المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
بواسطة : 10-04-2016 06:22 مساءً 11.6K
المصدر -  مسفر الخديدي*-*غرب   قبل نحو ستة عقود، جاء الأمير سلمان بن عبدالعزيز برفقة شقيقيه إلى القاهرة متطوعاً، ليقاتل ضمن صفوف "المقاومة الشعبية" التي تشكلت إبان العدوان الثلاثي على مصر.  

لم يكن إرسال الملك عبدالعزيز لأولاده وقتها مجرد "دعم معنوي"، بل تعبيراً عن مسار سياسي، واختيار ورّثه لأبنائه، يتعلق بتلك الخصوصية التي تربط البلدين، مصر والسعودية، في مواجهة الأخطار والتحديات. مضت السنون، وتنقل الأمير سلمان بين المناصب والمهمات المختلفة، ولم ينس أبداً درس الوالد المؤسس، وعندما اعتلى سدة الحكم خلفاً لأخيه الراحل الملك عبدالله، كان أمامه العديد من الملفات الداخلية لينجزها، ثم كان عليه اتخاذ أحد أشجع القرارات في تاريخ المملكة، وهو إعلان الحرب على ميليشيات الحوثي ودعم الشرعية في اليمن، باعتباره العمق الاستراتيجي لبلاده. لم يلتفت الملك سلمان يوماً للشائعات التي حاول البعض ترويجها، حول دعمه لجماعة الإخوان الإرهابية، أو أن خلافاً في العمق بينه وبين القيادة المصرية. روّج الإخوان طويلاً للأمر أملاً بإحداث شرخ في العلاقة بين البلدين لعلهم يتسللون من الشرخ إلى المشهد مرة أخرى. ويأتي الرد غير المتوقع، زيارة استثنائية، يعود خادم الحرين الشريفين*الملك سلمان إلى القاهرة بعد سنوات عديدة في أطول زيارة رسمية وشعبية يقوم بها ملك سعودي ــ وربما حاكم عربي ـ إلى العاصمة المصرية. زيارة خادم الحرين الشريفين الملك سلمان "ستحدد ملامح المرحلة القادمة للمنطقة العربية بأكملها، وتضع حداً لما يحدث من أزمات على الأراضى العربية". الرأي والتحليل هنا للمفكر السياسي دكتور مصطفي الفقي، الذي شاركه كثيرون الاعتقاد بأهمية الزيارة وتأثيراتها علي البلدين والمنطقة، ليس فقط لتوقيتها الحساس، ولا لكم الاتفاقات والبروتوكولات التي تم توقيعها بين البلدين، بل في المقام الأول، لأنها تأتي في ظل إعادة ترسيم المنطقة والتحالفات السياسية فيها. الزيارة التي شملت تفاصيل غير مسبوقة، كلقاء البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية، وإلقاء خطاب أمام البرلمان المنتخب، وغيرها، تمثل خطوة للمشاركة في إعادة كتابة التاريخ، الذي يشهد تحولات استثنائية في المنطقة. ويعكس الاهتمام السياسي والإعلامي الاستثنائي بزيارة خادم الحرمين، والحفاوة الشعبية البالغة، وعياً لدى النخبة والشعب بأهمية الزيارة، وبأهمية تكاتف البلدين لمواجهة أطماع "القوى الخارجية" غير العربية، الراغبة في التهام "تورتة النفوذ" على حساب الشعوب العربية. على الجبهة الأخرى، لم تتوقف حرب الشائعات، ومحاولات "دق الأسافين" لإفساد الزيارة، ولو إعلامياً، وصولاً إلى ترويج شائعة حول تنازل الرئيس عبد الفتاح السيسي عن جزيرتين مصريتين للسعودية، وهو ما نفته رئاسة الوزراء بشكل قاطع. ووسط زخم اللقاءات الرسمية، والجلسات المشتركة للمجلس التنسيقي المصري السعودي، تبقى لحظة تقليد الملك سلمان "قلادة النيل" أرفع وسام مصري، لحظة كاشفة لمدلولات الزيارة، من خلال كلمات الزعيمين العربيين، التي لامست بدبلوماسية راقية، جوهر الأزمات وروح الحلول، فإضافة للكلمات الدبلوماسية التقليدية عن عمق العلاقة بين البلدين وتجذرها في التاريخ، شدد الرئيس السيسي على "قدرة القاهرة والرياض على مواجهة التحديات سوياً، والتعامل الجاد مع كل من يسعى للمساس بالأمن القومي العربي أو الإضرار بالمصالح العربية، أو تهديد الأمن والاستقرار اللذين تتطلع إليهما الشعوب العربية". والإشارات هنا أوضح من تكرارها، في حين تحدث خادم الحرين الشريفين الملك سلمان عن اتحاد القاهرة والرياض في مواجهة تحديات التدخل في الشأن الداخلي، وكيف ترسخ هذا الاتحاد في صورة تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب هو الأقوى في تاريخ المنطقة، و"أرسلنا عبر رعد الشمال رسالة للعالم: قوتنا في وحدتنا". وبذكاء ألمح *خادم الحرين الشريفين الملك سلمان إلى جوهر رحلته وخلاصتها قائلاً: "التضامن المصري السعودي دشن لعصر عربى جديد يكفل لأمتنا العربية هيبتها ومكانتها.

كما نأمل أن تكلل بالنجاح الجهود المبذولة لإنشاء القوة العربية المشتركة".