بواسطة :
16-08-2014 08:11 مساءً
8.8K
المصدر -
الغربية - متابعة - محمد المالكي :
* **
- منذ دخوله العراق في يونيو/ حزيران الفائت، جذب تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، "داعش" سابقاً، الأنظار بسياسته الهمجية والدموية من اعدامات جماعية إلى جز الأعناق ورفع الرؤوس لغرض الترهيب، وجاءت القشة الأخيرة في محاصرة آلاف الأيزيديين في جبل سنجار، شمال العراق، ما دفع بالرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى التحرك عسكريا وتفويض عمليات جوية "مستهدفة."
وفي نفس الوقت، يطحن العنف الدموي ذاته، ومنذ أكثر من ثلاث سنوات، سوريا المجاورة، حيث ارتكبت القوات الموالية للرئيس، بشار الأسد، مذابح مماثلة ضد مقاتلي المعارضة، وفي الوقت الذي انشغل فيه العالم بتطورات الأيزيديين بالعراق، قتل، خلال نفس الفترة الفترة، ما يزيد على 500 مدني سوري في غفلة من العالم.
إذاً.. لماذا تتدخل الولايات المتحدة في العراق وليس سوريا؟.. الإجابة ربما تتضح في الاختلافات التالية بين الصراعين:
*
1.. المعارضة الدولية
ما من دولة تحمي "داعش"، حتى تنظيم "القاعدة" تبرأ منه، على خلاف ما قد ينتظر أي قوة عالمية من تعقيدات دولية حال محاولة التدخل في سوريا، نظراً للولاءات لنظام الأسد، كالصين وروسيا، اللتين اعترضتا عدداً من قرارات مجلس الأمن الدولي باستخدام حق النقض "الفيتو".. فيما تعمل الأخيرة على ضمان تزويده باحتياجاته العسكرية.
ورغم مناهضة روسيا للإسلاميين المتطرفين، فأي تدخل أمريكي، حتى لاستهداف "داعش"، سيُقابل بشكوك من قبل الكرملين، لاسيما مع تردي العلاقات بين الجانبين إلى أسوأ مستوياتها على ضوء الأزمة الأوكرانية.
كما ستهب إيران، الحليف الإقليمي الراسخ للنظام السوري، لمساعدته، وتشير تقارير إلى تزويد طهران لمليشيات "حزب الله" بالأسلحة، حيث عبرت مليشيات الحركة الشيعية اللبنانية الحدود، لدعم الأسد والقوات الحليفة له.
*
2.. ساحة حرب مربكة
القتال في سوريا معقد ومربك، فمن جانب، تقاتل القوات النظامية و"حزب الله" ضد "مسلحي المعارضة وداعش"، بينما حركات إسلامية أخرى تقاتل بعضها البعض من جانب آخر، *ونظراً لتشرذم "الجيش السوري الحر" سياسياً، لا يرى أوباما في الفصيل شريكاً قوياً بمواجهة جيش الأسد النظامي، أما في العراق فخطوط المعركة واضحة، الحكومة العراقية، وبدعم أمريكي، بمواجهة "داعش."
وبينما بدت بغداد *مرتعشة في مواجهة "داعش"، إلا أنه في الشمال، وجدت واشنطن* شريكاً قوياً ووفياً في إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي، حيث قامت بنشر العديد من المستشارين العسكريين *في عاصمة الإقليم "إربيل"، لدعم قوات البيشمرغة للتصدي لداعش.
*
3.. ضربات جوية غير فاعلة
للنظام السوري أنظمة دفاعات جوية قوية، قد تتصدى بشراسة للجيش الأمريكي، أما "الدولة الإسلامية"، ورغم إسقاطها طائرات، لكن دفاعاتها ضعيفة، ولا وجه للمقارنة مع نظيرتها السورية.
بدأت الحكومة العراقية قصف مواقع المليشيات قبل انضمام الطائرات الحربية والأخرى بدون طيار الأمريكية للمواجهة، في حين ناشدت الحكومة الكردية الدعم الجوي الأمريكي.. صادق أوباما على ضربات جوية مستهدفة بالعراق، في خطوة انتقدها جناح "الصقور" بواشنطن، بالدعوة إلى عملية عسكرية موسعة.
*
4.. نحن من أوصلها لهذه المرحلة.. ونحن من نصلح الوضع
دعوة يتردد صداها بأنحاء الولايات المتحدة مؤخراً، بزعم أن المأزق العراقي الحالي هو نتيجة الغزو الأمريكي للدولة العربية، وزعزعة استقرارها، ما يفرض على واشنطن واجب المساعدة، أضف إلى ذلك، مصرع جنود ومدنيين أمريكيين لأجل الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، وإنفاق مئات المليارات من الدولارات خلال ذلك، وتدريب وتسليح القوات العراقية.
أما في سوريا، فأمريكا لا توجد لديها مصلحة هناك، وهو ما يعارضه خبراء، من بينهم المحلل السياسي بشبكة CNN، فريد زكريا، قائلاً إن على واشنطن وضع نهج سياسي متكامل أكثر إقناعاً وترابطاً، للتعامل مع سوريا والعراق، في آن واحد، لاسيما وأن التحديات في كلا البلدين أصبحت متشابكة."
*
5.. حذر من التدخل
دعا جمهوريون لمزيد من التدخل العسكري الأمريكي في العراق، وتوسيع نطاقه ليشمل مقاتلة "داعش" في سوريا، كما استقال السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، من منصبه احتجاجاً على "التقاعس" الأمريكي بمواجهة الأسد، وكان آخر منتقدي سياسة أوباما، وزيرة خارجيته السابقة، هيلاري كلينتون، بانتقادها عدم استخدام القوة الأمريكية بما يكفي.
لكن عقب الخروج من حربين في العراق وأفغانستان، على أمريكا أن تتسم بالحذر أثناء محاولة حل أزمات العالم، طبقاً لأوباما.