المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 22 مايو 2024
عزاء السيدات حفلات بدون غناء
بواسطة : 13-12-2015 05:27 مساءً 98.5K
المصدر -  اعداد وتحقيق - نجلاء الحجازي*

استيقظت ذات يوم على رنين هاتفي المحمول وكانت المفاجئة موت احدى صديقات والدتي الراحلة وصدمت وقتها ورجعت بي الذاكرة الى الوراء وأتذكر والدتي رحمها الله وكيف كانوا مقربات من بعض توضأت وصليت ركعتين وارتديت ملابسي على عجل فيجب ان اكون هناك حتى احضر الجنازة وتمت مراسم الجنازة وبدأت ايام العزاء وكم صدمت وكم صعقت من هول ما رأيت سيدات يأتين بكامل الزينه لامراعاة لمشاعراهل الميت وصعقت اكثر عندما شاهدت زوجة الابن وهي تضع الكحل في عينيها وبعض المرطب الملون على شفتيها وعندما سألت لماذا وهي القريبة المقربة قالوا لي انها لاتحب ان تظهر امام الناس بمنظر غير جميل والادهى والامر مراسم العزاء كان هناك مشرفات على العزاء وما يسمى الصبابات يرتدين زي موحد. وتقدم القهوة والتمر وايضاً الشاي والكابتشينو والقهوة البيضاء من هول الذهول كنت سوف اطلب منها قطعة من الكيك وعند القائي نظرت على الحضور وجدت العجب العجاب من احاديث جانبيه وضحك وهرج ونقاش. وجاء وقت الطعام وأقسم بالله احسست بغصة في حلقى**لقد كان الطعام على شكل بوفية وكان اهل المتوفاه سعيدين بوفاتها . وأنواع الأجبان والنواشف وهو ما يسمى التعتيمه الحجازية الى جانب الأرز واللحم والفواكه والكريم كراميل وام على وعند الانتهاء من الطعام تقف احدى المشرفات بمناديل معطرة و عند الخروج توزع على المعزيات الكتب والسجادات مع شراشف الصلاة الى جانب السبح خرجت وفي رأسي مائة سوْال وسؤال هل وصل بِنَا الحال الى هذا الوضع وكأن الموت اصبح مظهر من مظاهر الاحتفالات والمباهاة توجهت بسؤالي لبعض السيدات لاخذ ارائهن:

ما رايك بمظاهر العزاء في العصر الحالي ؟ السيدة اعتدال ان ما يحدث في هذا الوقت من مظاهر العزاء يعتبر إسراف ولو اتبعنا السنة لما وصلنا الى هذا الحال في الماضي كان الجيران والأقارب يأتون الى العزاء ومعهم الطعام والمشروبات حتى لا يثقلوا كاهل اهل المتوفي ولكن نجد الان العكس وقد انقلب العزاء الى حفلة اما الانسة سارة خبيرة تجميل قالت جاءت الى فتاة في العشرينات تطلب مني ان أضع لها مكياج عزاء فقلت لها بالحرف وماهو قالت مكياج خفيف مع تركيب الرموش طبعا رفضت ان اعمل لها شي وصدمت اكثر ان المتوفى هوخالها احدى الاخوات قالت لا مانع من توزيع الادعية والأذكار كصدقة عن المتوفى وايضاً وجود العاملات والمشرفات شي ضروري بما ان اهل المتوفى سوف يكونوا مشغولين باستقبال التعازي

هنا كان يجب ان اتوجه بالسؤال للأخصائيين الاجتماعين اجاب الدكتور جمعان الغامدي تعزية اهل الميت مستحبة لما رواه ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يعزي اخاه بمصيبته الا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة ) . ولكن ما يحدث في العزاء هذه الأيام من ولائم ومظاهر البدخ والإسراف لا يقرها عقل ولا دين ، ولا يجوز إقرارها أو حضورها .. والملاحظ انك داخل الى العزاء وما تشاهده يجعلك في حيرة من أمرك ، هل هذا فرح أم ترح .. وما جاءت به السنة المحمدية فقط هو صُنع الطعام لأهل الميت ، لأنه جاءهم ما يشغلهم من حزن وألم ، وبالتالي يعمل لهم ما يكفيهم دون توجيه الدعوة لمن يأتون للعزاء .. اقتداءاً برسولنا الكريم حين قال اصنعوا لآل جعفر طعام ... اما ما يحدث اليوم فيدخل في باب النياحة والعياذ بالله .. كما قال جرير بن عبد الله البحلي رضي الله عنه : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام بعد دفنه من النياحة . رواه الامام احمد وابن ماجه . وما يحدث من تفاخر في اقامة الولائم طيلة ايام العزاء الثلاثة فهو منكر ويحتاج الى وقفة حازمة سواء من قبل المسئولين او اطياف المجتمع الواعية والمتحضرة .. وعند سؤالنا عن الاسباب التي أدت الى ظهور مثل هذه الظاهرة اجاب قائلا لو عدنا للأسباب في ذلك لوجدناها تتلخص في : - قلة الوازع الديني ، وعدم الاقتداء بنهج رسول الله وصحابته . - النعمة والنعيم والطفرة المادية التي نعيشها ولم نحسن استغلالها . - المكابرة والمقارنة بالآخر . بل وصل الأمر الى التحدي والتفنن والمبالغة في نوعية المأكولات . - الجهل والتصرف اللا مسئول . - عدم وجود الرادع اللازم من المعنيين بمحاربة هذه العادات الممقوتة .. - نوع من إظهار صفات الكرم غير المحمود ، وليقال مثل عزاء فلان .. فالواجب تقديم واجب العزاء والإنصراف دون الجلوس في مكان العزاء ، هذا لمن هم قريبين من مكان العزاء . - الاكتفاء بالعزاء والدعاء للميت تلفونيا لمن كان بعيداً عن مكان العزاء . - عدم تحديد مدة العزاء بثلاثة أيام . - نشر هذه الثقافة في الأوساط المجتمعية من علماءنا ومشايخنا ، وتوضيح اسباب النهي عن هذا . هذا والله اعلم ، ونسأل الله أن يهدينا الى سبيل الرشاد ، وأن لا يؤخذنا بسوء اعمالنا وهو الهادي الى سواء السبيل ..!! العلامه*ابن عثيمين – رحمه الله - : " غلا بعض الناس في هذه المسألة غلواً عظيماً لا سيما في أطراف البلاد حتى إنهم إذا مات الميت يرسلون الهدايا من الخرفان الكثيرة لأهل الميت ثم إن أهل الميت يطبخونها للناس، ويدعون الناس إليها فتجد البيت الذي أصيب أهله كأنه بيت عرس فيضيؤون في الليل المصابيح الكثيرة، ويصنعون الكراسي المتعددة، وقد شاهدت ذلك بنفسي وهذا لا شك أنه من البدع المنكرة فهل نحن مأمورون عند المصائب أن نأتي بالمسليات الحسية التي تختم على القلب حتى ننسى المصيبة نسيان البهائم؟! نحن مأمورون بأن نتسلى بما أرشدنا الله إليه: «إنا لله وإنا إليه راجعون» لا بأن يأتي الناس من يمين وشمال؛ ليجتمعوا إلينا ويؤنسونا تأنيساً ظاهرياً وإذا لم تكن المصيبة منسية بما أمر الله ـ عز وجل ـ به ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، فإنها لا خير فيها فيكون هذا النسيان سلواً كسلو البهائم وقد قال الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ: «كنا نعد صنع الطعام والاجتماع إلى أهل الميت من النياحة» والنياحة من كبائر الذنوب فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لعن النائحة والمستمعة» وقد صرح بعض العلماء أن هذا الاجتماع بدعة؛ وهذا إذا خلا من المحاذير الشرعية «ويكره لهم فعله للناس» صنع الطعام مكروه لأهل الميت أي: أن يصنعوا طعاماً ويدعوا الناس إليه لأن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ «كانوا يعدون صنع الطعام والاجتماع لأهل الميت من النياحة» " اخواتي واخواني واخص بالذكر النساء اللاتي انا منهن لا تبالغن في لَبْس الحلى في العزاء ووضع المساحيق على وجهك مواساة لأهل الميت. وترك الاحاديث الجانبية في العزاء وليكن عزاءمدة عشر دقايق فقط . اهل المتوفى جبر الله مصابكم ولكن لا تغالوا بالطعام والشراب ولا تغالوا في التقديمات وكانكم سعداء لفراق متوافاكم اللهم اني بلغت اللهم فاشهد