منذ أن قرر صالح مبارك الراشد الدخول في سوق العمل عبر قطاع الاتصالات، رفع سقف طموحه، لكنه آثر أن يبدأ من الصفر، عبر العمل في أحد المحال، لكسب الخبرة، لكنه لم يكد يكمل شهرا واحدا من العمل كموظف حتى وجد نفسه أمام خيارين، إما الانتقال إلى محل آخر، أو تملك المحل الذي يعمل فيه بسبب عزم صاحبه على إغلاق محله عقب خروج الأجانب منه، فاختار الخيار الثاني كونه يشكل فرصة ثمينة تكاد لا تتكرر لتحقيق طموحه في وقت قياسي جدا.
يقول صالح: "خلال عملي لشهر واحد اكتسبت خبرة جيدة، وكونت فكرة عن السوق بشكل عام في محافظة ينبع، وحينما اختار صاحب المحل الخروج من السوق، فكرت في أنها الفرصة المناسبة لأن أتولى إدارة مشروعي، خاصة وأن المحل لديه زبائن يقصدونه بشكل مباشر، لذلك توكلت على الله وأخذت المحل وأصبحت أنا المسؤول عنه، وبادرت بتوظيف عدد من الشبان السعوديين ليساعدوني في عملية البيع والشراء".
ووصف صالح قطاع الاتصالات بالكنز، كونه يحقق أرباحا مغرية لمن يعمل به، خاصة وأن الوضع يعتبر مستقرا ومحفزا للشباب بعد قرار توطين هذا القطاع، مؤكدا أن العثور على شباب سعوديين للعمل فيه ليس صعبا على الإطلاق، لكن الأهم المحافظة عليهم، عن طريق إعطائهم حقوقهم كاملة ليتمكن صاحب العمل من المطالبة بحقوقه منهم، مشيرا إلى أن البعض يقبل بتوظيف أولئك الشباب من أجل إكمال نسبة التوطين فقط، ويكتفي بتواجدهم ولا يمنحهم الفرصة للتعلم أو التعامل مع الزبائن، وهذا سبب مقنع لأي شاب بالخروج وترك العمل، لأنه لم يجد القيمة التي يحققها في ذلك العمل، مشددا على أن إعطاء الشباب فرصة لإثبات وجودهم والقيمة المضافة لهم، سيزيد من رغبتهم في العمل، خاصة وأن التعامل مع العملاء والزبائن والتداخل في عملية البيع والشراء سيكسب أولئك الشباب الحماسة والحافز للعمل، ويجعلهم يستمرون في العمل وبذل الجهد من أجل الحصول على ثقة صاحب العمل، والحصول على ترقيات أو علاوات تحفيزية.
ووجه الراشد نصيحة للشباب السعودي بالمسارعة في الدخول إلى سوق العمل عبر قطاع الاتصالات، كونه يعتبر من أكثر القطاعات حيوية ودخلا ماديا، خاصة وأنه سوق متجدد ومتطور، ولا يتوقف عند حد معين، في ظل الثورة التقنية التي تتواصل وتكبر يوما بعد يوم، مستدلا باستمرار الشركات في إصدار واستحداث أجهزة ذكية على مدار العام، وتنوع الاحتياجات فيه من اكسسوارات ومستلزمات تجعل السوق نشطا على مدار العام.