المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 9 مايو 2024
بواسطة : 29-09-2014 09:13 صباحاً 10.3K
المصدر -  

الغربية - فوزالعواد :

*يشكل برنامج الابتعاث فرصة للسعوديات لإثبات مقدرتهن على لعب أدوار قيادية على مستوى الدولة والمجتمع، غير أنه يواجه تحديات جوهرية تتمثل في مشكلة البطالة والصورة النمطية عن المرأة، كما تبقى نتائجه رهينة الإرادة الحكومية في سن قوانين تعزز من دور المرأة السعودية.
ويقول مراقبون إن الدراسة في مختلف جامعات العالم ولا سيما في الولايات المتحدة التي تأتي على رأس قائمة الدول التي تبعث حكومة السعودية آلاف الطلاب سنويا إليها، بمثابة فرصة نوعية للمبتعثات في الاطلاع على خبرات أكاديمية فريدة واكتساب معرفة تسهم في تحسين صورة المرأة.
كما أنها من ناحية أخرى، تسهم في تمكينها من لعب أدوار قيادية تعزز دورها في مجتمع تجاهد فيه المرأة لنيل حقوقها الاجتماعية والسياسية، وذلك حسب تأكيدات طالبات سعوديات شاركن في برنامج الابتعاث إلى الولايات المتحدة.
وحسب وصف الحكومة السعودية لبرنامج الابتعاث، فإن الأخير يهدف إلى "إعداد الموارد البشرية السعودية، وتأهيلها بشكل فاعل لتصبح منافساً عالمياً في سوق العمل ومجالات البحث العلمي، ورافداً مهماً في دعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة".
ويعزز المسؤولون الحكوميون فكرتهم من خلال أعداد الموفدين إلى الدول المختلفة عبر البرنامج الذي أُعلن عنه بمبادرة من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز عام 2005، حيث وصل إلى عشرات الآلاف من المبتعثين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول المتقدمة بمختلف التخصصات التي "تلبي حاجة سوق العمل في المملكة العربية السعودية"، حسب وصف وزارة التعليم السعودية.
أعداد كبيرة
وتشكل المبتعثات نسبة مهمة من عدد السعوديين الدارسين خارج المملكة ضمن برنامج وزارة التعليم العالي، إذ قفزت أعداد الإناث الدارسات في الخارج منذ انطلاق برنامج الملك عبد الله للإبتعاث من 4003 في بداية البرنامج، إلى 27500 طالبة خلال العام الماضي، كما تخرجت نحو 1192 فتاة سعودية أواخر العام نفسه، حسب موقع "سعوديون في أميركا" نقلا عن إحصاءات لوزارة التعليم العالي.
ووفق تقرير للمركز الوطني الأميركي لإحصائيات التعليم، فإن عدد الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 500 % منذ أحداث 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001.
ويوضح التقرير، أنه في حين سجل 5579 طالبا سعوديا يدرسون في الولايات المتحدة عام 2001، وصل هذا العدد إلى 34139 طالبا سجلوا خلال عام 2012، مشيرا إلى أن عددا منهم قدموا للولايات المتحدة قصد دراسة اللغة الإنكليزية.
أما عدد المبتعثين إلى الولايات المتحدة من قبل الحكومة السعودية فقد ارتفع من 11116 في عام 2006 إلى 71026 العام الماضي وفق صحيفة "يوس أي تودي" الأميركية نقلا عن الملحقية السعودية الثقافية في واشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى تسجيل جامعة "ويسترن ميشيغن" 267 طالبا من دول العالم خلال العام الماضي، نحو نصفهم فقط من السعودية، وفق مسؤولة في الجامعة.
ويمكن برنامج الابتعاث الطلبة من الحصول على منحة تغطي الرسوم الدراسية والسكن والصحة والمصاريف الكاملة المتعلقة بالدراسة وأفراد الأسرة، إضافة إلى تذاكر الذهاب العودة لمرة واحدة في السنة.
فرصة لاكتساب خبرات فريدة
ويوفر البرنامج الذي أصبحت مجمل مدته 15 عاما بعد تمديدها لمرتين متتاليتين وبعدد بلغ أكثر من 150 ألف مبتعث، تخصصات هي الهندسة والنقل البحري والحاسب الآلي وتقنية النانو والعلوم والإدارية، وهي تخصصات تقول حكومة المملكة إن سوق العمل الداخلية في أمس الحاجة لها.*
وأكدت الكاتبة السعودية المبتعثة من قبل وزارة التعليم العالي لدراسة أنظمة الكومبيوتر في الولايات المتحدة مليحة الشهاب في حديث مع موقع "راديو سوا" أن الدراسة في أميركا ضمن برنامج حكومتها، تمثل فرصة للاطلاع على تجارب أكاديمية فريدة للمرأة السعودية، مشيرة إلى أن الوسط الأميركي مكنها من اكتساب مفاهيم عدة بخصوص قضايا المرأة.
وأوضحت شهاب، أن الجامعات الأميركية أتاحت لها فرصة الاطلاع على الجانب الثقافي والعلمي والقانوني، وهو ما عزز من ثقافتها في هذا الإطار، الأمر الذي مكنها من "الحلي بالجرأة في الدفاع عن حقوق المرأة السعودية، وتوصيف القوانين المجحفة بحقها في بلادها مثل قانون منع المرأة من القيادة".
وأشارت شهاب التي شاركت في حفل ضخم نظمته الملحقية الثقافية السعودية في أميركا بين 24 إلى 27 من شهر مايو/ أيار العام الجاري في واشنطن، إلى أن هناك رغبة لدى بعض الجهات داخل حكومة بلادها في تفعيل دور المرأة، مدللة على ذلك بنسبة خريجات الجامعات الأميركية، والتي بلغت نحو 30 % من أصل 2700 طالب وطالبة سعودية شاركوا في حفل التخرج بواشنطن هذا العام.
وعبرت الباحثة في إدارة التعليم العالي بجامعة كانساس التابعة لنفس الولاية كوثر خلف عن تفاؤلها إزاء إمكانية تطوير مهارات المرأة السعودية ودورها عن طريق الخبرات التي تعزز من دورها في مجال العمل، مشيرة إلى أن الجامعات الأميركية تمكن السعوديات من اكتساب خبرة أكاديمية في الجامعات العريقة، والاحتكاك بالوسط الأكاديمي ومراكز البحث.
وشددت خلف لموقع "راديو سوا" على أن برنامج الابتعاث وحصول الخريجات على شهادات وخبرات عالمية، سيؤثر بشكل إيجابي على مكانة المرأة في بلادها.
كما أبدت الباحثة في نظم المعلومات الطبية أمل نمنقاني التي أوفدتها وزارة التعليم العالي إلى أحد جامعات بنسلفانيا عام 2005 ضمن الدفعة الأولى من الموفدين، تفاؤلا كبيرا إزاء إسهام برنامج الابتعاث في تعزيز دور المرأة، مدللة على ذلك بتجربتها الشخصية.
وأوضحت نمنقاني أنها استطاعت الدفع لدى حكومة بلادها للاهتمام بالطلبة المعاقين عبر مجموعة "يد الأمل" التي أسستها قبل سنوات، وحصولها على وعود حكومية بهذا الشأن نتيجة الجهد الذي بذلته مع مجموعتها في هذا الإطار.
وعبرت أمل عن تفاؤل كبير إزاء برنامج الابتعاث على المدى الطويل، لافتة إلى أنها فرصة "للبداية من المنتصف"،* في ظل سعي الحكومة لتعزيز دور المرأة.
وأضافت أن هناك رغبة على مستوى القيادة السعودية بتفعيل دور المرأة منذ سنوات، تمثلت مؤخرا في تمثيل المرأة السعودية في مجلس الشورى، مرجحة أن تتولى امرأة منصب وزيرة في الحكومة المقبلة بعد توليها منصب وكيلة وزارة في الحكومة الحالية للمرة الأولى.
تحدي البطالة
وفي حين لم يبرز أي دور فاعل للمرأة السعودية على مستوى المملكة من اللائي قدمن للولايات المتحدة في إطار برنامج الابتعاث الأخير، إلا أن أمل أكدت أن سعوديات درسن في الولايات المتحدة انخرطن في مجالات عدة من بينها المجال السياسي، وهو ما سيمكن المرأة حسب تأكيدها من لعب أدوار مهمة على المدى الطويل.*
لكن مع هذا التفاؤل، يواجه المبتعثون العائدون إلى بلادهم تحديا كبيرا يتمثل في سوق العمل، والقوانين الحكومية التي تشكل عائقا للمرأة، إضافة إلى نظرة المجتمع للمرأة عموما، والمبتعثات اللواتي درسن في بلاد غربية على وجه الخصوص.
ويثير موضوع البطالة وعزوف الشركات السعودية عن تشغيل المبتعثين، واستبدالهم بخبرات أجنبية نتيجة رخص اليد العاملة الأجنبية من جهة وعدم الثقة بالخبرات المحلية، نقاشا حادا لدى الأوساط السعودية، وهو ما ينعكس سلبا على المبتعثين.
وحسب كوثر خلف فإن الشركات المحلية لا زالت تقلل من شأن خبرات المبتعثين، وتصر على استبدالهم بموظفين أجانب.
وأكدت ذلك مليحة الشهاب التي وصفت برنامج الابتعاث بأنه يعزز من فرص العمل في السعودية "لكنه لا يضمن الحصول على وظيفة" في ظل تضييق حكومي واجتماعي على حقوق المرأة.
مواجهة المجتمع
وإضافة إلى أزمة البطالة عموما، فإن الشهاب أكدت أن ما يزيد من تحديات المرأة السعودية هو فئات المجتمع التي لا تزال تنظر للمرأة السعودية "كدرجة ثانية في أحسن التوقعات" وبالتالي فإنها تجد صعوبة كبيرة في الحصول على وظيفة رغم توفرها على شهادات جامعية عليا.
وأوضحت، أنه في حين ترى جهات في المجتمع المرأة المبتعثة أنها يد عاملة مؤهلة ذات خبرة مهمة وتتقن لغات أجنبية، إلا أن البعض الآخر يعاملها كشخص "غير ناضج".
وتساهم في هذا الإطار اتهامات بعض أطراف المجتمع المبتعثات باكتساب أفكار غربية خارجة عن الإطار الأخلاقي والشرعي للسعوديين والعرب، وهو ما أدى إلى شن هجمات داخل المجتمع تجاههن، قادها رجال دين اتهموا المبتعثات بتسويق أفكار غربية و بث روح "الإنحلال الأخلاقي" لدى السعوديات بعد عودتهن إلى بلادهن.
وتنتشر على موقع تويتر العديد من التحذيرات التي "تنصح" الطلبة السعوديين في الخارج* عبر هاشتاق بعنوان "#رسالة_مبتعث" بالمحافظة على القيم الإسلامية والعربية، محذرة من "الانحراف" عن تلك القيم.
معوقات قانونية
وأكدت شهاب المتخصصة في شؤون المرأة ومؤلفة كتاب "المرأة السعودية - صوت وصورة"، الذي تناولت فيه الكاتبة واقع المرأة السعودية بمختلف تعقيداته الاجتماعية والرسمية، ودور بعض التشريعات في تقييد حركة المرأة، بالقول إن القوانين الحكومية السائدة تساهم في تعزيز الصورة السلبية للمرأة.
وأشارت إلى أنه في حين تستطيع خريجات الجامعات الأميركية إبراز دورهن في المجال الاقتصادي، إلا أن هناك تضييق كبير في مجال حقوق المرأة الذي لا زالت بعض الأطراف الحكومية تقف بصرامة في وجه تطويره.
يشار إلى أن السفارة السعودية في الولايات المتحدة والملحقية المتخصصة بشؤون المبتعثين رفضتا الحديث مع موقع "راديو سوا" حول أهمية دور المبتعثات في تعزيز دور المرأة السورية، دون توضيح الأسباب رغم المحاولات المتكررة