المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
السعوديون على موعد مع "قبلة شتوية".. وسلاحهم: الحطب والفرو
بواسطة : 09-11-2015 05:50 مساءً 40.4K
المصدر -  تتكون جغرافية السعودية من تنوع يصل حد التعقيد إذ ستشهد عدد من المناطق في السعودية موجة برد قارصة فيما سيتمتع سكان عدد من المناطق الأخرى بأجواء معتدلة في الأيام القادمة.. ففي قلب الصحراء بدأ السعوديون بتخزين مؤونة كبيرة من الحطب، في تقليد تراثي يعيشه سكان نجد منذ آلاف السنين. ففي السابع من ديسمبر القادم ستدخل فترة المربعانية*(البداية الفعلية للشتاء)*والتي يعرفه أهل الخليج جيداً، وستستمر لـ39*يوماً، حتى يأتي شهر فبراير، لتدخل فترة أشد برودة من المربعانية وتعرف باسم*"السعود"*وتستمر*50*يوماً. ويتوقع عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق في حديثه لـMBC.net *أن درجات الحرارة ستنخفض إلى مستويات حرجة في الشتاء القادم في أواخر فترة المربعانية حتى نجم شبط وستسمر تلك الفترة لـ*26*يوما، يبد أ الشتاء هذا من المتوقع أن يكون طبيعياً. ويوضح أن السعوديين يعيشون على أعتاب الشتاء الفعلي*"لأنه عادة لا يدخل بشكل فجائي، إنما يدخل على شكل موجات تطعيمية إلى الجسد المناخي في السعودية، مشيراً إلى أن هذه التطعيمات تأتي على شكل موجات وأولها ستكون نهاية الأسبوع القادم في*(منتصف نوفمبر)*وستكون منخفضة على المنطقة الشمالية ومتوسطة على المنطقة الوسطى والشرقية وبعض الأجزاء من المنطقة الغربية، وأنها لا تستمر لأكثر من ثلاثة أيام، معتبراً تلك المزوجات بأنها*"قبلة شتوية". المسميات تتعدد المسميات الشعبية لفترات الشتاء بيد أن*(السعود)*بأقسامه الأربعة، والمربعانية من أشهرها في الخليج:
  • فترة المربعانية جرس الانذار الأول لدخول فصل الشتاء : بداية ديسمبر القادم. .
  • فترة السعود:*50*يوما من بداية فبراير وتتكون من أربعة أقسام، وكل قسم يستمر*12يوماً ونصف كأقل تقدير:
  • سعد الذابح: ويسمى كذلك لشدة برودته.
  • سعد بلع: لأن الأرض تبتلع مياه الأمطار، وفي رواية أخرى لسهولة شرب الماء فيه.
  • سعد السعود: هي بداية اعتدال الأجواء وكاعلان لدخول الربيع.
  • سعد الخبايا: بداية ظهور الزواحف المختبئة في فصل الشتاء.
وتشير التوقعات إلى أن سوق الحطب سينشط الأيام القادمة، والذي سيشهد تحولاً كبيراً وضجيجا واسعا بعد أن عاش ركوداً خلال الشهر الثمانية الماضية، ويشمل السوق حطب*"السمر"*و"السيال"،*بيد أن وزارة الزراعة قدمت الحطب الصناعي الذي سيساهم في الحد من ظاهرة الاحتطاب. وتعيش صحراء نجد فوق أرض صلبة من الروايات والقصص التي تجعل من الشتاء عنواناً رئيسياً، حتى بات جرساً لكثير من التقاليد والعادات التي بدأت بالاندثار في مدن الصحراء الكبيرة، بيد أن القرى والهجر تحتفظ ببعض ملامح تلك التقاليد كـ"التشمس"في أوقات الظهيرة، والتسمر ليلاً حول*"المشبة" (موقد لاشعال النار من الحطب)*بشكل دائري أو مربع كما هي البيوت النجدية القديمة. وتختلف كلياً أنماط الحياة في العاصمة السعودية الرياض في فصل الشتاء من حيث متنفسات الشباب، إذ تكون الغرف الملحقة بفناء المنازل أو الخيمة ملجأهم الأخير في أيام الرياض الباردة، إذ يقضون الأوقات حول موقد التفئة المشتعل ناراً من حطب السمر الذي يباع في الأسواق بأسعار مرتفعة. ويتقي السعوديون شرور البرد بكريمات زيتية تحمي البشرة من تشققات البرد وتكون طبقة عازلة تتوسط بشرة الشخص والأجواء القاسية، كما ستكون دخان الحطب المنبعث من ناره شديدة الحرارة ضمن الوصفات الشعبية المتداولة بين الناس في عدد من الآلام. الفروة.. والمشاهير وسيرتدي كثيرً من سكان شمال ووسط السعودية*"الفروة"*وهو لباس منتشر في أوساط مجتمع الجزيرة العربية، ولعل العالم تعرف على هذا اللبس التقليدي حينما ارتداه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عند حلوله ضيفاً في الجنادرية عام*2008،*كما فعل أبوه الرئيس الأسبق عندما ارتدى الفروة عندما حل ضيفاً على الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز والذي كان حينها ولياً للعهد. وما يميز الفروة بحسب بنظر السعوديين أنها تعتبر خط الدفاع الأمامي لصد هجمات البرد التي ستحل في الأيام القادمة، وأن أسعارها في متناول الجميع، إذ تبدأ بـ*50*دولارا وتصل لـ*800*دولار والأسعار تتباين بحسب الجودة وآلية الصناعة. اتقاء البرد باللجوء إلى تهامة وفي الضفة الشرقية من البحر الأحمر سينعم سكان جدة وشريط تهامة*(غربي السعودية)*بأجواء دافية ما يجعل مناطقهم مأوى آمن من هجمات البرد التي لا ترحم في مرتفعات وصحاري السعودية، بينما يشن البرد هجمات المكثفة على مرتفعات جبال السروات التي تعانق السحاب على مدار العام، ينتظر الأهالي اجازة نصف العام الدراسي والتي ستبدأ في يناير القادم لقضاء*10*أيام في أرض الدفء والشموس كما يسميها قاطنو تهامة المحاذية للساحل الغربي. ويقول محمد عسيري الموظف في قطاع صحي في مدينة أبها*(أكبر مدن عسير)*إن النزول إلى رجال ألمع المحاذية لمرتفعات السودة وزيارة محايل عسير بات تقليدياً عائلياً وموروثاً متبع منذ عهد أجداده، مشيراً إلى أن الهروب من البرد القارص هو الدافع الأكبر للنزول لمنخفضات تهامة عسير.