المصدر - نيفين احمد -عدن
ألقى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اليوم، خطابًا هنأ فيه أبناء الشعب اليمني والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
وشن "هادي" هجومًا حادًا على مليشيا "الحوثي" و"صالح" الإنقلابية التي فجرت حربًا ظالمة في عدد من محافظات الجمهورية وقتلت فيها الأبرياء ودمرت مقدرات الدولة مدنية وعسكرية وماتزال ماضية في غيها، مؤكدا أنها تتلقى الهزائم الواحدة تلو الأخرى في مختلف الجبهات وعما قريب سيتم القضاء عليها مهما كلف من تضحيات في سبيل استعادة الدولة.
وأشاد "هادي" بالانتصارات العظيمة التي تحققت حتى الآن على المليشيا الإنقلابية، مؤكدًا أن تطهير اليمن منها بات قريبًا وسيعم الأمن والاستقرار ربوع اليمن رغم أنف الحاقدين.
وفيما يلي نص الخطاب:
"الحمد لله رب العالمين ناصر المؤمنين وقاصم ظهور الظالمين والصلاة والسلام على البشير النذير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أيها الشعب اليمني الكريم، رجالاَ ونساءً، كباراً وصغاراً، في الداخل أو في المهجر.
بارك الله لكم في عيدكم وأحله على شعبنا ووطننا بالنصر والأمان والاستقرار والبناء والإعمار والتلاحم وصفاء النفوس ووحدة الصفوف.
يا أبناء شعبنا اليمني الحر الصامد: نهنئكم تهنئة قلبية صادقة بحلول عيد الأضحى المبارك، أهنئكم من عدن الباسلة، عدن الثورة والنضال والتحرير، عدن الصمود والتضحية والفداء، عدن الكرامة والحرية، عدن ثغر اليمن الباسم وقلب جنوبه النابض وعروسة البحار التي لا تستسلم ولا تنكسر.
في عيد الفطر المبارك كنا نحتفل سوياً بالانتصار العظيم الذي تحقق لمدينة عدن حيث تم تحريرها وتطهيرها من المليشيات الإنقلابية الحاقدة التي عاثت فيها خراباً ودماراً، ولعلكم تتذكرون ماقلته لكم سابقاً في خطابي بمناسبة عيد الفطر، بأن (العيد اصبح عيدين، عيد الفطر وعيد الانتصار، حيث أن انتصار عدن سيكون مفتاح الخلاص لشعبنا وقضيتنا فمن عدن سنستعيد اليمن وسيستعيد أبناء شعبنا وطنهم المسلوب).
واليوم ها نحن مع الوعد والميعاد، ها أنا معكم وبينكم في عدن رغم أنف من أقسم أن لا نعود لها، ها نحن في عدن التي ستبقى مفتاح الخلاص لشعبنا والتي ستنطلق منها راية النصر بأذن الله على كل قمم وجبال بلادنا الشامخة، من عدن إلى حرض ومن البقع إلى حوف.
وإننا إذ نحتفل، اليوم، بعيد الأضحى المبارك فإننا نحتفل ايضاً بالانتصارات المباركة التي تحققت خلال الشهرين الماضيين في عدن ولحج وأبين وشبوة ومأرب التحدي وكذلك الصمود الأسطوري الرائع الذي تبديه مدينة تعز في وجه الذئاب التي باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة، فشكرا أيها الأحرار الأبطال الميامين من شبابنا الأفذاذ في المقاومة الشعبية الباسلة والقوات الشرعية في كل الجبهات والميادين، الذين تضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء والرجولة، شكراً لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة على تلك الوقفة الشجاعة والصادقة مع أبناء شعبنا، تلك الوقفة المفصلية التي أحدثت تحولاً عميقاً في تلاحم الدول وإيقاف العدوان، ولولا مانراه اليوم من تدخل جاد للأشقاء ما عادت البلاد الى أهلها الى بعد زمن طويل، ودعوني هنا اترحم على أرواح الشهداء الامجاد الذين ضحوا بدمائهم وانفسهم دفاعاً عن ارضهم وعرضهم وكرامتهم وحرياتهم، ونعاهد الله على ان تكون اسر وعائلات أولئك الابطال محط اهتمامنا ورعايتنا، كما ندعو لجرحانا الميامين بالشفاء العاجل والذين نولي قضية علاجهم متابعة شخصية، ونسأل الله ان يفك اسر المعتقلين، الذين لن نخذلهم ابداً ولن نتهاون في متابعة الافراج عنهم.
أيها الشعب اليمني الكريم: لقد ذُهلت في زيارتي هذه من حجم الدمار والخراب الذي أحدثته المليشيات المجرمة في عدن، وهو ذات الدمار والإجرام الذي يمارس الأن على مدينة تعز، ولقد مر عام من سقوط العاصمة صنعاء بيد مليشيات الحوثي وصالح، كان هذا العام كفيلاً أن يكشف كل القبح الكامن خلف الستار لتلك المليشيات، واليوم أضحى أبناء شعبنا جميعاً يدركون من هم الحوثيون وما يمثله مشروعهم الإمامي السلالي الطائفي المتخلف من تهديد للأمن والسلم والتعايش والاستقرار، كما كشفت الأحداث في هذا العام مقدار الحقد والإجرام الذي حمله "صالح" على اليمن واليمنين واستغلاله العائلي لمقدرات الدولة ومؤسساتها لصالح أمراض نفسية لديه، حيث سلم للمليشيات بدافع الحقد والانتقام وهوس العودة إلى السلطة مؤسسات أمنية وعسكرية ومدنية ظل ينفق عليها من قوت أبناء الشعب ومخصصات تعليمهم وعلاجهم طيلة ثلث قرن من الزمان ولم يبالي أن يتم تدمير كل ذلك ما دام أنها لن تبقى ملكاً له ولأولاده ودائرة نفوذه، ولقد كنت منذ الوهلة الأولى لتحملي المسئولية أدرك حجم الانتقام وأعلم هشاشة بنية مؤسسات الدولة وضعف ولائها الوطني، وكنت صادقاً مع الله ثم مع نفسي وشعبي ولم التفت للمعارك الجانبية وبقيت عيني على مستقبل بلدي الذي أحلم به، فتحملنا وصبرنا وتجاوزنا الاتهامات وبذلنا كل ما في وسعنا، ولعلمنا بأن قدرنا أن نواجه إرث مئات السنين وقدر هذا الجيل أن يدفع ضريبة ثقيلة وقاسية كنتائج لما أصابه من الإهمال والعبث والتمادي والتماهي مع الباطل.*إلا أن شعبنا في الجنوب والشمال قرر أن يقف في وجه هذه الدورة من الظلم والطغيان والجبروت لنضع حداَ لذلك الواقع المرير ولنصنع مستقبلاً خالياً من تلك المآسي ليعيش أبنائنا في أمن وأمان وسلام ورخاء، وننا لمصممون وماضون في ذلك، فبالرغم من كل الألآم والجراحات ورغم كل الدمار والتضحيات فأن المستقبل الأفضل ينتظر شعبنا، مستقبل اليمن الاتحادي الجديد، مستقبل الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة، مستقبل المساواة والحرية والعدالة والنظام والقانون والحكم الرشيد، مستقبل الحل العادل والشامل للقضية الجنوبية العادلة، ومن هنا فإني أوجه دعوة صادقة للمغرر بهم خاصة في القوات المسلحة بأن عليهم العودة الى صوابهم ، كما هي الدعوة إلى كافة العقلاء بعدم الزج بأبنائهم للالتحاق بتلك المليشيات في حرب خاسرة خاسرة.
أيها الشعب اليمني الأبي والصامد: إنني أدرك جيداً حجم المعاناة الإنسانية القاسية التي يعاني منها أبناء شعبنا والتي تسببت فيها المليشيات الإنقلابية، وأتابع شخصياً وبشكل يومي هذه المعاناة ونعمل كل ما يمكننا عمله لتذليل وتخفيف وطأتها، وكنت وجهت الحكومة سابقاً وأوجهها اليوم مرة أخرى ببذل قصارى جهدها وتركيز عملها والارتقاء به ليواجه حجم تضحيات وتطلعات أبناء الشعب وكذلك التحديات الكبيرة خصوصاً في الأولويات الملحة كالجانب الأمني والخدمي والاقتصادي وإعادة الإعمار، وهي اليوم تمارس مهامها بكامل قوامها من العاصمة المؤقتة عدن، ولن نقبل مطلقاً تجويع شعبنا في أي مكان من المهرة الى صعدة ولابد من فتح كافة القنوات لإيصال المساعدات الإنسانية الى من يستحقها بعيداً عن استغلال المليشيات الإنقلابية لها.
يا أبناء شعبنا اليمني الكريم: لقد قلنا دائماً أننا دعاة سلم وسلام، ورواد محبة ووئام، ورعاة حوار وتشاور، ويؤلمني كل قطرة دم تسفك هنا أو هناك، فأنا مسئول عن اليمن أرضاً وشعباً من أدناه إلى أقصاه، ولا أحمل في قلبي إلا هم شعبي ووطني ورغبتي في أن أرى بلدي تنعم بالرخاء والأمان، إلا أن تلك المليشيات الإنقلابية للحوثي وصالح أبت ألا أن تقف عائقاً في طريق تحقيق حلم اليمنين، فانقلبت على العملية السياسية ومخرجات الحوار الوطني واسقطت الدولة فقتلت ودمرت واعتدت على كل شي واجتاحت الجنوب وعبثت به، حتى انتفض الأحرار في وجهها، وهاهي رغباتهم المجنونة تلفظ أنفاسها، ومع كل هذا فإننا أعلنا بكل وضوح موقفنا الداعم لأي جهد سياسي وتشاور بناء تقوده الأمم المتحدة عبر مبعوث الأمين العام لليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ خصوصاً وأن هذا التشاور يرتكز على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وسنذهب من أجل بحث ذلك إلى أقصى الدنيا، ولكننا للأسف لم نشعر بجدية الإنقلابين في تنفيذ القرار والذي يمثل الإعلان الصريح والعلني لمليشيات الحوثي وصالح بإلتزامهم بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 دون قيد أو شرط مؤشراً على تلك الجدية.
أيها الشعب اليمني العظيم: من حسن الطالع أن يتزامن احتفالنا بعيد الأضحى المبارك مع احتفالات بلادنا بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد التي أطاحت بأسوأ نظام عنصري سلالي ظل يؤذي اليمنيين أكثر من ألف عام ولم يقيم لهم دولة أو يبني لهم وطن، إننا إذ نحتفل بذكرى ثورة سبتمبر اليوم لنؤكد أن الإنقلابين أردوا الإنقلاب أيضاً على تلك الثورة التي انطلقت وتشكلت أغلب فصولها في مدينة عدن الباسلة.
يا أبناء شعبنا اليمني الكريم: لا زالت أمامنا تحديات جسام، ولابد من المضي قدماً حتى استعادة كل اليمن واستعادة كرامة وعزة شعبنا وتحقيق تطلعاتهم، وإعادة الإعمار والبناء، فمزيداً من الالتحام والتكاتف والبذل والعطاء والابتعاد عن التمزق والخلاف وسيكون الخير بقوة اليمنين ودعم إخوانهم واشقائهم، الدعم السخي واللامحدود.
اليوم نحن في عدن، وغداَ سنكون في صنعاء وفي تعز وفي مارب وفي الحديدة وفي شبوة وفي صعدة وفي كل محافظات ومدن ومناطق بلدنا الحبيب، غداَ سنحتفل باليمن الاتحادي الجديد، حراً مستقراً أبياً.
النصر كل النصر للمرابطين الأحرار في كل الجبهات والميادين من رجال المقاومة الشعبية والجيش الوطني، التحية والإجلال لكل مقاوم حر وصابر، التحية لرجال الإعلام الحر والصادق، التحية لكافة الشرفاء، التحية لكافة أبناء شعبنا اليمني العظيم، وموعدنا الانتصار الكبير وهو قريب بإذن الله.. (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)
صدق الله العظيم عيدكم مبارك
وكل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"