المصدر - الغربية - فوز العواد :
ويفسر مطاوع هو أحد الشباب الذين تدربوا على يد زينب في مجال توثيق الانتهاكات رغم أنها تصغره في العمر بنحو 7 سنوات مشهد النهاية لزينب بأنها "لم تتحمل أخبار اغتصاب الفتيات في السجون، ولا تقاليد المجتمع المنهارة، ولا لامبالاة الناس في استقبال أخبار القتل والموت، ولم تجد من يجب عن أسئلتها التي تحير عقلها، مشيرا إلى أن زينب ذات الـ22 عاما رحلت عن العالم شنقا، بينما كانت تستعد فايزة أبو النجا التي تبلغ من العمر 61 عاما لتستقل سيارتها الخاصة إلى قصر الرئاسة لتستلم مهمتها في بناء "المستقبل السعيد"، يقولها ساخرا.
أما محمد الخليلي البالغ من العمر33 عاما ، فهو أحد أصدقائها وخريج كلية دار العلوم فيصف زينب بأنها "كانت نشيطة جدا وتحب بلدها بشدة وكانت تتمنى أن تفعل أي شيء للبلد حتى لو كان هذا الأمر على حسابها، مشيرا إلى أن زينب لم تترك فعالية ثورية تخدم البلد إلا وشاركت فيها أيا كان من ينظم هذه الفعالية سواء إسلاميين أو غير إسلاميين، فشاركت في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وشاركت في الانتخابات وكانت من أيقونات حملة أبو الفتوح".
ويضيف الخليلي في حديثه لدي دبليو إن زينب كانت تعيش حالة من الاكتئاب العام في الشهور الأخيرة بسبب أحوال البلاد خاصة وأنها ضحت من حياتها 3 أعوام شهدت فيها موت كثير من أصدقائها ، مشيرا إلى أن " هذه الحالة تسيطر على جميع الشباب سواء من الإسلاميين أو غيرهم"، حسب قوله.
وفى فيديو آخر ظهرت في أحد المساجد وكانت تتحدث عن الإسلام والاستبداد في إحدى مبادرات التوعية ( الاخوانية) ، من داخل إحدى المساجد التاريخية
يأس الشباب أم أزمة مجتمع؟
يقول الدكتور محمد العقبي مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة حلوان "عندما يصل الإنسان إلى مرحلة من الشعور بالانفصال عن المجتمع فمن السهولة أن يلجأ إلى الانتحار، خاصة وأن زينب كان لديها تصورات وأفكار حول المجتمع التي تتمناه من حرية وكرامة إنسانية، وبين مشاكل لها علاقة بخلعها للحجاب، ولم تجد من يحتويها من الأسرة أو المجتمع".
وحول رمزية الانتحار قال لـدي دبليو "إن من يلجأ إلى الانتحار يكون في الغالب بالسم أو قطع الأوتار، ويكون في هذه الحالة إنسان غير راغب في الموت بشكل جدي، ولكن اللجوء للانتحار شنقا فيه رسالة رمزية اختارها عقلها الباطن لأن الانتحار هو حكم تختص به الدولة فقط"، مضيفا أن معدلات الانتحار زادت بشكل كبير في الأعوام الثلاثة الأخيرة، ومعظمها لأسباب تتعلق بضغوط الحياة والأزمات المعيشية.
أما الدكتور ماهر ضبع أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية فيقول " كثير من الشباب في هذه الأيام عنوان حياتهم هو الإحباط واليأس، الأزمة تكمن في أنهم ارتفعوا بسقف التوقعات والأحلام في ثورة 25 يناير، ثم اصطدموا مع الواقع الذي أنتج إحباطا رهيبا، بل ويتم تجريمهم وتخوينهم حاليا ويوصفوا بأبشع الأوصاف في وسائل الإعلام".
يتنهد ضبع قبل أن يؤكد لدي دبليو أنه بالرغم من حالة الإحباط فإن المستقبل ليس مظلما، "وأعتقد ان القيادة تدرك ان الشباب في حالة يأس، وأتمنى أن تتحول الظروف وتقل مرحلة الإرهاب حتى تبدأ مرحلة جديدة من الحرية والديمقراطية ".
أبو الفتوح للشباب: " يا كل زينب- شابا كان أو فتاة- لا تستسلموا"
*
وفي تعقيب مطوّل للمرشح الرئاسي السابق والمعارض الحالي عبد المنعم أبو الفتوح والتي كانت زينب إحدى أهم الناشطات في حملته الرئاسية، وجه رسالة للشباب المحبطين قائلا فيها "يا كل زينب- شابا كان أو فتاة- لا تستسلموا لقهر الطغاة، ولا تيأسوا من قلة حيلة الكبار، ولا تنسحبوا أمام المجرمين أو الفاشلين! انسحاب المخلصين الأتقياء مسعى كل طاغية، حتى تدين له البلاد والشعوب، وحتى يستمر في غيه فسادا ونهبا وإجراما، انسحابكم، بالموت أو الهروب أو الانعزال، أمل الانتهازيين، حتى تخلوا الساحة لهم وحيدين ليتنافسوا على القضاء على حرية الشعوب ونهب حقوقها".
وأضاف "أن معركة التغيير التي وضعتم بذرتها الأولى معركة طويلة، معركة تحتاج إليكم في ميادين التوعية والحقوق والإنسانية؛ فلا تتركوا بذرتكم لتقتلع نبتتها الضعيفة قوى الشر في الداخل والخارج".
http://www.youtube.com/watch?v=eyPiR1ZmZiw
/n