بواسطة :
09-04-2014 06:39 صباحاً
18.5K
المصدر - متابعات :
**
يدور جدل في السعودية بين الناس والتجار من جهة، وبين التجار والجهات المختصة بالثروات الطبيعية من جهة أخرى حول ما يطلق عليه "الألماس السعودي" ويحظى بتداول كبير بين الناس في أسواق الذهب والمجوهرات.
وكان رئيس هيئة المساحة الجيولوجية زهير عبدالحفيظ نواب قد أعرب في تصريحات سابقة عن رفضه لمسمى "الألماس السعودي" الذي يطلق على مجموعة واسعة من الأحجار الكريمة المستخرجة من مناطق متعددة في البلاد.
لكن عدداً من التجار أشاروا إلى أن هذا الاسم يحفظ لهذه الأحجار قيمتها السوقية أمام المشترين الذين يبحثون عن منتجات وطنية بأسعار معقولة إذ لا يتجاوز سعر القيراط الواحد للألماس السعودي 3 دولارات، في حين أكد آخرون بأن اسم "الألماس السعودي" أطلقه مستثمرون أجانب على الأحجار الكريمة التي تزخر بها الصحراء السعودية.
وبحسب هيئة المساحة الجيولوجية فإنه من المحتمل العثور على "الألماس" الحقيقي في الحرات والصخور الرسوبية القديمة بالمملكة ذات العُمق الكبير، بسبب تواجد أحجار الزبرجد الزيتوني، والبيروب، والجارنيت، ومعدن الكروم ديوبسيد الغنيان بعنصر الكروم، حيث إن هذه المعادن تدل على تواجده.
ومنحت وزارة البترول والثروة المعدنية مؤخراً امتياز التنقيب في السعودية لمنجمين من حجر "الزبرجد"، بحسب أنظمة الاستثمار التعدينية التي تنص على أن جميع الرواسب الطبيعية للمعادن الموجودة في البلاد ملكًا للدولة، يشمل ذلك خامات المحاجر بجميع أنواعها أياً كان شكلها أو تركيبها، سواء كانت في التربة أو في باطن الأرض أو في إقليم الدولة البري ومياهها الداخلية وبحرها الإقليمي، وجرفها القاري، باستثناء منح تصريح خاص حسب الأنظمة.
ومن عمق مجاري السيول القابعة في أسفل محافظة وادي الدواسر ( 450 كلم) غرب العاصمة الرياض يستخرج حجر "الكوارتز" والذي أطلق عليه فيما بعد "الألماس السعودي"، وهو بمثابة "اسم تجاري" على حد تعبير يوسف المسعري أحد أبرز ملاك متاجر الأحجار الكريمة في السعودية.
وأشار المسعري في حديث لـ"العربية.نت" إلى أن التركيبة البلورية للأحجار المستخرجة من أودية محافظتي الخرج ووادي الدواسر على وجه الخصوص هي الكوارتز، لكنه لفت إلى أن الإقبال الكثيف على شراء هذا النوع من الحجر أدى إلى منحه لقباً خاصاً من قبل المهتمين.
وأبان أن سوق المجوهرات في البلاد يحظى بإقبال كثيف من قبل عشاق الأحجار الكريمة الذين يتفننون في طلب ترصيع المجوهرات بأحجار الزفير والزمرد والياقوت فضلاً عن العقيق المتواجد على قمم الجبال السعودية.
ويعتقد المسعري بأنه في حال تكثيف البحث والدراسات في المناطق الجنوبية والغربية من البلاد من المحتمل إيجاد أعداد كبيرة من حجر "اليكزاندرايد" الذي يعد من أثمن الأحجار الكريمة لتميزه بتغير اللون أثناء تعرضه لإضاءات مختلفة وتقدر أسعاره من 10 آلاف دولار إلى 200 ألف دولار للقيراط الواحد.
وفي أرقام حديثة قدر مختصون في تجارة الأحجار الكريمة والمجوهرات حجم التداول في تجارة الأحجار الكريمة عالمياً بأكثر من 25 مليار دولار في السنة الواحدة، نالت المملكة العربية السعودية منها خمسة مليارات دولار، وسط توقعات بنمو هذا الرقم محليًا.
وبلغ عدد الأحجار الكريمة المتداولة في العالم ما يقارب 2000 حجر، استخدم منها في ترصيع المجوهرات 200 حجر، وتتواجد معظمها بألوان وأحجام مختلفة في رواسب ضفاف الأنهار الناضبة والقديمة، ومصبات الأنهار الجارية بالأودية، وفي الجبال الصخرية، خاصة البركانية منها كما في المملكة، حيث تتواجد في الحرات الممتدة على طول الدرع العربي من الشمال الغربي إلى الجنوب الغربي.