر من جهة وبين الانباط من جهة أخرى وقعت دولة الأنباط تحت الحكم الروماني وتفرقت قبائلهم، وقد شيد الأنباط حضارتهم في مدائن صاحل مدينة قرح.

ذهب بعض الباحثين وعلماء الآثار امثال الدكتور عبدالله بن آدم نصيف إلى الاعتقاد أن الأنباط عندما استولوا على الحجر مدائن صالح حولوا الطريق التجاري عن ديدان العلا ليحرموها من اهم الموارد المالية وذلك في سبيل أضعاف اللحيانيين.

وبعد ذلك خلت ديدان من السكان وسقطت مع مرور الزمن إلى خرائب وسميت الخريبة واصبح الوادي يعرف بوادي القرى بدلاً من وادي ديدان واصبحت مدينة قرح هي مدينة الوادي الرئيسة وغلب عليها اسم وادي القرى وقد ازدهرت مدينة قرح خلال فترة ما قبل الاسلام واصبحت سوقاً تجارية مشهورة.

هنا*العلا القديمة

وفي العلا القديمة، تنتشر اطلال المنازل وعددها 770، حول القلعة بمواجهة المزارع التي روتها 34 من الينابيع التي جف غالبيتها. وترتفع المدينة 70 مترا عن سطح البحر ويسمح مناخها بزراعة النخيل والحمضيات والمانغو ايضا، ويستخدم سكانها المزولة لمعرفة الفصول وتنظيم عملية الري اعتمادا على التقويم القبطي حلال اشهر السنة. والمنطقة من اخصب بلدات وادي القرى الذي يمتد من شمال خيبر جنوبا حتى الحجر او مدائن صالح شمالا. اما قلعة العلا القديمة، فانها تعود الى القرن السادس قبل الميلاد وقد خضعت للترميم مؤخرا لكن لم يتبق منها سوى الاسوار الخارجية، وكانت تشرف عبر موقعها المهم على طريق رئيسية لقوافل الحج.

ازدهرت قرح مدينة وادي القرى خلال فترة ما قبل الإسلام وأصبحت سوقا تجارية مشهورة وعدت من أسواق العرب المعروفة في الجاهلية وبلغت درجة عالية من النمو والازدهار في العصر الإسلامي حتى وصفها المقدسي في القرن الرابع الهجري بأنها المدينة الثانية في الحجاز بعد مكة ووصفها الاصطخري بأنها المدينة الرابعة بعد مكة والمدينة واليمامة واستمرت كذلك حتى اواخر القرن السادس الهجري ثم اختفت واختفى اسمها من ذاكرة سكان المنطقة، فبدأ نجم العلا بالظهور.

فحلت العلا محل قرح كمدينة رئيسية في وادي القرى، وتقع بلدة العلا في أضيق نقطة في الوادي الممتد من الحجر شمالاً حتى مغيراء جنوبا، وقد بنيت منازل البلدة القديمة في الضفة الغربية للوادي في مكان مرتفع حول هضبة صخرية تسمى بالجبيل أو (أم ناصر))، وقدتم تخطيط هذه البلدة بطريقة يسهل فيها الدفاع عنها فظهرت كأنها مبنى واحد يضم العديد من الوحدات السكنية المتلاصقة ولها أربعة عشر بابا.

تشير المصادر التاريخية الى انه في جمادى الآخرة للسنة السابعة للهجرة فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم وادي القرى عنوة، وتذكر المصادر أيضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم مر بها أثناء ذهابه إلى تبوك في العام التاسع هجري.

وفي العهد الإسلامي في القرن السابع الهجري شاع استعمال اسم العلا أكثر من ذي قبل رغم انه كان معروفا سابقا كقرية.

وادي القرى في العصر الأموي:

أثناء النزاع على خلافة الدولة الإسلامية بين الأمويين في دمشق وعبدالله بن الزبير في مكة المكرمة كان وادي القرى تتخذ كمنطلق للجيوش التي ترسل من كلا الطرفين لوقوعها في منتصف المسافة بين مكة ودمشق.

العلا في العصر الحديث:

أول ما رأت العلا من مظاهر العصر الحديث هو دخول سكة حديد الحجاز إليها وتوقف هذا القطار في محطتها محطة العلا، وعندما دخلت راية الحكم السعودي نالها ما نال شقيقاتها مدن المملكة من التطور والازدهار.

وكانت أهمية العلا والحجر (مدائن صالح) بشكل عام بالغة لوقوعها على طريق التجارة القديم فنجدهما في العصور القديمة تتحكمان في حركة النقل التجاري بين الشمال والجنوب وفي العصور الإسلامية كانتا محطتين من محطات طريق الحج الشامي وفي العصور الحديثة اصبحتا محطتين على خط سكة حديد الحجاز لخدمة حجاج بيت الله الحرام.

ولأهميتهما العلمية في تاريخ الإنسان رحل إليها الكثير من العلماء لدراستهما ورغم ذلك فالموقعان محتاجان لكثير من الدراسة لإزالة كثير من الغموض.

العلا والرحالة الغربيين:

لقد زار العلا العديد من الرحالة الغربيين منذ عام 1877م ونذكر هنا العالمين الإثريين (جوسين وسافنياك)، فقد زارا العلا والحجر بتكليف من الجمعية الفرنسية للتنقيب الأثري حوالي ثلاث مرات كما زار العلا في عام 1914م الرحالة التشيكي (موسل) وقد وصلها على ظهر بعير، وفي عام 1966م جاءت إلى العلا الألمانية (روث شتيل).

ولازالت العلا ومدائن صالح تشهد إقبالا كبيرا من الزائرين من شتى اقطار العالم.

*

هنا مدائن صالح

عندما تصل إلى هذه المدينة الأثرية والتى *تقع ضمن حدود محافظة العلا *-تحديدًا بين تبوك والمدينة المنورة- في فترة ما بعد الظهر ستبصر منظر الهضاب الذهبية المليئة بالصخور المنحوتة، وهي من أكثر المناظر الساحرة التي من الممكن مشاهدتها، والتي توفرها لنا*مدائن صالح*فقط.

موقع مدائن صالح الأثري أحد أفضل المواقع في الجزيرة العربية، وقد عُرفت مدائن صالح في العصور القديمة باسم الحجر، وتأسست في القرن الثاني قبل الميلاد، وأصبحت عاصمة مملكة الأنباط الجنوبية، لذا يظن البعض أن تسمية المعالم في مدائن صالح نبطية. مدائن صالح هي أكبر مدينة نبطية في كل المناطق الواقعة جنوبي البتراء في*الأردن.

صُنفت مدائن صالح ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 2008، لتكون بذلك أولى المعالم في المملكة السعودية التي تصُنف ضمن هذه القائمة، حيث تُشكل مدائن صالح شاهدًا على مدى روعة وتطور المقدرة المعمارية والهندسية لدى الأنباط الذين قاموا ببناء مدائن صالح في المملكة العربية السعودية والبتراء في الأردن، حيث تم حفر جميع المباني من معابد وقصور وقبور في الصخور المنتصبة وسط الرمال، مشكّلةً بذلك تحفة فنية أثرية لا تُضاهى.

تنقسم مدائن صالح إلى أربعة أجزاء أساسية:

مدينة الموتى:

تحتوي على 111 قبرًا منحوتًا في الصخور الضخمة، من ضمنها 94 قبرًا بواجهات مُزينة ومزخرفة، وألفيّ قبر ذات الشكل البسيط، وحوالي 30 قبرًا من بين هذه القبور تحتوي على نقوش نبطية تؤرخها.

المجمع الديني:

يقع في الجزء الشمالي الشرقي من مدائن صالح، والوصول إليه عبر ممر ضيق بطول 40 مترًا يشبه الممر الموجود في البتراء الأردينة. يحتوي المجمع الديني على العديد من الخزائن والنقوش المُخصصة للآلهة الأنباط القديمة.

المجمع السكني:يمتد على مساحة 600 دونم في مركز مدائن صالح، وقد بنيت البيوت من الطوب الأمر الذي جعلها تندثر مع مرور الوقت عكس المباني التي حُفرت في الصُخور. تُحيط التحصينات بالمجمع السكني كما جرت العادة قديمًا.

منطقة الحقول:

تقع منطقة الحقول الزراعية في الجزء الشمالي والشمالي الغربي من مدائن صالح، وتحتوي هذه المنطقة على أكثر من مئة بئر، بعضها يصل قطرها إلى سبعة أمتار وعمق 20 مترًا.

أما أشهر معالم مدائن صالح وأكثرها إثارة فهو القصر الفريد، ويعدُّ أشهر المقابر النبطية في الحجر (مدائن صالح)، ومن أجمل المقابر النبطية عامة إذ يتميز بواجهة شمالية كبيرة جدًّا، وسمي بالفريد لانفراده بكتلة صخرية مستقلة، ولاختلاف واجهته الكبيرة عن واجهات المقابر الأخرى في مدائن صالح، ويمتاز بدقة النحت وجمال الواجهة، لكن القصر الفريد غير مكتمل النحت، وقد بني لشخص اسمه حيان بن كوزا. واعلموا أن الأكل والشرب والنوم ممنوع في مدائن صالح.

تزخر منطقة العلا السعودية في شمال غرب الحجاز بمواقع اثرية لحضارات متعاقبة منذ الألف الاول قبل الميلاد كالديدانية واللحيانية والنبطية حتى العصور الإسلامية.

وفي "مقابر الاسود" قرب العلا، كبرى مدن محافظة تحمل الاسم ذاته تقع في شمال منطقة المدينة المنورة، كتب على نقش فوق مدخل قبر محفور في جبل صخري شاهق وردي اللون "هاني بن وهب من قبيلة مليح يطلب الصفح من نكرح وود عند مماته".

والالهان نكرح وود من آلهة اللحيانيين الذين حكموا المنطقة بين القرن السادس والثاني قبل الميلاد، بحسب المصادر التاريخية. وحفرت مقابر الاسود في الصخور الوردية التي تشكل سلسلة صخرية يطلق عليها السكان "معلق الحمادي" في وادي القرى، ويبلغ طولها حوالي مترين وعرضها 80 سنتيمترا وتعود الى الفترتين المعينية والديدانية اللتين تعايشتا مع الحقبة اللحيانية.

وهناك مئات المقابر المنحوتة في الجبال الصخرية تظهر فتحاتها بشكل واضح. وذكر*أحد مرافي الفريق**اثناء وقوفه تحت ان المنطقة "كانت حاضرة التجارة القديمة نظرا لوقوعها انذاك على طريق البخور والتوابل، وخضعت لسيطرة المعينيين حتى القرن الثاني الميلادي الى حين مجيء الانباط".

يشار الى ان المعينيين الذين جاؤوا من اليمن شكلوا جالية تجارية قوية. ولا تزال الحفريات ناشطة بحيث تم العثور على اطلال مبان وخزانات للمياه، بحسب المصدر الذي اكد ان البحث والتنقيب مستمر**بالمواقع الاثرية في العلا*. للمزيد من المعرفة بتلك الاثار .

ويذكر أنه قد تعرضت المنطقة لزلازل وبقايا التشكلات البركانية ماثلة بوضوح لكن عوامل الزمن والتعرية اضافت رونقها جلالا. ويقول الدكتور محمد خليص الحربي**ان بعض الروايات تؤكد اكتشاف مكان قد يكون معبدا للالهة اللحيانية حيث عثر على "اربعة تماثيل لاشخاص كل منها بطول ثلاثة امتار".

ويضيف قائلا *ان الحفريات بدات في المنطقة العام 1964 لكن على فترات متقطعة.

وفي وادي عكمه (خمسة كيلومترات شمال العلا) فج يقع بين جبال شاهقة كان مكانا مقدسا لدى اللحيانيين فيه الكثير من النقوش البارزة، وليس تلك المحفورة، بالخط المسند المشابه للخط العبري تتضمن ادعية للاله ذو غيبة.

كما رسمت على الصخور الات موسيقية تشبه القيثارة والعديد من الجمال.

ويوضح "الحربي"*ان هذه النقوش بين الاهم في شمال غرب الجزيرة العربية بعد نقوش تيماء (جنوب غرب تبوك) التي تعتبر اكثر تنوعا واختلافا نظرا لكثرة الحضارات التي تعاقبت عليها. ونظرا لكثرة المواقع الاثرية التي لا يعرفها الا قلة من المهتمين.

خاتمة :

حضى فريق صحيفة "غرب "والوفد الاعلامي *"*المرافق بكرم الضيافة الحاتمية من *أهالى محافظة العلا ويخصون*بالشكر للدكتور محمدخليص الحربي *وسعادة مدير الدفاع المدنى العقيد منصور البلوي وسعادة مدير القطاع الصحى . الدكتور محمد بن نويفع الشامانى * .

كما ويشكرون *سعادة مدير التعليم وسعادة رئيس بلدية العلا *على طيب استقبالهم *والقيام بتسهيل مهمتهم الاعلامية .