المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 16 مايو 2024
محمد الياس - فقيد غرب رحمه الله
بواسطة : محمد الياس - فقيد غرب رحمه الله 12-07-2014 08:35 صباحاً 34.0K
المصدر -  

جدة:

الهنداوية تاريخ وعراقة:

كنت بالأمس أزور حي "الهنداوية" في جدة الذي*كانت بها *طفولتي وصباي، فهالني أن لوحة "النيون" الوحيدة التي كانت على طرف الحارة ولدت آلاف اللوحات، وأن بيوت اللبن والصفيح تحولت إلى غابة من الأسمنت، وقد اختفت شاحنة عمَّنا المرحوم حمدان هبَّاش العتيقة بعد أن ملأت الحارة بآلاف العربات الصغيرة. حتى شارع طارق بن زياد الذي غيَّرت البلدية اسمه، وكان خاليا تصفر فيه الرياح، ويلعب فيه الصغار الكرة نهارا جهارا قد ضاق اليوم بالمشَّائين والراكبين، والواقفين والـ "مكوّعين"، والمتسكعين وعابري السبيل، و"كبارالسن" لا يزالون على *جانب الشارع يلعبون "الضومنة"، ويتعالوا بالصـوت كلاً ضد*خصمه العتيد "غشـــيم ما تفرق بين الشيـــش والبيـش. والبنج والسليم ".
في ذلك الحي لا تزال الجدران دفاتر المراهقين، فعليها قلوب، وأسهم، وحروف أولى، وعبارات لمتعبين بالحب، وعمَّال البلدية يحاولون أن يمسحوا في الصباح ما فاض من المشاعر على الجدران في المساء. وقفت على ما تبقى من أطلال مقهى "القاهرة"، فهيج شجوني غياب رواده، بعد أن كانوا ملء المقهى صخبا وفتوة وحياة. وقد ابتلع "الكوبري" ملعب "المسامير" الذي كان يطل عليه المقهى، وتنشر على أطرافه "مراكيزها" في العصاري، فجل نجوم الكرة القدامى مرُّوا من هناك: الغراب، النور موسى، يحيى حداد، محمد موسى كابلي، عبد المجيد بادي، أحمد مندش، وغيرهم.
في مركاز عباس على تخوم الحارة تناولت فنجان شاي "منعنش" ونحن ننفض أطراف الغبار عن حديث قديم، يوم تعالى الدخان من بيوت العزَّاب الخشبية واندلعت النيران، وكيف كانت "مريم العانس" تقذف سيارات الإسعاف بالحجارة، وتسهم في إشعال الحريق بسكب المزيد من زجاجات "الكيروسين".
في تلك الأزقة الضيقة كان يتعالى في الصباح الباكر صوت عواد "الحوَّات" بتلك الكسرة الشعبية، وهو في طريقه إلى قاربه الصغير:
جبل القروش فين
أنا اللي قل مصروفي
فأحلام أولئك البسطاء لم تكن تتجاوز حدودها جبل القروش، فهم لم يأخذوا من الدنيا سوى ما يكفي للجلوس على أطراف الدنيا، فإذا ما حل المساء أشرعوا قلوبهم مراكب فرح وهم يعطرون ليل الحارة بعذوبة المواويل حينا، أو بالالتفاف حول قارئ سيرة عنترة يقص عليهم غرامياته بعبلة، وحينما يغلق القارئ السيرة يتفرق الجميع في الدروب وقد توكأ كل واحد منهم على عبلة خياله. فهذا الحي أنتج من رحمه رجال دين والمثقفين والكتاب والأدباء والأطباء والمهندسين والحرفيين ومهن كثيرة *ومن كلا *الجنسين ولكن أبنائه *لاينسوا رحماً قام بحملهم *...( الهنـــــــداويــة ) إسم عريق في قلب جده ومن أعرق الأحياء الشعبية القديمة
*يااااه دنيا كان الماشي فيها مرتاحا فغدا الراكب يعاني.

مقدمه من *بوح الأستاذ :*عبدالله *خياط:

**رحم الله زمانا كان لعمد المحلات شنة ورنة إن حضر في مجلس، أو مر بالسوق، وذلك لما له من هيبة تفرض احترام الناس له، ولما قد يراه من رأي، أو يتخذه من قرارات لمصلحة الحارة وأهلها الذين هم بمكانة أسرته، كما هو بمكان الوالد للجميع.
هذا بالنسبة لمكانة العمدة في الحارة وموقف أهل الحارة من العمدة الذي هو من ناحية أخرى عين الحكومة وممثل مختلف الجهات الرسمية التي تعتمد عليه في كل ما يتعلق بالحارة وأهلها، الذي يعرفهم واحدا واحدا حتى إذا مر بالحارة غريب عرفه من «دبته».
ولقد مضت خمسة وعشرون عاما ولما تزل نتائج اللجنة المشكلة لدراسة وضع العمد وتخصيص كادر وظيفي خاص بهم في رحم الغيب رغم أهمية مسؤوليات العمد وواجباتهم المتعددة !!
فالعمدة هو الشخص الذي توكل إليه مهام متعددة وشاملة، وهو العين الساهرة للحي وهو الشخص المعترف والموثوق به لدى الجهات الأمنية بصورة خاصة، والحكومية بمختلف مهامها غير أنه في وضعه الحالي وبعدما اتسعت المدن، وأصبح السكان في كل حي أكبر وأكثر من أن يتم حصر عددهم، وجب دعم العمدة بتوفير المقر المناسب له وسيارة لتنقلاته في خدمة طلبات الحكومة، وتزويده بالإمكانات التقنية لتسجيل أسماء سكان الحي الدائمين والعابرين أو الزائرين من سكان الشقق المفروشة في الحاسب الآلي بواسطة سكرتير يتم تعيينه بمكتب العمدة للقيام بتلك المهمة، إضافة إلى استقبال الطلبات من المحاكم، والشرطة، والحقوق المدنية ورصدها في سجل خاص ليطلع عليها العمدة حال عودته من الجولة الصباحية التي تستغرق وقت الدوام بكامله لجلب المطلوبين، أو إبلاغ الجهات المسؤولة بما لديه من معلومات وقضايا يحسن معالجتها من قبل جهات الاختصاص قبل أن تستفحل وتصبح مشكلة يستعصي حلها بسهولة.
ولكن كيف يتسنى للعمدة للقيام بهذه المهام وراتبه لا يكفي حتى لتغطية قيمة المواد الغذائية فقط له ولعائلته حيث ليس له إلا راتب المرتبة الخامسة أو السادسة أو السابعة وذلك أقصى ما يحصل عليه «أطلق» عمدة !!
وقد جاء في دراسة أمنية ما يؤكد أن أكثر من 85% من عمد الأحياء ليس لديهم مصدر رزق غير الراتب. وكشفت الدراسة التي قام بها قسم الإحصاء والدراسات الجنائية في شرطة العاصمة المقدسة أن 53% من العمد اختاروا هذه الوظيفة لخدمة المجتمع، واختارها 26% منهم لعدم حصولهم على وظيفة ذات راتب أفضل، أما 3.7% من العمد فقد اختاروا هذه الوظيفة للوجاهة الاجتماعية واختارها 9% لكونها مهنة الآباء والأجداد.
أخي الأستاذ محمد أحمد الحساني اقترح في مقال نشره بتاريخ الأحد 9/1/1428هـ من أجل تحسين وضع العمد بما يليق ما يلي:*
1 ــ وضع كادر خاص بالعمد أسوة بكادر المعلمين تكون درجات سلمه مفتوحة بالنسبة لكل مرتبة أو مستوى إلى خمس وعشرين درجة، فيزيد راتب العمدة سنويا «مالم يحدث» دوما حاجة إلى ترقتيه، والبحث عن شواغر للترقية.
2 ــ بناء ــ أو حتى استئجار ــ مقرات رسمية للعمد وتزويدها بالأثاث اللازم، أو منح كل عمدة معونة سنوية مقطوعة لمواجهة إيجار ومصاريف المقر.
3 ــ احتساب بدل لساعات العمل الزائدة عن ساعات وأيام الدوام الرسمي حسب نظام العمل خارج الدوام المطبق في الأجهزة الحكومية.
وأنا أضم صوتي لصوت الأستاذ الحساني وغيره من الكتاب الذين سبق لهم أن طالبوا بمثل ما سلف ... فهل إلى ذلك من سبيل؟.

لقائنا مع عمدة حي الهنداوية : **الشيخ عبد الله سليمان أبو سبعين:

*

في ليلة من ليالي رمضان المبارك كان لقائنا بعمدة حي الهنداوية بمحافظة جده . الشيخ عبد الله سليمان ابو سبعين*

وبدأنا معه الحديث بسؤاله ماذا يعني لكم هذا الشهرفي الماضي والحاضر؟

* *أجاب أن شهر رمضان في الماضي كان يتميز بفروقات كبيرة حيث أن الماضي لابد أن يدرس للجيل الحاضر لتميز الناس بطيبة القلب وحسن التعامل وحلاوة الروح والجيل الحاضر صعب أن يفهمه *.

ماذا يعني لكم أستاذ عبدالله إنضمام جده لمنظمة اليونسكو للتراث العالمي ؟

أجاب قائلاً لقد أسعدنا هذا الخبروكان له أكبر الأثر في نفوسنا جميعا ًنحن أهل جده لإنها بالفعل تستحق الدخول لهذه المنظمة لإنها بالفعل تعتبر تاريخ وشكر الأستاذ عبد الله أبو سبعين من قام بهذا الجهد وخص بالذكر صاحب السموالملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس هيئة السياحة والآثار وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وسموالأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيزمحافظ محافظة جدة لما بذلوه من جهد وكافة المسئولين المختصين وهذا إن دل فإنما يدل على حرصهم الشديد فلهم منا كل الشكر والتقدير. ولكن لي رأي أود طرحه لابد من إحتواء اصحاب الأملاك في المنطقة التاريخية لإن أصحاب الأملاك هم التاريخ نفسه ولإنهم هم الأقرب من السكان ومعرفتهم الحقيقية لتلك المنطقة فأتمنى أن يكون لهم ملتقى شهري أوكل ثلاثة أشهر حسب التنسيق الذي يتم في مابينهم مع المسئولين عن ذلك ولاننسى كذلك دور الأستاذ سامي نوار الذي له مجهودات في المنطقة التاريخيه نعرف عن هذا الرجل بسعيه وإجتهاده له مني شخصيا ً كل الشكر والتقدير .

*

وعن سؤالنا للأستاذ عبد الله كنا قبل فترة وجيزة نحتفل بإنضمام جده لمنظومة التراث العالمي وبعدها أحتفلنا بفعاليات كنا كذا والآن نعيش فرحة شهر رمضان الكريم بفعاليات رمضاننا كذا ماهو إنطباعكم ؟

أجابنا قائلاً يكفينا أن نشاهد الناس في موقع الفعاليات والإبتسامة والسعادة تعلو محياهم شيوخا وشباباً ونساء وأطفالا ونساء وشباب وشابات من مواطنين ومقيمين ومن كافة فئات المجتمع قاطبة وكذلك زوار من خارج البلد من معظم الدول العربية والإسلامية والأوربية وأشادوا وأنبهروا بما شاهدوه بهذه الفعاليات والتي كانت وما زالت تكتظ بالزائرين لما يمثل عبق الماضي الجميل الذي كان يعيشه الأباء والأجداد من تراث الماضي ويتعلم منه الجيل الحاضرلكي يظل راسخا ً في الأذهان جيل بعد جيل وهذه هي أصالتنا التي نستمده من تراثنا وكما تعلمون من ليس له ماض ليس له حاضر وماضينا إمتداد لحاضرنا .

*وواصلنا معه الحديث وسألناه : ــ

ماهي العلاقة التي يرتبط بها عمدة الحي والأهالي وخصوصا ً في رمضان؟

*

أجابنا قائلا ًأصبح الآن سكان الحي بعضهم خارج الحي ومن هم موجود واللقاء دوما يجمعنا بهم في المناسبات في رمضان حيث أدعوهم ونعمل لهم فطور جماعي وكذلك سحور جماعي ونتبادل الأحاديث والذكريات . أما في غير رمضان تجمعنا المناسبات الخاصة والعامة ويتكاتف أهل الحي في كافة المناسبات كأسرة واحدة تجمعنا بهم المحبة والألفة والروابط القوية والتواصل مستمر ولله الحمد .

ماهو دوركم تجاه الفقراء والأيتام والأرامل والمحتاجين وكيفية التواصل مع المراكز الخيرية لمساعدتهم؟

* * نعم هناك تواصل مع الجهات المعنية لتأمين الأرزاق وكسوة العيد وهناك آليات مسبقه معمول بها وكل عام ولله الحمد يكون الدعم لهم أكبر من الجمعيات وأهل الخير ومن الأهالي وبمتابعتنا شخصياً.

*

*وعند سؤاله عن مدى التعاون بينكم وبين أهل الحي ؟

* *أجاب هناك تعاون وثيق جدا ولله الحمد حيث أن أهل الحي يعتبرون بالنسبة لنا هم رجل الأمن الأول ونحن آليات مساعدة لهم ونكمل بعضنا البعض في كل النواحي التي تهم الحي وأمنه .

* وعن دوركم في إيصال مطالب أهل الحي للجهات المختصة ومتطلباتك كعمدة ؟

نحن كعمد للأحياء نظل العين الناظرة لسكان الحي وهمزة الوصل بينهم وإيصال مطالبهم للجهات المختصة التي تعنى بمطالبهم ونحن نطمح بالتواصل الفعلي من هذه الجهات بتحقيق رغباتهم التي تخص الحي والأهالي. أما الطلبات فمهما طلبنا فلن تنتهي المطالب .

*

وعن سؤال عن المشاكل التي تصدرمن المخالفين لإنظمة الإقامة .؟

*

* * أستطرد قائلاً بعدد القرارات الأخيرة والقرارات الحازمة التي أتخذتها الدولة في تصحيح الوضع والقبض على المخالفين تلاشت إلى حد كبير بفضل الله ثم بفضل تعاون الأهالي ومن قبل الجهات الأمنية المساندة .

* *

*وهل هناك آليات الكترونية في مقراتكم والتواصل من خلالها مع الجهات المختصة . وهل هناك تحديث لتلك الآليات ؟

* * *نعم يوجد التواصل الالكتروني يسمى نظام يسمى( شموس) مرتبط مع الجهات الأمنية وكذلك مكاتب العقارات والان جار العمل بتوحيد عقود الإيجارت للمستأجرين وتكون جميعها مربوطةمع بعضها البعض .

* * *وعند إنتهاء الحوار طلبنا من الأستاذ عبدالله إن كان له كلمة أخيرة .

* * رد قائلاً نعم نسأل الله أن يعيينا على حمل الأمانة التي أوكلت إلينا لخدمة ديننا ومليكنا وطننا وأهل الحي و يديم على بلادنانعمة الأمن والأمان بفضل الله ثم بفضل قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيزآل سعود حفظه الله وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وولي ولي العهدصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز حفظه الله . وأشكر صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ محافظة جدة.ومن هنا أشكركم شخصيا وأشكرصحيفتكم الموقرةلهذا الحوارواللقاء الجميل في هذه الليلة الرمضانية وسعدنا بلقائكم وفق الله الجميع ...

رمضان كريم وكل عام وأنتم والجميع بخير .

ونحن بدورنا *صحيفة الغربية الإلكترونية لايسعنا إلا أن نشكر الأستاذ عبد الله سليمان أبو سبعين . عمدة حي الهنداوية لإتــاحة هـذه الفرصة لإجـراء هذا الحوار الشـيق ونشـكره على رحابة اللقاء وسعة الصـدر .

وكل عام وأنتم بخير