المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 6 مايو 2024
بواسطة : 25-10-2016 04:20 مساءً 19.2K
المصدر -  إعداد: عبدالكريم هاشم_*جميلة الصطامي

أصبحت قنوات التواصل الإجتماعي القناة الرئيسية لتغذية تواصل المجتمعات على كافة مستوياتها وانماطها الفكرية *وبمختلف أقاليمها الجغرافية ، بل اصبحت المنحنى القوي في تغيير ثقافة الشعوب ومنهجيتهم , ونظراً لما تتمتع به برامج التواصل الاجتماعي من سهولة الإستخدام ومجال لحرية الرأي وتداول الأطروحات بمختلف تخصصاتها جعل استخدام تلك البرامج يرتفع بمعدلات عالية وخلال فترة زمنية وجيزة خاصة لقابليتها للتطور التقني وبتحديثات متسارعة .

ويعتبر الشعب السعودي والذي يشكل حلقة في منظومة الشعوب القابلة للتطوير من أكثر الشعوب إستخدام لبرامج التواصل الإجتماعي *حيثيستخدم 51% من إجمالي تعداد السكان في المملكة *وسائل التواصل الاجتماعي. ويقضي المستخدمون في المتوسط ساعتين و48 دقيقة يومياً في متابعة شبكات التواصل الاجتماعي , وتجدر الإشارة إلى أن94% من مستخدمي الإنترنت في المملكة يمتلكون حساباً على أي من شبكات التواصل الاجتماعي

كما تشير أرقام الدراسات المختلفة إلى تضاعف الإقبال على إستخدام برامج التواصل الإجتماعي في المجتمع السعودي فقد إحتلتالسعودية المرتبة السابعة عالمياً في عدد حسابات الفرد الواحد في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، بمعدل سبعة حسابات للفرد، ثلاثة منها نشطة، في حين يبلغ عدد التغريدات التي تصدر من السعودية يومياً عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» 500 ألف تغريدة». وأظهر إحصاء قدمته شركة «أرامكو السعودية» «إن 26 في المئة من المراهقين في السعودية يستخدمون «سناب شات»، وهي نسبة وضعت السعودية في المرتبة الثامنة عالمياً بالنسبة لعدد المراهقين الذين يستخدمون «سناب شات».

وجاءت السعودية في المرتبة الـ14 عالمياً بالنسبة لعدد مستخدمي برنامج «واتسآب» على الهاتف الجوال، بنسبة بلغت 56 في المئة من إجمالي مستخدمي الهاتف الجوال».

ومن خلال ماسبق من إحصائيات ينبثق تساؤل ( هل إستطاع المجتمع السعودي أن يوظف برامج التواصل الإجتماعي في نطاق الإيجابيات وما هو واقع التفعيل الإيجابي

وكان لصحيفة " غرب الإخبارية " استطلاع*إعلامي عن المأمول والواقع في ثقافة توظيف برامج التواصل الإجتماعي

وفي سؤال لغرب* عن *أسباب إرتفاع معدلات إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي في المجتمع السعودي .

أجاب*للواء متقاعد محمد بن سعد الغامدي :أنه منذ بدء الخليقة والبشر يحاولون التواصل فيما بينهم فتلك غريزة ولا يمكن اتمامها الا من خلال وجود عناصر اساسية: مرسل – مستقبل – رسالة – وسيلة .

اللواء متقاعد: محمد بن سعيد الغامدي

وعبرالتاريخ تطورت وسائل التواصل مع تطور البشر، بدءًا بالكتابة على الجلود والأحجار والاجتماع في الاسواق، مروراً بالورق ، الى أن جاء الراديو والتلفاز، وانتهاء بوسائل التواصل الحديثة في عصرنا الحالي. واصبحت وسائل التواصل هي الاكثر استخداما لما تتميز به من سرعة في نقل المعلومة سواء كانت المعلومة خاطئة او صائبة لكنها تصل في ثوان الى سكان الارض جميعا , والسرعة في النقل وحرية العرض *والتداول وتنوع المحتوى وعدم محدودية العمر للمستخدم **كانت من أهم أسباب إرتفاع معدلات إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي في المجتمع السعودي

وعن مدى إمكانية توظيف وسائل التواصل الإجتماعي إيجابياً في المجتمع السعودي وواقع الإستخدام ، أجاب اللواء"الغامدي "

من الملاحظ أن اغلب الرسائل او المعلومات السلبية تصل اسرع من الرسائل الايجابية كما استغل الاشخاص ذي الاهداف السياسية او الدينية وغيرها من الاهداف هذه الوسائل لتحقيق اهدافهم ونشر افكارهم ورسائلهم اياَ كانت ووظفوا امكاناتهم في هذا المجال وانتجت بذلك بعدا سلبياَ لوسائل التواصل نظرا لعدم وجود وسائل رقابية تستطيع فلترة النافع من المضر او التأكد من صحة المعلومات المرسلة والاهداف من ورائها بل قامت جهات تتبع لحكومات بإرسال رسائل مختلفة وإختلاق معلومات ملفقة لتحقيق مصالح معينة بينما يقوم المستقبلون بإعادة ارسالها مما يشكل خطرا فكريا او امنيا او وطنيا وغير ذلك من اخطار حسب الرسائل او المعلومات، وبذلك كان التوظيف السلبي لهذه البرامج أكثر من الإيجابي ومع تقدم وتطور وسائل التواصل كان لابد من ايجاد ضوابط ومع الأسف الى الان لا يوجد ضوابط فاعلة الا ماكان نابعا من المرسل نفسه وقد بدأت موخرا الكثير من الحكومات في سن الانظمة والقوانين تجاه من يسئ استخدام هذه الوسائل ومعرفة مرسليها وهذا ما صدرته الجهات المختصة بالإتصالات وتقنية المعلومات* ..وهنا لابد من دعم الجهود لرفع ثقافة المجتمع وخصوصا الصغار ليتمكن من الموازنة والتمييز بين الجيد المفيد وبين السيء من خلال البيت اولاَ و المدارس وتفعيل دور المرشدين والمرشدات وكذلك الاعلام والندوات وغيرها من وسائل واستخدام نفس هذه الوسائل للتوعية لتصبح وسائل مضادة لما ينشر من معلومات او رسائل..

و لكن من الاجحاف الا نذكر الايجابيات لهذه الوسائل مثل التواصل مع العالم الخارجي ونقل الثقافات والابداعات والمزيد من الانشطة المختلفة .

وحول محور واقع توظيف برامج التواصل الإجتماعي* والمأمول منها أجاب الدكتور خالد بن عبدالله السليمان**من* وزارة التعليمبرامج التواصل الاجتماعي في المجتمع السعودي مع الاسف الشديد في واقعها اليوم لم تستخدم* للمنفعة او الفائدة بجميع مسمياتها فنجد المسؤول والموظف العادي والطالب والطفل

الدكتور: خالد بن عبدالله السليمان

يتقن هذه التقنية باحتراف ومهنية كبيرة ولكنها مع الاسف سخرت لأغراض غير مهنية وغير اجتماعية بل ان بعضها وظف لأغراض انتقامية مثل النكت القصص الغير هادفه المقاطع الغير جيده كل ذلك يتم دون مسؤولية او اهتمام بمشاعر الأخرين وفِي الجانب الاخر أصبحت هذه الوسائل ذات نفع كامل للفرد والبيت والمجتمع وسهل عملية الإنجاز ونشر الوعي بين الناس ونقل الخبرات وغيرها هذا هو واقعها اليوم**،*ولكن نريد منها وما نأمله ان تكون هذه الوسائل هي مفتاح ارتقاء الأمة وردع العدوان بسرعة مواجهة كل ما يحاح لشباب الاسلام وايضاً لا نغفل الجانب الاجتماعي فيها من انتقاء ما هو مفيد وجيد وتكون هناك منظمة او هيئة تراجع كل ما يعرض في هذه الوسائل وتعطي الرأي فيها حتى يعرف المتلقي ما يكتب هل هو صحيح او غير ذلك لذا نامل من المسؤلين وخاصة وان هناك هيئة تستطيع التحكم والفرز ان تأخذ على عاتقها تكوين فريق استشاري مهامه متابعة ما ينشر على وسائل الاتصال والتعريف بكل ماهو موجود وتصحيح المتداول منه سواء كان ديني او اجتماعي او ثقافي او غير من هذه الامور

وعن محدودية توظيف برامج التواصل الإجتماعي في المجتمع السعودي* أوضحت* الكاتبة *" نورة مروعي عسيري"

أن *وسائل التواصل الاجتماعي صوت المواطن المسموع والذي يصل بسرعه بعيدا عن الروتين والتعقيدات الاجرائية وعلى الرغم من كون هذه الوسائل حظيت بمتابعه واهتمام عالمي الا ان المجتمع السعودي والذي يعتبر اكثر شعوب العالم استخداماـً لهذه الوسائل اغفل جوانب مهمة لهذه التطبيقات ودورها الايجابي في التنمية والتطوير والاقتصاد والسياحة والتربية والارشاد أو بث رسائل يجابية وهذا يؤكد ضرورة التوعية واهميتها في ترشيد استخدام مثل هذه الوسائل التي كما اسهمت في تقديم خدمات انسانية كبيره الا انها ايضا حملت الاسرة عبئ اكبر من الناحية التربوية والرقابة الاسرية ومن ناحية اخرى فان وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت لحد كبير في الترويج للشائعات ونقل معلومات خاطئة مسيئة وطنيا واجتماعيا وانسانيا وماقد يجهله بعض افراد المجتمع ان الاستخدام الجيد او عكسه لوسائل التواصل الاجتماعي هو مايعكس صورة ومستوى التنامي الفكري والحضاري للمجتمع السعودي وارتفاع مستوى الوعي او تدنيه من خلال الادارك الجيد لطرق الاستخدام* تسهم ودورها واثرها في تعزيز غرس القيم وتجنب الاساءة للاخرين

وحول تفاوت إستخدام فئات المجتمع لبرامج التواصل الإجتماعي أبان الدكتور محمد حميد الثقفي: أن*أفراد المجتمع السعودي قد تفاوت *في التعامل

الدكتور : محمد حميد الثقفي

معها*أكثر من التفاعل معها بل واستخدمها بعض المتخصصين والشباب والمراهقين وحتى الأطفاليحدث تباين كبير في استخدامها بين جميع الفئات، وصحيح أن العلماء والمتخصصين يدركون قيمتها وسخَّروها لخدمتهم وخدمة تخصصاتهم، غير أن الشباب والأحداث لم يدركوا قيمتها بل واجتهدوا في استخدامها سلبا وأحيانا لتحقيق أهداف غير أخلاقية*. وتكمن الخطورة أنه لسهولة استخداماتها وتعددها لم يعد أمام الأطفال من أو ما يمنعهم من الاستخدام السلبي لها، وأصبحت أداة ومصدر تربية لها آثارها المتباينة. ومن التوظيفات الأخطر أن المؤسسات الإجرامية والمتطرفة أدركت قيمة هذه الأدوات وصممت برامج استقطاب احترافية مغرية للشباب بعيدا عن أي رقابة أسرية أو حكومية وقد يتم من خلالها تجنيد العديد من الصغار نحو هذه المؤسسات المنحرفة ويبرز اعتناقهم لهذه التوجهات متجذرا في نفوسهم ما يصعب نزعه لاحقا. هذه التقنيات ألغت ما كان خصوصيا وسريا، فلم تعد للبيوت أسرار، ولم يعد حتى للفرد خصوصية سيما مع تزايد انتشار أحدث البرامج. الغريب أن الإعلاميين والكتاب والمصلحين والدعاة وكثير من موجهي الرأي العام* لم يستفيدوا منها كثيرا رغم سهولة استخدامها وسرعة وقوة انتشارها . والأسواء أن كثيرا من هفوات المجتمع السعودي التي لا يصح نشرها أمام الملأ باتت مشهورة عالميا* وبفضل اجتهاداتنا الفرديةلذلك نتمنى أن تبادر المؤسسات التربوية وعلى رأسها المدرسة بتدارك هذا الخلل التربوي وتعليم النشء على التعامل الأمثل مع هذه البرامج، والتأكيد على نبذ كثير من السلوكيات التي يستخدمها الطلاب عبر هذه التقنيات.

وفي سؤال من " غرب " عن التوظيف الفعلي لبرامج التواصل الإجتماعي من قبل الفئة العمرية الشابة .

أجابت الأستاذة مزنة المزروعي من منسوبات ثانوية البريكة للبنات والتابعة لمحافظة خليص أنها أجرت دراسة بحثية أستهدفت طلاب *طالبات المرحلة الثانوية في *البريكة وكان موضوع الدراسة أثر إدمان شبكات التواصل الإجتماعي على التحصيل الدراسي للطلاب

حيث تم استخدام اسلوب المسح وكانت الأداة المستخدمة هي العينة العشوائية وكانت العينة عبارة عن 100 طالب وطالبة اختيروا عشوائيا خمسون من مدرسة البنات وخمسون من مدرسة البنين .

وتم توزيع الاستبانة عليهم وترك لهم حرية الاجابة حتى تأتى النتائج اقرب الى الواقع والصورة اكثر شمولية وإيضاحا .

وقد أستخلصت نتائج الدراسة تراجع مستويات التحصيل الدراسي لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حيث يستنفد طاقات الطلاب والطالبات الذين يقضون معظم اوقاتهم امام الشاشات بشكل وصل الى الادمان حيث بات من الصعب على الطلاب التركيز في الدراسة وتراجعت مستويات تحصيلهم الدراسي

ومن خلال ماتم إستطلاعه من أراء ومشاركات وإحصائيات فقد أبان* مختصو*الإعلام والاجتماع أن هناك *ثلاثة عوامل فاعلة خلف النمو المتزايد والسريع باستخدام السعوديين لشبكات التواصل الاجتماعي، والتي تمثلت*في حرية التعبير ورفع المظلوميات بكشف قضايا الفساد ولكونها مصدرا للترفيه في ظل ندرة وسائله.

وهنا يجب أن تتظافر الجهود سواء على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع وكذلك الجهات ذات الإختصاص بتنمية ثقافة توظيف وسائل التواصل الإجتماعي وبما يخدم التطور الفكري للفرد والمصلحة العامة كذلك للمجتمع والذي يمثل الشعوب ، وأيضاً إنشاء هيئات رقابية تقنن مايسمح نشره على برامج التواصل الإجتماعي المختلفة ، وكذلك سن العقوبات الرادعة لتقوية عامل المراقبة أثناء تحوير أهداف برامج التواصل الإجتماعي .

ونظراً لما يمثله الشعب السعودي من ارتكازية شعبية دينية تستقطب الشعوب العربية والإسلامية بل والعالمية كافة فيجب تدعيم التوظيف الإيجابي لبرامج التواصل الإجتماعي المختلفة وبما يخدم المكانة العربية والإسلامية والعالمية له ، وبما يحقق تطوره في جميع المجالات وذلك من خلال مايقدم من برامج تدريبية ولقاءات ومحاضرات تستهدف جميع فئات المجتمع وكذلك إعداد دراسات تقييمية مستمرة *لإستخدام تلك البرامج وإستخلاص الإيجابيات وتعزيزها وحصر السلبيات وتقيمها وتبصير المجتمع بتلك المستخلصات.