بواسطة :
22-07-2014 09:51 صباحاً
14.7K
المصدر -
إعداد وتقرير : نهال سامي:
ماهي الا ايام ويهل العيد علينا بأيامه الجميلة وتتردد اناشيد العيد في كل منزل ، حيث تتلون الدنيا بفساتين الصغيرات وتتعطر بأبخرة الامهات ، حين نرى الصغار يقلدون اباءهم في تعديل الشماغ ورسم الشوارب ، ويبدأ عبير الضيافة في الانتشار وتتلذ بحلويات العيد ... كل هذه المشاعر والمناظر الجميلة للعيد هناك من حُرم منها قد يكون بسبب وقد يكون بلا سبب ، ولأنهم بشر مثلنا يستحقون ان يحظو بجزء من سعادة العيد احببنا ان نكون لهم الحمام الزاجل لايصال رسائلهم وتهانيهم لذويهم من وراء القضبان.
بدأنا اولاً مع العم سعود مسجون منذ خمس سنوات في قضية مالية ، حيث قال :
لا اريد من الله سوى ان ارى ابن ابنتي الذي ولد قبل القبض علي بيوم واحد (اجهش بالبكاء ثم اكمل) اسمته ابنتي على اسمي ويبلغ الان خمس سنوات ولم اراه الا في الصور فقط اتمنى رؤيته ومعايدته .
ثم مع الشاب حامد المتعاني مسجون منذ ثلاث شهور ،حيث قال : الحمدلله هذا قضاء الله وابتلاء الصوم بعيد عن الاهل جداً صعب ومتعب نفسياً علي وعليهم فكيف بالعيد مااعرف كيف نفسيتهم واستعداداتهم هل مثل كل سنه ولا وش بيسوون اسأل الله الفرج القريب لي وللجميع .
ثم مع العم خضران الزهراني ،حيث كانت رسالته الاكثر حزناً وألماً ، فقال وعينيه تفيض بالدموع : والله العظيم ياولدي تعودت انا لي هنيا ١٨ سنه يوم كان ولدي صغير بالمتوسط الحين رجال متزوج ولا حضرت عرسه ولا شفته عريس ولا شفته متخرج ولا فرحت معاه ابد زوجتي خلعتني وتزوجت وصار عندها عيال وتركت ولدي لحاله مع امي الله يعلم كيف تربى من صرف عليه ؟ رسالتي اوجهها لولدي اقوله والله اني مظلوم وسبك سجني امك ولا انا ماكنت اتدين الا عشانها اقوله ياخالد تعال بشوفك تكفى والله اخاف اموت وانا مااعرف شكلك ونت رجال والله منت بخسران ساعه بس اشوف الشنب كيف خاط بوجهك تكفى ونا ابوك بكره عيالك يبروك.
بحق كلامه ابكانا جميعاً ونبرته كانت حزينة جداً ثم رأيت شاباً منطوي على نفسه وكأنه خائف وبدا لي انه حديث السجن وحين سألت عنه قالو بأنه محكوم عليه بالإعدام فاقشعر بدني لحاله وحين طلبنا الإذن للقاءه ودخلنا عليه سألناه مارسالتك لذوييك بمناسبة العيد قال : ابي امي تسامحني وخطيبتي تسامحني وابلغها اني محللها مني الله يرزقها بالأفضل وامي ياامي تكفى سامحيني انا ما قصدت الحادثه كان الشيطان لاعب براسي وصار الي صار وابي اهل القتيل يحللوني ويسامحوني واناشدهم واترجاهم بالعفو والله ونا اخوك ماانام الليل من الخوف كوابيس والله الموت يخوف وانا خايف من الموت وكل مااتذكر رقبتي بتطير بسيف من الخوف اصير مثل الاطفال الله يعزك ونا نايم ابلل فراشي من الرهبه ، اسال الله ان يغفرلي ويثبتني ويصبر قلب امي .
نسأل الله له العفو واتمنى ان يعفو عنه اهل القتيل بإذن الله تعالى فلا محال مع الله ، القضبان من حديد الجدار من اسمنت الارض من رخام ثلاثة جمادات تحتجز بداخلها احلام صرخات الام واهات تحتاج من يوصلها للناس للعظه والعبره فهل من معتبر؟!