المصدر -
عندما وافق يحيى جامع على التنازل عن الحكم قبل شهر، أعرب عدد قليل من الجامبيين عن تفاؤلهم بأن يتمكن مواطنهم سارجو مانيه الذي لم يفقد الأمل، في أن يعثر على ابنه المفقود منذ عقد. إلا أن عائلته وأصدقاءه لم يتلقوا أي معلومة تتعلق بمصير أبريما مانيه، الذي أوقف في يوليو 2006 لأسباب لم تتضح، في مقر صحيفة «دايلي أوبزرفر» اليومية القريبة من الحكومة، حيث كان يعمل.
وأعلن الرئيس الجامبي الجديد أداما بارو السبت تشكيل «لجنة تحقيق حول اختفاء جميع الذين أوقفوا واختفى أثرهم» طوال حكم يحيى جامع الذي استمر 22 عاماً، ولم يعرف عددهم. فقد حضر عناصر من وكالة الاستخبارات الوطنية واعتقلوا الصحافي أبريما مانيه بُعَيْد قمة إفريقية في هذه المستعمرة البريطانية السابقة، المحاطة بالسنغال باستثناء واجهتها البحرية الضيقة، واختفى أثره منذ ذلك الحين.
وفي 2009، أكدت وزيرة العدل آنذاك ماري سان-فيردوس، في البرلمان أن الصحافي ليس في الاعتقال، وما لبث مسؤولون آخرون، منهم القائد الحالي للشرطة أن ادعوا أنه في الولايات المتحدة.
لكنه لم يظهر مجدداً لا في الخارج ولا في جامبيا، خلافاً لمعتقلين آخرين، بعد ذهاب يحيى جامع إلى غينيا الاستوائية في 21 يناير. وقال والده: «لقد تحطمت آمالي، وسأرفع دعوى على يحيى جامع وعلى جميع المسؤولين عن اختفاء ابني».
وتعهد وزير الداخلية الجديد ماي فاتي بتشكيل مجموعة تحقيق يتمحور عملها حول حوادث الاختفاء القسرية و»مواقع الاعتقال السرية». وفي تصريح لوكالة فرانس برس، طرح فاتي إمكان «وجود أشخاص ما زالوا معتقلين» في أماكن غير معروفة، حتى بعد استقالة يحيى جامع.
بالإضافة إلى وكالة الاستخبارات الوطنية التي غير الرئيس بارو اسمها ووعد بإعادة تركيز مهماتها على جمع المعلومات بدلا من زرع الخوف بين السكان، يستند النظام الى وحدة «جنغلرز» التي تضم أربعين عضوا وتعتبر مثل فرق الموت لدى النظام.
وفي جامبيا زمن يحيى جامع، لم يكن أحد يشعر بالأمان، حتى أعضاء حرسه الشخصي، مثل الجندي توماني جالو (24 عاماً) الذي اختفى في سبتمبر 2016، بعد اندلاع حريق في مقر الحزب الحاكم.
وأكد بوبا ساوو أحد أفراد عائلته «أن عناصر من وكالة الاستخبارات الوطنية اعتقلوه مع اثنين من زملائه».
وأفرج عن رفيقيه بعد استقالة يحيى جامع، أما هو فلا، وقال بوبا ساوو: «بحثنا عنه في كل مكان، وكالة الاستخبارات الوطنية تقول إنه ليس معها». حتى عائلة يحيى جامع لم تكن في أمان، كما يؤكد أداما كوجابي، أحد أقاربه الذي أوقفت وكالة الاستخبارات الوطنية والده في أبريل 2016. وهو لا يطرح سوى سؤال واحد في شأنه، كما قال لوكالة فرانس برس: «هل هو حي يرزق؟».
وقد أبدى عدد ضئيل من مسؤولي الصف الأول في ماكينة القمع قلقهم حتى الآن.
إلا أن رجلين متهمين بخطف النائب الغامبي ماهاوا شام ورجل أعمال في السنغال في 2013، قد اعتقلا في فبراير.
لكن الجنرال بورا كولي، المسؤول السابق عن السجون الجامبية، ولا سيما سجن «مايل تو» السيئ الذكر، والذي اعتقل في السنغال، أفرج عنه من دون توجيه أي تهمة إليه.
أما وزير الداخلية السابق عثمان سونكو الذي عزل في سبتمبر 2016 للاشتباه في أنه قام بعمليات تعذيب وإعدام، فاعتقل في سويسرا في يناير، بناء على إخبار من منظمة «محاكمة دولية» غير الحكومية التي تتصدى للإفلات من العقاب في العالم.