المصدر -
“فارس الزهراني” و”هيلة القصير” كانا على رأس مطالب تنظيم القاعدة للإفراج عن القنصل السعودي “الخالدي”، وإن كانت الأخبار انتشرت عن “هيلة القصير” لكن القليل يعرف “فارس الزهراني”.. فمن هو ؟
“فارس أحمد جمعان آل شويل الزهراني” “أبو جندل الأزدي”، المطلوب رقم 12 ضمن قائمة ال 26 ارهابيًا التي أصدرتها وزارة الداخلية السعودية العام 2003 ، واعتقل “الزهراني” على اثرها في مطلع أغسطس العام 2004، وهو من مواليد قرية صغيرة اسمها الجوفاء في جنوب المملكة.
ووفقًا لموقع “إيلاف” يبلغ “الزهراني” الآن 45 عامًا، قضى منها 11 عامًا الأخيرة في السجن، و يعده الكثير من المراقبين والمطلعين على الحركات التكفيرية أحد أهم المنظرين للأفكار الشرعية التي تتبناها القاعدة، وكان مسؤولًا عن كتابة البحوث الشرعية التأصيلية والفتاوى للنوازل والعمليات التي تحدث على أرض الواقع، سانده في ذلك المنظر الآخر “يوسف العييري الذي قتل في عملية أمنية أثناء هروبه باتجاه العراق العام 2033، وكذلك “ناصر الفهد” و”علي الخضير” اللذان يقضيان عقوبة السجن منذ عام 2003.
و”الزهراني” له 9 كتب ومنشورات، من أشهرها “الباحث عن حكم قتل أفراد المباحث”، وهي رسالة في تأصيل جواز قتل أفراد المباحث السعودية، وكتاب”وصايا للمجاهدين” وهو يضم مجموعة وصايا للمجاهدين في أحوال كثيرة كالاعتقال أو التحقيق أو كيفية تنفيذ العمليات الإرهابية.
ومن كتبه في التكفير “الآيات والأحاديث الغزيرة على كفر قوات درع الجزيرة”، وفيه يكفر قوات درع الجزيرة ويعتبرهم مرتدين وفيه رد على كل من يشكك في كفرهم أو يتورع عن قتالهم، وله كتاب تحت عنوان “وجوب استنقاذ المستضعفين من سجون الطواغيت والمرتدين” وهو رسالة في نصرة الإرهابيين المسجونين لدى الأنظمة وبيان للوسائل التي يمكن افتداؤهم بها عن طريق خطف شخصيات غربية أو مسؤولين للمساومة على افتدائهم بالإرهابيين.
و له كتب في قضايا الفقه العامة وكتبًا في الترويج لقادة الفكر الجهادي أمثال “أسامة بن لادن والملا عمر”، وعرف عن “الزهراني” عدم مشاركته في أي حرب سابقة للمقاتلين سواء في أفغانستان أو البوسنة أو الشيشان.
و لـ”الزهراني” عدة مقالات في مجلة صوت الجهاد ونشرة البتار التي كانت تنشر على الإنترنت واختفت بعد انتهاء عمليات القاعدة في المملكة، و له حوار في موقع “التوحيد والجهاد” الناطق باسم أبو الزعيم الروحي للجهاديين “أبومحمد المقدسي”.
ويعتمد “الزهراني” في هذه المؤلفات على حصيلة دراسية دينية، إذ أنه درس بكلية علوم القرآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وانتقل منها إلى جامعة الإمام م”حمد بن سعود” الإسلامية في منطقة القصيم ودرس هناك لمدة عام ونصف، ثم عاد بعد ذلك إلى مدينة أبها في الجنوب السعودي لدراسة الشريعة في فرع جامعة الإمام “محمد بن سعود”.
ونشط “الزهراني” أيضًا على صعيد الحوارات والردود الصوتية، إذ نشر مقاطع صوتية جاهر فيها بتحدي السلطات الأمنية، وأعقبه بإعلانه التخلي عن جنسيته رافضًا العفو الملكي الذي أعلنته المملكة عن المطلوبين أمنيًا في 23 يونيو سنة 2004، و قال في أحد المقاطع الصوتية أنه لا يعترف بالجنسية السعودية، مضيفا ” لا أعترف بهذه الجنسية لأحد من الناس فأنا مسلم من المسلمين “.
في تلك الفترة التي كانت تشهد مواجهات على أكثر من مسار بين السعودية والإرهابيين سواء عسكريًا أو فكريًا، ظهر اسم رجل الدين الشهير “سفر الحوالي” مبديًا استعداده للتفاهم حول تسليم “الزهراني”، وذلك بعد أن تردد اسم الحوالي في قضية تسليم اثنين من المطلوبين للداخلية السعودية وهما “علي الفقعسي وعثمان العمري”.
لكن “الزهراني” نفى في رسالة نسبت إليه في أحد المواقع الأصولية هذه المعلومات، وأكد في رسالته المعنونة “بيان من الشيخ فارس آل شويل الزهراني حول الدعاوى الكاذبة من سفر الحوالي وأشباهه أن ما أشيع عن استسلامه كذب وغير صحيح”، مكفرًا في ذات الوقت الدولة السعودية في بيانه وعارض أن يكون لهم عهد أو بيعة عنده.
وخاطب سفر الحوالي قائلًا: “لا تخادع نفسك ولا تخادع المسلمين فلست من المجاهدين ولا من أنصارهم”، وأضاف فارس مخاطبًا الحوالي: “أننا نبرأ من أفعالك وأقوالك وليس بيننا وبينك أي اتصال”.
وكان “فارس” من أشد المعارضين والمنكرين لسفر “الحوالي” و”سلمان العودة” ورموز التيار الصحوي، حيث يسميهم بالخونة والمنافقين ويرى أنهم تنكروا وتبرأوا لمبادئهم وللأفكار التي كانوا يشيعونها ضد النظام السعودي ودائمًا ما يورد النصوص والتسجيلات القديمة لهم لإقامة الحجة عليهم .
وبانتهاء عملية تحرير الدبلوماسي السعودي في اليمن، يكون “الزهراني” أحد أهم الخاسرين في هذه العملية التي صبرت من أجلها القاعدة ثلاث سنوات، وكانت مستعدة أكثر لولا تحرك الاستخبارات السعودية وتحرير “الخالدي”.
*