المصدر -
الغربية - سلطان الحربي :
۞ بعض الأحواش في المدينة ۞ تتميز المدينة المنورة بنظام الأحواش الذي ساد في القرن العاشر عندما اضطرت إلى الامتداد خارج السور وظهرت الحاجة إلى نظام عمرانى يوفر الحماية للسكان، استمر استخدام الأحواش في المدينة المنورة إلي وقت قريب عندما بدأت الحاجة لتوسعة الحرم النبوي الشريف في عام 1411هـ حيث أزيل جزء كبير من المنطقة بما فيها الأحواش ويتكون تركيب الحوش من مجموعة من المساكن تحيط بباحة مفتوحة يمكن التحكم فيها عن طريق بوابة، يتكون نظام الأحواش من شارع رئيسي مماثل للحارة تتفرع منة فتحات هي عبارة عن بوابات تفضي إلى فراغ مفتوح تحيط به المساكن من جميع الجهات. وقد ذكر بأن كثير من الأحوشة كانت تغلق مساء في حدود الساعة الثالثة والنصف ( بالتوقيت الغروبي ) إلى أذان الفجر ويوجد بين سكان الحوش الواحد ترابط اجتماعي ومن الأحوشة المعروفة* ما يلي : ـ* 1 حوش / الأشراف.* 2 حوش / التاجوري.* 3 حوش / التاجورية.* 4 حوش / التركي. شمال شرق كتَّاب سيدي مالك.* 5 حوش / الجمال.* 6 حوش / الخازندار.* 7 حوش / الخياري.* 8 حوش / الراعي.* 9 حوش / الزرندي.* 10 حوش / السيد. أمام حوش خميس، باب الكومة.* 11 حوش / القايدي. جوار حوش النزهات.* 12 حوش / القشاشي.* 13 حوش / المرزوقي. خلف كتَّاب سيدي مالك.* 14 حوش / المسيوفي.* 15 حوش / المغاربة.* 16 حوش / المغربي. زقاق الطيار.* 17 حوش / النزهات.* 18 حوش / النورة. أمام نهاية شارع باب السلام سابقاً (الصافية).* 19 حوش / أبوجنب.* 20 حوش / أبوذراع.* 21 حوش / خميس. باب الكومة.* 22 حوش / خيرالله. زقاق الطيار.* 23 حوش / طوطو.* 24 حوش / علي خضره. أمام حوش خميس من الجهة الجنوبية، باب الكومة.* 25 حوش / عميرة.* 26 حوش / فواز.* 27 حوش / كبريت. سوق القماشة.* 28 حوش / كراباش ( كره باش)* 29 حوش / مناع.* 30 حوش / منصور.* 31 حوش / ميرمة.* بعض الأحواش سمي باسم أول من سكنها أو أكبر بيت كان يوجد بداخل الحوش مثل حوش النزهات أو حوش مناع أو حوش أبودراع، و كلها عوائل كبيرة سكنت هذه الأحواش في الماضي.
وهناك بعض الأحواش سمي أو اكتسب اسمه من طبيعة الحوش مثل زقاق الحبس* لأنه كان به باب مثل بيبان الحبس وليس له مخرج غيره هذا الباب وكذلك حوش البقر اكتسب اسمه من مرور البقر فيه يوميا صباحا ومساء وهو قريب من السلطانية في الساحة، وحوش أو زقاق النخاولة اكتسب اسمه من سكانه الذين كانوا فيه
الأحواش بالمدينة المنورة
*
مقدمة عن الأحواش اتصفت المدينة المنورة بوجود مجموعة من البيوت التي تشكل كتلة عمرانية متلاصقة الأجزاء البنائية،* تحصر بينها ساحات مكشوفة، متنوعة المساحات،* تسمى الأحواش، ومفردها: حوش،* والحوش في اللغة: الفناء، أو شبه الحظيرة التي تحفظ فيها الأشياء، وقد ورد ذكر الحوش في تاريخ المدينة المنورة لأول مرة في كتاب "خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى" للسمهودي ـ ت911هـ. ويضم الحوش عادة ساحة مكشوفة و هي تختلف في مساحتها، فبعضها يزيد عن 8000م2 بينما لاتتجاوز مساحة الأخرى 50م2 مخصصة لاستخدام أهالي المنازل المطلة عليها و التي تشكل محيطها، و يتصل الحوش ببقية أجزاء المدينة عن طريق بوابة من عقد حجري لها مصراعان تفتح نهاراً و يغلق ليلاً،* و تعلو البوابة سقيفة يسكنها الحارس أو أهل البيت المجاور لها، و يأخذ الحوش اسمه عادة من أسماء عائلات مشهورة، أو أشخاص مشهورين سكنوا الحوش، أو تبعاً لفئة من الناس أو لمهنة معينة أو لشكل الحوش. و تختلف الأحواش في مساحتها،* فأكبر الأحواش تزيد مساحته على 8000م2، بينما لا تزيد مساحة أصغرها على 50م2. و تتكون مساحة الحوش من مساحة الساحة المكشوفة مضافاً إليها مساحة مدخل الحوش.
*
و قد تميزت هذه الأحواش بعدد من الخصائص،* سواء في تركيبها العمراني أو في بنيتها الاجتماعية و إطارها الاقتصادي، و نظامها الأمني حيث يساعد الحوش على إيجاد روابط اجتماعية قوية بين السكان المطلين عليه،* و يقوي أواصر الجيرة و الأخوة والألفة بينهم،* كما يشكل نظاماً أمنياً فريداً من حيث التحكم في مدخل الحوش و إغلاقه في ساعات الليل لحماية السكان من أي شر أو خطر داهم. و كذلك يوفر الحوش ظروفاً ملائمة للسكان،* و يمثل نموذجاً فريداً في التخطيط العمراني نظراً لما تميز به من اقتصاد في المساحة المبنية و المفتوحة على حد سواء، مما يعتبر بحق أن هذا التصميم ملائم للظروف الاجتماعية للمجتمع الإسلامي.
وصف الأحواش بالمدينة المنورة
*
يتكون الحوش من فراغ مفتوح مخصص لاستخدام أهالي المنازل المطلة عليه والتي بدورها تشكل محيطه ،* و يتصل الحوش ببقية أجزاء المدينة عن طريق بوابة لها باب كان يغلق ليلاً و في أوقات اختلال الأمن .* مع وجود عدد محدود من الأحواش التي لها أكثر من مدخل و تتكون البوابة من سقيفة معقودة في بعض الأحيان يستخدم علوها لأحد المساكن المجاورة . و عند استعراض أسماء الأحواش يظهر أنها تعود لأسماء عائلات شهيرة أو لفئة من الناس أو لمهنة معينة* أو لشكل الحوش كما أن بعض الأسماء بسيطة في تركيبها* حيث إن أغلبها يتكون من كلمة واحدة مما جعلها سهلة التداول ، و قد ساعد هذا في تعريف سكان المدينة المنورة على أرجائها المختلفة و الوصول إليها بسهولة و قد كانت بعض الأحواش تعرف قديماً بأسماء تختلف عن مسمياتها الحالية .
*
مثل حوش هيثم الذي كان يعرف بحوش شكر .
*
و مثل حوش قمر الذي كان يعرف بحوش الاسكندراني .
*
و مثل حوش السمان الذي كان يعرف بحوش النشوان .
*
و مثل حوش الراعي الذي كان يعرف بحوش الردادي .
*
و لسهولة النطق استخدمت أسماء دارجة لبعض الأحواش مثل: ( مرمة ) بدلاً من ( ميرماه ) وكرباش بدلاً من ( قره باش)* و أصل هذين الاسمين تركي
*
و تختلف الأحواش من حيث المساحة و عدد البيوت اختلافاً كبير جداً فالأحواش القريبة من المسجد النبوي تكون صغيرة المساحة و قليلة البيوت و كلما بعد الحوش عن المسجد النبوي كبرت مساحته و ازداد عدد البيوت فيه* و قد كان لاستخدام الأحواش ميزة أساسية هي رفع كفاءة استغلال الأراضي إذا ما قورن بالأنماط الأخرى لنظم الحركة و المسارات .* و تتلخص كفاءة الاستغلال في الآتي :
*
1- قصر أطوال الشوارع و المسافات بين أجزاء المدينة .
*
2- الاقتصاد في تكليف الخدمات و وسائل النظافة .
*
3- اعتناء الأهالي بمظهر الحوش مما يخفف من مسئوليات السلطات المحلية .
*
4- التوفير في مساحة الأراضي المخصصة للسكنى حيث يقوم فراغ الحوش المفتوح مقام الحدائق و الأحواش الخاصة التي تلحق عادة بالبيوت في المناطق الأخرى .
*
و من الفوائد الاجتماعية للأحواش و هي :
*
أ- يساعد التشكيل الفراغي للحوش على إيجاد روابط اجتماعية قوية بين السكان لاشتراكهم في استخدام الفراغ المفتوح و تقابلهم فيه أثناء خروجهم و دخولهم إليه ، و قد هيأ الحوش للسكان إمكانية استخدام المساحة التي أمام المنزل في الجلوس مساءً* و دعوة الجيران و الأصدقاء ممايزيد الروابط بينهم* و في بعض الأحواش تختار النساء ركناً منعزلاً داخل الحوش لجلوسهن ، و كذلك يلتقي الأولاد في بقعة معينة من الحوش للتحدث و التسامر .
*
ب- استخدام الحوش للمناسبات مثل حفلات الزواج و الأعياد حيث تفرش منطقة منه لجلوس الرجال ، وتخصص إحدى الزوايا للطبخ وإعداد الطعام و يبقى الوسط للرقصات الشعبية* و للأطفال النصيب الوافر من الحوش في قضاء أوقات ممتعة في اللعب .* ج- إن اشترك الأهالي في هذه المساحة المحدودة من الحوش التي تفتح و تطل عليها مساكنهم تجبرهم على الاهتمام بساحة الحوش من حيث النظافة و كفاءة الاستخدام الذي لايؤثر على الأخرين و يضمن بقاءها صالحة للاستخدام في أي وقت من قبل الجميع .
*
و*لابد أن العرف بين السكان قد جرى على تنظيم و اتفاق غير مكتوب يتوارثونه جيلاً بعد جيل مما يحد من استخدام الحوش و تحويله لأغراض شخصية كبناء الورش و المتاجرة فيه أو وضع الأخشاب و الأجسام الكبيرة التي قد تعيق الحركة و تمنع الاستخدام الأمثل للحوش .
*
و الدوافع التي ساعدت سكان الحوش على الالتزام بقيود و حدود معينة هي: العلاقة الاجتماعية و حقوق الجوار المستميدة من الشريعة الإسلامية السمحة .
*
النواحي الأمنية في الأحواش :
*
يشكل الحوش نظاماً أمنياً فريداً حيث تحيط البيوت بالمساحة الداخلية مشكلة فراغاً محمياً يتحكم في مدخله كلما دعت الضرورة إلى ذلك* و بالنظر إ‘لى الحوش كعنصر أمني ضمن تكوين المدينة المنورة ككل نجد أن هناك تدرجاً واضحاً في ترتيب العناصر الدفاعية الموفرة للحماية مفصلة كالآتي :
*
1- سور المدينة المنيع الذي يحيط بجميع الأحياء ويوفر لها الحماية الكاملة بعد الله من هجمات الأعداء
*
2- بوابة الحوش التي تحمي مجموعة من البيوت و تكون أكثر أمناً من البيوت الأخرى التي تقع خارج الحوش .
*
3- مقدمة البيت المنيعة البناء و التي تزود فتحاتها بالقضبان الحديدية للحماية .
*
إن توافر الأمن في الأحواش يشعر السكان بالطمأنينة على محارمهم وممتلكاتهم الشيء الذي يشكل لدى المسلمين أهمية بالغة في حياتهم اليومية .* و لو نظرنا نظرة فاحصة في التركيب العمراني للحوش لوجدنا أن الطمأنينة لدى سكانه تتظافر نتيجة للأسباب التالية :
*
أ- التحكم في مدخل الحوش و غلقه في ساعات الليل لحمايته من دخول الأشرار .
*
ب- تجنب الأغراب دخول الحوش إلا في حالة زيارة أحد السكان* و قد لوحظ أن الصبيان كانوا ينبهون الأغراب بأنهم أخطأوا الانجاه عند دخولهم الحوش .
*
ج- يساعد الحوش على الألفة و التعارف بين الجيران مما يطمئنهم على عائلاتهم أثناء غيابهم .
*
كما يشكل التكوين العمراني لأغلب الأحواش فراغاً فسيحاً يشعر السكان بلانشراح و سعة الصدر إذا ما قورن بالشوارع الحديثة التي تعج بحركة السيارات , و ترتفع مبانيها شاهقة تحجب ضوء الشمس و الهواء و تشكل في أغلب المدن بيئة ملوثة غير صالحة للسكنى .
*
كما أن فراغ الحوش الفسيح المتباعد الجوانب يسمح بإطلالة جديدة لواجهات المنازل حيث يتمكن السكان من رؤية معظم أجزاء الحوش من خلف الرواشين* و بتباعد واجهات المنازل عن بعضها تتوافر الخصوصية داخل المساكن* و يتجنب الكشف الحاصل عن تقابل و تقارب المنازل كما هو شائع في الحارات .
*
و تكمن أهمية الأحواش في أنها آوت أجيالاً عديدة من أهالي المدينة و ترعرعت و تربت فيها و كان لكل فرد منهم ذكريات فيها .* و الأمر لا يقتصر فقط على من عشوا فيها بل يتعداه إلى الأجيال الحاضرة و التي ستأتي في المستقبل لكي تتعرف على الماضي العمراني المجيد الذي شيده الأجداد .
*
و بمقارنة الحياة الاجتماعية في الماضي ( أيام الحارات و الأحواش )* بحياة المجتمع الحاضر نجد فرقاً شاسعاً بينهما* فقد تفككت الرواابط الاجتماعية و سادت الانعزالية بمجتمع اليوم .
*
لقد ساعد فراغ الحوش المفتوح الأباء و الأمهات و الأولاد على بناء علاقات أخوية حميمة تربطهم ببعضهم و تكون مجتمعاُ متآلفا يترجم القيم و المثل التي دعا إليها الإسلام*.* حوش درج
*
حوش درج
*
الموقع:*يقع خارج السور الداخلي في الجهة الغربية من المسجد النبوي الشريف، في مواجهة الداخل إلى زقاق الطيار بمثلث رأس الزقاق، بينه و بين حوش القشاشي. و هو نافذ إلى شارع القشاشي، و إلى المناخة، و له باب صغير يقع أسفل منازل آل مرشد،* و تتألف بيوته من دورين إلى ثلاثة أدوار و واجهتها مغطاة بالرواشين. سمي بذلك نسبة إلى إبراهيم درج الهندي البنغالي الذي قدم المدينة سنة 1040هـ، و ورد ذكره في سجلات محكمة المدينة سنة 1311 ـ 1313هـ.
*
المساحة: 1660م2.
*
عدد البيوت: 35 بيتاً.
*
متوسط ما يخص كل بيت من مساحة الحوش: 47م2.
*
السكان: بيت عبد الله يماني ـ بيت محمد صياده ـ بيت علي سراج ـ بيت محمد سندي ـ بيت ماجد عزي ـ بيت مصطفى عسيلان ـ بيت حمزة سندي ـ بيت عبد الله الصانع ـ بيت عباس سطيح ـ و بكر سطيح.
*
لقد هياء مجتمع الحوش للناس خدمة بعضهم بعضاً دون النظر إلى مصلحة مرجوة كما وفر لهم حياة آمنة يطمئن فيه الجار لجاره و يأمن بولئق الزمن .
*
نسأل الله العلي القدير أن يحفظنا جميعاً من كل مكروه* و يديم علينا نعمة الأمن و الأمان إنه ولي ذلك و القادر عليه .
*
كتاب السيد / ياسين أحمد خياري
صــور ( لبعــــــض ) أحــواش المــدينة المنــورة ..
