المصدر -
يقوم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة مطلع الأسبوع المقبل بزيارة لعدد من المحافظات التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة، منها ميسان وتربة والخرمة والمويه ضمن جولته التفقدية للمحافظات، حيث يستهل زيارته بمحافظة ميسان وعلى طاولتها عدد من الملفات الملحّة والقضايا التي تنتظر الحل، ومنها التعليم الجامعي وشح المياه وانعدام بعض الخدمات كالأحوال المدنية والجوازات ونقص المستشفيات.
ولكن أكثر الملفات إلحاحا من وجهة نظر سكان المحافظة هو التعليم الجامعي،*فبالرغم من المطالبات العديدة والممتدة لسنوات طويلة ومراجعات مريرة إلا أن التعليم الجامعي لم يعرف طريقه لمحافظة ميسان حتى الآن!، وأصبح مصير طلاب وطالبات المحافظة المتخرجين من المرحلة الثانوية إما الحرمان من التعليم الجامعي أو اقتحام الصعاب ومواجهة خطر الموت بحوادث الطرق المؤدية للجامعات في المحافظات المجاورة كالباحة والطائف وتربة أو الهجرة من المحافظة وترك المنازل والمزارع والأهل والجيران.
تلك المحافظة الحالمة على قمم جبال السروات والتي تلقب بـ”دلوعة الغيم”، وتبعد عن مدينة الطائف بحوالي 120 كيلو مترا إلى الجنوب، وبها أكثر من 200 مدرسة للبنين والبنات، ويتوزع سكانها على أكثر من 1110 قرية وهجرة، وتضم ستة مراكز إدارية هي الصور، وبني سعد، وثقيف، وأبو راكة، وحداد، والقريع بني مالك بالإضافة للمنطقة المركزية للمحافظة، تكاد أن تكون خالية من السكان بعد سنوات قليلة لو لم يتم استحداث فروع لجامعة الطائف أو جامعة الباحة بها.
هذا ما أوضحه لـ” رصد نيوز” الباحث الاجتماعي الأستاذ: إبراهيم الحارثي، الذي أوضح أن المحافظة تشهد ومنذ سنوات هجرة غير مسبوقة، وذلك بسبب غياب التعليم الجامعي واضطرار سكان المحافظة للانتقال مع بناتهم بعد تخرجهن من المرحلة الثانوية إلى المحافظات المجاورة وخصوصا الطائف، وأوضح “الحارثي” أن معدلات الهجرة باتت مخيفة وتهدد بإخلاء المحافظة بشكل غير مسبوق من السكان، فبعض القرى والتي يقدر سكانها بالآلاف أصبحت شبه خالية، وافتتاح فروع للجامعات بالمحافظة سيحدث بلا شك هجرة عكسية إلى المحافظة.
وذكر محافظ محافظة ميسان الأستاذ تركي بن حميد أن محافظة ميسان وعبر مجلسها المحلي قد طالبت بافتتاح فروع لجامعة الطائف بالمحافظة عبر معاملة رسمية استوفت*جميع البيانات والدراسات المطلوبة لاستحداث كليات جديده، والأمر متوقف حاليا على توقيع وموافقة معالي وزير التعليم.
وأضاف : تم تخصيص أرض مساحتها 3 ملايين متر مربع لمشروع الجامعة، كما يوجد مدارس إما خالية من الطلاب أو بها أعداد قليلة من الطلاب يمكن نقلهم للمدارس المجاورة وتوفير نقليات لهم كحل مؤقت لافتتاح فروع الجامعة لحين إنشاء المباني الخاصة بفروع الجامعة.
وتحدث لـ “رصد نيوز” عدد من سكان المحافظة عن معاناتهم، فقال “نبيل*بن مستور*“: سكان محافظة “ميسان” مستبشرين خيرا بزيارة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة مطلع الأسبوع القادم، وكلهم رجاء أن يكون على يديه حلٌ لمعضلة التعليم الجامعي بالمحافظة، وإذا استمر الحال على ما هو عليه فأتوقع أن يزور أمير المنطقة المحافظة في مرات قادمة وهي خالية من السكان إلا من بعض موظفي الدوائر الحكومية والعمالة الوافدة.
وتحدث أيضا الأستاذ: حامد الثقفي قائلا: هل يعقل أن يهجّر سكان محافظة بأكملها وتخلو منهم قراهم بسبب التعليم الجامعي، بينما تكتظ جامعة الطائف والباحة بأبناء وبنات المحافظة، ومن المسؤول عن الأرواح والدماء الطاهرة التي تسيل على طرقات بها الكثير من عوامل الخطورة منها الضباب الذي يلف قرى المحافظة ومرتفعاتها غالب فصل الشتاء.
وتحدث الأستاذ: شاكر بن احمد الحارثي قائلا: عدم وجود التعليم العالي بمحافظة ميسان أرّقنا كثيرا نحن الأهالي، وأصبحنا أما خيارات صعبة، فإما أن نحرم بناتنا من التعليم أو نعرضهن للخطر اليومي أثناء السفر لمسافة طويلة تزيد عن 260 كلم ذهابا وإيابا أو الانتقال مع بناتنا إلى المدن وهذا يزيد من معاناتنا ماديا واجتماعيا، ومن كان مرتبط بعمل في المحافظة فلا أمل لبناته بإكمال تعليمهن.
وأضاف نحن نتساءل: أليس بناتنا وأبناؤنا جزء من هذا الوطن؟ أليس لهم الحق في الحصول على التعليم الجامعي أسوة بأبناء وبنات وطنهم؟ أليس من حقهم أن يشاركوا في بناء وطنهم متسلحين بالعلم الذي يمكنهم من ذلك؟، تساؤلات ملء أفواه الأهالي فهل من مجيب؟.