المصدر -
قُتل 33 مدنياً على الأقل في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة أميركية استهدف مركزا لإيواء النازحين في شمال سوريا في وقت قامت فيه قوات التحالف بإنزال جوي في محافظة الرقة.
في إطار جهود محاربة تنظيم الدولة، أعلن البنتاغون أن المدفعية الأميركية تساند إلى جانب الغارات الجوية المعتادة قوات سوريا الديمقراطية في هجومها للسيطرة على سد الفرات (سد الطبقة) في ريف الرقة (شمال) الغربي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء بمقتل 33 مدنياً على الأقل فجر الثلاثاء في قصف للتحالف الدولي استهدف مدرسة تستخدم لإيواء النازحين في بلدة المنصورة في ريف الرقة الغربي.
وأشار عبدالرحمن إلى أنه خلال خمس ساعات من عمليات الإنقاذ لم يتم انتشال سوى ناجيين اثنين من تحت الأنقاض.
وأفادت حملة «الرقة تُذبح بصمت»، التي توثق انتهاكات وممارسات تنظيم الدولة الإسلامية، بأن المدرسة المستهدفة «كانت تؤوي ما يقارب 50 عائلة من النازحين».
وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أمس الأربعاء أن التحالف الدولي سيحقق في الأمر.
وفي إطار معركة الرقة، قال المتحدث باسم البنتاغون الميجور أدريان رانكين-غالواي لـ «فرانس برس»: إن «قوات التحالف تقدم دعما» لقوات سوريا الديمقراطية بالمدفعية والإسناد الجوي لاستعادة سد الطبقة (سد الفرات) غرب الرقة.
وتعتمد محافظات شمال وشرق سوريا بشكل رئيسي على السد لتأمين مياه الشفة لملايين المدنيين ولري مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.
وعلى الجبهة ذاتها، نفذت قوات أميركية يرافقها عناصر من قوات سوريا الديمقراطية الأربعاء عملية إنزال بري على بعد كيلومترات من مدينة الطبقة.
وقال قيادي في قوات سوريا الديمقراطية لـ «فرانس برس»: «نفذت قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) مع عناصر من قوات سوريا الديمقراطية إنزالا جويا في ثلاث قرى جنوب نهر الفرات... بهدف التقدم باتجاه مدينة الطبقة».
معارك دمشق وحماة
وبعيداً عن جبهات تنظيم الدولة، دورت معارك عنيفة لليوم الرابع على التوالي في شرق دمشق بين هيئة تحرير الشام المشكلة من فصائل إسلامية معارضة من جهةٍ وقوات النظام من جهةٍ ثانيةٍ.
وتتركز المعارك بين حي جوبر (شرق) والقابون (شمال شرق)، وتعد هذه المعارك الأكثر عنفا في دمشق منذ عامين.
وتهدف الفصائل، بحسب عبدالرحمن، إلى «الربط بين مناطق سيطرتها في حيي جوبر والقابون».
وأفاد مراسلو «فرانس برس» في دمشق صباحا بسماعهم أصوات اشتباكات، فضلا عن تفجيرات ناتجة عن سقوط قذائف هاون على الأحياء القريبة من مناطق المعارك.
وقال أبو ريتا، الذي يعمل سائق أجرة، من سكان حي العباسيين: «لم أخرج من بيتي منذ أربعة أيام... كانت أصعب أيام مرّت عليَّ»، مضيفا «لم تفارق أصوات القصف حي العباسيين، وانكسر أحد نوافذ بيتي منذ يومين».
وفي وسط البلاد، شنت فصائل المعارضة، بينها أيضاً هيئة تحرير الشام، مساء أمس الأول الثلاثاء، هجوما ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي، وتمكنت من التقدم والسيطرة على عدد من القرى والبلدات.
وتبعد الفصائل حاليا «أربعة كيلومترات» عن مدينة حماة، وفق عبدالرحمن.
وشاهد مراسل «فرانس برس» قرب بلدة صوران، التي سيطرت عليها الفصائل مؤخرا، مقاتلين على متن سيارات عسكرية يتنقلون على طرقات ترابية بين أشجار زيتون، كما مدنيين يفرون على متن شاحنات صغيرة حاملين معهم حاجياتهم.
نيران على الحدود
في شمال سوريا، فتحت تركيا النار على منطقة يسيطر عليها الأكراد أمس الأربعاء بعد أن قالت: إن أحد جنودها قُتل برصاصات أطلقها قناص من الجانب الآخر للحدود، وهو ما يثير خطر تصاعد صراع مع مقاتلين أكراد تدعمهم الولايات المتحدة.
وقال الجيش التركي: إن الجندي قُتل في إقليم هاتاي الحدودي التركي برصاص قناص عبر الحدود من عفرين في سوريا التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية. وأضاف أن جنوده ردوا بإطلاق النيران.