بواسطة :
09-12-2014 08:08 صباحاً
10.0K
المصدر -
الغربية - متابعة - فوز العواد :
طموحات قد تكون مجرد أحلام لا يصل إليها إلا أصحاب الحظ السعيد، أو لنقل أصحاب العزيمة والتفاؤل والأمل، الذين يحولون اليأس إلى شعاع تنبثق منه خيوط الوصول لقمة الهرم .
لذا، لم يقف اليأس والعوز والحاجة والخجل موقف المانع للبحث عن باب الرزق، بل كان دافعاً قوياً مع إصرار كبير لسد تلك الثغرات، فكانت خدمة البيوت هي أول ما بحثت عنه بعض السعوديات (ذوات الظروف الخاصة)؛ لتلبية متطلبات العيش القاهرة وتربية الأبناء دون الحاجة للغير وإراقة ماء الوجه.
كانت المرأة السعودية قديماً تخدم في البيوت والأعراس وتلبي متطلباتهم دون خجل، ومع القفزات التطورية اختفت تلك الظاهرة لتقتصر على العمالات المنزلية من خارج البلاد، ولكن تظل بعض السعوديات في حاجة ماسة للعمل والبحث عن الرزق وكسب المال الحلال، لذا عادت إلينا تلك الظاهرة مرة أخرى لتعيد لنا ذكريات الأمهات السعوديات قديماً وبرائحتها العتيقة الجميلة، وبشعار العيش دون الحاجة للغير، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "اليوم" السعودية اليوم السبت (6 ديسمبر/ كانون الأول 2014).
سند لي
*تقول أم إبراهيم: بعد وفاة زوجي لم يعد لي ما أستند عليه بعد الله -تعالى- إلا خدمتي في بعض البيوت؛ كي أستطيع الصرف على أبنائي وتلبية جميع متطلباتهم الحياتية دون الحاجة للغير، وقد جاءتني فكرة الخدمة في البيوت بعد أن وجدت الكثير من البيوت بدأت الاستغناء عن العمالات المنزلية الأجنبية؛ لكثرة مشاكلهن وجرائمهن والبحث عن البديل، ولكوني ابنة هذا البلد، فالبيوت تطمئن لي ولخدمتي، وهذه ليست بالفكرة الوليدة والحديثة، بل كانت الأمهات قديماً يخدمن في البيوت والأعراس أيضاً بحثاً عن الرزق الحلال والمكسب الحلال.
زوج مقعد
وتشاركها في الحديث أم فيصل حيث تقول: زوجي مقعد وأبنائي صغار، وأنا لا أعمل والحال لا يعلمها إلا الله، لذا بدأت بالبحث عن عمل يجعلني أعيش مع زوجي وأبنائي هانئة مطمئنة دون الخوف من غدٍ لا علم لي به، وخدمتي في البيوت كانت أول بداية للمشوار، صحيح أنها كانت صعبة ومخجلة، لكنني قتلت ذلك الخجل بالعمل بشرف دون إراقة ماء الوجه للناس، وانتظار من يطرق الباب ليتصدق. والحمد لله أعيش بخير ونعمة مسترجعة ذكريات الأمهات قديماً وخدمتهن دون خجل أو كلل.
خطوط حمراء
وتضيف أم خالد: خدمة البيوت كانت في العهد القديم.. عهد شغلت فيه المرأة السعودية المحتاجة تلك المهنة العتيقة لسد ضيق العوز والحاجة وفتح باب الأمل والرزق من غير الحاجة للتذلل للغير ممن قد يسيئون فهم تلك الحاجة، ويضعون لها خطوطاً حمراء تعيق العمل للبعض. ورأيي، أجد أن على الشخص أن يفكر بما يستطيع فعله بدلا من طرق أبواب الناس، منهم من يعطي ومنهم من يذل. وبما أن القوة والصحة موجودة فعملي بنفسي هو الأولى.
نظرة مخجلة
وتشاركها في الرأي سلمى العبدالله بقولها: كثيراً ما كنا نسمع من أمهاتنا عن مهنة الخدمة في البيوت للبعض قديماً، وأن هذا ليس بغريب عن المرأة السعودية، لكن مع التطورات والقفزات تغيرت النظرة وأصبح من المخجل مزاولتها، لكن تظل العوز والحاجة هي الأولى في طرد ذلك الخجل، والبحث عما يدر المال والكسب ويعيش الأبناء كالغير دون الإحساس بالنقص.
ضوابط الحشمة
وتقول أم سمير: من الصعب على الكثير امتهان مهنة خدمة البيوت خصوصا المرأة السعودية؛ وذلك لما تتميز به من شروط وضوابط الحشمة، ولكن البحث عن مصدر العيش والرزق قد يجبر البعض على اتخاذها كمهنة، ولكن مع وضع شروط تخدمها كامرأة سعودية محافظة، ونتمنى أن يتاح لمن لا يجد عملاً يكسب فيه قوت يومه مهنة أفضل يستطيع مزاولتها دون خجل أو حرج.
جرائم الخادمات الأجانب
وأشارت أم علي إلى أن الكثير من المنازل تطمئن لخدمتي لديها ورعايتي لأبنائها، خصوصا بعد الجرائم الكثيرة التي تسببها العاملات الأجنبيات، بما أنني ابنة لهذا البلد، والحمد لله البيوت التي أخدم فيها توفر لي جميع المتطلبات التي تناسبني كامرأة محافظة لا أتكشف على الغير، وأعمل براحة وأريحية دون مضايقات.
وبينت الأخصائية الاجتماعية أمل المسلم بقولها: استقبال فتاة سعودية للعمل بنظام الساعة بالمنازل أفضل من استقدام عاملة اجنبية، ولكن العملية تحتاج إلى تنظيم من قبل مكاتب معروفة ومصرح لها من قبل الدولة وشروط يخضع لها الطرفان؛ حفظا لحقوق كل منهما، بحيث لو حدثت مشاكل يسترد الحق من صاحب المكتب أو من نفس الفتاة العاملة، ويكون فيها عقوبة لمن يخل بشرط من الشروط.
*أخبار المرأة*