المصدر -  

الغربية - متابعة - أحمد البريدي :

مع انخفاض درجات الحرارة وتخييم البرد القارس على مرتفعات منطقة عسير ، توجهت بوصلة وأنظار ومحبي الرحلات والتنزه من سكان المنطقة إلى المحافظات والمراكز بتهامة عسير وعلى سواحلها التي تنعم بالدفء واعتدال الأجواء في مثل هذه الأيام. وأغرت " تهامة عسير " الزوار بحُسنها وجمال طبيعتها واعتدال أجواءها ، بعد أن شهدت هطول كميات غزيرة من الأمطار مؤخرًا أسهمت في إيجاد مواقع متعددة للتنزه والاستمتاع بالأجواء المعتدلة بصحبة الأهل والأصدقاء ، فما إن تبدأ إجازة نهاية الأسبوع حتى تتسارع قوافل سكان المُرتفعات " سراة عسير " لتُشكل سَلاسِل من السيارات في عملية انتقال جماعي من مناطق البرد إلى مناطق الدفء. ورصدت عدسة " وكالة الأنباء السعودية " كثافة مرورية لعقبتي " ضلع ، وشعار" التي تشهدان أكبر حركة مرورية نهاية كل أسبوع ، حيث أسهمت مشروعات الطرق العملاقة في سرعة انتقال المواطنين من أعالي جبال السروات إلى سهول تهامة. وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة وفرت الخدمات للزوار كافة في محافظات محايل عسير ، والمجاردة ، وبارق ، ورجال ألمع ليتمكنوا من قضاء إجازة نهاية كل أسبوع. وتستقطب محافظة محايل عسير مع دخول موسم الشتاء الآلاف من أهالي المنطقة والزوار لتميز موقعها في وسط تهامة مما اكسبها شهرة واسعة كأحد أبرز مواقع السياحة الشتوية ، إضافة إلى ما حباها الله من جمال طبيعي ومناظر ساحرة. وتقع محافظة محايل عسير في الجزء الغربي من منطقة عسير وتبعد عن مدينة أبها نحو 80 كيلو مترًا فيما تبعد عن ساحل البحر الأحمر قرابة 70 كيلو مترًا ، ويعد مناخها حار صيفا ومعتدل شتاء حيث تصل درجة الحرارة العظمي إلى 45 درجة مئوية ، أما الصغرى فتصل إلى 20 درجة مئوية ويبلغ معدل الأمطار السنوي في المحافظة 30 ملم.

وتمتاز المحافظة بأرض سهلية منخفضة تحيط بها الجبال البركانية والأودية دائمة الجريان بالمياه ذات الغطاء النباتي الطبيعي الذي يعد من أغنى مناطق تهامة كثافة بالأشجار ومرتفعاتها التي تكتسي بالخضرة والجمال وتنتشر بها المسطحات الخضراء هو ما اكسبها شهرتها الواسعة وجعلها أحد أهم مشاتي منطقة عسير ، إضافة إلى وجود عدد من الأسواق الشعبية المنتشرة في كل إرجائها التي تقام في أغلب أيام الأسبوع. وتعد محافظة المجاردة من المحافظات كأحد مواقع الاستقطاب الشتوي في منطقة عسير وتبعد عن مدينة أبها بمسافة 180 كيلو مترًا ، وقد حباها الله روعة في جمال الطبيعة والهواء العليل والجو المعتدل خصوصا في فصل الشتاء التي يرتادها الكثير من الزوار بحثًا عن الدفء. وتتنوع تضاريس المحافظة فتجد بها الجبال الشاهقة والمتوسطة مثل جبل بركوك ، وجبل تهوي ، وجبلي أثرب وثربان ، وجبل القوس ، وجبل ريمان. ويتصف مناخ المجاردة بالحار صيفًا والمعتدل الدافئ شتاءً وتهطل الأمطار على مدار الفصول الأربعة نسبيًا ويعتدل المناخ في المرتفعات صيفًا ، بينما يميل إلى الدفء في المنخفضات ، وفي الجانب التجاري تشتهر المجاردة بعدد من الأسواق الشعبية منها سوق الاثنين ويعد مركزًا تجاريًا وملتقًا ثقافيًا وسوق خبتة ويقام يوم السبت وسوق عبس الذي يقام يوم الأحد. واكتسبت محافظة بارق شهرتها نظرًا لموقعها شمال غرب أبها في تهامة عسير على بعد 150 كيلو مترًا من مدينة أبها وتقع على الطريق الإقليمي والدولي جازان - مكة المكرمة - بإمتداد مساحة طولية على الشارع العام 40 كيلو مترًا تقريباً ، يحدها جنوبًا محافظة محايل ومركز ثلوث المنظر ويحدها شرقًا جبال السروات وغرباً جمعة ربيعة وثربان وشمالاً محافظة المجاردة . وتتميز المحافظة بأنها منطقة جبلية وتعدد أنواع النبات بها ومناخها بصفة عامة حار صيفاً معتدل شتاءً ، أما مرتفعات بارق فالمناخ فيها معتدل طول العام وشديد البرودة في فصل الشتاء.

وتضاهي محافظة رجال ألمع ما حولها من محافظات منطقة عسير لما تشهده من تقدم وتطور وازدهار باعتبارها وجهة سياحية لما تتمتع به من مقومات طبيعية وتميزها بقرية رجال ألمع التراثية التي أصبحت مزاراً سياحياً وتاريخياً لجميع السياح صيفاً وشتاءً. وتمتد محافظة رجال ألمع من منحدرات جبال السروات شرقاً ، إلى سواحل البحر الأحمر غرباً ، وتمتد شمالاً إلى حدود محافظة محايل عسير ، وجنوبًا إلى حدود محافظة الدرب ، التابعة لمنطقة جازان. وتمتاز محافظة رجال ألمع بتنوعها الطبيعي حيث تجمع بين المرتفعات الباردة والسهول الدافئة ، إضافة إلى الشواطئ الممتدة على ساحل البحر الأحمر على امتداد بلدة الحريضة الواقعة غرب المحافظة ، وقد وفر هذا التنوع الطبيعي لأهلها أجواء مختلفة ، فينعمون بالمصيف البارد في المرتفعات ، والمشتى الدافئ ، في السهول والمنخفضات وعبر رجال ألمع يمر الطريق الواصل بين محايل عسير شمالاً وجازان جنوبًا بطول يبلغ نحو 100كلم. وعن الإستعدادت لموسم الشتاء في محافظة محايل عسير أكد محافظها محمد بن سعيد بن سبرة في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن المهرجان الشتوي لمنطقة عسير كافة يحضى بدعم كبير من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير ، مشيرًا إلى أن مهرجان هذا العام عبارة عن حزمة من المناشط والبرامج تغطي الجوانب الترفيهية والثقافية والاجتماعية والتسوق بالإضافة إلى تنظيم محاضرات أدبية لنادي الرياض الأدبي ومحاضرة عن كرسى الملك خالد ومحاضرة للتعليم العالي يقدمها وكيل وزارة العليم العالي الدكتور عبدالله الطاير ومحاضرة عن الشباب والأمن الفكري.

وأوضح ابن سبرة أن المهرجان ستنطلق فعاليته من المسجد بمحاضرة للشيخ سعيد بن مسفر حول المواطنة والأمن الفكري في المملكة ، منوها بالدور الذي تقوم به لجنة التنمية الاجتماعية في بعض البرامج ومنها الخيمة النسائية لما لها من دور كبير ،مشيرًا إلى أنه سيتم تنظيم معرض كبير للشركة السعودية للكهرباء ويعد الأول على مستوى المملكة بهدف التعريف بالشركة وبالنظام الجديد للعزل الحراري والتوعية للترشيد في الطاقة ، كما ستشارك المؤسسة العامة لتعليم الفني ممثلة في المعهد الصناعي بمعرض بالإضافة إلى مشاركة بعض الجمعيات الصحية وإقامة ندوات طبية تعنى بسرطان الثدي. وأضاف أن مدة المهرجان 45 يومًا بمشاركة الأسر المنتجة والفرق الشعبية وإقامة السهرات التهامية بمشاركة عدد من الشعراء الشعبيين. وأفاد محافظ محايل عسير أن موقع المهرجان سينظم في مركز الأمير نايف الحضاري الذي أنشئ من قبل البلدية بقيمة 20 مليون ريال ويحتوي على مسرح ومرسم للطفل ومتحف وضيافة ، لافتًا إلى أنه جُهزت المنتزهات والملاعب والحدائق وتوفير سبل الراحة من دورات مياه وألعاب ، كما يوفر المهرجان 120 وظيفية موسمية لأبناء وبنات المحافظة . من جهته أكد محافظ المجاردة عبدالله بن سعد الرعيني في تصريح مماثل لـ " واس " أنه جرى إكمال الترتيبات والاستعدادات في المتنزهات والمواقع بالتعاون مع بلدية المحافظة تنفيذًا لتوجيهات سمو أمير المنطقة ، لافتًا الانتباه إلى موافقة سموه بإقامة مهرجان العسل الثالث بمحافظة المجارة في 3 /3 /1436هـ ،إذ أعد الموقع المخصص بالكامل استعداد لهذا الحدث الذي تفتخر به المحافظة ، ويستمر مدة أسبوع بمشاركة 140 نحالاً . وأضاف أنه جرى تجهيز موقع المهرجان بجانب سوق البلدية وإقامة مسرح للطفل ومخيمات للتسوق والألعاب ، مفيدًا أن المحافظة تحظى بزيارة الآلاف من المتنزهين من منطقة عسير وخارجها ، كما يفد إليها الزوار من محافظاتي تنومة والنماص عن طريق عقبة سنان في رحلة تستغرق 20 دقيقة .