المصدر - غرب - متابعات
وجّه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال هذا الأسبوع صفعات متوالية للسياسة الإيرانية، التي تحاول جاهدة، تسييس "حادثة منى" وإقحام المملكة في موقف سياسي جديد من خلال هجومها، وتأليب العالم على المملكة، غير أن التصدي لذلك الموقف برز عاجلاً ووأد هجوم إيران الفاشل مؤكداً أن إيران عدو الاستقرار بقوله "إن إيران آخر من يتحدث عن السعي لاستقرار المنطقة".
الجبير وأنظار العالم
باتت أنظار العالم شاخصة والأذان مصغية لحديث وتصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وردوده على الموقف الإيراني، حيث أصبح الجبير مطلباً لوسائل الإعلام الغربية قبل العربية، فهم يعون أن اتجاه بوصلة حديثة وتصاريحه تؤثر على المسار الدبلوماسي في قضايا المباحثات الثنائية أو الجماعية، وكذلك الرد على كل من يحاول المساس بالسعودية.
وقد أصبح الجبير لافتا لكل الأنظار في المحافل الدولية لما يتمتع به من قدرة سياسية عالية وهادئة فالكل أصبح يحلل ما خلف تلك التصريحات القوية خاصة وأن الجبير واجهه ذلك الموقف الإيراني والذي يعتبر غير جديد في الساحة السياسية الدولية وهجومها المتواصل على السعودية بكل هدوء وثقة وحكمة سياسية.
والمتابع للمواقف الإيرانية يجد التسرع والسلوك المعادي للنيل من السعودية، ذلك الهجوم اظهر النوايا الإيرانية لتدويل حادث الحج فالرئيس الإيراني حسن روحاني دعا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى فتح تحقيق حول هذا التدافع المأساوي، الذي وقع في منى!.
غير أن الرد السعودي كان مفحماً وملجماً للرئيس روحاني، وهنا تظهر قوة الحزم السياسية للسعودية، والتي يثور بركانها في وجه ذوي النوايا من أمثال إيران وأذرعها.
ردود الجبير
وكان رد الجبير واضحا بأن آخر من يتحدث عن الديمقراطية يجب أن يكون الرئيس الإيراني. وتابع الجبير في ردوده قائلا: أعتقد أن ما ذكره الإيرانيون يتناقض مع مبدأ السيادة وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
إيران التي عانت من فشل مشروعها في اليمن، والذي قضى عليه الحزم السعودي باتت متسرعة بسياسة تملئها الخوف والترقب من ردة الفعل السعودي والذي لم يمكث طويلاً وأتى على لسان وزير الخارجية السعودي.
لا تسييس للحج
كان رد وزير الخارجية عادل الجبير، قويا وملجماً للإيرانيين مساء السبت الماضي حيث أكد أن على الإيرانيين ألا يقحموا السياسة في حادثة منى، لأنها وقعت لأشخاص كانوا يؤدون أقدس واجب ديني خلال الحج.
وقال الجبير كلمة مع نظيره الأمريكي، جون كيري في فندق قصر نيويورك بأمريكا ” إن ما حدث ليس مكانا للعب السياسة، وآمل أن يكون المسؤولين الإيرانيين أكثر تعقلا ومراعاة للضحايا في هذه المأساة".
وأضاف: “المملكة العربية السعودية لها تاريخ طويل وخصصت موارد كبيرة في سبيل العناية بالحجاج وإنجاح مناسك الحج". وشدد وزير الخارجية على أن الحقائق ستعلن ولن يخفوا شيئا، وإذا كان هناك أخطاء ارتكبت، سيتحمل المسؤولون عنها المسؤولية.
رفض مقابلة ظريف
في سياق متصل رفض وزير الخارجية السعودي طلب نظيره الإيراني بعقد لقاء بينهما حيث كشفت مصادر صحفية من واشنطن أن وزير الخارجية عادل الجبير رفض طلب نظيره الإيراني محمد جواد ظريف بعقد لقاء بينهما. على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وإن ظريف طلب شفويا الاجتماع مع الجبير، لكن طلبه رفض “لأنه جاء بطريقة متعجرفة وفي غير مكانها” حسب الحياة اللندنية.
وتابعت الصحيفة أن “الجانب الإيراني لم يطلب اللقاء بالطريقة المتعارف عليها، التي يفترض أن تتضمن أجندة محددة للقاء، بل اقتصر طلبه على بحث أحداث الحج وحادث التدافع في مشعر مني، متجاهلا كافة الأمور السياسية المتعلقة بقضايا المنطقة، كسوريا واليمن، وهو ما اعتبرته السعودية غير مقبول.