المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
رياح الارهاب تعصف بمصر من حدودها الغربية .. بين سيناء شرقا وليبيا غربا مصر الوسط الي أين ؟؟
بواسطة : 18-02-2015 07:52 صباحاً 13.8K
المصدر -  

الغربية :

عاصفة الارهاب التي تهب على مصر, تتضح يوما بعد يوم, أنها ليست مجرد عمليات ارهابية عشوائية تستهدف امن الجمهورية المصرية, انما تأتي ضمن مخطط دقيق ومتعمد ينفذ* مشروعا ضخما معدا لهذا البلد.

الهجمات الارهابية التي قامت بها التيارات السلفية في سيناء , والتي تحدث حاليا, يبدو أنها ليست الاخيرة.*

*عملية ارهابية جديدة تستهدف مصر عبر الحدود الغربية, حيث قام تنظيم داعش بذبح ٢١ مواطنا مصريا قبطيا يتواجدون داخل الاراضي الليبية, في حدث يعكس دلالات كثيرة وتداعيات خطيرة جدا, تستدعي التوقف والبحث.

بداية, وكما حال الاحداث, البطل الاعلامي داعش, التنظيم الذي بات بعبعا يهدد امن العالم العربي وشمال افريقيا واوروبا ويحتل مساحات اعلامية واسعة ويتصدر الوسائل الاعلامية يوميا. التنظيم الذي بات في اماكن انتشاره وعملياته من حيث الاهداف والتوقيت والكيفية والاعلام والقدرات, يثير ريبة وشكا كبيرا باتت اجوبته واضحة, تشير الى ان هذا التنظيم ليس تشكيلا عشوائيا انما هو نتاج عمل استخباراتي يدرك بدقة الكيف والأين والمتى, وبات المراقب لعمليات التنظيم يدرك عبر متابعة بعض الحيثيات السياسية وربطها بالزمن ان داعش كالقاعدة التي انتهت صلاحيتها, مشروع ضخم يهدف الى تحقيق ما عجزت عن فعله نيران اسلحة وإعلام واستخبارات الاجانب في بلاد العرب وقلب الشرق الاوسط, ولا بأس بالعبث في اوروبا وأفريقيا لاستكمال المطلب!!

عمليات ارهابية متنقلة داخل حدود الدول تستهدف في توقيت مدروس وممنهج اهدافا تنتخب بدقة, وفق برنامج معد يصب في مصلحة تفتيت منطقة الشرق الاوسط لحفظ الكيان الصهيوني الذي بات غير قادر على حماية نفسه فاحتاج لرعاية الاب الامريكي الذي اسعفه بمشروع شرق اوسط جديد, وخطة محكمة واضحة المعالم تستهدف المجتمع الاوروبي لتحريضه على الاسلام وحصار المسلمين في اوروبا وتحفيز هجرة اليهود الى الكيان الاسرائيلي.

فلكل دولة تحت المجهر اسلوب غزو مدروس ومفتاح معد مسبقا لفتح ابواب رياح الصراع وفق ما يحلو وفي اي بقعة جغرافية تلبي الطلب.

فكان داعش الإرهابي, بوسائل قتل مشينة لا تترك مساحة اعلامية الا واحتلتها, لأنها الاسلوب الجديد للقتل الذي يصور كأفلام سينمائية بغاية الابداع, واساليب قتل لا بد من ان تجذب الانظار وتستقطب المتابعين وتحتل الحدث والخبر والشاشة, فتبلغ الهدف.

الأمس العراق بعد سوريا, البارحة الأردن, واليوم مصر..

ليس المشترك بين هذه الدول الجغرافيا ولا العدو الكافر, انما المشترك هو الامر العملياتي المحدد الذي يأتي لزعماء هذا التنظيم العميل الارهابي, ليضرب بجهله وحقده بقصد وتصميم وادراك اينما يطلب منه اسياده المتخفون وراء غارات واعلانات محاربة التنظيم الذي صنعوه..

مصر تحت عين الارهاب ومشروعه.. يراد محاصرتها من الشرق والغرب, لتضرب غربا حماس وشرقا داعش وفي وسطها تيار الاخوان, فتهلك وتضعف, وهذا كل المطلوب.

يبدو ان الكيان الاسرائيلي ومن يخدمها من امريكا ودول الغرب, لن ينسوا جيش ام الدنيا وقديم معارك سيناء, ولا يروق لهم جيش مصر الذي يستعيد اليوم مكانته في المنطقة أن يبقى قويا وسط تقهقر قدرات جيش* كيان هو أوهن من بيت العنكبوت.

لم يعجب اسياد داعش الإرهابي, الصور التي جمعت الرئيس السيسي مع الرئيس المعاند فلاديمير بوتين ,وأن تسير العلاقات المصرية الروسية في مسار اتفق عليه الرئيسان مؤخرا في زيارة الرئيس بوتين الاخيرة الى بلاد الفراعنة.

ويظهر ان حفاوة اللقاء والاتفاقيات التي وقعت ازعجت اسياد داعش الإرهابي, فكانت عملية الارهاب الداعشي, تستهدف اقباط مصر في توقيت ومكان دقيقين للغاية!!

لماذا تطل داعش اليوم على مصر, فهل انتهت من سوريا والعراق؟؟ ام ان مستجدات السياسة المصرية سرعت في ضرورة استدراج هذا البلد الصاعد وتنفيذ خطة معدة له بوتيرة اسخن مما سبق, وبدلت الاولويات ليعطي داعش الإرهابي*الساحة المصرية في زمن ما زالت فيه صور بوتين في الشوارع المصرية اهتمامه المفاجئ!!

الأقباط الطائفة التي كثر الحديث عنها عبر عمليات فتنوية كثيرة استهدفتها, جرت الى صراعات كبيرة جدا داخل الشارع المصري, طعمت الاحداث الجارية في الساحة المصرية بنكهة مذهبية مطلوبة لتأجيج الصراع وزيادة احتدام مشهد العنف الذي يخطط له لتفتيت مصر, فأتت الاوامر لاستكمال المخطط عبر داعش العالم الجديد فكان ما كان.

في التوقيت, الدلالات واضحة, وفي الهدف عنوان الفتنة المطلوبة حاضرة وبقوة, وأي هدف يقسم الشارع المصري ويشق لحمته التي باتت مهددة غير قضية اقباط مصر التي تغلي تحت النار.

ويبقى المكان, الحدود الغربية, وساحة ليبيا الرمال المتحركة الهالكة, التي يراد لمصر وجيشها الخوض في صحرائها الرملية للغرق في مستنقع الازمة الليبية وفتح الحدود الغربية المصرية كحال الحدود الشرقية, على رياح حرب تستنزف وتقضي على ما تبقى من جيش مصري يتوق كسياسة حكام بلده للعب دور كبير في المنطقة.

*يبدو ان امريكا و الكيان الاسرائيلي لا توافق على الدور المصري بشكله الحالي وحدوده, فالمطلوب تقديم المزيد من التنازلات واعادة موازنة دفة العلاقات الخارجية والالتفات الدقيق لخط احمر معد مسبقا الا وهو الانفتاح على العدو اللدود الروسي بهذا القدر والكيف.

مصر المستهدفة قابلت الحدث بغارات نفذتها طائرات الجيش المصري على مواقع لداعش الإرهابي*داخل الحدود الليبية, ليكون هذا الحدث الجديد عنوانا لمرحلة قادمة تضع مصر على تماس مباشر مع الازمة الليبية المعقدة وهذه محطة لها تداعياتها ونتائجها.*

في النتائج والتداعيات:

الحدث الجديد, يحمل تداعيات على مصر تنقسم الى خارجية وداخلية.

داخليا:

فعلى الصعيد الداخلي, الشارع المصري المنقسم لم يعد يحتاج الى تشت اكثر, ولا يحتاج الى تزكية للصراع القائم بين حكومة السيسي وتيار الاخوان المسلمين وما لهذا الصراع من انعكاسات وتأثريات خارجية وداخلية, فاستهداف النظام بشكل قاس لرموز ونشاط تيار الاخوان المسلمين يجعل الأزمة المصرية تتخذ طابع انقسام حاد يشجع النشاط التكفيري، ويفتح الصراع المصري على احتمالات دموية قاسية.

في حين ان الحدث يزكي ازمة الاقباط التي نتجت بعد صعود تيار الاخوان, الاقباط الذين يعتبرون من قبل التيار الاخواني انهم من حلفاء النظام, فهذا الحدث يأتي بمثابة صب الزيت على النار تمهيدا لاشعال الازمة الداخلية لاحراق ام الدنيا ومن فيها, وجر الجيش المصري نحو الازمة الليبية غربا للتخفيف عما يجري في سيناء شرقا.

في المقابل, على مستوى الشعبية الداخلية في اوساط الفئات الحيادية والموالية, فإن الحدث يعطي زخما وقوة لنظام السيسي لمواصلة عملياته في سيناء وداخل الحدود الليبية غربا, والاستمرار في التعامل بقسوة مع تيار الاخوان والتضييق على حماس وكل ما هو اسلامي, وكذلك يساهم في المزيد من الالتفاف حول الجيش المصري الذي يشكل حصانة من الارهاب ويعطي الرئيس السيسي مزيدا من الثقة والتغطية لالتزام مواجهة التيارات المتشددة وسط التباس موجود وخطير لا يميز فيه بين الحركات الاسلامية ذات نشاط سياسي وحركات التكفير الارهابية, بل يوضع الجميع ضمن خانة واحدة وهذا ما يجد فيه التيار الاخواني وحماس ظلما واستهدافا متعمدا يقوم به النظام متسترا بحملات مكافحة الارهاب.

خلاصة الداخل ازمة تتخذ طابع الانشقاق العمودي, تجعل امن مصر والشارع المصري امام صراعات قادمة عنيفة تزكيها داعش بأفلام قتل مسمومة وموجهة لتغذية هذا الشق وتحويله الى صراع دموي يقضي على مصر من الداخل ويدمر بنيتها ليدفعها الى تقديم تنازلات جديدة امام اسياد داعش امريكا وامام الكيان الاسرائيلي والعرب كفارة عن الزيارة الروسية ورسائلها مقابل ضمان سلمها الاهلي وكف يد داعش الإرهابي*عنها.

خارجيا:

** على الصعيد الخارجي, السياسة الخارجية المصرية كانت محط اهتمامنا في تقارير منفصلة, لكن الحدث الجديد يعكس الغضب الامريكي الاسرائيلي والعربي من الرسالة التي وجهها السيسي وبوتين لاسياد داعش الإرهابي, ولم يعجبهم الحفاوة التي ظهرت في الاستقبال واثناء الزيارة.

فكان الحدث رسالة مقابلة تبدي انزعاج هؤلاء وترسم لمصر حدودا وهوامش جديدة. فمصر التي تخوض صراعا مع الاخوان تقف في خانة المواجهة الصامتة مع تركيا وقطر , وكذلك فإن الاستراتيجية التي تتبعها حكومة السيسي مقلقة للغرب وامريكا و الكيان الاسرائيلي، وهذا ما دفع هؤلاء لاستدراج مصر نحو الازمة الليبية لاغراقها في وحولها واضعافها اكثر فأكثر أما دفعها الى تقديم تنازلات جديدة تضمن امنها وتبدد مخاوف هؤلاء وتضمن مصالحهم.

على المستوى الخارجي تفسيرات كثيرة طرحها الحدث:

فمصر اليوم تنخرط رسميا فيما يسمى حلف مواجهة داعش, وهذا يجعلها تتقارب من جديد مع التحالف الامريكي الذي يدعي مواجهة الارهاب ويعتبر هذا اعادة تموضع وسطي جديد يبعث لامريكا وحلفائها رسائل تطمين وغزل بعد زيارة بوتين, يؤكد من خلالها السيسي على استراتيجيته بالتزام لعبة فن الممكن وعدم الانحياز الكلي لأي طرف شرقي او غربي.

ختاما:

مهما كان دافع الحدث واهدافه, انخراط مصر في الازمة الليبية يكشف الساحة المصرية ويزيد من الاحتقان الداخلي ويحول الداخل المصري الى قنبلة مؤقتة ستنفجر في اي لحظة.

وسط هذا يستمر النظام المصري في حملة التضييق والتعرض لتيار واسع داخل البلاد ويحوله الى طرف معاد ويقاطعه ويضعه في خانة الارهابي,* ليزكي التصدع الداخلي, وهذا ما يفتح ابواب مصر للفتنة التي تصيب المنطقة بشكل واسع, وما يؤديه هذا من تفتت وتشتت واضعاف لهذا البلد وجيشه, ولا يصب هذا الا في مصلحة الكيان الاسرائيلي, وهذا يطرح سؤالا لصالح من تصب سياسات تجر البلاد نحو الهلاك *؟؟**