المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 15 نوفمبر 2024
بواسطة : 29-02-2016 05:47 مساءً 1,219.5K
المصدر -  

معركة نجران

التاريخ: ١٩٣٤-٠٩-٠٣
واجهت الملك عبد العزيز في أوائل حكمه كملك مشاكل في العلاقات الخارجية ومنها ، قضية الحدود مع اليمن التي لم تكن قد حددت من جانب البلدين مما أدى إلى خوف الإمام يحيى بن حميد الدين من توســـع الملك عبد العزيز باتجاه الجنوب و لذلك, حاول أن يعتدى على أهل نجران لضمها إلى اليمن ,وعندما
بدأ باحتلال نجران أثار أهل نجران وذهبوا إلى الملك عبد العزيز لطلب المســاعدة والحـــماية.فخــلال حـــج عــــــــام( 1350هـ -1932 م) ذهب وفد من قبائل ( يام) إلى الملك عبد العزيز مع عبد العزيز العسكر ممثل الملك عبد العزيز في أبها , و جابر أبو ساق , وذلك لتجديد العهد الذي أبرموه مع الإمام فيصل بن تركي لحمايتهم وكف السوء عنهم وللدخول تحت لواءه ولاعلامه أيضا بأن الإمام يحيى قد حشد قواته في( الفرع). وبعد وصولهم إلى الرياض ومقابلة الملك عبدالعزيز وعرض طلباتهم عليه مكثوا مدة ستة أشهر منتظرين توجيهاته للعوده إلى نجران مع الإمدادات, فأمر الملك عبدالعزيز بإمدادهم برايتين واحدة (لابن منيف) والثانية ( لأبوساق ) كى يتوجهوا إلى نجران انتظارا المدد من الجيش السعودي. وفي عام( 1352هـ 1934م ) أرسل الملك عبد العزيز حملتين قاد إحداهما ولي عهده الأمير سعود الذي خطط للهجوم على نجران والزحف متسللاً عبر الجبال الوعرة في الشمال الغربي من اليمن ، والأخرى باتجاه الحديدة سالكة الطريق الساحلي تحت قيادة الأمير فيصل بن عبد العزيز . دخل الأمير سعود نجران قادما من نجد عبر خميس مشيط ورافقه مجموعة من الأمراء منهم فيصل بن سعد الذي قاد أحد فرق حملة سعود, ومحمد بن سعود الكبير, وخالد بن محمد بن عبدالرحمن القائد لفرقة أخرى من الحملة, وعبدالله الفيصل آل فرحان. و أثناء توجه سعود إلى نجران تقابل فى الطريق مع الشيخ محيريق آل فهاد من أهل بدر الجنوب الذي أ زوده بدليلا لمرافقته وهو في طريقه إلى( الفيض) يدعى جديع بن حمد آل فهاد , و أتى أيضا لمرافقته حشان بن لويف آل فهاد حيث اتجهــــوا جميعا إلى أرض المعركة عن طريق ظهران الجنوب وتوقفوا في الثويلة ، ثم انتقلوا إلى الحماد وخيموا فيها لمدة ثلاثة أشهر لإدارة المعركة من هناك . ومنطقة الحماد قريبة من الحدود اليمنية وتبلغ مساحتها 460000( متراً مربعاً ) واختيرت لوجود موارد للمياه في( العاقة) ولأنها واسعة ويوجد بها أماكن عالية تكشف للقوات المرابطة المنطقة من جميع أطرافها , ولقربها أيضا من الحدود مع اليمن , وهى مليئة بأشجار القرض (التي تتكون من أجود أنواع الخشب الصالح للحطب).وكان عدد القوات التي كانت تحت قيادة الأميرسعود سبعة ألوية , وكل لواء يحتوي على ألف مقاتل ويسمى( الشوكة) , وكان الجيش يتكون من قبائل العجمان, وآل مرة, و يام, وسبيع ، وشهران، والدواسر ، وقحطان، ومجموعة من الرجال المعروفين بالشجاعة والولاء مثل جابر أبو ساق, وبن سعيد(من أخويا الملك عبد العزيز) وغيرهم من الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن. كان الأمير سعود يدير المعارك ويخطط لها من (غار سعود ) في الحماد ــ الذي بالإمكان زيارته في نجران ويبعد تسعون (90) كيلو مترا عن وسط المدينة ويمكن الوصول إليه من الطريق المؤدى إلى منطقة عسير وأيضا رؤية مقابر بعض من أ خويا ولي العهد الذين قتلوا في المعارك من جراء مرض (السدم) أو كما يعرف( بالملاريا), أو من قلة المؤن ودفنوا بالقرب من الغار. ويمكن زيارة (حيد سعود) التي تقع بقرب( غار سعود), وهى صخرة كان يستخدمها سعود كبرج للمراقبة لأنها تطل على الحدود اليمنية , وتستخدم أيضا كمجمع للقيادة ومن الممكن أيضا مشاهدة (قهرة حسنه) وهو جبل صغير يحد معسكر سعود من الشرق ، و (ردوم الرقابة ) وهى الأماكن التي بنيت من الحجر لمراقبة المخيم. بعد أن عسكرالسعوديين في الحماد، تقدم الجيش السعودى واستحل باقم وهى( قرية واقعة بين جبال تهامة), ثم تابع إلى نقعة لمواجهة الجيش اليمنى ( ونقعة هي قرية تابعة لصعدة ومحاطة بالجبال)و هذه الجبال معروفة بصعوبة الوصول إليها وتسلقها وتجاوزها، كما أنه لم يكن لدى الجيش السعودي فكرة وافية عن تضاريسها، وكانت تلقب بجبال القهر، وتم العبور بين موقع وآخر في كثير من الأحيان عبر التسلق بالحبال .
عندما احتد القتال بين الفريقين قلت الإمدادات للجيش السعودي لصعوبة الوصول إليه فشحت موارده من الغذاء ولا سيما بعد هجوم اليمنيين على مخيمات الأمير سعود في الحماد وسرقة المؤن منه وإحراق خيامهم حتى وصل الأمر بهم إلى أكل " الحدأة " وهي من الطيور التي تحلق فوق الجيفة فلا تؤكل .
كانت القبائل اليمنية مدركة لمداخل ومخارج وتضاريس الجبال و لذلك أصبحت غاراتها تزداد يوماً بعد يوم على السعوديين, بينما كان الأمير سعود وجنوده معتادين على حروب الصحراء وفنونها التي تختلف تماماً عن حرب الجبال.
فقام سعود بتقسيم جيشه إلى أربعة فرق:
الفرقة الأولى: كانت بقيادة فيصل بن سعد بن عبد الرحمن ووجهته إلى باقم .
والثانية: بقيادة خالد بن محمد بن عبد الرحمن الذي كان عليه أن يتقدم بين نجران يساراً وباقم يميناً ليصل إلى حدود صعده.
والثالثة: تحت قيادته ليتقدم من الجهات الواقعة شرق المنطقة التي يسير فيها القسم الأول على أن يتجهوا جميعاً نحو الجبهة .
أما القسم الرابع من الجيش: فقد سيطر على بعض أجزاء نجران بمساعدة أهلهاو مما استدعى أرسال سعود قوة أخرى تمكنت من الاستيلاء على نقعة, وكانت هذه المعركة الأخيرة هى التى حسمت الحرب لصالح القوات السعودية التى أجبرت بعض القوات اليمنية المتبقية بالتراجع باتجاه بلاد وائلة ثم تعقبتها لإخراجها من المنطقة .
انتصر ولي العهد الأمير سعود على اليمنين في موقعة حرض، وتوغل وراءهم حتى اقترب من غمدان، كما سيطر على المنطقة الواقعة بين صعدة ونجران بالرغم من أن صعده لا يصلها إلا قليل من الناس حتى يومنا هذا لصعوبة مداخلها,و كان الأمير أحمد ولي عهد اليمن قائد الجيش اليمني متمركزاً فيها.والمعروف أن أهل هذه المناطق هم من قبائل زيدية و رجال حرب يقال أنهم من أشرس المقاتلين اليمنيين على الإطلاق مما يشهد لهذه القوات السعودية بالبسالة وهى التى شكلت الحملة الرئيسيةعلى اليمن وتمكنت من مقاومة الجيش والقبائل اليمنية المقاتلة.
إلا أن وجود الأمير سعود القائد العام لهذه الحملة على رأس قواته مكنته من اجتذاب أعداداً كبيرة من القبائل وأقوى فصائل المقاتلين اليمنيين للمواجهة. وكان من أكبر فوائد هذه الإستراتيجية اجتذاب القوى الرئيسية من الجيش اليمني للقتال وبالتالي, تسهيل مهمة القوة السعودية الأخرى بقيادة الأمير فيصل بن عبد العزيز الزاحفة على امتداد الطريق الساحلي والمجهزة بسيارات وناقلات والتي لم تواجه مقاومة تذكر إلى أن وصلت إلى الحديدة . وعندما سيطر الجيش السعودي على (باقم ونقعة والحديدة)، أيقن الإمام يحيى بأنه خسر الحرب, عند ذلك طلب التفاوض مع الملك عبد العزيز ،فأرسل الملك عبد العزيز برسالة إلى ولي عهده وأمره بالتوقف عن الحرب ،فعاد الأمير سعود إلى مدينة نجران وخيّم في( الفرع) وبدأ في عملية تبادل الأسرى،حيث كرّم سعود الأسرى اليمنين مادياً ومعنوياً كعادته في الحروب- خاصة كبار العشائر-وذلك قبل إعادتهم إلى بلادهم مثالا على ذلك ،( ابن روكان )شيخ قبيلة (بني جماعة) الذي أسره السعوديين في (هداده) ثم أطلق سراحه الأمير سعود وأكرمه قبل إعادته إلى اليمن. وانتهت هذه الحرب بانعقاد معاهدة الطائف في عام (1353هـ 1934م ), وبقى الأمير سعود بعد ذلك مع قواته مايقارب الثلاثة أشهر في نجران حتى أن استتبب الأمن في المدينة و تم تعيين أمير عليها اسمه عساف بن حسين. ونوهت المصادر البريطانية السرية إلى أن هذا الحدث ساهم في لفت أنظار العالم إلى ولي العهد الأمير سعود .
وقال الشاعر محمد بن على آل حمامه(من نجران) هذه الأبيات بمناسبة الاستسلام:
"استمنعوا همدان ماهم بذلان من عقب ضرب محكمات القفالى
واستسلموا للشيخ خالد وشقران وسعود أبو خيرين ذاك الهلالي .
وفى عام 1362 بنى الأمير سعود أول مدرسة (المدرسة الاميرية) في مدينة نجران القديمة التي تلقب(أبا السعود) والتي لاتزال أطلالها متواجدة مواجهة لاول امارة بنيت فى العهد السعودى بامر من ولى عهدها ثم نقلت المدرسة بعد ذلك إلى مبنى حديث وسميت بمدرسة الملك سعود.
أما من جهة إطلاق اسم (أبا السعود) على المدينة القديمة فهناك قولان الأول يقول: بأنها لقبت تيمنا بالأمير سعود لانتصاره في المعركة, ومعناها (الأب سعود).
أما القول الثاني, فيقول بأنها تعنى (السعد) وهو المكان الذي يلتقي فيه الناس للاتفاق لحل مشاكلهم.
المانع محمد Ibid ص 210
مقابلة هاتفية مع الدكتور عبد العزيز بن نايف العرير نقلاً عن والده رحمه الله الذي شارك في هذه الحرب مع الملك سعود ( 1998م )
العيثمين عبدالله صالح، تاريخ المملكة العربية السعودية ( الجزء الثاني.
المصدر السابق ص. 282
*مقابلة مع الشيخ على بن ظافر بن عيسى ال حارث ,والد ه رحمه الله كان نائب قبيلة ال حارث من قبائل يام , وكان من ضمن الحملة السعودية يعمل كدليل . ويقول بأنه كان هناك (300 مقاتل من يام) .أخذت هذه المقابلة في نجران في (منطقة الحماد) في 13 ذو الحجة 1426—الموافق 13 يناير 2006 .
#مقابلة مع الشيخ حمدان بن محيريق ال فهاد من بدر الجنوب في مدينة نجران ,يوم السبت 51 ذو الحجة 1426-الموافق 15 يناير 2006, والده رحمه الله كان ابن محيريق الذى حارب مع الجيش السعودى ثم اسر من الجيش اليمنى .

 
المانع محمد. مصدر سابق ( ص 211)
( 64. N ) "ANNUAL REPORT"1935 'CONFIDETIAL' وثائق سرية بريطانية ، تقارير من جدة ( عام 1933م ) .
( ص431)
المصدر –فهدة بنت سعود بن عبد العزيز
الوثيقة موجودة مع قسم الوثائق
شاهد عيان 1 : اسم الراوي: هامل بن مسفر بن هامل آل الحارث ( من قبيلة ال الحارث من يام القاطنين في الحماد ) أخذت هذه المقابلة فى شوال 1423 الموافق 2003 ذكر هامل بن مسفر بانه يوم جاء الاميرسعود لنجدة أهالي نجران من احتلال الإمام يحيا حميد الدين لنجران جاء معه كل من فيصل بن سعد ومحمد بن سعود الكبير وأمير آخر , وكانت الطليعة الأولى بقيادة فيصل بن سعد وكان يرافقه عدة قبائل ومعهم قحطان ابن شفلوت، وعند وصول فيصل بن سعد كان معه سبعة بيارق: ألمع, و حرب, و بيرق مترك بن شفلوت, و عسير, و قحطان. و كانت كل حميه تحت قيادة أميرها ولها بيرقها، وكل بيرق يحتوى على شوكه والشوكه مؤلفة من ألف رجل.و عند وصول الأمير فيصل بن سعد إلى المنتزه قبل وصول الأمير سعود كان يصاحبه الخيل والذلايل, و طلب من هامل تعريفهم بالحدود الذى وضح لهم بدوره موقع الحصن, وباقم ,ونقعه, ورمحه, والملح, وعار. وطلب فيصل بن سعد بعدها من هامل بأن يذهب لتوصيل خطاب إلى ولي العهد وقائد الحملة سعود وأن لا يناوله إلا له شخصياً وباليد حيث كان سعود في ذلك الوقت لايزال وراء ظهران الجنوب ولم يصل إلى الثويله ( شمالاً عن الحماد وعاكفه ) الا في شهر محرم . قال هامل , بأنه في اليوم الذي قابل فيه ولي العهد سعود كان ذاهبا ليستطلع قدومه وقبل وصوله إلى ظهران الجنوب وإذا بجاحفل الجيش تقترب- منها بيرق سبيع- وقد شاهد قوم لايحصيهم إلا الله. فلما رأى القوم والخيل والذلايل مركوبه ما تشوف إلا فقرها من الغوادي و الذى وراءها عسكر حمران وأخبرهم بأنه يحمل رسالة إلى الأمير سعود. وكان سعود رحمه الله راكبا على فرسه عندما تعرف على هامل وتوقف عن المسيروأمر بضرب المزمار لكي يعرف جنده ويسمعون ماذا جاء به المرسال من عند الأمير فيصل ثم قال سعود بعد الاطلاع على الرسالة لجنوده بأن هامل بن مسفر بن هامل قد أخذت أغنامه وبأن هامل قد دل فيصل بن سعد على أماكن النقعاء, و عار, ورمحه, و باقم, و الملح وبأنه رجل صادق ويعرف حدود الزيود (اليمنيين). ثم قال سعود :" ياهملان تعال واطلع معي إلى هذا الضلع ( الثويله ) وهقني ( وضح لي ) دروب نجران, وهقني دروب النقعاء, وهقني دروب رمحه, ودروب عار, ودروب باقم ,ودروب الملح المكتوبه في الرسالة". فرد عليه هامل بقوله: " ياطويل العمر ماحنا بشايفين الدروب" قال الأميرسعود:" هو قولك إنني ميد الحصون وحنا نسمي الحصون دروب" قلت:" أيه" قال:" لا هذا درب نجران وهذا درب نقعاء ،وبدأ يشرح له جميع الطرق التي ذكر له أسمائها" وطلب منهم سعود أن يردفون ( يحملون )هامل على أحد الجمال معهم و قام سعود يطورق وهو يغني : ( ذيب يبي ديارنا * وديار عربانه وراءه ياالله على ديارنا * وديار من عاف الحياه ) يعني ان الزيدي عاف دياره ويبغى ذي الديار اللي هي نجران وضواحيها. ومشى معهم هامل حتى وصلوا الى العشه ( عشة سعود ) ومن ثم حطوا فيها وعند وصوله فورا هب اليه بعض الخدم وحطو له قطعة من السجاد ( تسمى زوليه ) حيث فرشوها في قاع الجرف اللي هو الغار ( غار سعود ) وكان معه الشيوخ محمد بن سعود الكبير والامير الاخر الذي لم يذكر اسمه اما فيصل بن سعد فقد اتجه الى باقم وكانت معه جيوشه ويتقدم الجيش مجلجله ( عبارة عن عربة تجري في المقدمه وتخلق صوت مولول ويتلوها الخيل, والابل, والعسكر). وكان ولي العهد سعود يطورق ويقول شعرا :( نجران يا هدب الجريد لومك على ولد الإمام) وقال أيضا شعرا :" ذياب ياهموم المسير حطوا مسير درهمة "( يعنى انهم يتقدمون ببطء ويريدهم أن يتحركوا بسرعة ) وقال أيضا :" ذيب يبى ديارنا وديار عربانه وراه الله على ديارنا وديار من عاف الحياه ". وكانوا جنوده ورفقائه يرددون بعده "وديار من عاف الحياة ". وبين لهم هامل مواقع المياه لسقيا الجيوش في الحصن بالحماد، وقال لهم سعود:" حنا بنبات على العويق" واسمها الصحيح العاقة و سماها العويق، وقال لهامل:" نبيك تروح وتبحث لنا عن ذبائح في الليل وتجينا وكل عشــر تجيبها لك عليها ريال "وردّ هامل على الأمير سعود: " وإذا لم أجد غنم أجيب بقر ", فقال سعود:" ما هو لحم فعطنا أياه". فذهب هامل إلى قرية الحاجر وأخذ عشر من الضان بثلاثين فرنسي وأخذ ثور بعشرة وجاء بها وعند عودته شاهد بأنه قد بنيت خيام ولي العهد سعود ولونها أصفر . وأكمل هامل كلامه بقوله :بأن المعركة على نقعه بدأت, وتم تركيب المدفع باتجاها وبداوا بضربها وبعد ذلك، تم أسر70 شيخا زيديا ( يمني ) من النقعه وحطو الإشارة رأس الدروب وكانو يقولون( يا سعوداه يا سعوداه) وذلك عند ما صادهم المدفع في الدرب . عندما سئل كم عدد الأشخاص الذين مع الأميرسعود في المخيم وكم بيرق قال ( بيرق سبيع, وحرب, و مطير, والدواسر, و العجمان, و كل بيرق فيه ألف رجل ألف ومائتين (1200)( فكل بيرق فيه شوكة والشوكة بألف رجل يعني معه من 70000 إلى 80000 شخص وكانوا ينامون في خيام. و خيمة الملك سعود لوحدها , والأمراء الاخرين كلاً معه خيمة بيضاء,أما الجيش, وأهل الخيل, والذلايل,فجلسوا فى البر . وعند السؤال عن نوع السلاح( البنادق ) التي مع سعود وجنوده ذكر بأنها: ( النيمس, والسواري, و البلجيك السعودي, والخديوي, وطالبك شر, والشرفاء, ومعهم الرعاشة, والمدفع والمكينة) يحركونها وتسمع لها ولجة لتخلق الخوف في نفوس القوم الغزاة . وكان عند هامل بندقية تنشحن بطلقتين وهي من نوع أم عرقوب وتأخذ معبرين رصاصتين وتعلق عليها واحد يقرح والثاني ما يقرح ,وكانت تدعى النيمس . أما شعبان خادم الامير سعود فكان هو المسئول عن صرف الذخيرة وقال له هامل:" بندقي تشتحن باثنين واحد يقرح واحد ما يقرح", فردوا عليه :"كل من سمع يكذب ذا عندك يا شعبان وهو يبي يهرب ويش ذا البندق الّي تشحن ولا تقرح" فقال شعبان:" هات البندق يا يامي و فك عرقوبها ثم غلقها ثم قبعها ثلاث مرات ثم قال هات المعبر إلّي ما يقرح أدخلة فيها ثم أقبعها ثلاث مرات ولا قرح ويوم أخرج المعبر حطه بينه وبين المسبت قال هات إللي يقرح وضغط الزناد فقرح فقال هذي معروفة وعطاه التموين من الذخيرة في حدود 30 طلقة. جلس الأمير سعود تسعون يوم في الحماد حرر خلالها نقعه, و باقم, وأخذ أسرى من اليمنيين و كان هناك رهائن من السعوديين لدى الامام يحيا حميد الدين , منهم عبود بن نصيب, وعلي بن سعيد آل الحارث من آل الخرش, وناصر بن صـــــومان من آل مليد ,وعبد الله بن مانع آل الحارث, ومحيريق . كما ذكر هامل, بأن سعود يوم جاء إلى الحماد جلس ثلاثه أشهر شاهده مرة يوم جاء من ظهران الجنوب وجلس معه إلى أن راح هامل المذكور إلى باقم . كما ذكر أن الملك سعود بعد انتهاء الحرب نزل إلى نجران وجلس هناك وجاؤه الناس وعاهدوه وأعطاهم مالا، وكانت خيمة سعود بالقرب من غار الملك سعود وكانت الخزنة في الجزء الغربي منه والخيمة جنوبا عنه .
حرب اليمن 1352هـ ( 1934م )
شاهد عيان 2 : لقاء مع الشيخ سعود العماج من أخويا الملك سعود رحمه الله (يبلغ عمره حوالى المائة والعشرون عاما) ذكرياته عن جلالة الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله (أجرى هذا الحوار فى مدينة العماجية بين مدينتى الخرج والرياض) أجرى هذا الحوار مرعي بن محمد الصيعري بتاريخ 20/12/1426هـ قال الشيخ سعود :"مهما تكلمت عن الملك سعود لن أفيه حقه, نِعّم الرجل الملك سعود, من النادر أن يجود الزمان بمثله من الرجال,عٌِرف بدينه وطاعته ومخافته الله في الظاهر والباطن, وكان صادقا مع نفسه ومع الآخرين. اجتمعت فيه كل الصفات الحميده من كرم وشجاعه وطيبة قلب, وكان طبعه الصفح والتسامح ولايحب الانتقام. عِرفت الملك سعود بعد ان عينه والده الملك عبدالعزيز وليا للعهد رحمهم الله جميعاً .كنت أحد خويا الأمير فهد بن محمد بن عبد الرحمن و قد رافقته فى احد المرات الى المقناص (رحلة صيد الى الصحراء) وذهبنا الى منطقة على طريق الحجازفى مدينة الرياض, ومن حسن الحظ كان الملك سعود طالعا الى المقناص مع أ خوياه قرب( حصاة قحطان) , والتقينا معه في نفس المكان حيث أرسلني الأمير فهد بهديه للملك سعود وهى طيرمن طيوره, وعندما دخلت مخيم الملك وجدته جالسا مع أ خوياه ومنهم بن سعدون , وبعد أن جلست بقليل غضب الملك سعود على بن سعدون بسبب ما, لكن غضبه لم يدم طويلا حيث أنه هدأ بعد قليل فقام بسؤال أخوياه واحد تلو الأخر:" هل بن سعدون غلطان أم لا ؟ " رد جميع الخويا على الملك بقولهم:" نعم بن سعدون غلطان", وكان من ضمن الخويا الوليد بن شويه , وسليمان بن عبيد بن رشيد,
وعندما وصل الى الدور ,سا لني الملك السؤال نفسه, وقال لى:" وش تقول يا الخويا" وكان لايعرف اسمي فقلت:" يا طويل العمر تبيها في البشوت وإلا في البخوت" قال :"اللي ودك" وقلت:" خلها في البشوت " قال:" طيب وش تقول" قلت:" هذا مثل واحد من أهل الجنوب جاء إلى الشيخ ابن هادي قالوا له أن بن هادي يشّره(يعطى هبات) وعندما ذهب الى ابن هادي وجد أن ابن هادي زعلان على مرافقيه بينما الجنوبي يريد ان يقول قصيده في ابن هادي لكنه يعرف كيف يبدا كلامه, وعندما سنحت له الفرصه بالكلام قال:" في وجه الله أيها الأمير أنت مثل حمارتنا الدهيم اللى تعطي ذا صقره وتعطي ذاك صقره" و لم أكد انهى حديثى إلا والملك يسسغرق فى الضحك ويرضي على خويه. وكانت هذه الحادثه هى المدخل لي عندا لملك سعود رحمة الله ,وبقيت بعدها أخويا له حتى مغادرته المملكة فى سفرته الأخيرة. رافقته رحمه الله اثناء حرب نجران وهو وليا للعهد , فعندما أرسل الملك عبدالعزيز جيشا للجنوب بقيادة الأمير فيصل بن سعد, و الأمير عبد العزيز بن مساعد, وعند وصول الجيش قرب أبها أمر الملك عبد العزيز ابنه سعود للحاق بهم بحكم ثقة الملك عبدالعزيز في قدرات ابنه الحربيه والسياسيه, فانطلقنا من الرياض مع الأمير سعود ولي العهد رحمه الله ولحقنا الجيوش اللي سبقتنا في أبها, وانقسم الجيش إلى قسمين قسم بقيادة بن مساعد ونزل تهامة وانظم الى جيش الأمير فيصل بن عبد العزيز , والقسم الثاني بقيادة الأمير سعود بن عبد العزيز والأمير فيصل بن سعد . وسرنا مع الجيش حتى وصلنا الحماد ثم انقسمنا الى قسمين: مجموعة بقيادة الأمير فيصل, ومجموعة بقيادة الأمير سعود , ومن الحماد تحركنا الى باقم والصدع ,وكان الأميرسعود مخيما في الحماد يدير المعركة ويرسل لنا من الزاد الى باقم و الصدع التى بقينا فيها أربعون يوما نحارب الزيود(اليمنيين), ولم نكن قد اشتبكنا معهم ولاكن كنا نرميهم ويرموننا عن بعد, وعندما انتهى الزاد,تركنا خيامنا ورجعنا للاميرسعود في الحماد وجلسنا معه شهر , وبعد شهر جاء خطاب من الملك عبد العزيز بعد توقيع المعاهدة مع الامام يحيا فى الطائف بالتوقف عن حرب اليمنيين والنزول إلى نجران . عندها عدت لنجّد بتكليف من الأمير سعود و ذهب هو مع جيشه إلى نجران وجلس فيها ثلاثة اشهر, وبعد استتباب الأمن في نجران عين الامير سعود أميرا على نجران اسمه عساف بن حسين . و بحكم أخوتي مع الملك سعود يشهد على الله إني ما قد تعاملت مع رجل مثله, كان صادقا مع نفسه ومع الآخرين, وكان رحيم القلب , وشديد البأس, يغضب ويرضى بسرعة ولا أ تذكر انه حقد على احد, وكان يحب الشعر وسوالف(قصص) البادية . لازلت أتذكر موقف من مواقفه الانسانيه رحمه الله الذى حصل ونحن في المقناص معه ,كان الطعام والماء في سيارة خاصة بالمطبخ وطلعنا طعس رملي وكان يقود السيارة واحد من قبيلة مرة وانكب الماء على الأكل وأصبح غير صالح للااستخدام , فأرسلنا سيارة أخرى للرياض لتاتى لنا بالزاد والماء وجلسنا يومين أ وأكثر من دون أكل , فقط قليل من الماء وكان رحمه الله يقول:" الأكل والماء اللي عندنا كل واحد يخذ حصته منه ولا احد يتزود على احد وانا مثل واحد منكم ", وكان واحد من الخويا مريض ,فذهب الملك رحمه الله وفتح شنطة عنده وكان فيها حبوب للسخونة وللالم الرأس واحضر كاس ماي وجلس بقرب رأسه حتى افاق من النوم وقال انهض عندي علاج لك . كم كان رحوم وخلوق رحمه الله وأتذكر موقف أخر كنا في الصمان وكانت معنا سيارة واحده فقط والتقينا بدوي يرعى ماشيته واستوقفنا وكان عطشان فاسقيناه وقال له الملك:" كم بينك وبين اهلك من المسافة", رد عليه قائلا:" إذا مشيت الان على رجلي سوف أصل اليهم فى منتصف الليل", قال الملك:" اركب نحن نوصلك" ومشينا معه حتى وصلناه عند جماعته وعندما نزل من السيارة دعانا ان نشرب القهوة لديه فنزلنا وشربنا القهوة ثم نهضنا للمغادرة, فقال البدوي هل لى ان اعرف من انتم قال له الملك سعود :" نحن من اخوانك في الدين والعقيدة والوطن " رد البدوى على الملك بقوله :" اسلك باله من انت؟" قال:"ا نا سعود ولد الملك عبد العزيز , وهذه شرهة مني لك" واعطاه كيس من المال. وكان رحمة الله منبه علينا الا نقول بانه الأمير سعود, فقلت له:" يا طويل لعمر أنت منبه علينا لا نتكلم وأنت الان تقول بنفسك انا سعود" , رد على بقوله :"انت ماتفهم الرجل سألنى بالله فمن الضروري اقول له الحقيقه, فأنا لا أحب اكذب على احد وهذا طبعي واللي ما يعجبه بكيفه". وأتذكر أيضا موقفا اخر من المواقف النبيلة للملك سعود رحمه الله, كانت زوجتي وابنتي لديهم مرض السل وكان في ذلك الفترة غير مقدور علي علاجهم في السعودية لقلة الإمكانيات الطبية, وتكفل الملك بعلاجهم في لبنان حيث قمت بمرافقتهم الى هناك وعند وصولنا الى المستشفى اخبرونا بان علاجهم سيستغرق عامين وجلست مهم هذه الفترة علي حساب الملك رحمه الله. ولقد عايشت الملك سعود أكثر من 25 سنه ولا اذكر يوم من الأيام جاه شخص في حاجه ورده خايب, فكان رحمه الله يلبي حوايج الناس ولا يرد احد خايب ,ولا أتذكر في يوم من الأيام انه شتم احد او ضرب احد, وكانت له هيبه ومحبه في ان واحد. و كان يغضب على بعض الا خويا و يرضي عليهم بسرعة ثم يكرمهم , و كان نادرا أن يغضب او يعبس. وكنا نعرف اليوم الذى لم يكن مرتاح فيه من حركة رجليه وهو جالس على الكنب,فكان يضرب بقدميه على الأرض ولا يجلس طويلا في المجلس ,وتارة ينزل الشماغ على كفيه وتارة أخرى يرفعه علي رأسه وهذا دليل على عدم رضاه , واليوم اللذى يكون فيه مرتاح و لايوجد مايعكر مزاجه , كان يدخل علينا وهو يمشي حثيثا ويجلس وقدميه ثابتة على الأرض ويرجع اطراف الشماغ علي رأسه, وترى في وجه الابتسامة, ويقوم بمداعبة الآخرين وهذا دليل على رضاه التام وهدوء سريرته. كان الملك سعود ينظم الشعر ولا اذكر الا هذه الابيات القليلة من قصيدة طويلة : واجعلنه مثل مسهاج ألبلادي المواتر كل نجداً دوجنه واذبحنه من وراء حوم الوغادي يالخوي كم جول صيدا جفلنه مايذوق الا اللبن حرش الت وادي ماشحني كل ضبياً عتقنه عقب راحت روسهم مثل الهوادي ماخذين النجد مالناس منه والقصيده اطول من كذا والاكن اعذرني اما تذكرالقصيده كلها