المصدر -  المفكر الدكتور عبدالوهاب المسيري -رحمه الله- طرح مصطلحي المجتمع التراحمي والمجتمع التعاقدي في كثير من حواراته الفكرية مع سوزان حرفي

المدينة يغلب عليها طابع التعاقد بينما مظهر التراحم في الأرياف هو السائد

ومع غلبة الظاهرة التعاقدية في المدينة، إلا أنها تتباين بين مدينة وأخرى، وكلما زاد مظهر التعاقد كلما قلت الروح المشاعرية في الأشياء

هناك فرق في شعور الذكريات بين الخبز الذي يقوم بطهيه العم يحيى وبين الآخر الذي يعده فريدريك مارفن، حتى وإن كان الثاني أكثر جودة وإجادة من الأول

ليس شرطاً أن يكون العم يحيى من عائلتنا أو قبيلتنا أو مدينتنا أو حتى دولتنا، ولكن ثقافة التواصل في المجتمع هي التي تجعل من فريدريك مارفن بمستوى العم يحيى

تلاطفوا بالحديث، وتبسموا في وجوههم، ومازحوهم وأسعدوهم كي تسعدوا أنتم وتشعروا بحياة أجمل

والاحترام يعم في المسلمين وفي غيرهم، ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة، عندما كان يتسابق هو وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لتناول مرقة جارهم اليهودي

يتسابق بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام مع زوجته لمرقة اليهودي، فما بال أقوام يرفعون أنوفهم كبراً على جارهم المسلم، وعلى كبير السن الذي ابيضت لحيته بالشيب

إنه الإسلام إنه الإيمان إنها الأخلاق
فلا إيمان لمن لا خلُق له