تلك القرية الأثرية الحديثة الثرية في تاريخها وموروثها وحضارتها الاجتماعية والصناعية القديمة الحديثة بطرازها العمراني الرائع الذي يشكل لكل من رآه من أعلى منتجعاً سياحياً راقيا امتزج فيه التاريخ المتمثل في قرية الدار الحمراء الأثرية التي ما زالت قائمة حتى الآن تأسرك برؤيتها وقوة بنائها الأثري الذي يعود مئات السنين إلى الوراء وبين ذلك التشكيل الرائع للبناء الحديث ، الدار الحمراء اسم عرفت به تلك المنطقة نسبة إلى لون الجبال المحيطة بها كانت فيما مضى المركز الأساسي لمنطقة بني سعد فهي أول قرية يدخلها التعلم وأول قرية تنشأ فيها إمارة كانت مركز للإدارات الحكومية حتى ضاقت مساحتها بفعل الزحف العمراني فانتقل المركز الإداري إلى قرية (السحن) التي تتوسط بني سعد ، الدار الحمراء تقع جنوب الطائف وتبعد عنه قرابة 70 كيلو متر ويسكنها قرابة ثلاثة آلاف نسمة جميعهم من قبيلة خديد و فيهم مشيخة القبيلة وهم أحد قبائل بني سعد المتفرع من قبيلة عتيبة المشهورة وتنقسم الدار الحمراء إلى عدد من الخوامس منهم العييفات ويقال أنهم أول من أسس إمارة خديد قبل توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله حيث اشتهرت آنذاك ساحة العييفات التي كانت بمثابة المحكمة وموقع للحل والربط في شؤون القبيلة ويتبع لقبيلة خديد العديد من القرى ذات الطبيعة الخلابة ومنها دار العرق والكشمة والبصلان والقلايا والمغاورة والقاع والصبخة والمقر وطماخ والغريف والخبيب وغيرها من القرى كما تشتهر بالأودية والجبال التي تكسوها الخضرة من كل مكان وتلك الجبال الشاهقة ولعل من أشهرها جبل الطبقة الذي يعد من أعلى قمم الجبال ولهذا الجبل أهمية كبرى وشهرة وحضارة تكتب بماء الذهب وله في نفوس أبناء المنطقة الشيء الكثير حيث يمثل بالنسبة لهم عمقاً حضارياً يفخرون به جيلاً بعد جيل*
الدار الحمراء ستبهرك بدون شك وأنت داخل إليها لأنك سوف ترى الألفة بين سكانها فهم يعرفون بعضهم بعضاً رغم عددهم الذي يتجاوز الثلاثة آلاف نسمة ويستوقفك كرمهم الكبير فبيوتهم كبرت أم صغرت مفتوحة للجميع و فيهم يتمثل قول الشاعر : ياضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل وللدار الحمراء عادات وتقاليد تتسمك بها وتعتبرها نموذج حي للمحبة والصفاء وقوة الإرادة فمن عاداتهم الزواج الجماعي الذي يبرهن على الترابط والمحبة والوفاق بين أفراد تلك القرية فهم يشاركون بعضهم في أفراحهم وأتراحهم الكبير له منزلة خاصة والصغير ابنهم جميعاً يجتمعون بزواج واحد في ليلة واحدة يكسوها الحب والمحبة ويضيء مسائها الاتفاق على تخفيض المهور وتخفيف تكاليف العرس فكان نموذج حي للتعاون والتكاتف الذي حض عليه الإسلام والشرع الحنيف .