المصدر -
مع خسارة تنظيم داعش الارهابي*لأراض في سوريا والعراق، يدعو التنظيم مقاتليه إلى التركيز على تخريب البنية التحتية للدولتين، حتى لا يستفيد أعداؤه من خسائره وهو ما يزيد من التحديات التي تواجهها حكومتا البلدين.
وعندما تقدم النظام السوري وميليشياته بدعم من غطاء جوي روسي بمدينة تدمر التاريخية قبل نحو ثلاثة أسابيع، أمر التنظيم مقاتليه بتدمير حقول النفط والغاز.
وقال التنظيم في مقال نشر في مجلته الرسمية (النبأ) على الإنترنت «الواجب على المجاهدين اليوم أن يوسعوا من حجم عملياتهم التي تستهدف الأسس الاقتصادية لأنظمة المشركين وذلك سعيا لحرمان الحكومات الصليبية والمرتدة من هذه الموارد».
وتشكل هذه الاستراتيجية التي ينتهجها التنظيم تحديا مزدوجا أمام نظامي بغداد ودمشق، إذ تحرمهما من الدخل، وتجعل من الصعب في الوقت نفسه تقديم الخدمات والدعم الشعبي في المناطق المدمرة التي يتم تحريرها من أيدي التنظيم.
لم يقف الأمر عند حقول النفط والغاز، بل امتد إلى آثار المدينة القديمة تدمر، التي تبعد 200 كيلومتر شمال شرقي العاصمة دمشق، خلال سيطرة التنظيم عليها لمرتين، حيث دمر بعض تراثها الأثري الذي لا يقدر بثمن، قبل أن تستعيد القوات السورية السيطرة عليها.
ووصف خبير الآثار وائل حفيان الأضرار التي لحقت بالمصلبة (التترابيلون)، المؤلفة من أربع قواعد متقابلة فوق كل منها أربعة أعمدة، بأنها جسيمة. وقال حفيان إن أربعة أعمدة فقط بقيت من أصل 16 عمودا.
وفي المقال يرى التنظيم أن تدمير الأصول الاقتصادية الأساسية يشكل أولوية أكبر من تدمير التراث الأكثر رمزية.
سياسة الدمار الشامل
يعتقد محللون أن التنظيم يعيش وضعا صعبا في ظل الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، فضلا عن الضربات الجوية التي تنفذها روسيا في سوريا.
كما تحقق قوات عراقية تقدما ملحوظا في معركتها لاستعادة الموصل، وهي المدينة التي أعلن منها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قيام الخلافة. وقال التنظيم في المقال «أي ضرر يلحقه التنظيم بمصالح هاتين الحكومتين الاقتصادية أو الخدمية من شأنه إضعافها. ولو كان برج كهرباء في ديالى أو بئر نفط في كركوك أو شبكة اتصالات في بغداد أو موقعا سياحيا في أربيل».
وقال جعفر الإبراهيمي مستشار الحكومة العراقية للبنى التحتية لرويترز، إن تنظيم الدولة الإسلامية تسبب في خسائر تقدر بنحو 30 مليار دولار في البنية التحتية العراقية منذ 2014.
وأضاف الإبراهيمي «داعش استخدم سياسة التدمير الشامل للمنشآت والمصانع والبنايات، بقصد إحداث أكبر ضرر اقتصادي للعراق.