قدم وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير الشكر لكل الدول الإسلامية التي تقدمت للمملكة العربية السعودية بالعزاء في ضحايا حادث التدافع المؤسف في منى، مؤكداً أن المملكة سوف تتعامل مع هذا الأمر بكل حزم وشفافية لضمان عدم تكراره، وفي سياق جهودها المستمرة والطويلة في خدمة حجاج بيت الله الحرام.
وعبر الجبير عن استهجانه للتصريحات غير المبررة، الهادفة إلى الاستغلال السياسي لمأساة إنسانية تعرض لها مسلمون يؤدون واجباً دينياً مقدساً، وقال نحن نرى أن مثل هذه التصريحات غير مسؤولة وتهدف إلى إحداث الفرقة والانقسام في عالمنا الإسلامي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها معالي وزير الخارجية في الاجتماع التنسيقي الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي دعت له المملكة لبحث موضوع القدس وعقد في نيويورك اليوم.
وأعرب معاليه عن شكره للاستجابة السريعة لدعوة المملكة بعقد هذا الاجتماع الاستثنائي، لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على المسجد الأقصى، في انتهاك جسيم لحرمة المقدسات الإسلامية، وتعدِ سافر على المصلين الآمنين.
وأشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، في سياسة التقسيم الزماني والمكاني التي تحاول فرضها، تشكل عدواناً صارخاً على أولى قبلتي المسلمين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين.
وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بادر فور سماعه بهذا العدوان الآثم بالاتصال برؤساء الدول الفاعلة، والأمين العام للأمم المتحدة، وأعرب لهم عن الغضب والاستنكار البالغ، وحثهم على ضرورة تدخل مجلس الأمن لاتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، وحماية الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن التحديات الكبرى التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية، وعلى جسامتها وخطورتها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تشغلنا عن قضية الأمة الإسلامية المركزية، كما أنها لن تثني جهودنا نحو الدفع بالحل الدائم والعادل والشامل، لرفع الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة، وعاصمتها القدس، وعليه فإننا مطالبون اليوم، بعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار، بل بالتحرك الجاد والفعال على الصعد كافة، السياسية والقانونية، للتصدي لهذه السياسات الإسرائيلية من جانب، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من جانب آخر، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.