المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 5 مايو 2024
الصحة النفسية ومتلازمة داون
بواسطة : 31-10-2015 04:42 مساءً 76.2K
المصدر -  
ما هو *أكبر المخاوف المتعلقة بالصحة النفسية لدى الأشخاص ذوي *متلازمة داون؟
ما لا يقل عن نصف إجمالي الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون يواجهون قلقاً كبيراً على الصحة النفسية أثناء فترة حياتهم. الأطفال والبالغون الذين يعانون من مشاكل صحية متعددة يعانون بنسبة كبيرة من مشاكل الصحة النفسية.
إن أكثر الأمراض شيوعا في الصحة النفسية تشمل: القلق العام، الوسواس القهري المتكرر، السلوك المعارض، والسلوك المتهور، اللامبالاة، صعوبات النوم ذات الصلة، الاكتئاب، حالات طيف التوحد، والمشاكل العصبية النفسية المتميزة بالفقدان التدريجي للمهارات المعرفية.
إن نمط المشاكل النفسية في الأشخاص ذوي متلازمة داون تختلف باختلاف عمر الطفل أو البالغ *واختلاف الخصائص النمائية للأشخاص ذوي متلازمة داون كما يلي:
الشباب والأطفال في سن المدرسة المبكرة الذين لديهم صعوبة في اللغة ومهارات التواصل، الإدراك، وفي عدم القدرة على حل *المشاكل غير اللفظية معرضون بشكل كبير لـمشاكل نفسية مثل:
السلوكيات التخريبية، المتهورة، اللامبالاة، والمعارضة بشكل مفرط (مما يثير مخاوف من تعايش اضطراب المعارضة مع تشتت الانتباه واضطراب فرط الحركة).
السلوكيات القلقة، الجامدة، المتكررة، المتصلبة. (مما يثير مخاوف من تعايش اضطراب القلق العام، واضطراب الوسواس القهري).
العجز في إقامة العلاقات الإجتماعية، والسلوكيات المتوحدة والنمطية المتكررة، ( مما يثير مخاوف من تعايش التوحد، واضطراب تفشي الاعتلالات النمائية).
صعوبات النوم المزمن والنعاس أثناء النهار، والتعب، والمشاكل المتعلقة بالمزاج (مما يثير مخاوف من تعايش اضطراب النوم، وتوقف التنفس أثناء النوم).
أطفال المدارس الأكبر سنا والمراهقون، إضافة إلى الفتيان البالغين ذوي متلازمة داون الذين لديهم مهارات لغوية وتواصل ومهارات معرفية معرضون للإصابة بالتالي:
الاكتئاب، الانسحاب، الانطواء الاجتماعي، وتضاؤل مهارات الاهتمام والتكيف.
سلوكيات الوسواس القهري
تراجع وتدهور في المهارات المعرفية والإجتماعية، صعوبات النوم المزمنة، والنعاس أثناء النهار، التعب، ومشاكل المزاج المتعلقة بصعوبة النوم (مما يثير مخاوف من تعايش اضطراب النوم، واضطراب توقف التنفس أثناء النوم).
البالغون الأكبر سنا عرضة للإصابة بـ ـ:
الاكتئاب، الانطواء الاجتماعي، فقدان الاهتمام، وتضاؤل الرعاية الذاتية.
تراجع وتدهور في المهارات المعرفية والإجتماعية الخرف.
كل هذه التغيرات في السلوك كثيرا ما تبدو كردة فعل / أو"تستثار" بـ الضغوط النفسية، والاجتماعية أو البيئية. على سبيل المثال، عند الإصابة بمرض ما، أو الانفصال عن الأحبة أو الانتقال من مكان لآخر، أو *فقدان لأحد الشخصيات المتعلق بها الشخص.
لمن *ينبغي أن تلجأ لمساعدتك في التقييم والعلاج لمشاكل الصحة النفسية؟
العديد من العائلات يسكنون في مناطق لا يتوفر فيها المختصون في الصحة النفسية والمتمرسون في التعامل مع الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون، وعليه ننصح العائلات بالنهج التالي:
البحث في منطقتك عن مقدمي تلك الخدمات من ذوي الخبره في التعامل مع الأطفال والبالغين ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد يشمل هذا: الاستفسار من طبيب الرعاية الأولية، والاستفسار من الأصدقاء و زملاء العمل. كما أنه قد يساعدك *كثيرا وجود طبيب الرعاية الأولية الذي يمكنه تقديم توصيات الإحالة إلى مختصين آخرين، او يعرف أحدا ما يستطيع تقديم توصية الإحالة المناسبة لك.
يجدر بك دائما القيام بزيارة استشارية أولية لتعريف الطفل والبالغ بالمختصين، ولمعرفة ما إذا *كانت هذه الزيارة تلبي احتياجاتك. مثل هذه الزيارة التمهيدية مفيدة كونها تساعد الطفل ذو متلازمة داون على الشعور بالراحة في مكان إجراء الكشف الطبي، ومع من يقوم بتقدم الخدمة، وتمكنك من الحصول على موعد مناسب أثناء الأزمات في المستقبل عند حدوث أي حالة طارئة يرجى التذكر بأن الطبيب النفسي والماهر في متلازمة داون، هو شخص لديه معرفة باضطرابات النمو، وأيضا لديه خبرة في التعامل مع الأطفال. قد يكون من المستحسن البحث أولا عن طبيب نفسي يعمل *في مركز طبي خاص بالأطفال.
من الضروري اختيار طبيب نفسي لديه الخبرة في إدارة الدواء مع الأشخاص ذوي الاضطرابات النمائية.
إذا كان طفلي لديه مشكلة سلوكية حديثة، فهل هناك أسباب طبية يجب استكشافها أولا؟
هذا السؤال شائع بكثرة، يساله الأهل للطبيب النفسي والطبيب العام. هناك عدد من التحاليل الأساسية التي يجب القيام بها لاستكشاف الحالات الطبية المرتبطة بالأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون. والذين تظهر عليهم "مشاكل سلوكية". من بين هذه الحالات، نوصي بالنظر في الحالات التالية:
تحاليل وظائف الغدة الدرقية ويمكن أن يقوم بها *طبيب الرعاية الأولية، أو طبيب الأطفال المتخصص في النمو والسلوك، أو حتى طبيب نفسي كجزء من التقييم المبدئي.
تقييم الصعوبات المرتبطة بالنوم بواسطة طبيب الرعاية الأولية أو بواسطة طبيب الأطفال المتخصص في النمو *والسلوك، أو حتى طبيب نفسي وذلك كجزء من التقييم المبدئي مع التحويل إلى عيادة أو مختبر اضطرابات النوم عند الحاجة لمعرفة أسباب انقطاع النفس أثناء النوم. أنظر المناقشة أدناه.
يجب معرفة الدور الأساسي للإمساك *أو المصاعب التي تواجه نجاح عمل الأمعاء ودورها في ظهور السلوكيات. ويتم ذلك بواسطة طبيب الرعاية الأولية، أو طبيب الأطفال المتخصص في النمو والسلوك والتحويل إلى أخصائية التغذية للإستشارة.
من المهم التأكد بأن الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون قد تم تقييم سمعهم ( طب السمع) وبصرهم ( طب العيون)، وفقر الدم، ومرض القلس المعدي المريئي (طب الباطنة).
وأخيرا المحاذير أو الخطوات اللازمة عند التعاطي مع مثل هذه الحالات الطبية التي ذكرت أعلاه والمؤثرة في سياق علاج "المشاكل السلوكية" تشمل ما يلي:
الخطوة 1: إن المشاكل العاطفية والسلوكية عند الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون تحدث غالبا وليس دائما، بسبب حالة *طبية غير مكتشفة. ومع ذلك، فهذه الحالات الطبية المرتبطة بالأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون بحاجة إلى الكشف عنها *كجزء من نهج التقييم الشامل.
الخطوة2: الحالة الطبية، حتى لو لم تكن سببا في المشاكل العاطفية والسلوكية، فإنها مع ذلك قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل العاطفية والسلوكية، أو تجعل الطفل والبالغ ذو متلازمة داون مقاوما لعلاج المشاكل العاطفية والسلوكية.
الخطوة 3: تصحيح الحالة الطبية، على سبيل المثال، علاج قصور الغدة الدرقية قد لا يزيل المشاكل العاطفية والسلوكية، ويجب معالجة المشاكل العاطفية والسلوكية بشكل متزامن مع علاج الغدة الدرقية. وعليه فإن الطفل و/أو البالغ ممن لديه قصور الغدة الدرقية إضافة إلى الاكتئاب، من غير المرجح أن يستجيب لعلاج الاكتئاب بأدوية مضادة للاكتئاب لوحدها. إلا إذا تم تصحيح قصور الغدة الدرقية. وعليه فإن *هناك تفاعلا بين الحالة الطبية والحالة العاطفية السلوكية.
ما هي أعراض القلق العام, واضطراب الوسواس القهري, والاكتئاب عند ذوي متلازمة داون؟ وكيف يتم التشخيص والعلاج؟
هذا القلق العام هو من الحالات الأكثر شيوعا بين الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون. و يظهر بوضوح إما على شكل قلق أساسي وموجود بصفة مستمرة أو على شكل قلق ظرفي *يظهر أثناء الانتقال من مكان لآخر, أو تحسبا لظروف مستجدة مثل الانتقال من المنزل إلى المدرسة، أو تغيير موعد الوجبات أو النوم. إضافة إلى الظروف المستجدة وغير لمألوفة مع توقعات غامضة عن البيئة الجديدة التي قد يجد نفسه فيها، مع ضغوط *مؤثرة لكل منهما.
أعراض الوسواس القهري:
إن زيادة مستوى القلق والأرق *لدى الطفل أو البالغ *قد يؤدي به إلى التصرف بطريقة جامدة جدا، ولا يمكن عند ذلك التأثير عليه أو التواصل معه بطريقة إيجابية، و كما يذكر غالبا مقدمو الرعاية بأن الطفل أو البالغ يحتاج في هذه الحالة إلى التعاطي معه بالأساليب التي اعتاد عليها سابقا في مثل هذه الظروف وتجنب أي أساليب جديدة وغير مألوفة لديه. كما أن هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من زيادة القلق والأرق *يقومون بسلوكيات متكررة رغما عنهم، و بشعائر (طقوس) غريبة، مما يطرح تساؤلا عن احتمال إصابتهم *باضطراب الوسواس القهري.
*إن البالغ أو الطفل، في مثل تلك الحالة يميل إلى التعاسة، والخوف، والقيام بسلوكيات من القلق العام والوسواس القهري والّذَيْن يتعايشان في كثير من الأحيان. بينما الطفل المخرب والمعارض واللامبالي ذو متلازمة داون لا يميل في الغالب إلى التعاسة، *بل إلى السخافة، والسعادة والإثارة. إن هذه المشاكل تشكل تحديا للأباء ومقدمي الرعاية في إمكانية المثابرة على رعاية طفلهم. وحيث أن الطفل أو البالغ ذو متلازمة داون ممن يعانون من القلق العام والوسواس القهري لديهم الميول إلى العناد، والجمود، فهم يتعرضون إلى درجة كبيرة من عدم الاكتراث المتكرر من الأهل والذي لا يؤدي غالبا إلى نتائج إيجابية.
التفريق بين القلق وتشتت الانتباه واضطراب فرط الحركة في الأطفال الصغار
إن سلوك الضجر، والملل، والتهور وتشتت الانتباة بسبب حدوث القلق العام يبدأ في مرحلة معينة ومعروفة *مع نهج غير مستمر. خلافا للأطفال ذوي متلازمة داون ممن *لديهم السلوك المتهور، والمعارض فقط. لذا فهنالك حاجة للحصول على تاريخ مرضي مفصّل عن جميع هذه السلوكيات، مما يساعد على تحديد مصادر القلق، أو المحركات البيئية المساهمة في القلق والمرتبط *بالتغيير في بيئة المدرسة أو المنزل أو العمل الحالي. في مثل هذه الحالات، من الضروري تقييم الأسباب، والسلوك المتّبع، والنتائج الناجمة عنه ومن ثم تصميم خطة لتعديل السلوك وخطة علاجية. إن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب و القلق، يمكن أن تساعد على تحسين وضع الشخص النفسي، ولكن ينبغي أن يقتصر استعمالها على وجود أعراض مستمرة وأكثر خطورة.
أعراض الاكتئاب
الأطفال والبالغون الذين يعانون من *الاكتئاب يظهرون أعراضا تتسم بالانطواء الاجتماعي المفرط، وينتابهم الحزن بشكل متقطع، مع عدم القدرة على التمتع بالكثير من النشاطات التي كانوا يحبونها سابقا.
*إن تلازم اضطراب النوم مع حالات الاكتئاب والقلق معا كما هو شائع الحدوث، *لا يساعدنا على التفريق بينهما. إن الجانب الأبرز من الاكتئاب في الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون هو ارتباطه مع أسباب بيئية ذات تأثير سلبي عليهم. وهذا قد يشمل الأمراض السابقة غير المكتشفة، أو الألم، أو ضغوطات نفسية واجتماعية. على سبيل المثال، انتقال الأخ الأكبر إلى المدرسه، أو المرض المزمن والمفاجيء لأحد أفراد الأسرة، أو موت حيوان أليف بالمنزل بعد اقتنائه لمدة طويلة، غياب المدرّسة في إجازة أو مرض. كل هذه الأمور الطبيعية تبدو غير طبيعية للأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون مع أثر نفسي واجتماعي غير متناسب مقارنة مع شخص عادي آخر تحت نفس الظروف. بالحصيلة، يبقى الأطفال والبالغون ذوي متلازمة داون حساسين للتغيرات في بيئتهم.
في حال توقع أي تغيير سلبي لدى الطفل أو البالغ، نحن نوصي بالحصول على خدمات استشارية. لأن معالجة الاكتئاب - مع وجود الضغط المستمر- *بواسطة االأدويه غالبا ما يكون عقيما بدون دعم موجه للشخص بصفة فردية من قبل مختصين بهذا المجال. كما أن المعالجة المزدوجه بأساليب العلاج النفسي - الإجتماعي، مع العقاقير تكون *ضرورية.
إن الحاجة إلى العلاج الدوائي تزداد قوة *باعتبار أن الطفل ذو متلازمة داون لديه قابلية خلقية (تركيبة بيولوجية) للضعف والتأثر.(على سبيل المثال، تاريخ إصابة بالمرض عند الأسرة، نوبات سابقة من الاكتئاب، مرض طبي متزامن).
ما هي أعراض الغفلة، والسلوك المتهور، وفرط النشاط، والسلوك التخريبي في الأشخاص ذوي متلازمة داون؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟
يواجه الأطفال والبالغون ذوي متلازمة داون عادة صعوبات كبيرة في الفهم والإدراك وإنجاز الأعمال والواجبات، ويظهرون صعوبة لافتة جدا في المحافظة على الانتباه إلى المهام الموكلة اليهم أو التي يجب عليهم تأديتها. إن الأطفال الذين يعانون من اضطراب معرفي، واضطراب في اللغة (التلقي والتعبيراللغوي) – خاصة في الفئة العمرية الأصغر- يعانون من صعوبات الانتباه المترافقة عادة مع السلوك المتهور والمفرط النشاط.
هؤلاء الأطفال الذين يعانون من السلوك المتهور، ومن فرط النشاط الحركي الذي يتوافق مع تشخيص تشتت الانتباه واضطراب فرط الحركة. تتم معالجتهم بالأدوية المنبهة.
إن تجاوب الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون مع الأدوية يشير إلى أنها لم تسفر عن نتائج مشجعة. إن التأثيرات السلبية للأدوية والأكثر شيوعا وظهوراً هي : الهياج، حدة الطبع، العدوانية، القلق الانتقالي، والمشاكل المرتبطة بالنوم.
يجب تحذير الوالدين مسبقا من هذه التأثيرات السلبية نظرا لإمكانية حدوثها مباشرة بعد تقديم العلاج وقد تكون مقلقة لهم.
*لهذه الأسباب، فإن التركيز الرئيسي في علاج الأعراض المشابهة لتشتت الانتباه واضطراب فرط الحركة يجب أن تركز على الاستراتيجيات السلوكية والعلاجية لتحسين الأداء على التكيف، والأداء في المنزل والفصول الدراسية.
*بالنسبة للأطفال الذين يعانون من السلوك المتهور والتخريبي الشديد، فإن استعمال جرعة خفيفة من "كلونيدين" كان مفيدا. ولكن هذا الدواء يمكن أن يكون أيضا محدود الفاعلية لأنه يؤدي إلى النعاس النهاري في بعض الأطفال. كما ينبغي التأكيد على أن استعمال علاج *الـ "كلونيدين" في حد ذاته، يمكن أن يكون فعالا فقط في معالجة السلوك المتهور، والتخريبي، وفرط النشاط، ولا يحسن الانتباه بالضرورة.
إن تناول "الكلونيدين" عند النوم يساعد الطفل أيضا على الاستقرار والنوم.
ما هي المخاوف السلوكية والشائع ارتباطها مع صعوبات النوم المزمن؟ وكيف يتم تقييمها وعلاجها؟
يواجه الأطفال والبالغون ذوي متلازمة داون عادة مجموعة واسعة من الصعوبات المرتبطة بالنوم إما كاعتلال النوم بمفرده,، أومرتبطا بمشاكل الصحة النفسية (على سبيل المثال، القلق العام، واضطراب المزاج).
*بغض النظر عن المسببات، فإن صعوبات النوم تضعف قدرة الطفل أو البالغ ذوي متلازمة داون على الحفاظ على اليقظة والانتباه أثناء النهار، وإلى التحكم بصورة أفضل مثل تحمل بعض المشاعر.
*ينبغي التقييم الشامل لصعوبات النوم عند ذوي متلازمة داون من الأطفال والبالغين بواسطة فريق متعدد التخصصات من أجل استبعاد وجود أي عوارض طبية أخرى.
الأطفال والبالغون ذوي متلازمة داون على الأخص، أكثر عرضة لتوقف التنفس أثناء النوم، مع انقطاع النفس الخفيف إلى المعتدل أثناء النوم، والذي يؤدي إلى تخفيف تشبع الأوكسجين في الدم. مع أن تشخيص توقف التنفس أثناء النوم يعتمد عادة على عدة مؤشرات مثل النعاس أثناء النهار، والتعب، فمن الضروري إجراء المزيد من الفحوصات لتأكيد التشخيص عن طريق الإحالة لإجراء دراسة للنوم في مختبر اضطرابات النوم والمتوفر عادة في المراكز الطبية الكبرى.
ما هي *الأسباب البيئية الكبرى المؤدية للصعوبات السلوكية والعاطفية؟
الأطفال والبالغون ذوي متلازمة داون *حساسون بشكل كبير للضغوط النفسية - والاجتماعية والبيئية. إن مرض أو فقدان المحبين والأسرة يكون مدمرا ويقود غالبا إلى رد فعل معقد حيث قد يعاني الطفل أو البالغ ذوَي متلازمة داون تراجعا وتغيرا في قدرتهم على التفكير، والتعقل، والتذكر، ومعالجة المعلومات، والتعلم. كما تؤدي المحركات النفسية - الاجتماعية والبيئية إلى حالة من القلق العام، أعراض الوسواس القهري، الاكتئاب وصعوبات النوم. و قد تكون مصحوبة أيضا بنقص الوزن، وسوء الرعاية الذاتية، وانعدام الدافع لحضور الفصول الدراسية، أو الذهاب إلى العمل. إذا استمر الوضع هكذا ولم تكن هناك محاولة للتدخل بتقديم الاستشارات النفسية - الاجتماعية، والعلاج بالعقاقير المناسبة، والتدخلات السلوكية، فإن الحالة النفسية قد تستمر مصحوبة بفترة طويلة من تدني الأداء النفسي - الاجتماعي والمعرفي.
هل اضطراب الانحراف المعارض ( التحدي الاعتراضي ) شائع لدى الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون؟
يتصرف الكثير من الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون بشكل رائع: يحبون المتعة، وتفاعلهم عادة يتضمن الإغاظة وإلقاء النكات، ونوبات من الضحك (القهقهة)، والذي قد يؤدي إلى سلوك اجتماعي مستهتر. العديد منهم يتجاوب مع التدخلات السلوكية المعززة *بمكافآت واضحة. أحيانا، يفقد الطفل أو البالغ السيطرة على هذه السلوكيات *لتطغى على جميع تصرفاته. قد يزدادون تحديا، ولا يستطيعون الإصغاء لتوجيهات الآخرين، ويصبحون أحاديي التفكير وغارقين في ذواتهم. وهذه أمثله عن بعض تلك الأعمال: الجلوس أو الاستلقاء ورفض النهوض، إن السلوكيات المعارضة تحدث عند الأشخاص من مختلف مستويات المهارات المعرفية واللغوية. ولكن من الصعب *السيطرة على هذه السلوكيات عند أولئك الأكثر مهارة في التواصل اللغوي (التلقي والتعبير).
أما *في الفصول الدراسية، فإن التحكم في السلوك عن طريق التعليم الفردي ( من 1 :1 ) قد يؤدي إلى السيطرة *على الموقف والقدرة على التعليم. إن مشاكل السلوك المعارض في الأطفال محدودي الإدراك والتواصل اللغوي (التلقي والتعبير) تكون لديهم مستوى أعلى من السلوك المتهور وزيادة النشاط وغالبا يتواجد هذا السلوك مع تشتت الانتباه واضطراب فرط الحركة.
هل الاضطراب "ثنائي القطب" واضطراب المزاج شائعان في الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون؟
هناك حاجة لاتباع نهج شامل في تقييم الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون الذين يعانون من عدم استقرار المزاج. من الضروري استبعاد أي حالات طبية وعصبية كامنة. *مع اعتبار خاص لإمكانية التأثير السلبي للأدوية والذي قد يؤدي إلى عدم استقرار المزاج الثانوي.
إن الطفل ذو متلازمة داون صغير السن الذي لديه سلوكيات معارضة، ومتهورة، وتخريبية، ومنفعلة، وعدائية يجب وضعه ضمن احتمالات اضطراب المزاج. فمن خلال تجربتنا السريرية، نجد أن مشاركة الاضطراب ثنائي القطب الحقيقي مع متلازمة داون غير معروف. كما أن استخدام الأدوية المضادة للتشنج ( كمثبت للمزاج) يجب أن يتم تحت إشراف دقيق. وبالمثل، فقد يكون استخدام أدوية المهدئات العصبية قليل الفعالية ويجب استخدامها باقتصاد وبجرعات خفيفة وكحل أخير، مع رصد دقيق للآثار الجانبية المحتملة.
بما أن الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون معرضون بشكل أكبر لزيادة الوزن خلال حياتهم. فإن فتح الشهية يؤدي إلى زيادة الوزن المرتبط *بأدوية المهدئات العصبية، ويمكن أن تزعزع استقرارهم. وعليه فإن اشتراك العلاج السلوكي والغذائي ضروري جدا.
هل نحن على عتبة مرحلة جديدة من تحسن تقييم مخاوف الصحة النفسية لدى الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون؟
إن تقييم مخاوف الصحة النفسية لدى الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون قد تقدم بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. والآن أصبح المجال واسعاً لذلك مع توفر أدوات التشخيص والكشف والتقييم للحالات النفسية عبر مختلف الفئات العمرية النمائية فيما يخص قياس المجالات مثل: *قياس عدم القدرة الغير لفظية على حل *المشاكل، ووظائف اللغة والتواصل والتوافق والسلوك. إن الكثير من المعرفة الحالية مبنيىة على خبرات سريرية ومع ذلك تختلف أساليب العلاج اعتماداً على توجه مقدم الخدمة. مثل الاعتماد على *تعديل السلوك، إلى العلاج بالعقاقير، أوتدريب الطفل أو البالغ على المهارات الاجتماعية. على الأهل أن يتحلوا بالحكمة في البحث عن طريقة جامعة للرعاية المتكاملة (الصحة الطبية والنفسية، والسلوكية، والدوائية، والمهارات الاجتماعية) للطفل والبالغ.
بالرغم من أن الأشخاص ذوي متلازمة داون يعانون من تأخر مصحوب ببعض الأمراض الجسدية، فإن لديهم مجالاً واسعاً من القدرات، وكل شخص يتطور حسب قدراته.
على الرغم من التأخر في تطورهم فإنهم يحققون العديد من الإنجازات ذات المعنى والتي تصل بهم لحياة ذات قيمة وممتعة للغاية. وهناك حاجة لتطوير أفضل قاعدة بيانات مع توسيع نطاق الأبحاث المتعلقة بالصحة النفسية لمتلازمة داون.
المصدر الجمعية الوطنية لمتلازمة داون *المؤلف ، الدكتور/ كريم منير, دكتوراه في الطب، ماجستير في الصحة العامه، ودكتوراه في العلوم.