بواسطة :
16-12-2014 01:04 مساءً
13.5K
المصدر -
الغربية - متابعة - مسفر الخديدي :
تنطلق فعاليات الدورة الثامنة من فعاليات سوق عكاظ يوم 23 من شهر صفر الجاري، ويستمر حتى السابع من شهر ربيع الأول، بمشاركة مجموعة كبيرة من المثقفين والأدباء العرب.
وحظي سوق عكاظ باهتمام قادة هذا البلد المعطاء ، وما ذلك إلا امتداد لحرص ولاة الأمر - أيدهم الله - على كل ما يدفع بمسيرة الثقافة والوعي والأدب في المملكة العربية السعودية، إيماناً منهم بالقيمة الثقافية الريادية لسوق عكاظ وما يمكن أن يمثله السوق للحركة الثقافية والأدبية في هذا الوطن .
وتأتي أهمية سوق عكاظ اليوم كونه ملتقى شعرياً وفنياً وتاريخياً فريداً من نوعه، يقصده المثقفون والمهتمون بشؤون الأدب والثقافة ، وكان الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - أول من اهتم بتعيين وتحديد مكان سوق عكاظ عندما كلف الدكتور عبدالوهاب عزام - رحمه الله - بزيارة المنطقة والتحقق من موقع السوق وآثاره الباقية ، فقام بالمهمة وألف كتابه المعروف بعنوان :" عكاظ " ، وكان لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - جهوداً في الدعوة إلى إحياء سوق عكاظ، وفي ذلك يقول الشاعر محمد حسن عواد :
وقال الشعر لــ " ابن الفهد " : يا " ابن الفهد " مفخرة .. لقد أحييت مأثرة تدوم هنا منشرة ... على الدنيا .. وقد أبدعت ما أبدعت بعد إثارة الأحياء في الرؤيا ... فمعذرة عن الإيجاز .. والإسهاب طوع يدي فمهما يدفع الإطناب والأقوال صادقة .. ومهما يعلن الأفعال من كفيك ناطقة ومهما يهتف الراوون : هذا الشبل من ذيالك الأسد ... وأنك حاشد العلياء في " العلياء والسند "وموجد أمة في " دار مية " ضخمة العدد .. تذكرنا بغابرة طواها " سالف الأمد ".
واستمرت الدعوة إلى إحياء سوق عكاظ والمطالبة إلى إعادة مجده وسابق عهده ، حتى كان ذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - عام 1428 هـ بعد غياب استمر حوالي " 1300" سنة ، و افتتحه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، واستمر هذا المشروع في كل عام يظهر تطوراً جديد في فعالياته وينتظر اكتمال عناصر المدينة الثقافية السياحية لسوق عكاظ .
ومنذ انطلاقة فعالياته ظل العطاء متواصلاً مكتسياً في كل عام حلة جديدة ورؤية متميزة يقدم فيها نماذج متنوعة من المشاركات والأفكار والرؤى التي تعكس حرص المملكة على تطوير فعاليات هذا النشاط الثقافي التراثي والارتقاء بمفهومه الحضاري ، وحظي سوق عكاظ في موسمه الثامن بمتابعة مستمرة وحرص مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا ، وسيكون حافلاً بالأنشطة الجديدة والفعاليات المتنوعة والتي سيعلن عنها خلال الفترة المقبلة ، و بدأت الاستعدادات منذ وقت مبكر تجهيزاً للتظاهرة ، إذ تعقد اجتماعات أسبوعية يرئسها نيابة عن سمو أمير منطقة مكة المكرمة، معالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر بحضور رؤساء اللجان التنفيذية لدراسة ما أنجز على أرض الواقع ودراسة البرامج المصاحبة للدورة الحالية ، إضافة لتبادل الاقتراحات والآراء التي تسهم بدورها - بعد توفيق الله - في إنجاح المناسبة الثقافية بالصورة التي تليق بالمملكة .
وتحت متابعة وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ، شرعت هيئة السياحة في تطوير عناصر مخطط جادة سوق عكاظ التي تمثل العنصر الرئيسي في برامج وأنشطة السوق ، حيث ستشهد تنظيم سلسلة من المعارض المتخصصة ، للتعريف بمساهمات الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة، والتواصل مع الجمهور الراغب في التعرف على طبيعة أعمال تلك الجهات وإنجازاتها .
وحرصت السياحة على تطوير عناصر مخطط جادة سوق عكاظ الماضي والمستقبل بالتنسيق مع الشركاء ذوي العلاقة ، وتقديم الدعم المالي والفني لتنظيم فعاليات الجادة والسوق ، وتنظم هيئة السياحة الفعاليات التراثية والثقافية على الجادة ، وجائزة الحرف اليدوية (بارع) ، وكذلك تنظيم مشاركة الحرفين من المملكة وخارجها ، وتنفذ أنشطة تسويقية إعلامية لفعاليات الجادة .
ومن بين الأعمال التي تنفذها الهيئة تنظيم الرحلات السياحية لزوار سوق عكاظ وتشمل المعالم السياحية والأثرية في محافظة الطائف ، إضافة لتنظيم المعرض المصور المخصص للبعد الحضاري ، وتؤدي الهيئة العامة للسياحة دوراً مهما من خلال توسعة مساحة سوق عكاظ بإضافة حوالي 4 ملايين متر مربع ، وتنسيق الموقع مع العناصر المجاورة مثل واحة التقنية ، إضافة لإقامة منتجع صحي ترفيهي في المستقبل .
وتشمل فعاليات جادة " سوق عكاظ 8 " لهذا العام والتي تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار عروض ثقافية وتاريخية , وعروض للشعر العربي في المسارح المفتوحة, وعروض للخيل والإبل على طول الجادة ، وعروض الرياضات التراثية ، وعروض الحرف والصناعات اليدوية ، وعروض الأسر المنتجة ، وعروض المقتنيات الأثرية والتراثية ، وأسواق المأكولات الشعبية ، وعروض المسرحية ، وعروض منتجات العسل ، وعرض منتجات الورد الطائفي .
وخلال هذا العام تم إنشاء خيمتين إضافيتين في الجهة الشمالية من موقع السوق تكفلت بإنشائها وزارة التعليم العالي بتكلفة مالية تقدر بأكثر من 40 مليون ريال ، ستكونان رافدًا مهما للخيمة الكبرى التي افتتحت في الدورة السادسة ، على مساحة 2572 مترًا مربعاً، وتقدر طاقتها الاستيعابية بنحو 3061 مقعدًا .
وستكون الخيمتين مسرحاً للأنشطة الثقافية والأمسيات والندوات ، فيما ستخصص الخيمة الرئيسة التي أنشأت قبل عامين للمناسبات الكبرى ، وتضم الخيمتان قاعات ومسرح ، بالإضافة لمسجد مساحته (30 ×40 م) ومرافق أخرى مرتبطة بالمشروعين .
وسيتميز ( عكاظ 8 ) بمسرحياته وأمسياته الثقافية والأنشطة الفرعية التي ستكون مصاحبة للسوق كجادة عكاظ وغيرها, ففي كل سنة تطرح مسرحية تتحدث عن شخصية مختلفة , ويتم طرح شاعر من الشعراء القدامى اللذين كانوا يرتادون السوق, وخلال الدورات السابقة تناول السوق شعراء أمثال امرؤ القيس وطرفة والأعشى وغيرهم , وتناول سوق عكاظ في السنوات الأخيرة سيرة الرواة في الشعر وأصحاب المعلقات , وفي هذا العام ستنطلق من خلال خيمة : (عكاظيون جدد) تناول المرحلة الحالية للثقافة العربية والوطنية يتم التحدث فيها عن سيرة أبرز الشعراء*السعوديين الفطاحل .