بواسطة :
21-11-2014 09:30 مساءً
39.1K
المصدر -
الغربية - مسفر الخديدي*
* * * * * *عبد العزيز الحشيان
* * * * * * *بندر أخضر*
ظاهرة ربما تؤدي إلى ارتفاع أسعار الأغنام خاصة خلال مواسم معينة
يبدو ان مزادات ومهرجانات الاغنام قد طغت في الآونة الاخيرة على مسابقات الابل والماعز الشامي والديوك واصبحت تستأثر بالنصيب الاكبر من الاهتمام والحضورويكاد لا يخلو اسبوع الا ويقام فيه عدد من المزادات والمسابقات الخاصة بالأغنام وذلك في مناطق تربية الثروة الحيوانية الطائف ومكة على وجه التحديد .واللافت في هذه المزادات ارتفاع عدد المشاركين ممن يقومون بعرض اغنامهم من جهة ونسبة الحضور الراغبين في الشراء واقتناء الاغنام ذات الخاصية المميزة كما يدعون *من جهة ثانية '"صحيفة الغربية " *رصدت عددا من المزادات التي اقيمت اخيرا في "الطائف ومكة والشرقية " *واستقطبت آراء المنظمين والمشاركين وتابعت عمليات العرض والاستعراض والبيع والشراء كما استمعت لهموم المربين ومشاكلهميقول المربي عبد الله المحمادي من مكة المكرمة ان المزاد يقام يومين في الاسبوع ويتم فيه عرض اغنام الصنف واقامة مزاد عليها وهذا المزاد صار له جمهوره وزبائنه ومرتاديه والكل يحرص على الحضور والمشاركةوزاد ان السعودية *تتميز بأغنام الصنف والماعز (العوارض) والماعز الشامي ويقام لها ايضا مزادات في ايام اخرى من الاسبوع.وكشف ان اسعار الاغنام تتجاوز اسعار الماعز وان الاغنام تحظى باهتمام اكبر من المربين، وذكر ان احدى مجموعات اغنام الصنف وصل سعرها الى مليون ولا تقل عن سبعين الف ريال! وشملت ذكورا واناثا لكن السعر الاكبر كان للذكورالشباببدوره، حدثنا المربي سالم السواط عن تجربته في تربية الاغنام واوضح ان اهتمامه ظل كثرة المربين وكثرة الحلال الفاخر وكثرة المزادات *وتركز على اغنام الصنف لأنها فريدة من نوعها وجميلة ومميزة واسعارها جيدة وتعطي نتيجة مادية من خلال بيع سلالتهاوبين انها جذبت المربين وخاصة الشبابوقال المربي عواض النفيعي انه يعمل في هذا المجال منذ زمن طويل ويحرص على حضور المزادات والاطلاع على الاسعار وانه اصبح له زبائنهوينضم المربي جميل الثبيتي الى الحديث ويقول انه يشتري الاغنام ذات الاصناف الجيدة ومن ثم يقوم ببيعها بأسعار عالية قد تصل 100 الف ريال واحيانا تصل الى اسعار الى 500 الف *او 800 آلف ريال كما هي الحال بالنسبة للفحل المشهور الذي بيع الشهر الماضي بمليون ريال المرتبة الأولىمن جانبه، قال المربي صالح العواد انه يهتم بتربية الاغنام وانه يزاول هذا العمل منذ سنين طويلة وقد حصل مرة واشترى خروفا صغيرا (رضيع) بعمر شهرين وذلك بمبلغ300ريال وانه قام لاحقا ببيعه بـ 3000 ريال ثم بيع ب 15000 الف ريال وسمي 'الكاسح' لأنه كان يكسح الجميع في المزادات حتى وصل سعره اخيرا الى 70000 الف ريال *كما تم بيع الاناث من نسله بـ 3400 ريال *للرأس الواحدوكشف انه مازال يملك قرابة 140 رأسا كلها من نسل الكاسحواضاف ان حضور المزادات يعود بالنفع على المربي، اذ يظل على اتصال بالسوق واطلاع على الاسعار وكل جديد فيهاإجراءات المزادوحول ميزات منظم المزاد والاجراءات التي يقوم بها قال احمد غزارة الشمري وهو من منظمي المزادات ان الاجراءات تشمل تسجيل المربين الراغبين في المشاركة واعطاء كل واحد منهم رقما يقوم على اساسه وعندما يحين دوره بعرض اغنامه في المنصة الخاصة بالمزاد وهناك تتم المزايدة عليها وبيعها في نهاية المزادوعن ميزات صاحب المزاد اضاف انه يجب ان يكون ذا خبرة ودراية بالأغنام وانواعها وان يكون متمرسا في العمل ويقيم علاقات طيبة مع المربين ويكون حائزا على ثقتهموحول الاسعار، قال انها كانت في السابق لا تزيد على 200ريال، اما اليوم فاصبحت 10000 وما فوقحرص على المشاركةفي كبد ايضا ولكن في زمان ومكان مختلفين تابعنا مزادا آخر وصلت فيه الاسعار الى مستوى قياسي حيث وصل سعر الفحل 'طيار' الى مائة الف ريال و'مشور' الى 90000 الف ريال وكان التركيز ايضا على اغنام الصنف من هذا النوع .وقال صاحب المزاد ملفي الديحاني ان الطلب كبير على اغنام الصنف وان الكثير من الشباب يهتمون بمتابعة المزادات وذلك على سبيل الهواية وبعضهم للعمل والانتاج. وقال ان الاسعار زادت في الآونة الاخيرة بسبب كثرة الطلب نظرا لزيادة عدد المشاركين في المزادات والذين يقبلون على شراء اغنام الصنف للتمتع بجمالها، مشيرا الى ان من ابرز مواصفاتها كبر حجم الرأس والخد وكسرة الخشم والظهر والقرن واليدين والقدرة على التلقيح طوال العام. بدوره، قال ناصر سند العتيبي احد المشاركين في المزاد انه يشارك في اغنام من نوع صنف تم تهجينها في بعض الحضائر وامتدح مثل هذه المزادات التي تسهم في جذب المربين وتشجعهم على العمل في تربية الاغنام. وقال رديني الدوسري وهو من مؤسسي مزادات اغنام الصنف ان لديه اندر انواع اغنام النعيمي وانه من اقدم الهواة ويمتلك مجموعة كبيرة في المملكة العربية السعودية.
هموم المربين
متابعة المزادات وانشغال الحضور بما يعرض من انواع واصناف الاغنام لم ينس المربين همومهم ومشاكلهم، واغتنم بعضهم فرصة وجود 'الغربية' لعرض جانب من تلك المشاكل والمطالبات، فقد طالب المربون بتجهيز المختبر التابع لوزارة الزراعة الذي لا يعمل، بل يحضر فيه بعض المراقبين الذين لا يقدمون خدمات بيطرية بل يعاينون المواشي في الحضائر وطالبوا بان تشمل المراقبة والعناية البيطرية كل المواشي الموجودة في المنطقة وليس تلك الموجودة في الحضائر فقط، وطالبوا الجهات المختصة بالاهتمام بسوق الغنم والاهتمام بالنظافة وتنظيم السوقمن جهته، قال المربي خلف الرشيدي ان جميع المربين مهتمون بالثروة الحيوانية والدليل حرصهم على العمل في تربيتها والمشاركة في المزادات والعروض الخاصة بها، لكنه طالب بتوفير الدعم والخدمات اللازمة لهم مثل الادوية والعلاج وخفض الاسعار والسرعة في توفير الخدمات البيطرية، كما طالب بتوزيع المزيد من الحضائر مشيرا الى ان الكثير من المربين لديهم قطعان من الماشية وليس لديهم حضائر لها في السوق
وهذه المزادات لا يقتصر نشاطها *في المنطقة الغربية وحسب ففي الجبيل أيضا تزدحم* جنبات مزاد ومعرض «هواة الحلال» من الماعز العارضي وأغنام النعيمي، الذي أقيم في محافظة الجبيل بالعديد من هواة ومربي ومحترفي هذه الأصناف. وتكتظ الساحات الخارجية لموقع المزاد، الذي يقام في الخميس الأول من كل شهر، بعشرات السيارات التي تحمل مئات الأغنام «المميزة» أملا في المشاركة في المزاد، فيما حضر «المزايدون» و «الشريطية» من الكويت والبحرين والإمارات وقطر. أما حضور الشباب فكان لافتا سواء كعارضين أو مشترين. وشارك في المزاد الذي أقيم في إحدى زوايا «حظائر الأغنام» بالجبيل 43 من هواة ومحبي ومالكي ومربي الحلال، بحضور أعداد كبيرة من كافة فئات المجتمع. وأكد صاحب المزاد محمد الشمري أن المزاد يقام شهريا ويحضره مشاركون من كافة أرجاء الخليج العربي. وأضاف «جميع من هنا ملاك لهذه الأغنام حضروا لحبهم لهذا النوع من المزادات أملا في الحصول على أنواع جيدة ومميزة من المعروضات. وعن الأسعار الخيالية، قال الشمري «لا توجد أسعار خيالية، فجميع الأسعار التي هنا تستحقها هذه الأغنام ونحن هواة ومستعدون لدفع الآلاف لهذه الأغنام المميزة حبا في تملكها أو لعرضها في مزادات أخرى. وتحدث الكويتي حزمي الدوسري، فقال «حضرت من الكويت إلى الجبيل للمشاركة في هذا المزاد، فنحن ننتظره كل شهر بفارغ الصبر لنعرض بعض حلالنا هنا، إضافة إلى أننا نشتري من هذا المزاد. وقد بعت اليوم أكثر من رأس بمبالغ جيدة بلغت أكثر من خمسة آلاف ريال». وذكر الدوسري أن هناك العديد من المزادات في الكويت ولكن مزاد الجبيل يتميز بالتنظيم والعدل والمساواة بين جميع المشاركين و«هذا سبب حضورنا من الكويت». ومن البحرين قال عبدالرحمن التميمي «أنا من المشجعين لهذه المزادات وأحضر بشكل مستمر إليها، ونتمنى أن نرتقي بها إلى مصاف المزادات العالية والكبيرة». وبلغة غاضبة انتقد أبو عبدالله الطريقة التي طبقت في المزاد، وقال «للأسف أنا حضرت من حفر الباطن منذ ثلاثة أيام وبقيت هنا ولم يتم عرض حلالي إلا بعد ذهاب الناس، وهذا فيه ظلم لي ولحلالي.وفي سياق متصل شهدت مدينة الدلم مزادا للأغنام النجدية أقامه المواطن عبدالله بن عبدالرحمن الموسى وبيعت قرابة 40 رأسا من الأغنام بأسعار تراوحت بين ألفين وعشرة آلاف ريال، وحضر هواة من الرياض والخرج وحوطة بني تميم والأفلاج والسليل والمنطقة الشرقية للفوز بنوع فريد من الخراف النجدية. وخلال المزاد تمت المزايدة على خروف نجدي ليصل سعره لأحد المشترين بمبلغ ستة آلاف ريال، ووضع القائمون على المزاد آلية تتضمن استلام الأغنام من ملاكها وترقيمها وإدخالها في أحواش مرتبة، ثم تجلب الأغنام واحدا تلو الآخر، وتصعد في منصة مضاءة وتبدأ المزايدة مع «الدلال» باستخدام مكبر الصوت، حيث تتوقف المزايدة عند الأعلى سعرا ثم تسجل باسم المشتري. وحول دخول الخراف مجال المزايدات تحدث «الموسى» عن أن الأغنام التي يرغبها الهواة والمهتمون تمتاز بمواصفات عدة منها ضخامة الرأس وارتفاع الجسم وطول الرقبة وانتماؤها لسلالات نادرة نجدية أصيلة.
وهنا نتساءل اين دور الجهات المسئولة من تلك التنظيمات التى تفتقر للتنظيم والتى ايضا تسهم في زيادة ارتفاع الاسعار وتتسبب في جعل اقتناء الغنم مستحيلا على ذوي الدخل المحدود ؟ وهذا قد ينعكس على انواع اخرى من الاغنام خصوصا وهي ما خلقت الا لأكرام الضيف واكلها ولم تكن للمباهاة والمفاخرة والعبث بها ودفع المستهلك بالعدول عنها في ضل هذه المزايدات العشوائية !
يتساءل البعض لماذا هذه التصرفات التى لم يأمر بها ديننا الحنيف ونهى* حيث قال البعض ان هذه تقليد للغرب اسوة ببيع الكلاب والقطط* والتى انعكست تلك العاداة على الاغنام والابل في ضل غياب الرقيب الديني* والقانوني ؟
*
*