المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
بواسطة : 26-01-2017 12:47 صباحاً 9.8K
المصدر -  

عبد العزيز بن سعود

أكد رئيس قسم أمراض الدم بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، الدكتور أحمد السعيد، أن نجاح عمليات زراعة نخاع العظم في مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل للأورام بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بالقطاع الغربي يعتمد بعد الله عز وجل على توفر فريق طبي يتمتع بكفاءة عالية وكذلك توفر الاجهزة والتقنيات اللازمة، بالإضافة إلى الدور الكبير في عملية التنسيق الشامل والذي يتم عن طريق منسقة الزراعة الأستاذة رؤى قصاص والذي يكفل بعد فضل الله وتوفيقة النجاح التام لعملية الزراعة، وهذا ما شهده قسم أمراض الدم وزراعة النخاع العظمي بالمركز منذ أكثر من عامين على بدء برنامج زراعة النخاع.

حيث يعد المركز احدى النقلات الحضارية لوزارة الحرس الوطني بما يمتلكه من إمكانيات عالية واجهزة طبية عالية الدقة، وبين الدكتور السعيد إلى أنه حتى الان تم زراعة ستين حالة ما بين زراعة ذاتية وزراعة من متبرع من أمراض مختلفة في برنامج زراعة نخاع العظم للكبار والأطفال وقد تكللت كل الحالات بالنجاح ولله الحمد. كما أشار السعيد أن زراعة النخاع العظمي تشكل أملاً لكثير من المصابين بالأورام الخبيثة خصوصاً إذا شخصت حالة المريض بسرطان الدم والأورام الليمفاوية. واضاف الدكتور أن المركز يستقبل سنوياً أكثر من 2000 حالة أورام صلبة وما يقارب 300 حالة سرطان دم (لوكيميا) وهذه الاحصائيات بحسب وحدة التخزين المعلوماتية والتي تعد واحدة من انجازات المركز.

حيث تمكن الفريق الطبي التابع لبرنامج زراعة نخاع العظم في قسم امراض الدم بالمركز من تحقيق نجاح جديد في علاج حالة مصابة بمرض اللوكيميا المزمن وذلك عن طريق زراعة النخاع العظمي من متبرع قريب، والمتعارف عليه طبياً ان اللجوء إلى زراعة النخاع أو ما يسمى ايضا زراعة* الخلايا الجذعية يكون عندما تحدث اضرار في خلايا الدم او تلف ادى الى الاصابة بأمراض الدم المعروفة كأمراض سرطان الدم، وكذلك عند فشل النخاع العظمي المسؤول عن انتاج خلايا الدم.

وتأخذ عملية نقل وزراعة الخلايا الجذعية عدة اشكال كما هو متعارف عليه دولياً، منها عملية الزراعة من شقيق مطابق للأنسجة الخلوية ( أخ أو أخت) وفي هذا النوع ترتفع صعوبة العملية نظرا لتطلبها مهارة عالية جدا وكذلك توفر طاقم طبي، ويكون المريض معرض لحدوث مضاعفات قد تصل إلى الوفاة بنسبة 15% لا سمح الله، مقارنة بالزراعة الذاتية.

وقد تم استخدام هذا النوع من عمليات الزراعة في علاج الحالة بواسطة الفريق الطبي وعلى رأسهم الدكتور زايد صالح الزهراني، استشاري امراض الدم وزراعة نخاع العظم ورئيس برنامج زراعة نخاع العظم للبالغين الأمر الذي تكلل بالنجاح ولله الحمد.

حيث قال في ذات السياق الدكتور زايد - أن الحالة كانت لمريضة تعاني من مرض لوكيميا الدم المزمن، ولعدم حصول استجابة من استخدام الأدوية المتعارف عليها والمصرح عليها دوليا في علاج مثل هذه الامراض، تم اللجوء إلى عملية زراعة الخلايا الجذعية، وتقرر أن يتم التبرع لها من شقيقها بعد اكتشاف انه مطابق كليا للمريضة عن طريق تحليل تطابق الانسجة، ويضيف الدكتور زايد أنه قبل الشروع في اجراءات عملية زرع الخلايا الجذعية للمريضة تم تجهيز المريضة بعدة مراحل ومنها* تهيئتها نفسيا، وايضا إخضاع المريضة لإعداد بدني يشمل النظام الغذائي ويتم ذلك عن طريق اخصائي تغذية، بالإضافة إلى ذلك يتم تثقيف المريضة والمتبرع صحياً بجميع الأمور المتعلقة بزراعة الخلايا الجذعية، وايضا عرضهم على طبيب أخر غير المشرف على الحالة وذلك لتفادي الازدواجية في قرار اجراء العملية من قبل المريضة والمتبرع.

بعد ذلك تبدأ مرحلة عمل الفحوصات اللازمة والتي شملت تحاليل الدم وفحوصات كشف الفايروسات وايضا عمل فحوصات تتعلق بوظائف الاعضاء كالقلب، الرئة، الكلى، والكبد، وبعد التأكد من سلامة الشخصين يتم ادخالهم في مرحلة البدء بالعلاج، وفي البداية يتم اعطاء المريضة جرعات مكثفة من العلاج الكيماوي وذلك لقتل جميع خلايا الدم، وبهذا تم ولله الحمد تخطي مرحلة الجرعات الكيماوية من دون حدوث أي اضرار على المريضة أو أي مضاعفات كان من الممكن ان تؤدي إلى إيقاف الزراعة.

وفي الوقت ذاته تم اعطاء الشخص المتبرع جرعات منشطة لتحفيز الخلايا الجذعية في النشوء بعدد اكثر وذلك لمدة خمس ايام، بعد ذلك قام الفريق الطبي بتجميع الخلايا عن طريق جهاز يسمى جهاز الاوبتيا وهو جهاز حديث يقوم بتجميع الخلايا الجذعية، وتستغرق عملية التجميع قرابة الاربع الى الست ساعات حسب وزن المتبرع و كمية الخلايا المنتجة في جسمه، وبعد انتهاء مرحلة التجميع يتم حقن الخلايا الجذعية في جسم المريض عن طريق القسطرة الوريدية وعملية الحقن هي شبيهة جدا بإعطاء الدم للمريض وليس حقن الخلايا الجذعية في العظم كما يتصور اغلب الناس.

ولله الحمد تم الانتهاء من عملية النقل واستطاع الشخص المانح مغادرة المستشفى في نفس اليوم مع الاستمرار في متابعة حالته تفاديا لحدوث مضاعفات وهذا لم يحدث ولله الحمد، وفي نفس الوقت يتم اعطاء المريضة أدوية مثبطة للمناعة كي لا تحصل مقاومة خلوية او رفض للخلايا الجذعية وهذه الفترة حرجة جدا اذ قد يصاب المريض بالتهابات خطيرة قد تودي الى الوفاة لا سمح الله.

ويمكث مريض الزراعة من 4-6 اسابيع الى ان يتم ارتفاع صفائح الدم والمناعة كما حصل للحالة في اليوم الحادي عشر بعد حقن الخلايا الجذعية وبعد ذلك تم تهيئة المريضة للخروج من المستشفى، وقد تمت متابعة المريضة مرتين الى ثلاث مرات بالأسبوع في عيادة الاورام حتى الوصول إلى انتهاء فترة الثلاث اشهر المجدولة في مراحل العلاج والتي حينها يتم عمل كشف كامل للمريضة يشمل فحص الخلايا بشكل عام والتأكد من سلامتها، ونتيجة لذلك تم التأكد من شفاء المريضة من مرض اللوكيميا المزمن بشكل تام ولله الحمد، كما بين الدكتور زايد أنه على الرغم من أن مضاعفات الزراعة قد تكون الوفاة فيها بنسبة 15%، وكذلك التكلفة المالية قد تصل إلى اكثر من مليون، فأن حياة المريضة من دون ذلك الإجراء كانت مهددة وبنسبة 100% لا سمح الله.