بواسطة :
11-07-2014 01:34 صباحاً
20.6K
المصدر -
المدينة المنورة*:
إعداد خالد الشلاحي ـ تصوير ـ على الشهراني:
تشكل الهدايا جزءاً أساسياً في رحلة زوار الحرمين الشريفين والمعتمرين ويحرصون على شرائها, لأنها تخليد ذكرى الليالي الروحانية التي قضوها بمكة المكرمة والمدينة المنورة, وتعبر عن اشتياقهم إلى أسرهم وأقربائهم بعد ختام رحلتهم الإيمانية.
ففي المدينة المنورة تتركز مئات المحال التجارية والعربات المتنقلة في المنطقة المركزية ومحيط المسجد النبوي, توفر غالبيتها أصنافاً متعددة من الهدايا للكبار والصغار, كالأقمشة والسبح والألعاب والخردوات, إضافة إلى الذهب والمجوهرات والخواتم التي تشكل إحدى أبرز الهدايا التي يحرص الزوار على شرائها قبل العودة إلى ديارهم.
وواكبت وكالة الأنباء السعودية في جولة لمندوبيها الإقبال الذي تشهده محال الهدايا بالمنطقة المركزية في المدينة المنورة خلال شهر رمضان حيث أجمع الباعة الذين التقوهم على أن موسم رمضان يمثل رافداً مهماً لهم لبيع معروضاتهم, لما يشهده من إقبال كثيف من قبل الزائرين بمختلف أعراقهم وجنسياتهم.
ويقول المقيم الهندي حافظ إحسان الله الذي يعمل بائعاً بمحل للهدايا أن الزوار يبحثون عن السبح, والعطورات, والعود والبخور, ويؤكد أن الأسعار رخيصة وفي متناول الجميع, ولافتا إلى أن أكثر الزوار الباحثين عن الهدايا من الجزائر ومصر ودول أفريقيا غير العربية, يليهم أهل الشام, ثم الزوار من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي المحل ذاته, يقول الزائر أبو أحمد الذي قدم من سلطنة عمان جواً برفقة صديقه, لقضاء أيام بالمدينة المنورة قبيل التوجه إلى مكة المكرمة, أن الزائر العماني لا يختلف عن غيره من الزوار في انتقاء الهدايا والأشياء البسيطة التي تفرح الأولاد والأقرباء والأًصدقاء إلى جانب فرحتهم بعودتنا إليهم بالسلامة,فكل ما نبحث عنه متوفر في الأسواق مثل السبح والذهب والملابس, ملاحظا أن الأسعار مقبولة جداً ومتقاربة.
وفي موقع آخر, يعرض سليمان عبدالرزاق "باكستاني"الساعات والخواتم والإكسسوارات للزائرين, مفيدا أن موسمي رمضان والحج يمثلان أكثر أوقات السنة في نسبة مبيعات, وقال إن مبيعاته اليومية تتراوح بين 1000 ريال إلى 1500 ريال في بداية رمضان وتزيد خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل تبعاً لكثافة الزوار, حيث يفتح المحل من بعد الفجر إلى الساعة الثالثة فجراً ويغلق لساعتين فقط وقت السحور, وذكر أن زوار باكستان والهند والدول العربية هم الأكثر إقبالاً على الشراء خلال موسم رمضان.
ويروي عصام عمر عبدالحق, وهو مقيم يمني يعمل بائعاً في محل للهدايا والملابس على سور مقبرة البقيع روحانية وبركة الشهر الفضيل, مبيناً أن رمضان يختلف كثيراً عن باقي أشهر العام, من حيث الهدوء صباحاً, وكثافة الإقبال مساءً وسلاسة البيع عموماً, فلا يوجد نقاش حاد ولا تفاوض مطول مع المشترين.
وأضاف أن فترة ما بعد العصر حتى قبيل صلاة المغرب, وفترة ما بعد صلاة التراويح حتى الثانية عشرة ليلاً تمثل ذروة إقبال الزوار في رمضان , فيما يقول محمد هلال بائع هندي بمحل أقمشة, إن كل الزوار يريدون الهدايا, ولا يبحثون عن شيء معين إلا نادراً, ولكن يجذبهم الشيء الجديد, مشيراً إلى أن بعض المحال تحاول إغراء الزبائن بطريقة عرض مختلفة ويتعمدون تغيير شكل المحل لجذب الزوار, ولكن هناك زائرين يبحثون عن أصناف معينة كالأقمشة النسائية الفاخرة والفريدة, إضافة إلى الحرير بدرجاته المختلفة.
ويخبر حبيب الله بائع أفغاني بمحل للأقمشة أن محله يرتاده زبائن من الرجال والنساء, يطلبون قطعاً متنوعة من الأقمشة يقدمونها كهدايا لبناتهم وأولادهم وأزواجهم, مؤكداً أنه استطاع بخبرته توفير أنواع مختلفة من الأقمشة التي يبحث عنها الزوار الجزائريين والمغاربة والأفارقة, إضافة إلى الأقمشة التي يشتريها السعوديون والخليجيون بصفة خاصة, وقال "تأتينا الأقمشة من إندونيسيا وكوريا والهند والصين بجودة مختلفة وأسعار بسيطة".
ويقابل محل حبيب الأفغاني محل أخر صغير لا يتجاوز عرضه المترين, يقف على سدته الباكستاني محمد جاويد ويعرض أنواعاً من الساعات رخيصة الثمن, ويقول ضاحكاً "معظم زبائننا من الأطفال فالكبار لا يأتون إلينا".
وأضاف جاويد, أنه يبيع ساعة اليد الواحدة بسعر 10 ريالات, ويتوفر لديه مئات الأنواع ولكنها مقلدة, ورغم ذلك يحبها الأولاد والصغار لشكلها الجذاب.
واستوقفنا ما يحويه محل للعطارة بجوار المسجد النبوي, حيث يقول أحمد شبير أن كثيرا من الأصناف يوفرها المحل, مثل الأعشاب, ومخلطات العود, وكحل العين, والأحجار, واللبان, مبيناً أنه في بداية عمله بالمحل لم يكن يجد إجابة لأسئلة بعض الزوار حين يسألونه عن فوائد عشبة معينة, لكنه يتقن الآن صنعته جيداً.
ويوضح أن من المعروضات التي يسأل عنها الزوار الهيل الحبشي ذو الحبة الكبيرة الذي يصنف "شعبياً" كدواء للمغص واضطراب الجهاز الهضمي, وكذلك الهيل الهندي, وأنواع أخرى من الأعشاب ومخلطات البخور الآسيوية والهندية التي يطلبها الزوار والحجاج, وأنواعاً مختلفة من الكحل.
وبيّن شبير أنه تعلم مصطلحات عديدة تساعده على التخاطب مع الزوار الذين يتحدثون باللغات الأوردية والفارسية والإنجليزية أثناء تفاوضهم للشراء من المحل, ويؤكد أن لجان ومراقبي البلدية يأتون باستمرار لأخذ عينات من الأعشاب والمعروضات لفحصها.
وأثناء توافد الزوار على المحال التجارية المجاورة للمسجد النبوي التقينا الزائرة الفلسطينية نصرة, من عرب 48 وتقيم بنواحي القدس, وتقول أنها وصلت في الخامس من رمضان للمدينة المنورة وتنوي قضاء أيام بها قبل الانتقال إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة, وبينت أنها حرصت على شراء حاجات متنوعة لأولادها وبناتها.
ويشير محمود بشير بائع التمور إلى أن الزوار يرغبون أنواعا مختلفة من التمور من أهمها العجوة والصفاوي والعنبر, مبيناً أنه يعرض في محله 35 نوعاً من التمور, يطلبها الزوار بكميات كبيرة, كما يشترط بعضهم تغليفها في "كراتين" لنقلها إلى بلدانهم,كهدايا من مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
كما أنه متأكد من أن أكثر أنواع التمور رواجاً العجوة حيث يتراوح سعر الكيلو ما بين 50 إلى 80 ريالاً بحسب النوع وحجم حبة التمر, وأفاد أن تمور العجوة التي تباع حالياً هي من محصول العام الماضي, حيث يتم جني تمر العجوة بعد رمضان وتباع كميات منها لاحقاً بعد حفظها وتخزينها في برادات.
أما الزائر العراقي حميد سعود الذي قدم من مدينة الفلوجة بالعراق فيصف لحظات تجوله بين المحال المجاورة للمسجد النبوي بالرائعة, أنه جاء ليأخذ قماشا وبخورا وسواكا لأحبابه في العراق, كهدايا من بلد الرسول صلى الله عليه وسلم, مبدياً سروره بالراحة والطمأنينة التي وجدها أثناء فترة وجوده في المدينة المنورة, فيما يبحث محمد البشير عن الثياب والأقمشة الجيدة وأجهزة الجوال لشرائها لأهله في ولاية "نيجه" بنيجيريا, مبدياً سروره بما شاهده من أنواع مختلفة من الأشياء والهدايا على مقربة من المسجد النبوي, مبيناً أن ذلك يسهل عليهم شراء الهدايا في أيوقت بعد فراغهم من أداء الصلاة.
أما قميري حسين من الجزائر فيقول, أنه يشتري بعض الأقمشة لأولاده وزوجته, وقال إنه يحتاج أقل من ساعتين لشراء الهدايا, حيث يتوفر كل ما يبحث عنه بجوار المسجد النبوي.