المصدر - متابعة - مؤيد حسين :
*نفت وزارة الخارجية الروسية، الاتهامات الموجهة إلى روسيا بتهريب الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، على متن طائرتها التي أرسلتها قبل يومين إلى اليمن لإجلاء رعاياها ورعايا دول الاتحاد السوفييتي السابق. وهو ما فتح المجال أمام التساؤل عن مصير الرئيس المخلوع الذي تشير إليه أصابع الاتهام بتسخير الموالين له في الجيش والأمن اليمنيين لدعم جماعة الحوثيين "الشيعة المسلحة" في الانقلاب على الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.
*
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، عبر بيان نشر على موقع الوزارة على الإنترنت،: إن الادعاءات بأن الرئيس المخلوع صالح كان من بين الدبلوماسيين الذين أجلتهم الطائرة الروسية من اليمن، هي محض هراء، معتبرًا تلك التصريحات غير مسؤولة ومستفزة ولا تستوجب أي رد، مؤكدًا على أن بلاده لن تتدخل في الأزمة الداخلية التي تشهدها اليمن.
*
وكان وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، قد قال في تصريحات صحفية لإحدى الصحف السعودية منذ يومين: إن معلومات وصلت للحكومة اليمنية أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، قد غادر اليمن على متن طائرة روسية، كانت قد وصلت اليمن من مطار القاهرة، وحصلت على ترخيص من قوات التحالف العربي للدخول في الأجواء اليمنية لنقل رعايا ودبلوماسيين روس ومن دول أخرى، إلا أنها تأخرت عن موعدها في الإقلاع لمدة 12 ساعة.
*
*
*
صالح في اليمن
*
وأوضح المراقبون أن نفي وزارة الخارجية الروسية للخبر، يعني بشكل تلقائي أن الرئيس المخلوع على عبد الله صالح لا يزال في اليمن، حيث كانت آخر المعلومات التي تم تداولها عن موقعه هو وجوده في منطقة بيحان جنوب صنعاء، حيث معقل قبيلة سنحان التي ينتمي إليها.
*
وأشار المراقبون إلى أن الرئيس المخلوع الذي فر من صنعاء قبيل بدء الغارات التي استهدفت قصره في العاصمة في بدايتها، لا يزال يدير عددًا من المعارك في اليمن، خاصة معركة عدن بهدف إسقاطها، حيث يعمل على تنظيم صفوف قواته الموالية له في الجيش والأمن اليمنيين ومساندة الحوثيين في مواجهة اللجان الشعبية والقبائل الموالية للرئيس عبدريه منصور هادي.
*
أريتيريا أو عمان
*
وكشفت دولة جيبوتي عن محاولة هرب للرئيس المخلوع عن طريق طائرة خاصة، حيث طلب إذنًا بهبوطها لعدة ساعات في مطار جيبوتي، إلا أن السلطات الجيبوتية رفضت الطلب، وأبلغت الحكومة اليمنية المقيمة في الرياض، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مقربة من الرئيس المخلوع أنه كان ينوي الهرب إلى أريتريا التي يمتلك فيها عددًا من العقارات والأملاك والشركات.
*
واتهمت إريتريا بمحاولة مساعدة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بعد بدء عملية "عاصفة الحزم"، عن طريق إرسال مساعدات عسكرية إلى اليمن عن طريق البحر، خاصة مع العلاقات المتميزة التي تربط بين طهران وأسمرة، إلا أن الخارجية الإريترية نفت تلك الأنباء معلنة وقوفها على الحياد في الأزمة اليمنية.
*
من جهة أخرى، لفت عدد من المراقبين إلى أن عمان المجاورة قد تكون وجهة الرئيس المخلوع عبدالله صالح، نظرًا لرفض عمان المشاركة مع بقية دول الخليج في الحرب ضد الحوثيين وصالح، في الوقت الذي كان الرئيس المخلوع قد أرسل رسالة للسلطان العماني بعد بدء الحرب يشكره فيها على حكمته وحسن تقديره للأمور لرفضه المشاركة في الحرب، مما أثار التكهنات حول العلاقة التي تربط بين الرجلين.
*
الجدير بالذكر أن نائب الرئيس المخلوع في رئاسة حزب المؤتمر الشعبي، قد أعلن انشقاقه وفر إلى عمان، معلنًا تأييده لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، كما أن الرئيس اليمني الجنوبي السابق ونائب رئيس الجمهورية اليمنية بعد الوحدة، علي سالم البيض، قد فر إلى عمان أيضًا بعد حرب الانفصال في عام 1994.