بواسطة :
02-06-2014 03:34 صباحاً
8.5K
المصدر -
متابعات:
تمكن عالم الكيمياء المغربي، عبد الواحد الصمدي، من اختراع دواء لعلاج مرضي الزهايمر والباركينسون في مختبر الكيمياء الطبية بمعهد الكيمياء العضوية، التابع للمجلس الوطني للبحوثات العلمية بمدريد. رحب باستضافة «المساء» له للتعرف على مسار حياته، ليسر لها بمختلف المراحل الحياتية التي عاشها بحلوها ومرها، منذ أن كان طفلا صغيرا يساعد إخوته بعد عودته من المدرسة في رعي الغنم، مرورا بمعاناته في الهجرة، وانتهاء بأن أصبح عالم كيمياء، حاصلا على 8 براءات اختراع ويدير فريقا من خيرة الخبراء الإسبان في المجلس الأعلى للبحوث العلمية بمدريد.
ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺩﻭﺍﺭ ﺑﻧﻲ ﺧﻼﺪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﺭﺑﺎﻭﺓ، ﻭﻠﺪ عبد الواحد الصمدي سنة 1972، تربى في حضن أسرة بسيطة تحصل على قوت يومها مما تدره الأرض والماشية.
عانى إلى جانب أبناء قريته من بعد المدرسة عن البيت إلى حين حصوله على الشهادة الابتدائية، حيث كان يقطع يوميا 3 كيلومترات سيرا على الأقدام، من أجل الوصول إلى المدرسة التي يقضي فيها يومه كله من الصباح إلى المساء بزاد لا يتكون إلا من «خبز وزيتون».
قررت أسرته معانقة حلمه في إتمام دراسته بعد أن كان من المتفوقين بين أقرانه في الفصول الدراسية، لتتم الهجرة إلى مدينة طنجة.
أتمم دراسته الإعدادية والثانوية ليحصل على الباكلوريا بتفوق سنة 1990. وبعدها شد الرحال إلى مدينة تطوان لمتابعة دراسته الجامعية في شعبة الكيمياء.
وفي ﺳﻨﺔ 1998، هاجر إلى الديار الإسبانية، حيث جامعة ﺑﺎﻟﻴﻨﺴﻴﺎ التي حصل فيها ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ، وبعدها على الدكتوراه من ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﻟﻴﺘﻴﻜنيك ﺳﻨﺔ 2001، ليلج عالم الشغل بعمله في عدة جامعات ومراكز ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ.
بعد ذلك بسنة واحدة، ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﺔ ﺍلاﺗﺤﺎﺪ ﺍﻷﻮﺮﻭﺑﻲ (Fellowship Curie Marie) ﻟﻤﺪﺓ ﺳﻨﺘﻴﻦ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ.
وﻓﻲ ﺳﻨﺔ 2004، ﻋﺎﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺮﻴﺪ ﺤﻴﺚ ﻋﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺨﺗﺒﺮ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻄﺑﻴﺔ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ البروفسور ﺧﻮﺳﻲ ﻟﻮﻳﺲ ﻣﺎﺭﻛﻭ، ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻀﻭﻳﺔ ﺑﻤﺪﺮﻳﺩ (CSIC)، ﺿﻤﻦ ﻓﺮﻴﻖ ﺫي ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ أﺪﻭﻳﺔ ﻟﻣﺤﺎﺭﺑﺔ مرضي ﺍﻟﺯﻫﺎﻳﻤﺭ ﻭﺍﻟﺑﺎﺭﻛﻴﻨﺴﻭﻦ.
فقر ومعاناة
يحكي عبد الواحد في حواره مع المساء عن طفولته التي لم تخل من صعاب ومحن قائلا: «ترعرعت وسط أسرة تعيش على الفلاحة وتربية الماشية، وباعتباري أتوسط إخوتي الخمسة، كنت حينما أعود من المدرسة، حيث كنت أقطع 3 كيلومترات ذهابا وإيابا سيرا على الأقدام، أساعدهم في رعي الغنم، شأني شأن جل أبناء البادية، غير أني استطعت أن أوفق بين صعوبة الحياة في البادية ومشقتها، وبين الحلم الذي يسكن دواخلي في التعلم والتفوق ويكبر يوما بعد آخر، إلى أن تمكنت من إتمام تعليمي بإسبانيا حيث حصلت على شهادة الدكتوراه بامتياز ﺳﻨﺔ 2001 من ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﻟﻴﺘﻴﻜنيك ﺑﺑﺎﻟﻴﻨﺴﻴﺎ.
هجرة وعقبات
لا يخلو نجاح من عقبات تعترض الباحث عنه والتواق للوصول إليه، خاصة حينما يكون في مجال كالبحث العلمي ومن مهاجر في بلاد كإسبانيا.
وأوضح الصمدي بهذا الخصوص: «ﻫﺎﺠﺮﺕ إلى إسبانيا ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ، وطبعا لم تخل طريقي من صعاب، وعلى رأسها ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ، الذي اضطررت معه إلى العمل من أجل تغطية ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ وتحصيل لقمة العيش، إلى جانب عقبات أخرى، عانى ويعاني منها جل الطلبة، ﺧﺎﺻﺔ خلال السنوات الأولى ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ، وترتبط بتعلم اللغتين الإسبانية والإنجليزية، لأﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺫﻟﻚ.
واستدرك قائلا: «ومع ذلك، وبالرغم مما اعترض طريقي من عقبات، إلا أنني ﻟﻢ ﺃﻛﻦ لأبالي بها* وما كانت لتثنيني عن هدفي الذي من أجله هاجرت ﺇﻟﻰ إسبانيا، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻠﻰ الشهادات، مما منحني فرصة منافسة أعثى ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻹﺳﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ. وﺍﻟﻮﺼﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ التي عليها أنا اليوم، ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺴﻬﻞ، ﺑﻞ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻋﻤﻞ ﺷﺎﻕ، وﻣﺜﺎﺑﺮﺓ، وﻋﺪﻡ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﻔﺮﺹ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ، ﺛﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ».
ويضيف الصمدي أن «الجامعات الإسبانية ﻛﺎﻧﺖ إبان هجرته لها، ﺗﻘﺒﻞ الطلبة ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﻋﺎﺋﻖ، ﺑﺎﺳﺗﺜﻨﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻌﺐ، إلى جانب كونها ﺗوفر إمكانات البحث العلمي من مختبرات وتمويل ﻟﺒﺮﺍﻣﺞ عمل، إضافة إلى مجموعة من عوامل الجذب والمغريات التي ﻛﺎﻧﺖ إسبانيا تقدمها سالفا لنا بصفتنا باحثين في المجال العلمي، بخلاف اليوم، حيث بفعل تأثير الأزمة الاقتصادية على إسبانيا بالذات، توقفت المساعدات المادية من أجل اقتناء المواد الأساسية التي يتطلبها البحث العلمي».
*الفضل لأبي
«ﻧﻌﻢ، ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺽ اﻟﺒﺎركينسون ﻣﻨﺬ ﺣﻮﺍﻟﻲ أكثر من 16 عاما ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ». بهذه العبارة، افتتح حديثه عن الدوافع التي جعلته يسخر بحثه العلمي لإيجاد دواء لمرضي الزهايمر والباركينسون، وقال: «أصيب والدي بمرض الباركينسون الذي لم تنفع معه سلة الأدوية التي وصفها طبيبه المعالج، بل زادته ألما، حيث أصبح يعاني من ألم في الرأس، تلته أعراض أخرى ﻛﻔقدان ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ في اليدين ﺛﻢ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ على تناول الوجبات الغذائية».
«وبوصفي باحثا في مجال الكيمياء ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ»، يتابع الصمدي حديثه: «ﻛﻨﺖ دائما ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻋما يمكنني تقديمه للبشرية من أجل مساعدتها وأبي على التخلص من مرض الباركينسون، وفي سنة 2008، أتيحت لي ﻓرصة للعمل ﻓﻲ ﻣﺨﺘﺒﺮ لديه خبرة ﻋﺎﻟﻴﺔ في مجال مرض الزهايمر وﺍﻟباركينسون، حيث سخرت جل وقتي للبحث وﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، وكنت ﺃﻗﻀﻲ ﺃﻭﻗﺎتا ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺒﺮ، ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺑﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﻭﻻ ﺑﺎﻟتعب ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ هدفي، الذي حققته بعد 3 سنوات من العمل والمثابرة تكللت بصناعتي لدواء حمل اسم «234ASS» «Samad Samadi Abdelouahid» وسجلت ﺑﺮﺍﺀﺓ اختراعه العالمي بـ
Brevet International: WO2011113988/2013
دواء لعلاج الزهايمر
وبخصوص اكتشافه لدواء يفيد في علاج مرضي الزهايمر والباركينسون، اللذين صارا مثار مخاوف العديدين، رد قائلا: «ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺻﻨﻊ ﻓﻲ ﻣﺨﺗﺒﺮ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻄﺑﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ البروفسور ﺧﻮﺳﻲ ﻟﻮﻳﺲ ﻣﺎﺭﻛﻭ، ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻀﻭﻳﺔ ﺑﻤﺪﺮﻳﺩ (CSIC)، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﻣﺨﺘﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﻣﺎﻛﻮﻟﻮﺟﻴﺎ «ﻋﻟﻮﻡ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ الكيميائية ﺫﺍﺕ التأثير العلاجي» ﻭﻣﺨﺘﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻭﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺗﺒﺮ علم الأحياء والكيمياء الحيوية والجزيئية بجامعة برشلونة المستقلة، ﺃﻣﺎ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻓﻘﻤﺖ ﺑﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎ بصفتي كيميائيا».
خاصيات الدواء
أكد عالم الكيمياء أن نتائج الدراسات المختبرية التي أجريت ﻋﻠﻰ أﻧﺰﻳﻤﺎﺖ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻤﺮﺽ ﺍﻟﺯﻫﺎﻳﻤﺭ، ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻳﻌﻤﻞ بفاعلية لحماية ﻭإيقاف ﻣﻮﺕ خلايا الدماغ. ﻛﻤﺎ أثبتت أﻧﻪ ﻳﻤﻨﻊ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺻﻔﺎﺌﺢ ﺍﻟﺑﺮﻭﺗﻴﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻟﻣﺮﺽ ﺍﻟﺯﻫﺎﻳﻤﺭ، فضلا عن كوﻧﻪ مضادا قويا للأكسدة.
وحين حديثنا معه عن مدى مساهمة اختراعه في الحد من الإصابة بمرض الزهايمر، الذي صار يفتك بالعديدين، أجاب قائلا: «ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻘﻨﺎﻩ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﻼﺝ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺒﻜﺮﺍ، ﻷﻥ ﻣﺮﺽ الزهايمر ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﻭينتهي بخرف كامل، ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ»، مشيرا في معرض حديثه إلى أن ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﻢ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻼﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ وﻧﻮﻗﺸﺖ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﻣﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ.
البحث العلمي بالمغرب
وعن تقييمه لواقع البحث العلمي في المغرب، بوصفه من كبار الباحثين الذين ذاع صيتهم، قال: «إن واقع البحث العلمي في المغرب ﻻ ﻳخفى على أحد. ﻟﻘﺪ ﻭ ﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻻ ﻳﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩﺍﺕ المبذولة في الشأن ذاته، وخير دليل على ذلك، ما أوضحته آخر الإحصائيات بكون أن ﺃﻭﻝ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ 3439 ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ﻭ53 ﻋﺮﺑﻴﺎ ﻭ51 ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ 12000 ﺟﺎﻣﻌﺔ. ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ تؤكد أن البحث العلمي في المغرب يسير في اتجاه آخر، بعيدا عن الاهتمامات والأولويات الوطنية.
و ﻳتمثل ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ في تراجع المغرب إلى الدرجة السابعة على الصعيد الإفريقي في البحث العلمي، بعد أن تجاوزتنا دول كتونس ونيجيريا والجزائر وكينيا». و«قد يكون من أسباب ذلك» يضيف عبد الواحد الصمدي:
«الميزانية الهزيلة التي تخصص لقطاع البحث العلمي.
-غياب إستراتيجية وطنية ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺗرﺑط البحث العلمي بالحاجيات الوطنية.
- غياب التجهيزات اللازمة ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ.
- ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻋﻮﺍﻣﻝ محفزة ﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭالاﺳﺘﻔﺎدﺓ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﺗﺠﺎﺭﺑﻬﺎ.
-ﻋﺪﻡ مساهمة القطاع الخاص في البحث العلمي، ﺣﻴﺚ قليلة هي الشركات التي تخصص جزءا من ميزانيتها للبحث العلمي».
ولأجل النهوض بالبحث العلمي في المغرب، يرى عالم الكيمياء أنه من الضروري:
«-ﻭﺟﻮﺩ ﻧﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ.
- ﺇﺷﺮﺍﻙ ﻭﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ لوضع مقترحات ﺟﺪﻳﺩﺓ لتحسين ﺟﻮﺩﺓ التعليم ﺍﻟﻌﺎﻠﻲ والبحث العلمي والتطور التكنولوجي في المغرب».
جوائز عالمية
ﺣﺼﻞ عبد الواحد الصمدي (عالم الكيمياء) ﻋﻠﻰ 8 ﺑﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺃﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ إسبانية، ﻛﻤﺎ ﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 67 ﻣﻨﺸﻮﺭا ﻋﻠﻤيا ﻓﻲ ﻣﺠﻼﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ، ﺷﺎﺭﻙ في ﺃﻜﺜﺮ ﻣﻦ 38 مؤتمرا دوﻟيا بصفته محاضرا. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻤﺼﺤحا* ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﻼﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ.
- يشغل منصب ﺭﺋﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ابن ﺭﺷﺪ ﻟﻠﺪﻛﺎﺗﺮﺓ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺑﺈﺳﺒﺎﻧﻴﺎ.
- ﻋﻀﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻣﻴﺔ ﻟﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ.
- ﻋﻀﻮ ﻣﻨﺘﺪﻯ ﻣﺮﺿﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ.
- ﻋﻀﻮ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﺮﺿﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ/ ﻣﺮﺿﻰ ﺍﻟﺒﺎﺭﻛﻴﻨﺴﻮﻥ.
- منحته الحكومة الإسبانية الجنسية الإسبانية تكريما له وتشجيعا على مواصلة أبحاثه واختراعاته.