بواسطة :
26-12-2014 04:32 صباحاً
17.5K
المصدر -
الغربية -*جدة*:
التقاها: حسين الجفال: الإعلامية السعودية منى المنجومي كائن فوضوي في مكتبها، حاضرة البديهة وترافقها إبتسامة لا تنقطع، عشقت لغة الأرقام وتخصصت فيها، لها همها الثقافي وامانيها الكبيرة التي تجددها عاما بعد عام، إبتعدت عن المشهد الثقافي يائسة لتبصر زوايا عميقة لمجتمع يبحث عن التغيير، تنقلت في صحف عدة حتى استقرت في (الحياة) لترأس القسم الإقتصادي فيها، آمنت بالتغيير الهادىء وتراهن على الحكمة دوما، لا يقف طموحها عند حد، تعشق الفن الأصيل وتراهن على الإبداع الشبابي والرواية السعودية، هنا حوار معها..
' شهدت بلادنا ولادة صحف ومجلات في بداية الثمانينات والتسعينات ومنذ أيام صدرت جريدة الشرق؛ الم يحن بعد ولادة الصحف الإلكترونية والتي ستكون بوصلة سينشدها الناس؟
' لدينا عدد من الصحف الالكترونية والتي اخذت مكانها بين الصحف المحلية وتعمل جانباً بجانب الصحف الورقية، لاسيما بعدما اتخذت وزارة الاعلام خطوات جدية في تنظيم مواقع الصحف الالكترونية من خلال منحها لتصاريح لمزوالة العمل، وفي اعتقادي الشخصي ان التوجه للصحف الالكترونية هو الجديد لاسيما بعد حرصت جميع صحفنا ومجلاتنا على انشاء مواقع الكترونية لها لمواكبة متغيرات العصر، فاليوم يعد الانترنت هو افضل طريقة لاتنشار في الداخل والخارج على حد السوء، ويتمتع بمساحة حرية اكبر وهذا دفع المواطن السعودي بوجه الخصوص والعربي بوجه العموم لمتابعة تلك المواقع الاخبارية واعطاء راية بمصداقية بما تنشره من اخبار، وهذا زاد من مساحة الحرية وابدا الراى بصفة عامة.
' ترأسين قسم الأقتصاد في جريدة الحياة، كيف تنظرين لنشاط السيدات السعوديات تجاريا، وكيف يمكن له أن يساهم في الحد من بطالة المرأة السعودية وتفعيل وتشغيل المليارات المجمدة في البنوك؟
' في اعتقادي الشخصي هنالك محاولات جادة من قبل عدد كبير من سيدات الاعمال في مزوالة التجارة كعمل ومهنة، ولكن هنالك مشكلات وعراقيل تحد البعض منهن من استثمار اموالها في عمل تجاري، اذا لا تزال المرأة السعودية ينقصها الكثير من الوعي في اهمية وجودها على الساحة الاقتصادية المحلية وجزء كبير من المشكلة يقع عليها هي، لانها لم تحاول الدخول والمشاركة كما عمل اخريات من سيدات الاعمال السعوديات، وجزء اخر يقع على مجتمعها الذي لم يحفزها ويساعدها على الانطلاق خصوصاً وان قرارات المقام السامي في السنوات الاخيرة كانت في مصلحتها ومنحتها الكثير من حقوقها، ومع ذلك تجد هنالك تقاعس منها في هذا الخصوص.
اما في ما يخص مشكلة البطالة النسائية لدينا هو محدودية الوظائف المعروضة في سوق العمل بالنسبة لها، مما اسهم بشكل كبير في ارتفاع نسب البطالة بين السعوديات المؤهلات بمستويات كبيرة، مثال على ذلك احصائيات حافز التي اشارت الى وجود مليون فتاة عاطلة تقدمت بطلب للمعونة العاطلين، وحل هذه الاشكالية يكون بالتوسع في مجالات العمل للمرأة في القطاع الخاص لاسيما وانه قطاع يعج بملايين العمالة الاجنبية.
' منى المنجومي، بعد تجربة عملية في الصحافة، إلى اين تطمح أن تكون؟
' بصراحة لدى طموحات كبيرة واسعى جاهدة لتحقيقها بالعمل والمثابرة علية، فانا الان في موضع البناء، وبناء قاعدة قوية ارتكز عليها وهذا يتطلب ان ابذل قصار جهدي لتكون صلبة ومتماسكة، لا احب السير بخطوات سريعة وغير المدروسه، ولا اريد ان امر في بلاط صحافة الجلاله مرور الكرام دون ان اترك بصمة واضحة فيها، وان اسهم ولو جزء بسيط في خدمة مجتعمي، لا يهم المسمي الوظيفي قدر العمل والمنتج النهائي للقارى، فانا في الاول والاخر صحافية اعشق هذه المهنة وازوالها منذ اكثر من عشر سنوات كهاوية لها، وهدفي الوحيد معالجة قضايا مجتمعي باطروحات مفيدة تحمل في طياتها المصداقية والشفافية وبعيدة عن التزيف والمجاملات.
' انشئت جمعية الصحفيين السعودين وتراسها تركي السديري، ماذا وهبت للصحفين، هل دافعت عن الفصل التعسفي للصحفيين والصحفيات بين حين وآخر للمتعاونين بشكل خاص؟
' انا عضو مؤسس في هذه الهيئة، واجدد اشتراكي فيها سنوياً، ولكن ان اردت ان اكون صادقة معك فالهيئة لا تزال تعيش في معزل عن الصحافيين وقضاياهم، واخرها اقالة رئيس تحرير صحيفة عكاظ الشهر الماضي اذا التزمت هيئتنا الصمت في هذا الموضوع ولم تصدر فيه بيان واحد يمكن ان يهمنا كصحافيين امل في ان تقدم شيء لنا، وسبق قضية اقالة رئيس تحرير عكاظ قصص اخرى لصحافيين وصحافيات لم تبادر الهيئة في حلها او حتى مناقشتها، للاسف الشديد فالصحافي والصحافية السعوديين مهضوم حقوقهم على رغم من انهم الذين يدفعون عن حقوق المواطن ويكتبون قضاياه ويشاركوه همومه، فليس لديهم من يدفع عنهم او يلقى لهم بال، وفي اعتقادي الشخصي لابد من اعادة لوائح الهيئة وشروطها واولياتها بما يحفظ حقوق العاملين في المهنة، لاسيما وانها الجهة المسؤولة عنهم والمرجع الرئيس لهم في حال حدوث اشكاليات مع مؤسساتهم الصحافية التي يعملون بها.
5- تكاد الملاحق الثقافية ان تكون شبه غائبة في صحافتنا المحلية، والحاضرة منها تأتي تقليدية وغير فاعلة،هل عصر الثقافة ولى؟
*في اعتقادي هنالك حراك قوي في المجال الثقافي، ومشكلة ملاحقنا الثقافية انها لا تجد دعم قوي لاظهار هذا الحراك، ولعلنا نعاني من نقص في الكوارد المتخصصة في هذا الشأن او لتطفل البعض على هذا الارث الثقافي ولكن الصورة ليست سوداء فلا يزال هنالك طرح ثقافي ممتاز في صحفنا اليومية وان قل.
' عصفت الانتخابات التي أقامتها وزارة الثقافة بالحالة الثقافية في اتون ضبابية ،وبرز الجانب الديني أو الأكاديمي وكلاهما لا يحمل الهم الثقافي كحالة يومية معاشة، كيف ترين كمثقفة ما تمخض عنها؟
' هنالك حراك جاد من قبل وزارة الثقافة لاعادة انتخابات بعض الاندية الادبية لدينا، واعتقد ان نادى الشرقية اولها، وفكرة وجود انتخابات فكرة جيدة لانها توضح توجه المجتمع وميولة الفكرية وفي اعتقادي ان التعدادت الفكرية في المؤسسات الثقافية شيء جيد خصوصا واننا في حاجة ماسة للحوار مع بعضنا البعض واختلاف الراى والفكر ظاهرة صحية في المجتمعات.
' ترى ما لذي أعاق حضور الفنانة في الحجاز وقد كانت حاضرة وبقوة قبل الإسلام وبعده وحتى وقت قصير جدا، ابتسام لطفي، توحة، ثريا قابل كشاعرة مختلفة غنى لها كثير من المطربين، لماذا لم نلمس تجربة ممتدة ومتجدرة برأيك تمثل إمتدادا لهذا الفن الأصيل؟
' ليس في الحجاز فقط، هنالك انعدام في الحضور الفني المميز في السعودية كافة، لا اعرف ما هو السبب الحقيقي، لكن احتمال عدم وجود دعم قوي لاستمرارية تلك الفنون او عدم وجود جهة داعمة لها كل ما هنالك تجارب ونماذج فردية البعض حالفهم الحظ ونجحوا واخرين لم يحالفهم الحظ وفشلوا وفي اعتقادي ان وجود فنون راقية تحتاج لمعاهد متخصصة تحتضن تلك المواهب وجهة تدعمها وتمهد لها الطريق.
' كصحفية مطلعة، واكبت ميلاد الغناء الحديث، كيف تنظرين للحداثة الغنائية الشبابية تحديدا، أهي ولادة طبيعية عصرية معولمة ، ام هي مولود هجين سيموت سريعا كون لاحاضن له؟
' في اعتقادي الشخصي ان الاغاني الحديثة تتواكب مع روح العصر وايقاعاته السريعة، منها الجيد ومنها الردئية التي لا تناسب الذوق العام وفيها نوع من الاستخفاف بالمتلقى العربي، في حين استمد جزء من الاغاني الحديثة روحه من العصر الذهبي للغناء العربي من حيث الكلمات والالحان على رغم من قصر المدة الزمنية للاغنية بشكل العموم. ولا اتوقع ان تستمر موجه تلك الاغاني التي اعتبرها 'هابطة' ولا تليق بالشعب العربي الذي ولد وتربي على جمال الكلمة واللحن المميز ولا يزال يعشق قديمة، خصوصاً اغاني عمالقه الفن كام كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ و فريد الاطرش وفيروز وصباح، ومن من بعدهم كمثال محمد عبدة وطلال مداح وفوزي محسون وغيرهم، فالكثير من شبان اليوم يفضلون سماع القديم عن الجديد الذي يظهر فجأة كنوع من التقليعات الغريبة ولا يستمر طويلاً اذا يختفى ليظهر اخر ويحل محلة، والقديم من اغاني لا يزال مسيطراً على الساحة الغنائية خصوصا وانه الاقرب لروح ومخاطبة الواجدن عكس ما تحمله بعض اغاني الحداثة من سرعه في ايقاعتها وسذاجة كلماتها ان صح التعبير،
' أثير الكثير حول قيادة السيارة ومحرم الطالبات السعوديات، كيف تنظرين لهذين الإشكالين؟
' الاشكالتين سببهما المجتمع السعودي، لاسيما وان هنالك فئات كثيرة معارضة واخرى مطالبة، مما رفع وتير الجدل في قضايا المرأة وما يلزامنا اليوم هو قرارات حكومية تنهي من الحوار بين اطياف المجتمع التي لا تزال كل واحدة منها متمسكة برايها كما حدث سابقاً في اشكالية تعليم المرأة السعودية.
' المشهد الروائي السعودي بعد فوز عبده خال، ورجاء عالم بالبوكر العربية، ثم تتويج يوسف الحيميد بجائزة الشاعر الشابي في تونس؛ هل هناك محاباة للرواية السعودية كونها ذات سوق كبير لا تود دور النشر أن تخسره، ام هناك تطور ملموس وفني وجاذب بحرفية كبيرة لتحضر في المشهد الروائي العربي؟
' الملاحظ ان الرواية السعودية تطورت بشكل ملموس واصحبت منافسة وبقوة للروايات العربية وحتى العالمية، عبده خال ورجاء عالم قدموا ابداع فني جميل يستحقان علية الجائزة بجدارة، واتمني ان تكون الرواية السعودية محل الصدارة خصوصاً واننا نشهد عصرها الذهبي وهنالك حراك قوي ومخرجات ومنتجات ابداعية قوية في الساحة السعودية.
' المرأة وحضورها الخجول في المسرح والسينما، هل ترين بارقة أمل في هذا المضمار؟
' كما اسلفت لك سابقاً نحن في حاجة ماسة لوجود معاهد متخصصة في هذه الفنون كافة وجهات تدعم هذا المجال وتحرص على تطويره، على صعيد المرأة او الرجل لدينا نماذج فردية منها من نحج ومنها من فشل فلابد ان يكون هنالك حاضنة لتلك المواهب حتى تستمر وحتى نوجد لدينا فن حقيقي سعودي.
' انتهى قبل أيام ملتقى المثقفين وخرج بتوصيات عديدة كسابقة، هل جاء ملبيا لآمال المثقفين؟ تحدث البعض عن إقامة مجلس للثقافة وأهملت المطالب بإقامة إتحاد للكتاب السعوديين ، لتنفرد السعودية وقطر كدولتين وحيدتين في الأمة العربية بدون إتحاد يمثل المثقفين؟
' المهم ان تاخذ التوصيات على محمل الجد ويتم العمل على تطبيقها في ارض الواقع، وهذا يتطلب حراك قوي من قبل المثقفين لمتابعة تلك التوصيات حتى تخرج للنور.
' (منوبولي) فلم سعودي قصير نجح نجاحا كبيرا على اليوتيوب وشاهده قرابة المليونين مشاهد وهو للمخرج بدر الحمود، تحدث فيه عن غلاء الإسكان والأراضي، هل يشكل اليوتيوب سينما مؤقتة للسعوديين برأيك ؟ ونحن على أعتاب السنة الجديدة، ما هو المأمول بهذا الجانب؟
' اعتقد ان اليوتيوب هو المتنفس الوحيد للسعوديين لاظهار اعمالهم الفنية والسينمائية خصوصا وانه يشهد متابعة كبيرة من قبل الجمهور المحلي، وهذا اسهم في وجود حراك محلي داخل هذا الموقع على مختلف الاصعدة وبرامج لشبان سعوديين وافلام عدة، ولعلي استبشرت خيراً من تصريحات وكيل وزارة الاعلام 'الجاسر' والتي اشار فيها الى قرب افتتاح مسرح وسينما في السعودية.
القدس*