بواسطة :
07-03-2014 05:08 صباحاً
10.7K
المصدر -
تقرير / بيش :
اهتمت الحكومة الرشيدة خلال العقود الماضية بإنشاء العديد من السدود في مختلف مناطق المملكة، بغية الاستفادة من مياه الأمطار لدعم كمية المياه الجوفية، وتزويد السكان بالمياه التي يستخدمونها في الشرب وفي ري مزارعهم، ليصل عدد السدود المنشأة حتى عام 1433هـ إلى 394 سدًا بتكلفة بلغت (377ر808ر491ر5 مليار ريال) وسعة تخزينية تقدر بنحو (524ر898ر926ر1 مليار لتر مكعب) .
وتختلف السدود من حيث السعة التخزينية لكل سد، فمنها السدود الكبيرة ذات السعة التخزينية العالية، والسدود المتوسطة، والسدود الصغيرة، ويؤثر الموقع وطبيعة الوادي في إنشاء السد، علاوة على نتائج الدراسات التي تمت قبل إقامته، ومنه الدراسات الأولية، والهيدرولوجية، والجيولوجية، والهندسية، والآثار البيئية، ودراسات الجدوى الاقتصادية.
وتوزع السدود في المملكة على النحو التالي : منطقة الرياض ( 72 سدًا)، ومنطقة مكة المكرمة ( 40 سدا) ، ومنطقة المدينة المنورة ( 26 سدًا)، ومنطقة عسير ( 86 سدًا)، ومنطقة الباحة ( 34 سدًا)، ومنطقة حائل ( 27 سدًا)، ومنطقة القصيم ( 11 سدًا)، ومنطقة جازان ( عشرة سدود)،و منطقة نجران ( 18 سدًا)، في حين يجري العمل على تنفيذ 106 سدود بمختلف مناطق المملكة.
وتتمتع منطقة جازان "جنوبي المملكة" بالمرتفعات الجبلية الممتدة على واجهتها الشرقية ومناخها شبه الاستوائي غزير الأمطار، ما ساعد في توفير ثروة مائية لها تتدفق بشكل يومي من خلال أودية المنطقة التي يزيد عددها عن 20 واديًا، إضافة للعديد من الشعاب التي تروي أراضيها، حتى اشتهرت جازان بمنتجاتها الزراعية التي صارت تصدر للعديد من دول العالم.
وأسهمت هذه العوامل الطبيعية في توجه وزارة الزراعة نحو تشييد "سد وادي بيش" الذي يقع على بعد 133كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة جيزان، ويزيد طوله على 160 كيلومترًا من منبعه حتى آخر نقطة له على شواطئ منطقة جازان، ليسجل كأهم وأكبر تلك الأودية التي أقامت عليه وزارة المياه والكهرباء سداً من الخرسانة الثقيلة بارتفاع يصل إلى 106 أمتار، وبطول يصل عند القمة إلى 340 مترًا، وبمساحة حوض مغذٍّ للسد بلغت 46 كيلو متراً مربعاً حتى وصلت السعة التخزينية لبحيرة السد إلى "193.64" مليون متر مكعب من المياه.
ومن خلال هذا المشروع الضخم سيتمكن "سد وادي بيش " ومحطة المياه المقامة عليه حالياً من ضخ أكثر من "150? ألف متر مكعب يومياً من المياه من محطة المياه بالسد التي ستبلغ طاقتها الإنتاجية “220? ألف متر مكعب يومياً خلال الفترة القادمة، تضاف للمياه التي تصل للمنطقة من مشروعات محطات التنقية الأخرى التي لا زالت تحت التنفيذ ويتوقع الانتهاء منها في السنوات القليلة القادمة، مثل محطات التنقية على سد وادي ضمد بطاقة "20? ألف متر مكعب يومياً، ومحطة سد وادي جازان بطاقة " 92? ألف متر مكعب يوميا، لتصل كميات المياه التي تستفيد منها المنطقة من السدود عند الانتهاء من تلك المشروعات ” 460? ألف متر مكعب في اليوم الواحد.
وتعد محطة تنقية المياه المقامة على سد وادي بيش من أكبر محطات التنقية في المملكة بطاقة "150? ألف متر مكعب يومياً سترتفع عند اكتمال توسعة المشروع إلى "220? ألف متر مكعب في اليوم ليكون بذلك سد وادي بيش أكبر مخزون مائي إستراتيجي في المملكة يمكنه إمداد مدن وقرى منطقة جازان الساحلية باحتياجها اليومي من المياه لأكثر من ثلاث سنوات.
وشيد "سد وادي بيش" عام 1430هـ من أجل توفير مياه الشرب للسكان، بمبلغ 198 مليون ريال، الأمر الذي مكن بفضل الله تعالى من مدّ مدن وقرى المنطقة الساحلية بجازان باحتياجها من الماء، وذلك بفعل الجاذبية دون الحاجة إلى الضخ.
وتدرس وزارة الزراعة وشركة الكهرباء إنشاء سد يعلو هذا السد لنقل الماء إلى السد العلوي وقت انخفاض الطلب على الكهرباء، ثم تفريغه في سد بيش وقت الذروة لإنتاج ما يزيد على “15? ألف ميجاوات من الكهرباء حيث أثبتت الدراسات الأولية إمكانية ذلك واقتصاديته.
ويوصف "سد وادي بيش" بأنه واحد من مجموعة السدود المقامة في سهل تهامة، مما يضاعف الطاقة التخزينية للسدود التي أنشئت في الخمسين عاما الماضية مجتمعة، ويجسد اهتمام الدولة بهذا النوع من المصادر الحيوية للمياه.
ويعوّل المزارعون ممن تقع مزارعهم على مجرى وادي بيش كثيراً في الإفادة من هذا السد لري مزارعهم من خلال الفتح الدوري لبوابات السد حسب آليات واضحة من قبل وزارة المياه والكهرباء والجهات واللجان ذات العلاقة بما يسهم في ري مزارعهم وتغذية المياه الجوفية وإيجاد مسطحات خضراء على امتداد مجرى الوادي تجتذب الزوار والمتنزهين.